الأخبار
جندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلال
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سيدتي الجميلة ج 2 بقلم:سليم عوض عيشان ( علاونة )

تاريخ النشر : 2010-06-21
سيدتي الجميلة ج 2 بقلم:سليم عوض عيشان ( علاونة )
قصة قصيرة
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونة )
غزة الصمود والمحبة
================
تنويه لا بد منه :
منذ نشر النص .. وحتى ساعات
اتصل بي العشرات .. والعشرات
من الأخوة .. السادة .. والسيدات
ممن انطبقت عليهم الشخصيات
وانطبقت عليهم أحداث الروايات
يسألون : هل أقصدهم بالحكايات ؟؟!!
-------------------------------------

(( سيدتي الجميلة .. الجزء 2 ))

" المبــــــــــــــروك "

تمتم الطبيب المولد بما يشبه الهمس :
- إنه مولود هالك .. لقد ولد الجنين ميتاً .
غادر الطبيب المكان ليقوم بالإجراءات الخاصة بإصدار شهادة الوفاة للجنين الهالك .
عندما كانت الممرضة المساعدة تقوم بعمل الترتيبات النهائية بعد عملية الولادة للمرأة .. وعندما كانت تضع الجنين الميت في قطعة القماش ووضعها جانباً تمهيداً للتخلص منها .. ومن أجل متابعة بقية الإجراءات اللازمة .. لاحظت الممرضة بأن قطعة القماش تتحرك وتهتز ببطء .
فوجئت الممرضة بالأمر .. سارعت باستدعاء الطبيب المولد على عجل واطلاعه على الأمر .. وقف الطبيب المولد لبعض الوقت أمام الجنين المولود يراقب الأمر .. لاحظ بأن الجنين الوليد يتحرك ويهتز بالفعل بشكل متصل ولكن ببطء شديد .
.. قام بتمزيق الأوراق التي كان يعدها لإصدار شهادة الوفاة .. وراح يصدر الأوامر المتلاحقة السريعة بنقل الوليد إلى الحاضنة الخاصة بالمواليد " الخدج " .. وعمل كل الترتيبات اللازمة .
الوليد لم يكن سوى قطعة لحمية مهلهلة شبه مشوهة .. داكنة السواد .. لا يتعدى وزنها بضع مئات من الجرامات .. بدت وكأنها لا تمت للبشرية بصلة .. جامدة الحركة إلا من حركة متواضعة .. ولكن يبدو بأن الحركة قد دبت فيها بشكل جيد بمجرد وضعها في حاضنة المواليد " الخدج " .
عندما أصبح طفلاً .. كانت أمارات وآثار موقف الولادة لا زالت ملتصقة به .. من سواده الداكن الواضح .. إلى هزاله الغريب البادي .. إلى تقوس الظهر بشكل غريب .. وعدم النطق السليم ولو بشكل نسبي .. واستيلاء" التأتاة " .. و " الفأفأة " على النطق .. وعدم الاتزان أثناء السير .
كل هذه المواصفات والمؤهلات ؛ كانت ترشحه وبجدارة لأن يكون " ملهاة " الأطفال و " لعبتهم " المسلية .. ومادة التندر والتفكه .
بالتالي .. لم يكن الطفل مهيئاً لدخول المدارس الرسمية أو غير الرسمية .. ولم يكن مهيئاً لممارسة أي عمل مهني أو بدني أو فكري بالمطلق .
كلما كبر .. ونضج .. كلما بانت مؤهلاته تلك وتجسدت بشكل كبير .. فما إن تعدى مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب .. حتى كان يؤثر الانزواء والانطواء في كثير من الأحيان .. تفادياً لمشاكسات الأطفال والشباب .
في الغالب ، كان الأب أو الأخوة يصطحبونه مهم أثناء التسوق من السوق أو المحلات التجارية .. لا لشيء إلا ليقوم بمساعدتهم بحمل الأشياء التي كانوا يقومون بشرائها .. فيقوم بحمل بعض أكياس الحاجيات .. فيتمايل ويئن تحت ثقلها .. يتعثر .. وفي أحيان كثيرة كان يسقط على الأرض ..
في الغالب ؛ فإن ما كان يرتديه من أسمال بالية .. تبدو مهلهلة بشكل غريب .. وتكون واسعة فضفاضة على جسده النحيل .. فيبدو كـ " الأراجوز " .. أو " البلياتشو " .. فيكون مادة دسمة للتندر والتفكه من الجميع .
في كثير من الأحيان .. وعندما لم يكن الأطفال يجدون لعبة مسلية يلهون بها .. كانوا يترصدونه .. فيلاحقونه بمجرد أن يظهر في الطريق فيشاكسونه بالحديث والصراخ .. وقد يتمادى البعض بمد الأيدي نحوه .. للتربيت على وجهه ورقبته وظهره .. ثم يصفعونه بقوة على الوجه أو القفا وهم يتضاحكون ويصرخون فرحين .. فلا يسعه سوى محاولة الفرار من بين أيديهم بدون جدوى .. فيتحلقون من حوله .. ويمنعونه من الفرار .. فيصفعه هذا .. ويركله ثانٍ .. ويلكمه ثالث .. ولا يفلت من بين أيديهم إلا عندما يتدخل في الأمر رجل وقور من رجالات الحيّ .. أو يتصادف مرور أحد أقاربه في المكان .
منذ البداية .. وحتى النهاية .. كان لا بد من اختيار لقب يناسبه .. ولقد اهتدى الجميع على لقب أطلقوه عليه .. ولم يلبث الجميع أن رددوه باستمرار .. حتى طغى على اسمه الحقيقي .. ولم يعد أحد يناديه باسمه الحقيقي .. بل أصبح الجميع يطلقون عليه لقب ..
" المبــــــروك "

... يتبع ..
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف