
قصة قصيرة
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونة )
غزة الصمود والمحبة
================
(( سيدتي الجميلة ))
مقدمة لا بد منها :
أحداث وشخوص النص حقيقية ...
وليست من الخيال بالمطلق ..
ولا فضل للكاتب على النص سوى الصياغة الأدبية .
------------------------------
سيدة جميلة .. أنيقة .. جذابة .. رائعة الحسن والجمال .. رقيقة .. ناعمة .. مهذبة .. كانت تدخل الـ " بوتيك " يسبقها عطرها الراقي وأريج أنوثتها الفواح .
هب صاحب الـ "بوتيك " مسرعاً ليقوم على خدمة السيدة الجميلة ويلبي طلبها ، أحس بأن السعادة الحقيقية له تكمن في تلبية طلب السيدة الجميلة وخدمتها بشكل جيد .. ابتسامتها الجذابة الرائعة تدخل السعادة والحبور في القلوب وتأسرها بسحرها الغريب .. كانت تسير إلى داخل " الـ " بوتيك " بتيه ودلال .. ورشاقة متناهية.. لو أقيمت مسابقة للأناقة لفازت بالمرتبة الأولى بلا منازع .. ولو نظمت مسابقة لاختيار ملكة الجمال ؛ لكان الفوز من نصيبها بلا شك .
ما إن بدأ صاحب " البوتيك " الترحيب بها .. ويعلن عن استعداده لخدمتها .. حتى كان يدخل إلى الـ " بوتيك " شاب مهلهل الثياب .. أشعث الشعر .. أغبر الوجه .. طويل اللحية والشارب بشكل عشوائي غريب .. يرتدي الأسمال البالية .. و" جاكيت " غريب متسخ مهلهل .. شمر أكمامها حتى الكوعين ومنتصف الذراعين بشكل غريب !! ... نحيل الجسم .. مقوس الظهر .. زائغ البصر .. تائه الفكر .. أقرب ما يكون إلى المجاذيب وأهل الشعوذة .. يسير بخطوات وئيدة وكأنه يتعثر في مشيته .. يترنح ذات الشمال وذات اليمين وكأنه ثمل .
تنبه له صاحب الـ " بوتيك " ، فتوجه ناحيته بسرعة لكي يسأله حاجته على عجالة ثم يتفرغ لخدمة السيدة الجميلة .
سأله صاحب الـ " بوتيك " عن الخدمة التي يمكن أن يؤديها له .. تمتم الشاب ببضع كلمات غير مترابطة الحروف .. طأطأ رأسه إلى الأرض .. راح يدمدم بما يشبه النطق بكلمات مبعثرة .
أعاد صاحب الـ " بوتيك " السؤال على الشاب مرة أخرى يسأله عما إذا كان بإمكانه تقديم الخدمة له بما يطلب من الـ " بوتيك " .. تمتم الشاب من جديد وراح يدمدم بكلمات وحروف غير واضحة .
اعتقد صاحب الـ " بوتيك " بأنه قد أدرك الأمر .. أخرج من جيبه قطعة نقود معدنية ومد بيده بها ناحية الشاب .. وقد اعتقد بأنه " شحاذ " يستجدي الناس شيئاً .. نظر الشاب إليه بعيون زائغة وفكر تائه مشتت .. لم يمد يده ليتناول قطعة النقود .
أدرك صاحب الـ " بوتيك " بأن الشاب متحرج من تناول النقود .. فقام بوضعها في جيب الثوب المهلهل للشاب .. ليكفينه مؤونة الإحراج بمد اليد لتناول النقود .
لم يغادر الشاب المكان .. عجب صاحب الـ " بوتيك " من الأمر ، راح يتساءل في نفسه عن سر الشاب الغريب ؟؟!! .. اعتقد بأن النقود التي أعطاها للشاب لم تكن كافية .. أخرج قطعة نقود أخرى وألحقها بالقطعة السابقة .
صاحب الـ " بوتيك " كان في عجلة من أمره ، وكان كل همه أن ينهي الموقف مع الشاب وبأي شكل من الأشكال وبأي ثمن .. ليتفرغ للسيدة الجميلة .
السيدة الجميلة بدورها .. لم تكن تتابع الأحداث التي كانت تجري بين صاحب الـ " بوتيك " والشاب المهلهل .. فلقد كانت تعاين المعروضات المختلفة في " فاترينات " الـ " بوتيك " .
حانت منها التفاتة ناحيتهما .. أحست بالموقف الحرج بين الرجلين .. توجهت على الفور نحوهما بخطوات وئيدة وحركات كلها تيه ودلال .. هتفت بصاحب الـ " بوتيك " بنبرات غريبة وهي تبتسم ابتسامة فيها كل ألوان الطيف :
- دعه يا سيدي .. إنه .. زوجي ؟؟!!
... يتبع
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونة )
غزة الصمود والمحبة
================
(( سيدتي الجميلة ))
مقدمة لا بد منها :
أحداث وشخوص النص حقيقية ...
وليست من الخيال بالمطلق ..
ولا فضل للكاتب على النص سوى الصياغة الأدبية .
------------------------------
سيدة جميلة .. أنيقة .. جذابة .. رائعة الحسن والجمال .. رقيقة .. ناعمة .. مهذبة .. كانت تدخل الـ " بوتيك " يسبقها عطرها الراقي وأريج أنوثتها الفواح .
هب صاحب الـ "بوتيك " مسرعاً ليقوم على خدمة السيدة الجميلة ويلبي طلبها ، أحس بأن السعادة الحقيقية له تكمن في تلبية طلب السيدة الجميلة وخدمتها بشكل جيد .. ابتسامتها الجذابة الرائعة تدخل السعادة والحبور في القلوب وتأسرها بسحرها الغريب .. كانت تسير إلى داخل " الـ " بوتيك " بتيه ودلال .. ورشاقة متناهية.. لو أقيمت مسابقة للأناقة لفازت بالمرتبة الأولى بلا منازع .. ولو نظمت مسابقة لاختيار ملكة الجمال ؛ لكان الفوز من نصيبها بلا شك .
ما إن بدأ صاحب " البوتيك " الترحيب بها .. ويعلن عن استعداده لخدمتها .. حتى كان يدخل إلى الـ " بوتيك " شاب مهلهل الثياب .. أشعث الشعر .. أغبر الوجه .. طويل اللحية والشارب بشكل عشوائي غريب .. يرتدي الأسمال البالية .. و" جاكيت " غريب متسخ مهلهل .. شمر أكمامها حتى الكوعين ومنتصف الذراعين بشكل غريب !! ... نحيل الجسم .. مقوس الظهر .. زائغ البصر .. تائه الفكر .. أقرب ما يكون إلى المجاذيب وأهل الشعوذة .. يسير بخطوات وئيدة وكأنه يتعثر في مشيته .. يترنح ذات الشمال وذات اليمين وكأنه ثمل .
تنبه له صاحب الـ " بوتيك " ، فتوجه ناحيته بسرعة لكي يسأله حاجته على عجالة ثم يتفرغ لخدمة السيدة الجميلة .
سأله صاحب الـ " بوتيك " عن الخدمة التي يمكن أن يؤديها له .. تمتم الشاب ببضع كلمات غير مترابطة الحروف .. طأطأ رأسه إلى الأرض .. راح يدمدم بما يشبه النطق بكلمات مبعثرة .
أعاد صاحب الـ " بوتيك " السؤال على الشاب مرة أخرى يسأله عما إذا كان بإمكانه تقديم الخدمة له بما يطلب من الـ " بوتيك " .. تمتم الشاب من جديد وراح يدمدم بكلمات وحروف غير واضحة .
اعتقد صاحب الـ " بوتيك " بأنه قد أدرك الأمر .. أخرج من جيبه قطعة نقود معدنية ومد بيده بها ناحية الشاب .. وقد اعتقد بأنه " شحاذ " يستجدي الناس شيئاً .. نظر الشاب إليه بعيون زائغة وفكر تائه مشتت .. لم يمد يده ليتناول قطعة النقود .
أدرك صاحب الـ " بوتيك " بأن الشاب متحرج من تناول النقود .. فقام بوضعها في جيب الثوب المهلهل للشاب .. ليكفينه مؤونة الإحراج بمد اليد لتناول النقود .
لم يغادر الشاب المكان .. عجب صاحب الـ " بوتيك " من الأمر ، راح يتساءل في نفسه عن سر الشاب الغريب ؟؟!! .. اعتقد بأن النقود التي أعطاها للشاب لم تكن كافية .. أخرج قطعة نقود أخرى وألحقها بالقطعة السابقة .
صاحب الـ " بوتيك " كان في عجلة من أمره ، وكان كل همه أن ينهي الموقف مع الشاب وبأي شكل من الأشكال وبأي ثمن .. ليتفرغ للسيدة الجميلة .
السيدة الجميلة بدورها .. لم تكن تتابع الأحداث التي كانت تجري بين صاحب الـ " بوتيك " والشاب المهلهل .. فلقد كانت تعاين المعروضات المختلفة في " فاترينات " الـ " بوتيك " .
حانت منها التفاتة ناحيتهما .. أحست بالموقف الحرج بين الرجلين .. توجهت على الفور نحوهما بخطوات وئيدة وحركات كلها تيه ودلال .. هتفت بصاحب الـ " بوتيك " بنبرات غريبة وهي تبتسم ابتسامة فيها كل ألوان الطيف :
- دعه يا سيدي .. إنه .. زوجي ؟؟!!
... يتبع