الأخبار
الهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوع
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

العين الزرقاء بقلم:شوقي صحراوي

تاريخ النشر : 2010-06-19
كانت الساعه تشير الى التاسعه ليلا , وتلك الغرفة الواسعة في منزل الاجوار تزدحم على مهل بالوافدين من الاقارب على هاته العائلة القبيلة.....لم يكن يفكر في النزول للتسلي بالسهر...فالمكان مكتظ وودود والجميع طيبون لكن الاطفال والفوضى يجعلان الاطار خانقا..... وللقدر أحكامه.....فلقد دفعه أعز اصدقائه دفعا الى النزول.....كان من الصعب وانت تسلم على الجميع....أن تلحظ الزائرين الجدد او الناس الذين لا تعرفهم من قبل....لذالك فقد ألقى سلاما شاملا برأسه ولوح براحته . متحسسا....طريقه بحذر وشوق لأقرب مكان فارغ يكون مقابلا من يتمناهم لمبادلته النظر .....تكاد عيناه لا ترتفعان, وكأنه يستجمع عواطفه وغربته لتزدحم فيه اللحظات ويصير قديما بزمنه في المكان. متمنيا ان ترفع عنه سلطة الاهتمام بالوافد الجديد....ها هو الان يشعر وأنهم قد تناسوه قليلا...فيجازف بنظرة ليتحسس تلك الزوايا وخباياها الودودة... الاجواء ثقيلة وكانت تلك ميزة يتحلى بها المجلس...عندما يفد عليه أناس غرباء لا يعرفهم أحد من قبل. يهل العديد منهم رغبة في التعرف اليه....وتشحن بالصمت حينا والفوضى احيانا....الانفاس والنظرات.....كانت شابة بيضاء في الثلاثينات من عمرها على وجه التقريب.....لم يكن ليصفها بأي وصف يسر ....لولا اظطراره الى تعريفها بشكل أو بآخر...فلقد رأى قبل التقاء عينه بملامحها الصافيه.....شحنة من العداء الغير مبرر ...تتكسر في المجال المغناطيسي القريب من وجهها, بل من مكان تواجده ايضا. عند وقوع بصره على وجهها وعينيها.....الزرقاوين وبشرتها البيضاء النقية.....لم يكن يستشعر العداء نحوها وانما كانت انطباعاته اقرب الى اللاتعبير والجمود......فنحن كثيرا ما نحب ونكره من النظرة الاولى..... لقد كان يشعر فقط بنفسه واقعة احيانا تحت هذا الانطباع الظالم في مجمله....وها هو الان...بقسوته يسلط عليه. لم يكن قد بادلها السلام باليد...أيكون ذالك ذنبه..؟؟..هل يكون شبحا رأته في أضغاث أحلامها يا الله .أو ربما شخصا لا يتلاءم مع روح المكان من منظورها......ها هو ذا يحاول تجاهلها.....وتدور الاجواء بمعتادها حتى ليشعر الكل بانصهارها داخل طاحونة العادة اليومية للجميع ....الا هما...هي.. وهو... ظلا كحبتي قمح عصيتان عن الذوبان في قلب الرحى.....عيناه تتملصان من عيونها, لكنهما مع مرور الوقت تألفان الانخساف تحت نظراتها الماحقة ....فهوكلما راح الى زنزانته فيهما نحو حبل مشنقة الاعدام..ملفوفا بالبياض,كلما زادت طيبته وسهومه أمام صمت الموت.......فيهما......مما دفعه الى قرب اتخاذ القرار بالارتماء..في الاجابات على بعض الاسئلة ممن يرغبون في اشراكه بالمزاح والحوارات الخاطفه....ليتسنى له اعلامهم ولو بايماءات اللحظ.....الاخرس...ان لم يسعفه لسانه بالكلام... وانه.....سوف يقتل.... وأنه عليهم الاعلام فورا ...لكن اعلام...من ؟ ليس يدري.......ها هو.. ذا......يقرر أخيرا النطق , ونسيان الامر برمته وسوف يكون متألقا كأحسن ايامه الخاليات, مع هاته الاجواء الذائبة بالنكت والتدخلات المرحه والحكايات........فالامر لا بد ....أن يأخذ بهذا الشكل.. أحد المسارين..........اما الاسراع التام والحاسم بتعليقيه في الحبال الغليظةالبارده لطوق مشنقتها المنتظر.........أو اعطاؤها صورة مخالفة عنه.....لن تصل بها بالمطلق في كل الاحوال الى الابتسام له.......بل سوف تنزل به درجة واحدة تحت مستوى الغليان والانفجار المتوقع. ها هو يحاول أن يكون طبيعيا وأن لا يتسرع في جني الثمار ,حنظلا كانت ام عسلا . هل تكفي اذا أويقات من الزمن المرير لتحسين صورته المرعبة لديها...؟؟ كانت الامور تسير..على كل حال....وقدر بدوره كل الاحتمالات اذ لم يكن تشاؤمه دوما بالغ القتامة.....والفرار ليس في متناوله حتما.......ولا تزال الرغبة الجامحة في الموت او الحياة تلازمه منذ جلسته الغريبة هذه.....كانت النساء يواصلنها قليلا ولم تكن هي تعرف تمام المعرفة الا زميلها في العمل والذي جاءت برفقته. زوجتة تسعد دوما بهاته الزيارات التي يقوم بها زوجها مرفوقا كل مرة بموظفة جديدة......وأنيقه.......وكأنها تعده لزفافه .....وما من قربان غيره لهذا العرس المشؤوم . كانت هجوماته على نفسه أشرس من ما تفعل هي به... قال في سره, ان الناس الذين يكرهوننا يكونون دوما على حق....فلماذا نحب نحن....ما من أمر يدعوا أحدا من الخلائق...لمبادلتنا المحبه......انها كلمة كبيرة.......وآسره.....والكره مباشر وسهل...وتصنعه افعال صغيرة خلال ثواني ليولد عملاقا يكبر ويمشي دون تعثر.....يمسح المدن بحذائه الجبار الممزق ان الذي يكرهنا قد يكون اطلع الغيب وعرف أننا نستحق ذالك...... يكون بذالك هاؤلاء المطلعون الغيب حقا مذهلون ..أما المحبون فحتما أناس أغبياء..يحترقون بنظرات لا معنى لها.....لا معايير لديهم.....كما يقول الشاعر...مما اظر بأهل العشق أنهموا...هووا وما عرفوا الدنيا....وما فطنوا..........وعندما يدركون سوف يتساقون كؤوس الكره مترعة. ها نحن نرى.......عشرات الاحباب......متباغضين......انظر انت نفسك...تجلس هنا.....تعشق تحب......وترى الان أمامك عشرات الرجال والنساء والشباب.....تحبهم جميعا لكنك في الحقيقة...الان في هاته اللحظة لم تأتي من اجل الجميع...فهم فقط اطار تحب أن ترى فيه...بعض ازاهيرك المنتقاة..لا غير.....طرحت منه العديد من الذين كنت تبادلهم الشوق وها أنت الان....في مرحلة ما من التمحيص...الذي لا تنتهي....تحترق..وتخترقك تلك العين الزرقاء حتى لتكاد تفرغك من مكنون توق النظرات الذي خزنته منذ سنين’ لتقاوم به الموت فيك.....لتحملك الى نومك, موتك الجديد المقدس والملتبس عليك. لهذا أنت دوما كثير الاحلام في نومك........الى درجة لا يتصورها أحد.....كأنك تعيش موصول الليل والنهار.....ما دمت ترى أحقيتك بأن تكون محبوبا من أولائك الذين تنظر اليهم الان...الان تماما....وترى بريق أعينهم المحبوب.....فمن حق المشاعر عليك أن يكون...هنالك.........نقيضه تماما.
لكنك تنسى أنهما حتما لن يلتقيا في قلبك أبدا في نفس اللحظة...بل ستشرع مباشرة في اللحظة التي تليها وبكل ممنونية وطاعة أبوابه....لعدوك الألد المتطرف الجديد......فله الحق في ممارسة طقوسه المسلطة على وجدانك...وسوف تعمل جاهدا على الفصل بين المسارين خوفا من أن يذهب الحق بالباطل او الباطل بالحق........لذا سوف تفرد لكل من الفارسين مسار جواده في مجاهل دمك.....وأنت ترى الوجه المرعب لغزالتك في صفاء مياه الغدير.// شوقي صحراوي.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف