الأخبار
الهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوع
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قلوبٌ بلا دِماءٍ !!الشيخ الشاعر: مصطفى قاسم عباس

تاريخ النشر : 2010-06-17
قلوبٌ بلا دِماءٍ !!الشيخ الشاعر:  مصطفى قاسم عباس
قلوبٌ بلا دِماءٍ
إذا قيل لك : إن إنساناً يعيش بلا قلبٍ فهل تصدقُ؟! أم أن علاماتِ الاستفهام سترتسم على نظرات عينك المحدّقة في دهشة , ولسانُ حالها يقول: هل من المعقولِ هذا؟
وإذا ما همس في أذنك إنسانٌ, وقال لك: إن هناك قلوباً في صدور أصحابها, ولكنها لا تنبض, ومع ذلك فهم لا يزالون على قيد الحياة. فهل سيسيطر عليك التعجّب, وتغرق في بحار الاستغرابِ؟
وإذا ما طرحنا سؤالاً جديداً عليك , والسؤال يقول: هل رأيت قلباً بلا دماءٍ , أو جفّت شرايينُه فغدا صحراءَ مجدِبةً, وجرداءَ مقفرةً ؟! فبماذا سوف تجيب على تلك الأسئلة ؟
...قد تشعر بالغرابة والحيرة والدهشة للوهلة الأولى عند سماعك لتلك الأسئلة , ولكن ربما بعد قليل قد تزول شكوكُك, ويطمئن قلبُك, ويتلاشى تعجّبُك, ويضمحل استغرابُك.
أما الأناس الذين يعيشون بلا قلوبٍ فإنهم كُثُر, ومنهم على سبيل المثال لا الحصر, رجلٌ نُزعت الرحمةُ من قلبه ,فضرّج عجوزاً هرماً بدمائه, وأمطر طفلاً بريئا بوابل رصاصه, وقتل آلاف الأبرياء, ومثّل بمئات الْجُثث, وشرّد الآمنين في ديارهم بعد أن أحرق منازلَهم عن بَكرة أبيها, وخلَّفها ملاعبَ لألسنة اللهبِ المتلظّي, ومسارحَ تُعرض على خشباتِها مواقفُ الذعر والخوف والهول, وحَوَّل أيْكَها ورياضَها إلى مهامِهَ موحشةٍ بعد أن ذبح حمائمَها وعنادِلَها,وأضحت أنهارُها شراباً ذا غُصّة ,وحميماً لا يُطاق ولا يُستساغ, فهل لهؤلاء قلوبٌ؟
وكثيرة هي القلوبُ التي في الصدور, ولكنْ قليلٌ منها ما ينبض , فالنبض دليلُ الحياة , وأمارة القوة والأمل , والحياة تعني الكرامةَ والعيش العزيز, وكم من إنسان يعيش ذليلاً, ويحيا بلا كرامة, يتجلبب بالضعف, ويقدّ خيوط الأمل, ولا يعرف معنى الحياة!
وكم من إنسانٍ يعيش حياتَه بلا هدف, لاهياً عابثاً, ليلُه سُباتٌ, ونهارُه فراغٌ, وماؤُهُ سراب , ....فأنّى لقلبه أن ينبضَ ؟ وأنى لخافقه أن يخفقَ ؟ فهذا وأمثالُه, لهم قلوبٌ لا يفقهون بها, ولهم قلوبٌ لا تنبض, ومع ذلك فهم لا يزالون على قيد الحياة, إلا أنهم أحياءُ الأجساد وأمواتُ القلوب. !
وماذا سنتحدث عن القلوب التي لا دماءَ فيها؟, في زمنٍ جفَّت فيه دماءُ الحياء في قلوب كثير ممن يُطأطئون رأسهم أمام سادتهم من اليهود, والصهاينة المعتدين....
ماذا سأخبركم عن قلوب جفّت منها دماءُ الأمانة والفضيلة, وارتوت من أُجاج الخيانة والرذيلة والخزي والعار؟!...
قلوبٌ استبدلت بدماء الإباء والرفعة دماءَ الذل والخنوع والهوان.....
قلوبٌ يسري فساد الضمير في دمائها منتشراً كانتشار النار في الهشيم....
قلوبٌ تُسقى من صديد الضلال, وتعيش على دِمَنِ الإفك والبهتان, وترتوي من معين الفكر المنحرفِ, وتعُبُّ الحقد عَبّاً,وتشرب الحسد والضغينة شُرْبَ الْهِيْم, وترتشف خمرةَ السكر الذهني الْمَقيت, فلا بد لهذه القلوبِ أن تُنبتَ أشواكَ النفاق على أغصان الكراهية, في أشجار التقليد الأعمى ,وسط مفاوز الزور والتضليل التي تحتويها غياهب تلك القلوبُ...
وعلى كل حالٍ, فلا تزال الحياةُ مليئةً بأناس قلوبُهم حيةٌ بالمودة , وأفئدتهم نقية, وخوافقهم سنية, وقلوبُهم مفعمَة بدماء الطهر والإخلاص والحب الصادق والعفاف...ولابد لأبابيل الحق أن ترميَ الباطل بحجارة من سجيل , .....
كما أتمنى أن يبقى العنوان ( قلوبٌ بلا دماء ) في الفكر وعلى الورق والأسطر فقط, وعلى المجاز لا على الحقيقة , وفي الخيال لا في الواقع....حتى نعيش معاً بمحبة القلوب النابضة بدماءِ الحياة البهية.
الشيخ الشاعر: مصطفى قاسم عباس
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف