الأخبار
الهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوع
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نافذة من بغداد: مرينا بيكم حَمَد بقلم د. كامل خورشيد

تاريخ النشر : 2010-06-17
نافذة من بغداد: مرينا بيكم حَمَد بقلم د. كامل خورشيد
لم تكن اغنية ( مرينا بيكم حمد واحنا بقطار الليل ) هي الاولى للمطرب العراقي ياس خضر، التي اشتهر بها و غناها في سبعينيات القرن الماضي ، فقد سبقتها اول اغانيه من الحان محمد جواد اموري ، وهي ( امنين اجيب ازرار للجيبه هدل ) التي اذاعتها اذاعة القوات المسلحة ( صوت الجماهير فيما بعد ) نهاية الستينيات ، والطريف بالامر ان الذي اشتهر انذاك هو اسم الاغنية ( الهدل ) ، وليس المطرب كما هو مفترض ، اذ ظل ياس خضر مدة من الزمن معروفا على انه مطرب (الهدل ) ، و ( الهدل ) باللهجة العراقية كناية عن وصف تهدل الثوب او القميص من جهة الكتف قليلا او من جهة الصدر من باب الاثارة والاغراء ، وهذا النوع من طريقة اللبس سبق ما عرفه الناس لاحقا من ازياء مثيرة ، تظهر من الجسد اكثر مما تخفي ، فكان ( الهدل ) ازاءها ملبسا بمنتهى الحشمة والوقار !!
ولد الفنان ياس خضر في مدينة النجف الاشرف في العراق عام 1938 وكان والده قارئا لمواكب العزاء الحسينية ، واخذ ياس عن ابيه حلاوة الصوت وشجن الاداء المليء بالحزن واللوعة وكأنه البكاء بعينه ، ولكنه بكاء يقطع شغاف القلوب ، فلا عجب ان الذائقة العراقية في الغناء تطرب للحزن والاسى ، وتختال هوى بالحنين واللوعة ، حتى ان المطرب لا يسمى مطربا ما لم ( يطرب ) الحضور حزنا والما ولوعة ، وليس رقصا وفرحا كما هو معهود في العالم كله ، وتلك من اسرار الشخصية العراقية الفريدة الغريبة !!
وانطلاقا من هذه التوليفة الغريبة بين نقيضي ( الحزن والطرب ) وجدت اغاني ياس خضر صدى لها في النفوس ، فكان ان غنى بعد ( الهدل ) عام 1969 اغنية (المكير ) من كلمات زامل سعيد فتاح التي كانت جواز مروره للدخول في اروقة اذاعة ( صوت الجماهير). وبعد (المكير) غنى ياس خضر اغنية اثارت جدلا واسعا بين اوساط العراقيين في بداية السبعينيات وهي اغنية ( ليل البنفسج ) التي صاغ كلماتها مظفر النواب ايضا ولحنها طالب القرة غولي ، حيث عدت ليل البنفسج وكأنها منشور سياسي شيوعي بثوب شاعري باستخدام الكناية والتورية ، ولست متاكدا طبعا من حقيقة الامر الا ان الاغنية التي سرعان ما اشتهرت منعت من الاذاعة واصبح تداولها مثل اي ممنوع اخر من الممنوعات ولا املك تفسيرا لهذا ، وابطالها احياء يرزقون يمكن ان يفسروا لنا لماذا منعت ليل البنفسج !!؟؟
وملحن ( ليل البنفسج ) الفنان المبدع طالب القرة غولي لحن لياس خضر اجمل اغانيه ( مرينا بيكم حمد ) وقد اسماها المؤلف الشاعر المتمرد مظفر النواب باسم (للريل وحمد ) والريل هو اسم القطار بلهجة جنوب العراق ! ويبدو ان اسم ( حمد ) تكرر في اغان اخرى للمطرب ، وكان اداء ياس خضر في هذه الاغنية اداءً متميزا وتكاد تكون هذه الاغنية هي الهوية التي تميز اغاني ياس خضر الحزينة ومعظمها حزينة بالطبع! !
وظل ياس ينتقل من ملحن الى اخر فينتج مع كوكب حمزة لحنا جميلا (ولو تزعل) ثم الى نامق اديب الذي لحن (تايبين) والتي انتشرت سريعا ثم يعود بعدها لالحان القره غولي الموسيقية لتكون (جذاب ) لحن الموسم ثم مع زامل سعيد فتاح مرة اخرى في ( اعزاز والله اعزاز ) !! وهذه الأغنية هي الأكثر شهرة خارج العراق. وما زالت تذاع حتى أيامنا هذه عبر بعض الإذاعات العربية.
ويمضي مشوار ياس خضر متربعا على عرش الغناء ضمن كوكبة مبدعة من مطربي السبعينيات ، وتمر السنون وتبقى اغاني ياس خضر تحكي قصة مسافر لا تتعبه المسافات وهو يمشي حزينا على بلاط ( المكير ) يودع الحبيب ، عابرا للقارات ، حيثما تكون الجاليات العربية والعراقية فهم ( اعزاز والله اعزاز ) ، يبحث عن ( الريل وحمد ) في ( ليالي البنفسج ) ، حاملا في مقلتيه صورة الحبيب المهاجر ، و في فؤاده يسكن الحنين والشوق لوطن بعيد قريب اسمه .... العراق !!

تنشر هذه الكلمة بالتزامن في موقعي مشرقيات http://www.mashriqyat.com/ ودنيا الرأي http://pulpit.alwatanvoice.com/category-56.html
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف