الأخبار
الهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوع
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

موسى هس 1812-1875م أول رواد الحركة الصهيونية الخبيثة إعداد: عبد الرؤوف جبر القططي

تاريخ النشر : 2010-06-16
من أقوال موسى هس الشائعة انه قال : "نفوس البشر آتية من نفوس نجسة، أما نفوس اليهود فمصدرها روح الله المقدسة" .

و قال: "الشعب اليهودي جدير بحياة الخلود، أما الشعوب الأخرى فإنها أشبه بالحمير".

و قال أيضاً:
" نحن شعب الله في الأرض سخر لنا الحيوان الانساني وهو كل الأمم والأجناس. سخرهم لنا لأنه يعلم أننا نحتاج الى نوعين من الحيوانات نوع كحجم الدواب والانعام والطير، ونوع كسائر الأمم من أهل الشرق والغرب".

مختصر:
موسى هس، من أوائل المفكرين للحركة الصهيونية، يلقب بالحاخام الأحمر، حياته غريبة، بدأ بالدعوة إلى اندماج اليهود بالحياة في المجتمعات التي يعيشون فيها، وأن الدين اليهودي قد مات، وأن المسيحية هي دين العصر، ثم اعتنق الفكرة الشيوعية وصاحب ماركس وأنجلز، ثم تركهما، وتزوج بعاهرة، ثم اتجه نحو فكرة الصهيونية.

من هو موسى هس:
مفكر اجتماعي ألماني وصهيوني، ولد في بون، من أب تاجر وأم ابنة حاخام، اهتم بدراسة الفلسفة، والعهد الجديد منذ شبابه، درس في جامعة بون منذ سنة 1835م، وكان كارل ماركس طالباً فيها، وخضع لتأثير روسو وسبينوزا، وتبنى الكثير من أفكارهما في كتابه الأول الذي صدر بدون اسم المؤلف وهو "تاريخ الإنسانية المقدس إعلان للحرية باسم الروح القدس"، ويدلل الكتاب على مسيحيته ورومانطيقيته أكثر من يهوديته وعقلانيته، متأثراً بالأدب الفرنسي، ولم يتطرق إلى الوضع اليهودي بل على العكس فقد أباح بأن الدين اليهودي والشرع الموسوي قد ماتا، وأن المسيحية هي دين العصر الذي يسعى لتوحيد البشر بعكس اليهودية التي تسعى لتوحيد شعب معين.
وفي سن الثامنة والعشرين تصور هس نفسه بأنه يسعى لدور عظيم في تحرير الإنسان سياسياً، وبرزت أفكاره الاشتراكية التي ستعارض صهيونيته لاحقاً، وهذا يظهر شخصيته المزدوجة، حيث عاش في باريس بعد عام 1840م محروماً بعيداً عن أهله، وتزوج من مومس، معتقداً أن يكفِّر عن خطايا الناس الذين دفعوا بالنساء الفقيرات للعمل بالمهن غير الشريفة، ولكنه تزوجها بعد وفاة والده ليضمن حقه في الميراث، عمل سنة 1842-1843م كمراسل لصحيفة "راينيشيه تزايتونغ" المتطرفة التي يرأس تحريرها ماركس.
اشترك في الثورة الألمانية سنة 1848م وحكم عليه بالموت، وما لبث أن انفصل عن ماركس وإنجلز بعد صدور البيان الشيوعي، وكان ماركس ينعته بالساذج، بينما ينعته الصحافي الألماني اليساري أرنولد روغه مازحاً بـ"الحاخام الأحمر".
عاد إلى ألمانيا عام 1861م بعد إعلان العفو السياسي في ظل حكم هيليوم الأول وعز عليه انتشار الحركة الإصلاحية وإقبال اليهود على الإندماج في الحياة الألمانية، وأعلن أن هذه الحياة لا يمكن أن تزيل العداء للسامية، وكانت توبته عن حياته الماضية في كتابه "رومة والقدس" سنة 1862م الذي ضمنه آراءه حول الواقع اليهودي ، هذه الاراء التي شكلت إحدى أهم ركائز الحركة الصهيونية لاحقاً على أساس توطين اليهود في فلسطين.
، وقد لاقى معارضة شديدة من الإصلاحيين اليهود، لكن "مارتن بوبر" يعتبر أن موسى هس هو بادئ الحركة الصهيونية.
سافر إلى باريس سنة 1863م فرحب به يهود فرنسا، واشترك في مشروع المدرسة الزراعية قرب يافا، وتوفي سنة 1875م.

نبذة عن: كتابه روما والقدس
سنة 1862م
يتطرق في البداية إلى إبراز عاطفته وانتمائه إلى الجنس اليهودي، ثم ينتقد اليهود الإصلاحيين الذين يحاولون الاندماج في المجتمع الألماني، وينادي فيهم أن الألمان لا يمكن أن يقبلوا باليهود، فالأنوف اليهودية المميزة لا يمكن إصلاحها، والشعر اليهودي الجعد الأسود لا يمكن تحويله إلى شعر أشقر أملس، كما ينتقد الإصلاحيين في محاولتهم الخروج عن أصول وعقيدة اليهودية وبالتالي يقوم هو بدوره بوصف الديانة اليهودية وذكر محاسنها ويتنبأ بأنها سيكون لها ريادة مستقبلية.
ويستلهم هس من التوراة فكرة "سبت" التاريخ، في رمزية أن احتفالات يوم السبت هي تجسيد للفكرة أن المستقبل سيحقق السبت التاريخي كما هو في السبت الطبيعي، وهو كناية عن الاحتفال بقدوم "المسيح المنتظر" ويدعو في كتابه إلى قومية يهودية "تحرر القدس" وتكون بداية عهد الانبثاق الجديد على غرار تحرير المدينة الخالدة رومة في التاريخ القديم، وعندما يحين "سبت التاريخ" سوف تفوق القدس الجديدة روما القديمة في النفوذ والعظمة، فالشعب اليهودي حين يعي رسالته التاريخية ويشعر بقوميته ويستولي على فلسطين، سوف يدشن ثورة الأجناس المضطهدة ضد سلطان الشعوب المستبدة، والدين اليهودي هو المبرر الأول لولادة القومية اليهودية، كما تاريخ تطور الإنسانية العام والوضع الدولي آنذاك يدعمانه، وقد انتهى هي إلى القول بأن الوضع العالمي الحاضر يجب أن يشجع إقامة المستعمرات اليهودية في الحال عند قناة السويس وعلى ضفتي الأردن، ونظر إلى مسألتي الحرية والقومية من زاوية عنصرية وعرقية، فالعرق هو الذي يخلق المؤسسات الاجتماعية، والمواقف الروحية، وصراع الأجناس في التاريخ يأتي قبل صراع الطبقات.
أفكاره العنصرية:
عبر هس في كتابه عن تحوله إلى اليهودية بقوله: " لقد تبين أن العاطفة التي ظننت أني قد كبتُّها عادت الى الحياة من جديد، تأججت هذه العاطفة نصف المخنوقة في صدري محاولة التعبير عن نفسها " .
ويضيف في توصيف هذه العاطفة على أنها " التفكير في قوميتي التي ترتبط برباط لا تنفصم عراه بتراث أسلافي، وبالأرض المقدسة، وبالمدينة الخالدة ".
وأما عن اليهود واليهودية ومركزهما من هذا العالم فإن هس، الذي صنف على أنه أبرز المبشرين بالحركة الصهيونية، يقول في هذا الصدد: " إن تاريخ الإنسانية أصبح مقدساً من خلال اليهودية التي هي أساس الحضارات والأديان.. واليهود وحدهم بين الشعوب قادرون على السمو ، لأنهم يمتلكون بوحي من روح الله موهبة مميزة في الرؤى الاجتماعية ، كما هي العبقرية اليونانية في الابداع الفني ".
ويواصل هس تنكره لمنطق الحقائق الإنسانية والإلهية، وركونه أو استسلامه لعاطفته المريضة التي أذابت شخصيته في قالب عنصري خالص، وذلك عندما يتوجه الى بني قومه بدعوتهم للقدوم الى الشرق لتخليص شعوبه من حياة التخلف كما يزعم:
" أنتم يجب أن تكونوا حملة الحضارة إلى الشعوب البدائية في آسيا، وأساتذة العلوم الأوروبية التي أضاف شعبكم إليها الكثير. أنتم يجب أن تكونوا الوسطاء بين أوروبا والشرق الأقصى. افتحوا الطرق المؤدية إلى الهند والصين، تلك المناطق المجهولة التي يجب أن تفتح أخيراً أمام المدنية " .
وعن " أرض الأجداد " المزعومة في فلسطين فإنه يتوجه إلى اليهود، من موقعه كمفكر وفيلسوف يحظى باحترام يهود أوروبا في تلك الحقبة، بنداء صريح بضرورة العمل للعودة إلى " أرض الأجداد ".
وقد عُد نداؤه هذا ، بالإضافة الى ما تضمن من أفكار غاية في العنصرية والشوفينية، من أخطر النداءات التي فتحت باب التحضير الفعلي للهجرة والاستيطان في فلسطين على مصراعيه، ومما جاء فيه: " تقدموا إلى الأمام أيها اليهود من كل الدول، إن أرض أجدادكم تناديكم، أواه! كم سيرتجف الشرق لدى قدومكم .. أنتم سوف تصبحون الدعامة الخلقية للشرق . أنتم كتبتم كتاب الكتب – التوراة - دعوا حكمة الشرق القديمة، دعوا كتاب زند زرادشت، بالإضافة إلى القران ، وهو أكثرها حداثة، والأناجيل، دعوها تتجمع حول توراتكم ، فهذه كلها سوف تتطهر من كل خرافة ". وينهي نداءه بعبارات جوفاء يعظم فيها اليهود ويمجدهم: " أنتم قوس النصر للحقبة التاريخية المقبلة، الذي سوف يُكتب تحته عهد الإنسانية العظيم، ويختم في حضوركم كشهود على التاريخ والمستقبل " !!

المراجع:
1- الفكرة الصهيونية: النصوص الأساسية: إشراف أنيس الصايغ ؛ ترجمة لطفي العابد وموسى عنز ؛ تعريف أسعد رزوق ؛ مراجعة هلدا شعبان صايغ وإبراهيم العابد.
2- موسى هس منظر الصهيونية: مجدي كامل، صحيفة الوسط.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف