
شروق في حلمي
بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم..فلسطين
ورود الحب ، رايات حب ، نرفعها فوق الأنوثة ، فتولد من جراء ذلك حياة ، فلا أحلى ولا أجمل من صورة حياة باسمة ناعمة هانئة مطمئنة ، تشرق شروق حياة في شارع ، يبعث العقل على المرور في شوارع التاريخ باحثا عن شروق حرية في أنفاس حياة أينما دبت حياة بآمالها في كرامة وعزة وفخار .
، ولا أرق من نسائم عطر أمل فواح يتندى من مشية غزالة ناعمة حالمة ، بتاريخ يتجدد بقدرة عقل يعيد كتابة الجمال ، في سردية حرية هي أليق بسناء ينبعث من جنبات صورة حالمة بأمل تراه بين عينيها ، وتريده محققا بين يديها ..فلا أرق ولا أجمل ولا أحلى من هدية هي أنت ، فهي أنت ، وهل غيرك أنت يكون أنت فأنت وحدك هي أنت ، باعثة سناء وكلاما ..نثرا شعرا من طيب تطيب به النفس ..بما يفيض بها من أمل في جمال يتندى صبحا ومساء ، فمزيدا من الحضور في صور من بهاء وأمل ، فصورتك حياة تتجدد ، وكتابة تتحفز لخلود أنت ميلاده وحياته.
لقد نزلت ملامحك في عيوني فساح فكري ، في هذا الشروق ، بكل هذا الشموخ والكبرياء الذي يطل من عيون الفرح الواثق الباسم المثري الناظر اليه وداعة وأملا ، في بشاشة تأتيه يوما على أكف ابتسامة ، وقد أسرتني الملامح والهيبة التي تتكلم بها الهيئة ، فطال تأملي حتى لم أعرف أنتبه الى من تكون بجانبك ، الا أني وقد ذهبت الى النوم ، وهذا حالي ممتلىء بك لأمضي ليلي في حلم يحتاج مني سردا طويلا ، فأنت التي كنت فيه في حال من بهاء وجمال وسناء وخفة وذكاء لماح ، وكأنه الحلم قد جمع لي كل صفات الهناء في شروق حياة تتحرك بي بآمالي في أحلامي ، في ظروف من الروعة القانية بكل سواقي الطيب ، التي ليس فيها سوى الابتسام والكتابة والغناء والطيبة والوداعة ، ويا ليت أني أهدأ وأكتب قصة هذا الحلم الجميل الذي لا أدري كيف تشكل في نوم هو في حقيقته يبدو أحيانا ملجأ لاطلالات تطل من داخل مكنونات العقل ، من داخل حياة ملأى بكل ما تضيق به الحياة ، الا أن ثمة مكنونا بين طيات الدوامة ، معلق على أمل يكاد كل ما يحيط به ينهشه ويود لو أنه لا يشرق بشروق على حياة ، والمؤكد هو الباعث عليه وهي صورتك ، وما بها من أثر استنهض مكنونا فاض دفعة واحدة ، في حلم سوف يبقى الحلم الذي يستوجب السرد ، فكم من حلم يأتي ويفر من الذاكرة الا هذا فكأني أراه ، فلماذا هو بعينه ليس الذي تنضح به وقائع الحياة ، لماذا أنت وأنا وسيرورة الظروف ، وزمان حركة الحياة ، ليس بما تأهلت به في داخل خروج من صخبها في نوم ، يقام في ثناياه ما لم تضمه الحياة وتتشكل به ، لماذا شروق ، هالة حياتي وعناقي وصفاء عيشي ونقاء فضائي ، ألتقيها حياة في حلمي ، ألأني الهائم في هالة شروق ، الذائب في استعدادي لبذل عمري في عناق شروقي ، فهي هالة رضائي بما يريحني وأرتاح له ، فبه غروب كل قيد على حياتي ، لماذا حبي حريتي عمارة فعلي وحسي ، وكل الوعي في مسار حياتي ، لا تعانقني في غير ثنايا آمالي حين انسراح فكري ، وفي أحلامي حين أغفو ويكف دبيبي ، وأسكن .. أخلد لنوم ، في حال من ابتعادي عن حركة الوعي في الحياة ، فماذا يبقى لمثلي من جمال الحلم حين أفيق من نومي غير الآه ، ويا ليت ، ولماذا الحلم أكثر اتساعا من الحياة ، ولماذا ولماذا المخيال أجد فيه الحياة التي تستعصي علي في الحياة .. أليس لي سواها الحسرات تسري في صحوي ، فعلى اتساعه ، فان ما أرغب فيه لا ألقاه في غير خروجي منه الى منامي ، فماذا بعد أيتها الحياة ، ماذا بعد يا زمان ، ماذا بعد يا شروق شروقي الذي لم يشرق على حياتي في غير انسراحي ومنامي .
وتسأليني ماذا أتمنى لوردة مليء أنا بعطرها ، فأمنيات الحرية هي الحرية ، وارادة الحرية حرية ، وهل تكلمت الورود بغير عطورها ، وهل شدا العصفور بغير شوقه ، وهل ساءل العطر وردا عن لغة يتحدث بها ، وهل بي شوق الى غير شوقي ، وهل شوقي غيرك أنت ، فأنت العطر والشذا والغناء والهناء ، أنت التي اذا مشى قلمي في أوراقي رفرفت كما الطير حوله تشربه من شدوها أحلى ما به الطير شدا ، وأنت دفق الحياة في النص أقيم به للدنيا في وطني صرح حياة ، وأنت التي حين تشرق ورودها ، تتعطر حروفي بأرق المعاني وأحلاها ، وأقربها الى النفس التواقة الى بيت في فيافي الحرية وروابيها ، فيهيم العقل على رؤوس الحروف يلملم منها أحلى نسق عرفه الربيع في عز الغناء ، فيا فكاك وطني من القيد ، يا خلو القدس من كل أثر للغرباء ، يا نهرا تموج الحرية بينه وبين البحر بأحلى رداء ، يا حبيبتي ، هو الحب وطن الحرية ، حرية الحياة ، حياة الحرية ، شدو الطير على غصن شجرة لا يملك الأعداء أن ينالوا من شدوه ، ولا من تمايل الغصن الذي يقف عليه أي نوع من عنت أو مس بقلق ، حتى ولو ملكوا ما توهموه قوة تتزعزع بها حياة ، فالحب أمان وأمن ونفس ريانة تتمايل بالألحان دافقة بالغناء ، فيا بحر الحرية ، يا شروق حبي .. حب شروقي ، يا جمال حياة تنشد اليه الأبصار وتتملاه ، وتوده حقيقة وجودية يرتسم بها سير الأيام ، كيف هي الحياة بلا أنثى الوجود ، كيف يمكنها أن تكون ، هل بلاها ثمة حياة ، فلا ينكامل التكامل بغير أجزاء تكامله ، فلا تكامل يكتمل له كماله اذا كان مجزوءا ، فأنا وأنت والعقل والحس في مجرى الحياة ، وهو وطني الذي ما أن تهب روائحه في أنفاسي ، حتى تتجلين أنت التي لا الكلام يجيد رسمها ، ولا كل الحروف يمكنها أن تنقل الحس بها الى لسان أو ورق أو عقل ، هو أنت التي هي المكنون في جملة الخلود التي يدركها الحس ولا شيء غيره يحس ما تفيض به من سناء ، فأنت جملة وطني ، فماذا أتمنى لفيض من شعور يغرقني ، غير أن يبقى فيضا يفيض بكل وهج التألق بالهناء ، فالمنى أن تبقين أنت كما أنت طلعة الشمس في مهرجان شروق كل صباح .
أنت شروق الجمال وسره وطيبه ، أنت شروق الوطن ، بكل البهاء ، الذي يبعث النشوى والخيال الذي لا غيره الحب عيونه وماؤه ومورده ، فهذه هي صورتك أنت ، وأنت تمشي في شوارع القدس القديمة التي أتملاها ، وأذوب في شعاع يطل منها ويغمرني ، فكأنه ضياء من رقة أمل وسحر حرية ، فلا أملك حياله ، الا أن أستزيد منه ، بمزيد من الاقبال والتدقيق ، في هذا الذوبان في شروق الحرية الذي يأسرني ويكمن لي ويأخذني ، فلا أملك غير أن أدعه يأسرني ، يقيدني ، أسيرا أسير راضيا راغبا في هذا الأسر، فهو الأسر الذي يقيدني في الضيا ء، في وهج التاريخ ، في الغناء والهناء ، فما أروعها صورة تشهد علي أمامي ، بأني مسلوب الارادة حيالها بالتمام ، صورتك أنت ، فماذا يحصل لي عندما تكون الماثلة بين ذراعي هي أنت ،وأنت معصوبة الرأس براية الحرية تنقلين خطى الابتسامة في شوارع التاريخ ، فهي أنت شروق في حلمي ، أريده كما هو أملي ،حياة حياتي في وطني ، وأنت شروق وأنا الذي أبحث في الجدل بيني وبين الواقع عنك ، وأفتش في صورتك عنك ، فشروق ضرورة شروق لكي تكتمل لك الابتسامة في شوارع القدس ، اني أراها المرارة تشق كل ابتسامة لنا ، ونحن نمشي في شوارع الحياة ، وأفتش في عينيك ، في صفاء الذكاء ، في ذكاء الجمال ، في عمق الهيام ، وأدنو منها بعيوني ، فأغيب فيها ، فلا بعدها أحس بوجود غيرها ، أسبح بعيدا فيها ، فكأنها البحر اللانهائي في تراميه ، فلا شاطىء أرسو عليه ، ولا عمق أصل اليه ، ولا غير كوني هائم في بحر عينيك ، أشر ب الهناء والضياء ، وأنهل من جمالك حروف الغناء ، وأغني لك ، يا حبيبتي ، أحبك يا أحلى هناء في الهناء .
ذاهل أنا من شدة وقع هذه الصورة في أنفاسي ، اني ألهف عليها ويتدفق بها احساسي ، هي تغمرني بدفق فيض كله موسيقى وأغاني ، وعيناي مبهورة تضىء لفكري كلمات سابحات على أوتار قيثارة أحلامي ، فأي وضيئة هذه التي تملأ نفسي بكل هذا الهيام الهائم في بحور السناء ، يا لعيونها ، فكأنها عيون القدس تسألني واجبي ، فأي صفاء وعي وسؤال ، وعمق ذكاء فتان ، ورموشها ، فيا لرسم الرسام ، يا للأسوار ، ويا للوحات ويا للفن المعماري ، ويا للابداع ، حين قال بهذا يفتن كل جنان ، والخدود في ملاستها وخفة دمها ، والذقن ، فهل مثلي يمكنه أن لا يتدلى بغير كل طيب وحب وهيام ، وهو يطوف في هذا السيلان للجمال في الأنفاس .. خدود وشفاه ورموش وعيون وشعر ذهبي هفهاف ، وضياع عقلي حين عيناي تمتلىء بهذا التناسق الفتان ، تناسق لن يعرف سره غيري ، فأنا المفتون بسحر هذا الذي أمامي ، ولا أعرف لماذا أنا في الافتنان سابح ، فمن لهفتي أصاب أحيانا بالهذيان ، هو الحب ، حب الوطن ، حب نسخ الموجود لخلود الضياء في الوجود ، هو الهوية صائحة بكل فصاحة وعي ، هنا أنا ، والى هنا أنا ، وهذا حبي أنا ، والحب أسمى آيات الوجود ، لا بد كشاف كل غطاء مستور تحت ضياء ، فلينبعث الضياء ، وليضج وطني بأسمى سناء ، فشروق صناعة نهار ، عشق وطن وحب وجود ، ووجود يستولد الضياء من شروق يشرق به ، في أبهى صورة له يتملاها مثلي أنا الوطن ، في شوارع الحب ، وهي تضج بالابتسامة في شوارع التاريخ ، ولا يسأل عاشق عن سبب عشقه ، فالعشق أن تعشق بلا أسباب ، فمن عرف الأسباب أدخل العقل قياسا لعشقه ، وذلك هو الاعجاب بوازع عقلاني ، فلا عقل لعشق وانما العشق سر وجود كامن ، لا تدل عليه سوى ملامح العشاق ، فحتى الكلمات أعجز من أن تجد لغة لكي تصف هيامي في هذه الفتانة التي سلبت مني جناني .
..ذلك الحب الذي لن تعرف سره ، ولا أن تحدده ، ولا غير أن تقول أحبك يا حبيبتي ، يا سر وجودي في دنيا الأنام .
بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم..فلسطين
ورود الحب ، رايات حب ، نرفعها فوق الأنوثة ، فتولد من جراء ذلك حياة ، فلا أحلى ولا أجمل من صورة حياة باسمة ناعمة هانئة مطمئنة ، تشرق شروق حياة في شارع ، يبعث العقل على المرور في شوارع التاريخ باحثا عن شروق حرية في أنفاس حياة أينما دبت حياة بآمالها في كرامة وعزة وفخار .
، ولا أرق من نسائم عطر أمل فواح يتندى من مشية غزالة ناعمة حالمة ، بتاريخ يتجدد بقدرة عقل يعيد كتابة الجمال ، في سردية حرية هي أليق بسناء ينبعث من جنبات صورة حالمة بأمل تراه بين عينيها ، وتريده محققا بين يديها ..فلا أرق ولا أجمل ولا أحلى من هدية هي أنت ، فهي أنت ، وهل غيرك أنت يكون أنت فأنت وحدك هي أنت ، باعثة سناء وكلاما ..نثرا شعرا من طيب تطيب به النفس ..بما يفيض بها من أمل في جمال يتندى صبحا ومساء ، فمزيدا من الحضور في صور من بهاء وأمل ، فصورتك حياة تتجدد ، وكتابة تتحفز لخلود أنت ميلاده وحياته.
لقد نزلت ملامحك في عيوني فساح فكري ، في هذا الشروق ، بكل هذا الشموخ والكبرياء الذي يطل من عيون الفرح الواثق الباسم المثري الناظر اليه وداعة وأملا ، في بشاشة تأتيه يوما على أكف ابتسامة ، وقد أسرتني الملامح والهيبة التي تتكلم بها الهيئة ، فطال تأملي حتى لم أعرف أنتبه الى من تكون بجانبك ، الا أني وقد ذهبت الى النوم ، وهذا حالي ممتلىء بك لأمضي ليلي في حلم يحتاج مني سردا طويلا ، فأنت التي كنت فيه في حال من بهاء وجمال وسناء وخفة وذكاء لماح ، وكأنه الحلم قد جمع لي كل صفات الهناء في شروق حياة تتحرك بي بآمالي في أحلامي ، في ظروف من الروعة القانية بكل سواقي الطيب ، التي ليس فيها سوى الابتسام والكتابة والغناء والطيبة والوداعة ، ويا ليت أني أهدأ وأكتب قصة هذا الحلم الجميل الذي لا أدري كيف تشكل في نوم هو في حقيقته يبدو أحيانا ملجأ لاطلالات تطل من داخل مكنونات العقل ، من داخل حياة ملأى بكل ما تضيق به الحياة ، الا أن ثمة مكنونا بين طيات الدوامة ، معلق على أمل يكاد كل ما يحيط به ينهشه ويود لو أنه لا يشرق بشروق على حياة ، والمؤكد هو الباعث عليه وهي صورتك ، وما بها من أثر استنهض مكنونا فاض دفعة واحدة ، في حلم سوف يبقى الحلم الذي يستوجب السرد ، فكم من حلم يأتي ويفر من الذاكرة الا هذا فكأني أراه ، فلماذا هو بعينه ليس الذي تنضح به وقائع الحياة ، لماذا أنت وأنا وسيرورة الظروف ، وزمان حركة الحياة ، ليس بما تأهلت به في داخل خروج من صخبها في نوم ، يقام في ثناياه ما لم تضمه الحياة وتتشكل به ، لماذا شروق ، هالة حياتي وعناقي وصفاء عيشي ونقاء فضائي ، ألتقيها حياة في حلمي ، ألأني الهائم في هالة شروق ، الذائب في استعدادي لبذل عمري في عناق شروقي ، فهي هالة رضائي بما يريحني وأرتاح له ، فبه غروب كل قيد على حياتي ، لماذا حبي حريتي عمارة فعلي وحسي ، وكل الوعي في مسار حياتي ، لا تعانقني في غير ثنايا آمالي حين انسراح فكري ، وفي أحلامي حين أغفو ويكف دبيبي ، وأسكن .. أخلد لنوم ، في حال من ابتعادي عن حركة الوعي في الحياة ، فماذا يبقى لمثلي من جمال الحلم حين أفيق من نومي غير الآه ، ويا ليت ، ولماذا الحلم أكثر اتساعا من الحياة ، ولماذا ولماذا المخيال أجد فيه الحياة التي تستعصي علي في الحياة .. أليس لي سواها الحسرات تسري في صحوي ، فعلى اتساعه ، فان ما أرغب فيه لا ألقاه في غير خروجي منه الى منامي ، فماذا بعد أيتها الحياة ، ماذا بعد يا زمان ، ماذا بعد يا شروق شروقي الذي لم يشرق على حياتي في غير انسراحي ومنامي .
وتسأليني ماذا أتمنى لوردة مليء أنا بعطرها ، فأمنيات الحرية هي الحرية ، وارادة الحرية حرية ، وهل تكلمت الورود بغير عطورها ، وهل شدا العصفور بغير شوقه ، وهل ساءل العطر وردا عن لغة يتحدث بها ، وهل بي شوق الى غير شوقي ، وهل شوقي غيرك أنت ، فأنت العطر والشذا والغناء والهناء ، أنت التي اذا مشى قلمي في أوراقي رفرفت كما الطير حوله تشربه من شدوها أحلى ما به الطير شدا ، وأنت دفق الحياة في النص أقيم به للدنيا في وطني صرح حياة ، وأنت التي حين تشرق ورودها ، تتعطر حروفي بأرق المعاني وأحلاها ، وأقربها الى النفس التواقة الى بيت في فيافي الحرية وروابيها ، فيهيم العقل على رؤوس الحروف يلملم منها أحلى نسق عرفه الربيع في عز الغناء ، فيا فكاك وطني من القيد ، يا خلو القدس من كل أثر للغرباء ، يا نهرا تموج الحرية بينه وبين البحر بأحلى رداء ، يا حبيبتي ، هو الحب وطن الحرية ، حرية الحياة ، حياة الحرية ، شدو الطير على غصن شجرة لا يملك الأعداء أن ينالوا من شدوه ، ولا من تمايل الغصن الذي يقف عليه أي نوع من عنت أو مس بقلق ، حتى ولو ملكوا ما توهموه قوة تتزعزع بها حياة ، فالحب أمان وأمن ونفس ريانة تتمايل بالألحان دافقة بالغناء ، فيا بحر الحرية ، يا شروق حبي .. حب شروقي ، يا جمال حياة تنشد اليه الأبصار وتتملاه ، وتوده حقيقة وجودية يرتسم بها سير الأيام ، كيف هي الحياة بلا أنثى الوجود ، كيف يمكنها أن تكون ، هل بلاها ثمة حياة ، فلا ينكامل التكامل بغير أجزاء تكامله ، فلا تكامل يكتمل له كماله اذا كان مجزوءا ، فأنا وأنت والعقل والحس في مجرى الحياة ، وهو وطني الذي ما أن تهب روائحه في أنفاسي ، حتى تتجلين أنت التي لا الكلام يجيد رسمها ، ولا كل الحروف يمكنها أن تنقل الحس بها الى لسان أو ورق أو عقل ، هو أنت التي هي المكنون في جملة الخلود التي يدركها الحس ولا شيء غيره يحس ما تفيض به من سناء ، فأنت جملة وطني ، فماذا أتمنى لفيض من شعور يغرقني ، غير أن يبقى فيضا يفيض بكل وهج التألق بالهناء ، فالمنى أن تبقين أنت كما أنت طلعة الشمس في مهرجان شروق كل صباح .
أنت شروق الجمال وسره وطيبه ، أنت شروق الوطن ، بكل البهاء ، الذي يبعث النشوى والخيال الذي لا غيره الحب عيونه وماؤه ومورده ، فهذه هي صورتك أنت ، وأنت تمشي في شوارع القدس القديمة التي أتملاها ، وأذوب في شعاع يطل منها ويغمرني ، فكأنه ضياء من رقة أمل وسحر حرية ، فلا أملك حياله ، الا أن أستزيد منه ، بمزيد من الاقبال والتدقيق ، في هذا الذوبان في شروق الحرية الذي يأسرني ويكمن لي ويأخذني ، فلا أملك غير أن أدعه يأسرني ، يقيدني ، أسيرا أسير راضيا راغبا في هذا الأسر، فهو الأسر الذي يقيدني في الضيا ء، في وهج التاريخ ، في الغناء والهناء ، فما أروعها صورة تشهد علي أمامي ، بأني مسلوب الارادة حيالها بالتمام ، صورتك أنت ، فماذا يحصل لي عندما تكون الماثلة بين ذراعي هي أنت ،وأنت معصوبة الرأس براية الحرية تنقلين خطى الابتسامة في شوارع التاريخ ، فهي أنت شروق في حلمي ، أريده كما هو أملي ،حياة حياتي في وطني ، وأنت شروق وأنا الذي أبحث في الجدل بيني وبين الواقع عنك ، وأفتش في صورتك عنك ، فشروق ضرورة شروق لكي تكتمل لك الابتسامة في شوارع القدس ، اني أراها المرارة تشق كل ابتسامة لنا ، ونحن نمشي في شوارع الحياة ، وأفتش في عينيك ، في صفاء الذكاء ، في ذكاء الجمال ، في عمق الهيام ، وأدنو منها بعيوني ، فأغيب فيها ، فلا بعدها أحس بوجود غيرها ، أسبح بعيدا فيها ، فكأنها البحر اللانهائي في تراميه ، فلا شاطىء أرسو عليه ، ولا عمق أصل اليه ، ولا غير كوني هائم في بحر عينيك ، أشر ب الهناء والضياء ، وأنهل من جمالك حروف الغناء ، وأغني لك ، يا حبيبتي ، أحبك يا أحلى هناء في الهناء .
ذاهل أنا من شدة وقع هذه الصورة في أنفاسي ، اني ألهف عليها ويتدفق بها احساسي ، هي تغمرني بدفق فيض كله موسيقى وأغاني ، وعيناي مبهورة تضىء لفكري كلمات سابحات على أوتار قيثارة أحلامي ، فأي وضيئة هذه التي تملأ نفسي بكل هذا الهيام الهائم في بحور السناء ، يا لعيونها ، فكأنها عيون القدس تسألني واجبي ، فأي صفاء وعي وسؤال ، وعمق ذكاء فتان ، ورموشها ، فيا لرسم الرسام ، يا للأسوار ، ويا للوحات ويا للفن المعماري ، ويا للابداع ، حين قال بهذا يفتن كل جنان ، والخدود في ملاستها وخفة دمها ، والذقن ، فهل مثلي يمكنه أن لا يتدلى بغير كل طيب وحب وهيام ، وهو يطوف في هذا السيلان للجمال في الأنفاس .. خدود وشفاه ورموش وعيون وشعر ذهبي هفهاف ، وضياع عقلي حين عيناي تمتلىء بهذا التناسق الفتان ، تناسق لن يعرف سره غيري ، فأنا المفتون بسحر هذا الذي أمامي ، ولا أعرف لماذا أنا في الافتنان سابح ، فمن لهفتي أصاب أحيانا بالهذيان ، هو الحب ، حب الوطن ، حب نسخ الموجود لخلود الضياء في الوجود ، هو الهوية صائحة بكل فصاحة وعي ، هنا أنا ، والى هنا أنا ، وهذا حبي أنا ، والحب أسمى آيات الوجود ، لا بد كشاف كل غطاء مستور تحت ضياء ، فلينبعث الضياء ، وليضج وطني بأسمى سناء ، فشروق صناعة نهار ، عشق وطن وحب وجود ، ووجود يستولد الضياء من شروق يشرق به ، في أبهى صورة له يتملاها مثلي أنا الوطن ، في شوارع الحب ، وهي تضج بالابتسامة في شوارع التاريخ ، ولا يسأل عاشق عن سبب عشقه ، فالعشق أن تعشق بلا أسباب ، فمن عرف الأسباب أدخل العقل قياسا لعشقه ، وذلك هو الاعجاب بوازع عقلاني ، فلا عقل لعشق وانما العشق سر وجود كامن ، لا تدل عليه سوى ملامح العشاق ، فحتى الكلمات أعجز من أن تجد لغة لكي تصف هيامي في هذه الفتانة التي سلبت مني جناني .
..ذلك الحب الذي لن تعرف سره ، ولا أن تحدده ، ولا غير أن تقول أحبك يا حبيبتي ، يا سر وجودي في دنيا الأنام .