الأخبار
الهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوع
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كتاب فيليب المقدوني للإعلامي الأستاذ محمد عصام محو

تاريخ النشر : 2010-06-13
أولاً - المقدمة :
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد : فما أجمل أن يتكلم الإنسان عن العظماء الذين رفضوا أن يكونوا غيمةً عابرةً في سماء التاريخ أو همزة وصلٍ بدون أهمية , فهم أناسٌ سطـَّروا أسمائهم على صفحات التاريخ فوهبهم التاريخ أسمى ما يمكن أن يقدمه لأصحابه , فقد وهبهم الخلود في أذهان الأجيال القادمة , نعم هكذا هو ( فيليب الثاني ) الملك المقدوني العظيم الذي رفض بإنجازاته الكبيرة أن يُذكر العظماء دون أن يكون أحد نجومهم الوضاءة , نعم إنه الرجل الذي رفع مقدونية الدولة القريبة من أثينا موقعاً والبعيدة عنها كل البعد تقدماً وتطوراً , لتكون منارةً عالية ً زرعت نفسها في بستان الصفحات المشرقة في التاريخ , وهيئ لإبنه الإسكندر صاحب الفتوحات الكبيرة القاعدة والأساس الذين انطلق منه ابنه , ويخطئ من أراد التكلم عن مقدونية فجعل مرحلة حياة فيليب تمهيداً لحياة وأعمال ولده الإسكندر فهم بذلك ينسون أنه لولا فيليب لما استطاع الإسكندر الوصول إلى ما وصل إليه من فتوحات كبيرة , فهل يستطيع أحدنا مثلاً إذا كان يريد أن يقص قصةً لزملائه أن لا يبدأ القصة من أولها يا سادتي ؟ بالطبع لا فهذا لا يقبله حتى العوام , وهذا ما لاحظته عند كثير من المؤرخين , مما جعلني أختار فيليب ليكون نجم مسرحية بحثي , فالتاريخ لا يقبل العبارة التي توردها بعض الدراسات والتي تقول : أن الإسكندر قد طمس صيت والده فهذه عبارةٌ لا يقبلها التاريخ النزيه , فأحسست بواجبي تجاه هذا الرجل المظلومِ تاريخياً من حيث الكمِّ والنوعية , وأنا أعلم أن بحثي هذا قد لا يقدم أو يؤخر و لكني على الأقل أكون بهذا البحث قد أرضيت ضميري كباحثٍ تاريخي صغير تجاه بطلٍ تاريخي ٍ كبير, فأنساني ذلك أنني أبحث في حلقة بحث صغيرة ’ وذهبت أبحث عن المراجع والمصادر اللازمة وتفاجئت بقلة المعلومات اللازمة للكلام عن فيليب , مقارنةً مع ابنه الإسكندر ولكنني أكملت واثقاً , ومما زاد تشجعي لإكمال فكرة البحث هو أنني لاحظت بعض التناقضات عند بعض الباحثين , طبعاً أنا لا أنسى حجمي كباحث تاريخي صغير وجديدٍ في ميدان البحث , ولكن الحقَّ أحقٌ أن يقال , ولكلِّ فارسٍ فجوةٌ وكبوة ٌ , وبسبب يئسي من الأبحاث الموجودة في المركز الثقافي في حمص , بالإضافة إلى هوسي بهذا الموضوع الذي أحببته , لجأت إلى المركز الثقافي في مدينتي ( حلب الشهباء ) التي كانت خير مقصدٍ لي إذ وجدت فيها ما يضع اللمسات الأخيرة لبحثي هذا .
وقبل أن أختم مقدمتي أود أن أقول : أنني ومنذ صغري لا أحب أن أكون ببغاءً يردد ما يسمع بصحيحه وخطأه , وخاصةً فيما يخصُّ التاريخ فالأبحاث التاريخية ليست كلاماً منزلاً لكي نأخذه كما هو , وكنت أظن أنني من القلِّة الذين لديهم هذه النزعة ,بعد أن رأيت أساتذتنا يشجعون على النقل الحرفي تماماً, أي أن يكون أحدنا باختصار (ببغائياً) , فإذ بي فجأةً ويال هذه المفاجأة السعيدة , أرى أن الدكتور المشرف على حلقتي هذه من أشقائي في هذه النزعة , أي نزعة التحليل والنقد , والإنتباه إلى الخطأ قبل الصحيح والمتناقض قبل المنطقي , فكان كلامه هذا بمثابة إطلاق العنان لي بعدما كنت محبوساً في قفص التقليد الذي وضعنا به بعض أساتذتنا , وكلمتي الأخيرة في هذه المقدمة , هي أن أحكامي التي وصلت إليها لا تنطبق إلا على العدد المتواضع من الدراسات التي وصلت إليها , فأنا بالنهاية لم أطلع على كل الأبحاث المكتوبة في العالم , فلا يحقٌّ لي أن أعمم أحكامي على الجميع , ورحم الله عبداً عرف حده فوقف عنده , وصدق من قال قولي صواب ويحتمل الخطأ وقولك خطأ ويحتمل الصواب , فأسأل الله أن يكون بحثي مفيداً وقيماً , فإن كان كذلك فبفضل الله وكرمه , وإن قصرت فأطلب السماح , وحسبي الجهد الذي بذلته .

ثانياً – المتن :
1- مقدونية (مو قعها وجغرافيتها )
إن مقدونيا تشكل متسعاً شمالي تساليا والبحر الاسود(1), ونستطيع ان نحدد موقعها اليوم بالقول انها تقع بين اليونان وبلغاريا وجمهورية يغسلافيا سابقاً , وهي تقع بين جبل رودوب في الشمال وجبل اولمبوسفي في الجنوب(2) .
أما طبيعتها فهي بلاد فقيرة طبيعياً بالموارد الازمة والضرورية للتقدم والرقي والمرافئ الازمة والمهمة للاتصال بالخارج مما جعلهم في قمة الانحطاط والضعف , وادى ذالك كله لان تكون مقدونيا بعيدةً أشد البعد عن المدنية والتحضر , ومما زاد الطين بلة انها بلاد ارضها جبلية وذات سهول قليلة وتفتقر للخصوبة و مما حفظ ماء وجه اقتصادها هو امتلاكها للعديد من مناجم الفضة في بعض اجزائها في القسم الشرقي منها , مما أدى لفقر طبيعة البلاد بالموارد الضرورية كما قلت (3) وبعد قليل سيعرف من قرأ هذه المعلومات عن طبيعة أرض مقدونيا السيئة والفقيرة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى , إن اعارني أعينه قليلاً أن إرادة الإنسان تعلو فوق المصاعب وأن إصراره اقوى من عوائق الحياة , فمقدونيا الفقيرة والضعيفة ستصبح سيدةً قويةً يحسب لها ألف حساب بعد سطوع نجم مسرحيتنا فيليب الثاني .
2- الشعب المقدوني (أصله ولغته وأحواله ) :
إن الشعب المقدوني يتألف من مجموعةٍ من القبائل (الهندو- اوربية) والتي تربطها باليونان صلة دم (4),و تقول الدراسات القديمة أنهم كانو ينتمون وينتسبون لبني يافث شأنهم شأن الصقالبة والترك والإفرنجة , وغيرهم من شعوب يافث(5) , وأما لغتهم فهي تكاد تكون اغريقية لكثرة تشابهها مع اللغة الاغريقية(6) .
(1) رشيد الدين فضل الله الهمذاني : مرآة الأيام , راجعه يحيى الخشاب ، دار إحياء الكتب العربية ,116 .
(2) جرجي ديمتري سرسق : تاريخ اليونان , بيروت 1876م , ص189 .
(3) مفيد رائف العابد : سورية في عصر السلوقيين , دمشق 1993 , دار شمأل للطباعة والنشر , ص13.
(4) المرجع السابق .
(5) ابن خلدون : تاريخ ابن خلدون , 7 أجزاء , الجزء الثاني , ص279
(6) ه.ج ولز : معالم تاريخ الإنسانية , مت عبد العزيز توفيق جاويد, مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر, الطبعة الأولى, ص345.
أما أحوال الشعب المقدوني وظروف حياته فأعتقد أن من قرأ ما كتبته عن طبيعة أرض مقدونيا القاسية والصعبة , سيعرف أن وضع الشعب المقدوني في العصر الهومري وما سبقه لم يكن أحسن حالاً , ففقر البلاد أدى وبالرغم من انهم من بني جلدة واحدة إلى حالةٍ دائمة من التفكك والنزاعات , وظلوا بعيدين عن المدنية والحضارة وكانوا كالإغريق في حالةٍ من التمزق والانقسام والمنازعات , وكانو يشابهون في انظمتهم السياسية و الاجتماعية الإغريق من حيث تواجد ما يسمى بالأمراء الاقطاعين بالإضافة الي نظام ٍعقاريٍ يجمع بين فكرة المشاع (فكرة الملكية الفردية) , وهو النظام العقاري الوسط ووصلت بدائيتهم لدرجة أن حكمهم الملكي لم يكن يرتبط آنذاك بأي قانون يحدد الخلافة , كما لم تكن قوتهم الجسدية وشجاعتهم تمتاز بالانتظام او التدريب والانضباط (1) , ولا ريب ان مقدونيا كانت آنذاك بلداً متخلفاً بالمقارنة مع اثينا , وقد اضطر ملوكها أن يتعاملوا مع ارستقراطية ٍمن الزعماء الجبلين البعيدين كل البعد عن الجو الثقافي المتطور في اثينا(2) , وهنا تتجلى عظمة فيليب اللذي سيقلب كفة الميزان فمقدونية التي نتكلم عنها الآن هي نفسها التي ستغير مجرى التارخ الاغريقي بفضل عدة عوامل من أبرزها مجيئ هذا البطل المغوار عام 359 ق.م .
3- ملوك مقدونيا قبل فيليب :
كان ملوك مقدونيا يزعمون أنهم من ذرية هرقول (3) , ولكن لم يشفع لهم ذلك عند اليونانين الذين كانوا يعتبرون المقدونيين أعجاماً وبرابرةً كغيرهم من الاعاجم , وكانت مقدونيا دائما بحاجة لحماية اثينا واسبارطة القويتين منذ اربعمائة سنة أو أكثر قبل مجيئ فيليب 356ق.م (4) .
لم يُعلم الكثير عن أخبار ملوك مقدونيا قبل فيليب الثاني سوى ملوكهم الأسطوريين مثل كارانوس و برديكلس و أرجايوس و فيليب الأول وايروبوس و أمونتـــــــــــــــاس الأول (5)
(1) مفيد رائف العابد : سورية في عصر السلوقيين , دمشق 1993 , دار شمأل للطباعة والنشر , ص12.
(2) جرجي ديمتري سرسق : تاريخ اليونان , بيروت 1876م , ص189 .
(3) مجموعة من مترجمي مدرسة الألس : بداية القدماء ونهاية الحكماء ,ص127.
(4) كينو : الإغريق ,ترجمة عبدالرزاق يسرى , مراجعة محمد صقر خفاجة , القاهرة 1962, دار الفكر العربي ,ص2.
(5) مفيد رائف العابد :دراسات في تاريخ الإغريق,دمشق 1979م,منشورات جامعة دمشق المطبعة الجديدة ,ص147.

أو أمنتاس او مطريوس كما تدعوه الدراسات القديمة (1) ,حتى جاء القرن الخامس ق0م والذي كانت فيه مقدونيا تابعة لبلاد فارس , وكان ملكها اسمه الإسكندر الأول وهو أول ملك مقدوني يصبح له صلة بسياسات اليونان وقد قلد اليونانين في كثير من عاداتهم وتقاليدهم(1) , ولما تعاظم دورالحضارة اليونانية في القرن الذي تلاه , ازدادت ايضا مقدونيا معها منعة عظمة , وأثناء الحروب اليونانية الفارسية وكان ذلك في عام (480 ق.م) , وكان الإسكندر الأول يحارب الى جانب الفرس في غزوهم , ولكنَّ هذا كان في الظاهر أما في الحقيقة فقد كان ينقل للأثينيين أخبارالفرس سراً , فكافأه الأثينيون بأن أسموه مواطناً يونانياً وسُمِح له بذالك بالمشاركة كاليونانين بالألعاب الأولمبية , ومن وقتها أصبحت العائلة الحاكمة في ( بيلا ) عاصمة مقدونيا تعتبر يونانية , ثم جاء الإسكندر الثاني الذي حكم سنة واحدة فقط وكان له عمل سجله له التاريخ وهو تأسيس سلاح المشاة الذي عرف عند المقدونين بالرفاق الرجالة , ثم جاء (برديكاس) وهو شقيق فيليب الثاني الأكبر و قد كان كل همه تقوية المملكة وتوسيعها , لكنه قُتل في إحدى معاركه مع القبائل الإلليرية عام 369( ق.م )وربما كان سيكون لبرديكاس شأنا عظيماً لو أمده الله بالمزيد من العمر , وتسلم فيليب بعده الحكم (2) .
4- فيليب قبل استلامه السـلطة:
قبل أن نبدأ بالكلام عن فيليب أود أن أذكر بعض الصيغ التي ورد فيها ذكر فيليب , فقد ورد اسمه بصيغ متعددة منها فليب (3) أي بحذف الياء بعد الفاء , وقد ورد اسمه بصيغة فيليبس (4) و فيلبُوس(5) و فيلفوس(6) و فيلبش(7) وقد وصل الإختلاف بصيغة الاسم لأن يصل إلى فيلفوش عند ابن خلدون(8) المفكر العربي الكبير وواضع علم العمران الشهير(9) , وقد أجمعت الدراسات الحديثة على تمييزه بصيغة فيليب الثاني وهذا الإختلاف أمر طبيعي نتيجة قدم وحداثة الدراسات والمؤرخين الذين تكلموا عن فيليب بالإضافة إلى تعدد اللغات التي أخذت منها بعض الدراسات التاريخية وغيرها من العوامل التي تسهم في هذا الإختلاف .
(1) مجموعة من مترجمي مدرسة الألس : بداية القدماء ونهاية الحكماء ,ص127.
(2) خليل ساره : تاريخ الوطن العربي في العصور الكلاسيكية , دمشق 2004م ,منشورات جامعة دمشق ,ص34.
(3) مجموعة من مترجمي مدرسة الألس : بداية القدماء ونهاية الحكماء ,ص127.
(4) أبو الفداء : تاريخ أبي الفداء المسمى المختصر في أخبار البشر , علق عليه ووضع حواشيه محمود ديوب , بيروت 1997 , دار الكتب العلمية الطبعة الأولى ,ص98.
(5) ج.م روبرتس: موجز تاريخ العالم ,3 أجزاء, ترجمة فارس قطان ,الجزء الثاني , ص251 .
(6) ابن الأثير : الكامل في التاريخ , راجع أصوله وعلق عليه نخبة من العلماء , بيروت , دار الكتاب العربي ,الجزء الأول , ص159.
(7) مجموعة من مترجمي مدرسة الألس : بداية القدماء ونهاية الحكماء ,ص127
(8) تاريخ ابن خلدون , 7 أجزاء , الجزء الثاني , ص280 .
(9) عبد الحكيم ذ نون : الرايات , 1991 , دار الجليل ,ص39 .
أما إذا أردت التكلم عن حياة فيليب قبل استلامه السلطة فلا بد لي أن أقول فيليب وُلد في عائلة ملكية أبا ً عن جد , شأنه الكثير من الملوك المقدونيين الذين سبقوه , فمن الطبيعي أن يكسب الكثير من الصفات الحميدة نتيجة التربية و الاهتمام وهكذا أكون قد خالفت دراسةً تعتبر نشأة الملك فيليب في عائلة ملكية أدت إلى وصوله إلى الدرجة المرموقة التي سيصل إليها فيما بعد(1) , وكأن هذه الدراسات قد تناست أن فيليب ليس الملك المقدوني الوحيد الذي ينشأ في عائلة ملكية , فلذلك إن فيليب هذا لم يكن كغيره من الأمراء فقد كان فريد عصره و أوانه , و كان رجلاً استثنائياً و كل ذلك أقوله و قد أخلعت كلامي ثوب المبالغة فهو منذ نعومة أظافره كان طموحا ,ً و كان من بين طموحاته أن يعترف بمقدونية كبلد إغريقي(1) , و كان قوي الجسم و الإرادة و مولعا ً بالرياضة البدنية و كان ذا وجهٍ نضرٍ و وسيمٍ و كان عظيما ً في كل شيء و يحاول أن يكون أثينيا ً مهذبا ً, و وُصِف بأنه أرجح رجال زمانه علما ً ولا نستطيع أن ننكر أنه إلى جانب ذلك كله كان ذا مزاج حاد وعنيف و كرم فائق و كان مولعا ً ومحبا ً للحرب كثيراً و بالشراب أكثر, و كان يتصف بالمرح و الميل إلى الضحك(2) .
و إلى جانب ذلك كله فإن هناك تجربة خاضها فيليب ساهمت في زيادة قدراته و تنمية مواهبه أكثر و أكثر , و كان ذلك في السادسة عشرة من عمره فقد كان على الملك برديكاس شقيق فيـــليــــب أن يـــــــــسلم رهينة من أفراد العائله الملكية لطيبة(3)
(1) محمد أمين الكردي : كتابات العلامة محمد أمين الكردي, جزئين , حلب 1935 , منشورات مجمع الديراني ,الجزء الثاني , ص77.
(2) ج.م روبرتس: موجز تاريخ العالم , 3 أجزاء , ترجمة فارس قطان ,الجزء الثاني , ص252 (2) ول ديورانت: قصة الحضارة , 42جزء , القاهرة , 1954م , ترجمة محمد بدران , الجزء الثامن , ص407 .
كضمان لها بالوفاء بالتزاماته , و لم يكن له ولد آنذاك فاضطر لإرسال أخيه الأصغر فيليب , و كانت طيبة آنذاك في أعلى درجات تقدمها و عظمتها ولم تكن تضاهيها دولة ما بسمعتها العسكرية , فتربى في بيت أحد أفضل القادة العسكريين الكبار هناك و هو (أبامينونداس) و تعلم منه شتى فنون الحرب و القتال و الدهاء , و الأهم من ذلك كله أنه تعلم منه كيف يتمكن رجل بمفرده إنقاذ بلاده(1) و تشير بعض الدراسات أنه تتلمذ على يد القائد العسكري الكبير(بلوبيداس) وتجول في بلاد الإغريق و تعرف هناك على كل من أفلاطون و إيسوقراط و أرسطو الذي اختاره فيليب ليكون معلماً لولده الإسكندر فيما بعد مما يدل على إعجاب فيليب بالحضارة اليونانية(2) , و يختلف المؤرخون في المدة التي أقامها فيليب في طيبة بين ثلاث سنوات(3) , أو خمسة(4) ، وعلى كل حال فقد كانت تجربة مهمة في حياته و باعتقادي لقد أسهمت بالتأكيد في زيادة إعجابه بالحضارة الإغريقية (كما سنرى بعد قليل) .
(1) رشيد الدين فضل الله الهمذاني : مرآة الأيام , راجعه يحيى الخشاب ، دار إحياء الكتب العربية ,116 .
(2) مفيد رائف العابد :دراسات في تاريخ الإغريق,دمشق 1979م,منشورات جامعة دمشق المطبعة الجديدة ,ص147.
(3) ول ديورانت: قصة الحضارة , , ترجمة محمد بدران , 42جزء , القاهرة , 1954مالجزء الثامن , ص407.
(4) خليل سارة: تاريخ الوطن العربي في العصور الكلاسيكية , دمشق 2004م, منشورات جامعة دمشق, ص36.
5- 355 ق.م استلام فيليب السلطة وصعوده على العرش :
تختلف الدراسات في الطريقة التي وصل بها فيليب إلى عرش مقدونيا, فتقول دراساتٌ : أنه بعد مقتل الملك برديكاس ( شقيق فيليب ) في إحدى المعارك مع القبائل الإلليرية , و هي قبائل تسكن شرق ألبانيا الحالية عام 359 ق.م على الحدود الشمالية الشرقية لمقدونية , كان ولده الذي يعتبر الوريث الشرعي لعرش مقدونية قاصرا ً أي صغير السن , فأصبح فيليب وصياً على العرش و فيما بعد استأثر بالسلطة , و عزل الملك القاصر و أصبح هو نفسه ملكا ً على مقدونية (1) و تنصفه دراسات أخرى فتقول: أنه بعد موت (برديكاس) كان فيليب الأحق بالوصاية على ابن أخيه الصغير (الذي نستطيع أن نستنتج أنه لم يبلغ الخامسة من عمره إذا قلنا أن برديكاس بعث بأخيه فيليب إلى طيبة لأنه لم يكن لديه وقتها أبناء) فغادر طيبة مسرعا لتولي المملكة نيابةً عن أخيه الصغير ثم بعد مدة جعله أهل مقدونية ملكا عليهم , فقد كانوا بأمس الحاجة لترتيب مملكتهم وتنظيمها وهذا لا يكون من ولد صغير فالمُلك هو الذي طلب فيليب أما العكس فغير صحيح (2)
وتختلف الدراسات أيضا في السن التي وصل فيها فيليب إلى الــسلطة فتؤكد
(1) دليام لانجر تر دز محمد مصطفى : موسوعة تاريخ العالم ,جزئين, مكتبة النهضة المصرية لأصحابها حسن محمد وأولاده , الجزء الأول, ص160
(2) مجموعة من مترجمي مدرسة الألس : بداية القدماء ونهاية الحكماء ,ص127.

دراسات أنه وصل إلى الملك وكان لايتجاوز العــشرين عاماً من عمره فقط (1)
فيما تؤكد دراسات أخرى أنه تولى المملكة وكان قد بلغ من العمر إثنين وعشرين عاماً(2) أو أربعاً وعشرين سنة (3) , وعلى كل حال لا تختلف هذه الدراسات في كونه تسلم العرش وهو في قمة الاقتدار والقوة والنشاط والاستحقاق وتختلف الدراسات في العام الذي تسلم به فيليب الحكم فتقول دراسات أنه تسلم الملك عام 359 (4) ق.م وتقول أخرى أنه تسلم العرش سنة 356ق.م(5) .
6- زواجه من أولمبياس 358 ق.م:
لقد اقترنت حياة فيليب بشخصية امرأة شريرة لا يستقر لها قرار هي( أولمبياس) أم الاسكندر , وهي ابنة ملك إبيروس, وهي بلدٌ تقع إلى الغرب من مقدونية التقى فيها فيليب في أحد الاجتماعات الدينية في جزيرة سامو ثراكي في بحر ايجة وكانت إحدى أهم العضـوات في تـلك الاجتـماعــات , وهي كــانت اجتماعــات مشــــبوهة
(1) خليل سارة: تاريخ الوطن العربي في العصور الكلاسيكية , دمشق 2004م, منشورات جامعة دمشق, ص35 .
(2) المعرفة ر1995 دوريات ص604 القسم الرابع.
(3) مجموعة من مترجمي مدرسة الألس : بداية القدماء ونهاية الحكماء ,ص127.
(4) ه.ج ولز : معالم تاريخ الإنسانية , ترجمة عبد العزيز توفيق جاويد, مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر, الطبعة الأولى, ص345 .
(5) دليام لانجر تر دز و محمد مصطفى : موسوعة تاريخ العالم, جزئين , طباعة مكتبة النهضة المصرية , الجزء الأول, ص160.

وهمجية بدرجةٍ لايتخيلها العقل, وكانت اجتماعات غريبة هدفها وغايتها الوصول
إلى فقدان العقل أي الغيبوبة والسكر والرقص الفاحش في جوٍّ صاخب , ثم تخرج النسوةُ اللواتي يقمن في عقر الظلامِ الدامسِ بتقطيعِ من يظهُر أمامهنَّ من بشرٍ أو حيوانٍ ويتغطسنَ بالدماءِ حتى يغمى عليهنَّ حتَّى الصباحِ , وقد اشتهرت أولمبياس بملاطفةِ الثعابينِ وتربيتها حتى أنَّ الثعابينَ كانت ترافقها إلى فراشها , ورغبَ بها فيليب فاقترن بها , ويصرحُ بلوتارك : أنَّ هذا الزواجَ كان يقوم على الحب المتبادل , وقد ولدت له الإسكندر بعد ثلاث سنوات من الزواج ولم يمض زمن حتى دبَّ الخلاف بين فيليب و أولمبياس , بسبب هوسها الغير محتمل بالأعراف الدينية الشاذة حتى هجرها فيليب وتزوج زوجة أخرى هي كليوبتره , وقد وصل عنف أولمبياس لحد أن تتهم بقتل زوجها(1) ( كما سترون بعد قليل ) بالإضافة إلى تعذيب كليوباترة زوجة فيليب الشرعية بعد مقتل فيليب (2) .


(1) ه.ج ولز : معالم تاريخ الإنسانية , ترجمة عبد العزيز توفيق جاويد , الطبعة الأولى
مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر , ص151 .
(2) متوديوس زهيراتي : الإسكندر الأكبر , ترجمة فاروق القاضي , مراجعة وتقديم زكي نجيب محمود , القاهرة 1963, مكتبة الأنجلو المصرية ,ص26 .

7- تنظيم الجيش :
إن فيليب وكأي ملك يتسلم السلطة حديثاً احتاج بعض الوقت لتنظيم الوضع الداخلي قبل تحقيق طموحاته الخارجية وخصـــوصاً في مملكةٍ متوترةٍ داخلياً
وذات مقاطعاتٍ شبه مستقلة , وعلاقتها سيئةٌ بل ومتوترةٌ مع أثينا فبادر فيليب ليعقد معاهدةً معها في سنة ( 358 ق.م) تنازل فيها فيليب عن كل مطلب له في أمفيبوليس ووعدته أثينا بتسليم بدنا وقد ابتهجت أثينا أيضاً بهذه المعاهدة فهي أيضا بحاجةٍ لها فقد كانت في حرب مع الأودرسن , وهنا وبعد هذه الخطوة الضرورية والذكية بدأ فيليب بتنظيم الوضع الداخلي لمقدونية وتهدئة الثائرين وكانت الخطوة الأولى في سبيل ذلك كله هي ( تنظيم الجيش)(1) , فكرس فيليب سني حكمه الأولى لتنظيم جيشه وهنا يبدأ تأثير إقامة فيليب في طيبة فقد كان الفيلق الطيبي كتلةً من المشاة الذين يحملون الرماح التي تطعن الصفوف الخلفية منها العدوَّ برماح أطول مرسلين إياها بين رجال الصف الأول(2) وبذلك يســـــتطيع هذا الفيلق أن

(1) ج.م روبرتس :موجز تاريخ العالم , ,3 أجزاء, ترجمة فارس قطان, الجزء الثاني, ص346.
(2) المعرفة ر1995 دوريات ص604 القسم الرابع

يخترق كل ما يعترضه يعترضه من جيش العدو , مما يكلف الأعداء خسائر فادحة , فما كان من فيليب إلا أن أخذ هذه الفـكرة و أسـس فيلقاً أكثر قوةً ومرونةً و صموداً وقدرةً (1) , والذي صار يدعى بالفيلق المقدوني وهنا تظهر عبقرية فيليب العسكرية فقد كان فيلقه ذو العناصر المرتبة مثالياً على شكل رأس حربة يتقدم الفيلق وبيده رمح طويل وبالأخرى درع قاس ويليه مقاتلان يحمل أحدهما الدرع باليسرى الرمح الطويلة بيده اليمين والأخر يعاكسه في حمله أسلحته ثم يليهما أربعة مقاتلين ثم ثمانية ثم ستة عشر صفا(2) وتقول الروايات أن هذا الفيلق الذي أخذ شكل مثلث كان له صورة مرهبة ومخوفة للأعداء وخاصة الحراب الطويلة , حتى أن حراب الصف الأخير كانت تصل إلى الصف الأول فصاروا بذلك مهيبين ولايستطيع أحدٌ الاقتراب منهم , والاجمل من ذلك كله هو الطريقة التي كان يعامل بها فيليب عساكره فقد كان يعاملهم بحسن خلق ورفق , ووصلت عظمته في حسن المعاملة إلى درجة أنه كان يدعوهم بالأصحاب ويعلمهم قواعد الحرب وأساليب القتال , حتى صاروا من أشهر الشجعان فيما بعد , وكان يستغل مناجم الذهب والفضة التي يسيطرعليها في توزيع الكثير منها على أفراد(3)
(1) ه.ج ولز : معالم تاريخ الإنسانية , ترجمة عبد العزيز توفيق جاويد , الطبعة الأولى , مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر , ص151.
(2) المعرفة ر1995 دوريات ص604 القسم الرابع.
(3) مجموعة من مترجمي مدرسة الألس : بداية القدماء ونهاية الحكماء ,ص127.
جيشه لكسب ولائهم وكانت هذه إحدى الطرق التي كان يغوي بها فيليب الناس ليسلموا له , وكان يعلمهم قواعد الحرب وأساليب القتال حتى صاروا من أشهر الشجعان فيما بعد مثل بارمينون و برديكاس و أنتيباتروس وأنتيجون وأومين ..إلخ , وكان يستغل مناجم الذهب والفضة التي سيسيطر عليها في توزيع الكثير منها على أفراد جيشه لكسب ولائهم ، وكانت هذه إحدى الطرق التي كان يغوي بها فيليب الناس ، ليسلموا له فقد كان يقول :( كلما كثرت أموال الإنسان أمكنه ذلك أن يعطي على كل من أراد , ولو كان محاطاً بالحصون المتينة , وكان ذلك في زمان فسدت أحوال أهله بقبولهم الرشوة )/3/ .
8- فيليب يبدأ تنظيم الوضع الداخلي :
اقتضت حنكة فيليب أن تكون أول الأعمال التي سيفعلها بجيشه عام ( 358 ق.م ) هو إخضاع البرابرة الثائرين (2) , فاتجه إلى أكثر تلك القبائل ثورةً وهم الإلليريون ثم إلى الدانوب واستطاع فيليب مدَّ سلطانه أيضاً على طول الشاطئ (3)
(1) مجموعة من مترجمي مدرسة الألس : بداية القدماء ونهاية الحكماء ,ص127.
(2) دليام لانجر تر دز محمد مصطفى : موسوعة تاريخ العالم زيادة مكتبة النهضة المصرية لأصحابها حسن محمد وأولاده , الجزء الأول, ص160
(3) ه.ج ولز : معالم تاريخ الإنسانية , ترجمة عبد العزيز توفيق جاويد , الطبعة الأول , مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر , ص151 .


حتى الهلسبونت ، وضمن امتلاكه لأمفيبوليـــس سنة 358 ق.م(1) , باتفاق مع أثينا و ذلك باستبدالها ببرنا إذ كانت أثينا مشغولة في استرداد يوبويا من طيبة و خرسونيسوس من تراقيا (2) , وضمن أيضاً مناجم الذهب في الشمال في هذه الحملة , وقام بعدها بحملات عديدة في تراقيا , متوخياً من وراء ذلك أن يدمج في دولته مدناً يونانية تقع على الشاطئ المطل على بحر إيجه ومضائقه لكي لا يحط من قدر أثينا فقد كان الوقت مبكر لمواجهتها , ولم يمضي العام ( 358 ق. م) إلا وقد أكمل فيليب سيطرته على المناجم الغنية بالذهب والفضة في (موت بانجيام ) فكانت هذه الثروة التي جناها من هذه المناجم خير مساعدٍ له في إكمال مشاريعه المستقبلية , وأعاد تأسيس مدينة ٍكانت أشبه بمركز تعدين ونالت هذه المدينة شرف أن تسمى باسمه إذا سميت (فيليبي ) , وهنا يكون قد أكمل سيطرته على جزء كبير من مقدونية و بعدها بدأت أزمة أهل فوكيس التي أدت إلى الحرب المقدسة الثالثة(3) .

(1) ه.ج ولز : معالم تاريخ الإنسانية , ترجمة عبد العزيز توفيق جاويد , الطبعة الأول , مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر , ص151 .
(2) دليام لانجر تر دز محمد مصطفى : موسوعة تاريخ العالم , جزئين ,زيادة مكتبة النهضة المصرية لأصحابها حسن محمد وأولاده , الجزء الأول, ص161 .
(3) ه.ج ولز : معالم تاريخ الإنسانية , ترجمة عبد العزيز توفيق جاويد , الطبعة الأول , مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر , ص151 .
9-351 ق.م الحرب المقدسة الثالثة :
امتنع أهل فوكيس من دفع الغرامة التي فرضها مجلس الأمفيكتيون على بعض أهلها , واستولوا على دلفي وعقدوا محالفات مع أثينا واســبارطة , ولما أعلن أعضاء مجلس الأمفيكتيون الحرب استخدم أهل فوكيس الأموال المقدســة المملوكة لمعبد دلفي في حشد جيش كبيير من المرتزقة وعلى الرغم من هزيمتهم في موقعة نيون عام (354) ق.م على أيدي أهل يوبوتيا , فقد أكملوا تمردهم و استولوا على ثيرمو بيلاي و ارخومينوس سنة (353) ق.م وهنا رأى فيليب أنه وضعٌ لم يعد يسكت عليه وأعتقد أن فيليب رأى فيها فرصةً لمد سيطرته ونفوذه فوقف في وجههم في تساليا ولكنه هُزم مرتين من قبل قائدهم (أونو مارخوس) , ولكن ليس من مثل فيليب ييئس , إذ أنه وفي عام (352) ق.م هزم أونومارخوس وقتله , وعندها وحد فيليب تساليا التي بقيت مواليةً له , وهنا وبعد وصول فيليب إلى تساليا وسيطرته عليها بدأت أحلام فيليب وطموحاته في اليونان تتبلور , وبنفس الوقت تنبه الأثينيون إلى خطره وعندها كان قد تسلم الحكم في أثينة حزب يدعو إلى السلم تحت رئاسة (يوبولس ) بدلاً من الحزب الاستعماري الذي كان يتزعمه خاريس واريستوفون , فقد سمح (يوبولس) لفيليب أن يتابع مد نفوذه شرقاً دون أن يتصدى له أحد سنة 351ق.م(1) , وأنا لاحظت هنا أمراً لايقبله المنطق فمن غير المعقول أن تسمح قيادة لدولة ما في دولة ما لدولةٍ أخرى بالتوسع على حساب أعوانها وعلى حساب أراضٍ تمس مصالحها حتى لوكانت حكومةً سلمية وخاصةً أن هذه القيادة هي نفسها هي التي ستحارب فيليب بعد أن تستنجد أولينثوس بأثينة فالسؤال هنا لماذا سمحت له بالتوسع ثم حاربته بعد استنجاد أولينثوس فالسبب ليس أنها حكومة سلمية بل لأن أثينة كانت في أزمة مالية وظروف دعتها لفعل ذلك, و على العموم نســـــتطيع أن نقول اســـتطـاع فيلـيب بفترة قصــــيرة أن يكـــمل توحيــد مقـــــــدونية بعــد أن ضـــــم تــحــت
(1) دليام لانجر تر دز محمد مصطفى : موسوعة تاريخ العالم , جزئين ,زيادة مكتبة النهضة المصرية لأصحابها حسن محمد وأولاده , الجزء الأول, ص161_162_163.
لوائه وقيادته الخاصة مقاطعاتها التي كانت شبه مستقلة وكان أثناء قيامه بذلك كله يستعمل قدرته في إشعال الحروب والفتن بين الآخرين أي بين زعماء (المدن – الدول) (1) , وهذا كله أستطيع أن أقول أراه يحسب لفيليب ولا يحسب عليه فالحرب خدعة , وهكذا أكمل فيليب توحيد مقدونيا وأحكم سيطرته عليها فحقق لها بذلك جواً من القوة والعظمة لم تألفه من قبل فيجدر بالمقدونيون بعد هذا كله أن ينسوا العصر الذي سبق وأن يعلموا أنه الآن صار يحسب لهم ألف حساب فحاكمهم الآن هو فيليب صاحب الطموح الذي بدأ بالتفكير بما هو أبعد من مقدونية 355- 351 ق.م , حيث أُشعلت نار الحرب مجدداً ولكن مع أثينا بشكل مباشر , بعدما طلبت أولينثوس العون من أثينا خوفا من فيليب , وقبل أن أتعرض لهذا كلـِّه أودُّ أن أذكر فكرة عن تيارين ظهرا في أثينا في هذا الوقت وكان لهما أثر في المرحلة السـِّياسية القادمة .
10- 351ق.م ظهور تيارين متضادين في أثينا تجاه فيليب :
بعد تسلسل الأحداث التي حصلت وازدياد تأثي رفيليب في مسارح السياسة وخاصةً في أثينا ظهر تيارين متضادين تجاه فيليب أحدهما موافق له والآخر معارض .
وإذا أردت التكلم عن التيار الموافق فلا بد أن أقول : أنه من الطبيعي لرجل يمتلك الكثيرمن الذكاء والنعومة والممالأة وأساليب الخداع أن يكون قادرا على استمالة الآخرين إلى جانبه ، نعم لقد استطاع فيليب استماله أحد أكبر أساتذة الخطابة في أثنيا ألا وهو إيســوقراط الذي كانت له كلمة مســـــــموعة (2)
(1) دليام لانجر تر دز, محمد مصطفى : موسوعة تاريخ العالم , جزئين , زيادة مكتبة النهضة المصرية لأصحابها حسن محمد وأولاده , الجزء الأول, ص161_162_163.
(2) خليل سارة : تاريخ الإغريق , دمشق 2006م, منشورات جامعة دمشق ,ص120.
لدى الإغريق وكان كثير الدعوة لوحدة اليونان وظل أكثر من خمسة وعشرين عاماً يدعو المحاربة الفرس والوحدة ضدهم ولما استماله فيليب لجانبه جعله داعيا طوعيا له , ووجد ايسوقراط في فيليب الرجل المنتظر الذي يستطيع فعل ماظلَّ يدعوا له ايسوقراط طويلاً وهو وحدة اليونان وقتال الفرس فأخذ يحاول إقناع مواطنيه بصدق نية فيليب وحقق هنا فيليب تياراً مؤيداً له في أثينا (1).
أما التيار المعارض لفيليب فعلى رأسه ديموسيثنيس أو ديموستين(2) أو(دمستين)(3) , أحد كبار العظماء الذين عرفهم التاريخ الإغريقي ومن أكثرهم فصاحة وقدرة على الإقناع والإلقاء , وكان رائدا في مجال السياسة وكان عكس إيسوقراط كارها لمقدونيا والمقدوينون محذرا من خطر فيليب , وكتب مجموعة خطبٍ أشار فيها إلى خطر فيليب على اليونانيين وديمقراطيتهم وحريتهم , وكرس قدرته الخطابية كلها ليقف بوجه فيليب و خلق عددا لا بأس به مما سمي ( بالفلبينيات ) نسبة لفيليب(4).

(1) خليل سارة : تاريخ الإغريق , دمشق 2006م, منشورات جامعة دمشق ,ص120.
(1) رشيد الدين فضل الله الهمذاني : مرآة الأيام , راجعه يحيى الخشاب ، دار إحياء الكتب العربية ,116 .
(2) مجموعة من مترجمي مدرسة الألس : بداية القدماء ونهاية الحكماء, ص129 .
(3) خليل سارة : تاريخ الإغريق , دمشق 2006م, منشورات جامعة دمشق ,ص121.
11- 351 -346 ق.م أزمة أولينثوس و صلح فيلو كراتيس :
بعد أن استعانة أولينثوس بأثينة وظهور ديمو سيثنس كزعيم للحزب المعادي لمقدونيا بدأ يحض الأثينيين على العمل لمساعدة أولينثوس ضد فيليب , وسميت مجموعته هذه الأولنثيات وندد باعتماد أثينا على الجنود المرتزقة , و وصف الأثينيين بأنهم قوم كسالى منحلون فقدوا ماكان يتصف به آباءهم من فضائل حربية , واستطاع أن يقنع الأثينيين للإستعداد للحرب(1) , ولكن هيهات لديموسيثينس أن يكون أكثر ذكاءً من فيليب الذي أوعز إلى يوبويا بالثورة على أثينا , وقد وزعت أثينا جهودها فاستولى فيليب على أولينثوس وهدمها واسترق مواطنيها سنة 348ق.م ولم تستطع أثينا الحصول على أي مساعدة من اليونانيين (2) وتقدم فيليب منها إلى ألاوبه ومنها إلى الاتيك , وانتصر على الأثينيين فعقدوا معه صلحاً أشار به ديموسيثينس نفسه لقضاء الضرورة القصوى به وعقد الصلح عام 346 ق.م وسمي صلح فيلو كراتيس(3).
ففي عام 346 ق.م و بناءً على اقتراح فيلو كراتيس (أحد الرجال الهامين في أثينا ) أوفد عشرة كان من بينهم فيلوكراتيس نفسه وإيسخينس وديموسيثنيس للتفاوض في شروط الصلح بناءً على دعوة من فيليب , وتضمن الصلح أن يرد فيليب خرسونيسوس إلى أثينا فتتخلى أثينا عن مطالبها في أمفيبوليس , وتترك الأراضي والممتلكات الأخرى على الحالة التي تكون عليها عند توثيق الصلح بالقسم , ولم تتمكن أثينا من اشراك حليفتها فوكــــــــــــــــــــــس في الصلح , وعند رجوع الوفد وافقت الجمعية العمومية على شروط الصـــــــــلح وأعادتهم لحلف (4)

(2) المعرفة ص785
(3) دليام لانجر تر دز محمد مصطفى : موسوعة تاريخ العالم , جزئين , زيادة مكتبة النهضة المصرية لأصحابها حسن محمد وأولاده , الجزء الأول, ص160
(4) رشيد الدين فضل الله الهمذاني : مرآة الأيام , راجعه يحيى الخشاب ، دار إحياء الكتب العربية ,116 .
(5) دليام لانجر تر دز محمد مصطفى : موسوعة تاريخ العالم زيادة مكتبة النهضة المصرية لأصحابها حسن محمد وأولاده , الجزء الأول, ص162- 163
اليمين, ولكنهم تباطؤوا في الطريق ولم يحسبو لدهاء وسرعة بديهة فيليب أي حساب إذ أنه استغل هذا التباطؤ ليزيد من فتوحاته في تراقيا , وبعد إتمام الصلح قهر فيليب أهل فوكيس (الذين لم يدخلو في الصلح ) وأخذ مقعدهم في اتحاد الأمفيكتيون وهكذا سيطر فيليب على جميع بلاد الإغريق الشمالية وبوصفه رئيساً لهذا الإتحاد ترأس الألعاب البيثينية وأمتنعت أثينا من إرسال ممثليها حتى أجبرها تهديد فيليب أن تعترف بعضويته في ااتحاد الأمفيكتيون وظل هذا الحال سائداً حتى عام 344ق.م(1) .
12- 346 - 337 ق.م معركة خايرونية :
جاهد فيليب غاية الجهاد إظهار وده لأثينة والأثينيين ولكن ديموسيثينيس الذي وبعد أن جنح للسلم في صلح فيلو كراتيس عاد عن السلم مرة ًأخرى , وبعد أن صارت السلطة الأثينية في يديه بشكل كامل بدأ بإغراء مواطنيه الأثينيين واستمالتهم ببعض الإصلاحات مثل الإنفاق على البحرية الأثينية والكثير من الأعمال التي اتسمت بالعدالة , فاستجابت أثينة إلى أقواله ورأت في فيليب رجلاً ساعياً لاستعبادها ولم تجد فيه محرراً لها فقررت أن تحارب لتحتفظ للمدن اليونانية بالسيادة , التي كانت تحرص عليها ويبدو أن الأثينيين لم يتعلموا من الدرس الأول الذي لقنهم إياه فيليب قبل عقد السلم , وخاصةً بعد أن حاول فيليب أن يحمل اتحاد الأمفيكتيون على أن يفرض غرامة على أثينا لأنها أهانت طيبة (قد أشرت إلى قدرة فيليب على إثارة الفتن والحروب ) ولكن إيسخينيس تمكن بمهارته من توجيههم ضد امفيسا (1) فأقدم ديموسيثينيس عام 341 ق.م على عقد محالفة ضد فيليب في يوبويا والبلوبونيز سنة 340 ق.م وعلى كسب معونة بيزنطة لتقف في وجه فيليب , ولكنه رُد َّعلى أعقابه سنة 339 ق.م لما أثار هذا العمل الحرب المدـسة الرابـعـــة , إذ وجــه اتــــحـاد الأمفـــيكتــــون الــنــــداء(2)
(1) دليام لانجر تر دز محمد مصطفى : موسوعة تاريخ العالم , جزئين , زيادة مكتبة النهضة المصرية لأصحابها حسن محمد وأولاده , الجزء الأول, ص160.
(2) مفيد رائف العابد :دراسات في تاريخ الإغريق,دمشق 1979م,منشورات جامعة دمشق المطبعة الجديدة ,ص148.
إلى فيليب فذعرت أثينا من جراء ذلك , فما كان منها إلا أن اضطرت إلى عقد محالفة مع طيبة(1) على شروط مرضية لطيبة وألف بذلك ديمو سيثينيس وحزبه عصبة هللينية مضادة لفيليب والمدن التي تحت رعايته والتي تضم عدداً من المدن الإغريقية مثل كورنثة وميجارة وغيرها (2).
بعد تشكيل هذين الحلفين المتعاديين أي حلف فيليب وأعوانه وحلف أثينة وحلفائها كان لا بد من الإصطدام , فحصلت معركة حاسمة سميت بمعركة خايرونية (التي قاد فيها الإسكندر ميسرة جيش أبيه بنجاح) فقهر فيها فيليب بقوته وصرامته وعزمه جيش الحلفاء المؤلف من المواطنين ووضع حاميةً له في طيبة , وترك أثينا دون أن يمسها بأي أذىً(3) , وكانت هذه المعركة حاسمةً في نتائجها إذ بعدها نستطيع أن نقول أن فيليب أصبح السيد بلا منازع , وفي عام 337ق.م دعا فيليب جميع المدن الإغريقية إلى مؤتمر عام في كورنثة , فلبت الدعوة جميع الدول ماعدا اسبارطة, وأقرت إقامة حلفٍ هيلليني(4) وكان فيليب بالطبع رئيساً له وقت الحرب , أما في وقت السلم فكان له رئيس , ونص ميثاق الحلف على عدم تغيير الدساتير القائمة , وعدم مصادرة أي الأملاك الخاصة ولم تفرض أي ضريبة , ولم توضع أي حامية إلا في بعض الأماكن القليلة , ووضعت القيادة الحربية في عهدة فيليب وأصبح لمجلس الأمفيكتيون اختصاص ســــــــــــلطة علــــــيا(5) , وبــــعد هـذا نســـــــــــــــتطيع أن نقول
(1) دليام لانجر تر دز محمد مصطفى : موسوعة تاريخ العالم ,جزئين , زيادة مكتبة النهضة المصرية لأصحابها حسن محمد وأولاده , الجزء الأول, ص163.
(2) مفيد رائف العابد :دراسات في تاريخ الإغريق,دمشق 1979م,منشورات جامعة دمشق المطبعة الجديدة ,ص148
(3) دليام لانجر تر دز محمد مصطفى : موسوعة تاريخ العالم, جزئين , زيادة مكتبة النهضة المصرية لأصحابها حسن محمد وأولاده , الجزء الأول, ص163.
(4) مفيد رائف العابد :دراسات في تاريخ الإغريق,دمشق 1979م,منشورات جامعة دمشق المطبعة الجديدة ,ص148
(5) دليام لانجر تر دز محمد مصطفى : موسوعة تاريخ العالم جزئين , زيادة مكتبة النهضة المصرية لأصحابها حسن محمد وأولاده , الجزء الأول, ص164.
حقق فيليب الطموح الأول والأساسي وهو جمع القوة الإغريقية في يديه وبقي الطموح الثاني الذي بدأ الآن وهو محاربة الفرس والتوسع الآسيوي .
13- 337-336ق.م الحرب على آسيا :
وضع فيليب الخطط لتحرير المدن اليونانية في آسيا الصغرى وقتال فارس بعد أن أعلن مؤتمر ثان عقد في كورنثة سنة 337ق.م الحرب على فارس , وأرسل فيليب جيشاً تحت قيادة قائده فورميو إلى آسيا الصغرى سنة 336ق.م , ولكن الأجل لم يمهل فيليب الذي اغتيل سنة 336ق.م قبل تنفيذ طموحه الثاني الذي ترك لإبنه الإسكندر من بعده للقيام به(1) .
14- 336 ق.م مقتل فيليب وتبعاته :
لم تكتمل أحلام فيليب إذ لم يمهله الأجل لتنفيذ طموحه في التوسع في آسيا , ففي عام 336 ق.م وبعد احتفاله بزفاف ابنته كليوبترا على حليفه اسكندرملك أبيروس (2) مباشرةً أصيب فيليب بطعنة غادرة بتدبير من خال ابنته إميروس وشقيق أوليمبياس زوجة فيليب , إذ كان يسير في موكبٍ إلى أحد المسارح وهو أعزل من السلاح وعليه ثوب أبيض فطعنه أحد رجال حرسه وكان هناك حصان ينتظر القاتل الذي حاول أن يفر لولا أن اشتبك حافر حصانه في حجر فألقته عثرة الجواد على من سرجه , فقتله متعقبوه (3) , ولا بد لي أن أذكر هنا أنَّ
(1) فيليب حتي : تاريخ سورية ولبنان وفلسطين : ترجمة جورج حداد و عبد الكريم رافق ,بيروت ,دار الثقافة , ص253 .
(2) مفيد رائف العابد :دراسات في تاريخ الإغريق,دمشق 1979م,منشورات جامعة دمشق المطبعة الجديدة ,ص148
(3) ه.ج ولز : معالم تاريخ الإنسانية , مت عبد العزيز توفيق جاويد, مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر, الطبعة الأولى, ص354 .

أبرز المتهمين في التحريض على قتل فيليب هي زوجته أوليمبياس , وهناك عدة مظاهر تدل على ذلك منها :

أولاً :الخلاف الذي حدث بينها وبين فيليب , وكان خلافاً عنيفاً مريراً وذلك بسبب ممارساتها الشاذة والغريبة فكانت مصدراً للمتاعب إذ كانت مهووسةً بالأسرار الدينية ذات الطقوس الخفية الغريبة .
ثانياً : ثم أنها كانت تغار منه بعد كل انتصار من انتصاراته الكثيرة وفتح من فتوحاته العظيمة فقد كان قلبها يمتلأ غيظاً منه ومن ارتفاع صيته وشهرته .
ثالثاُ : ثم إن زواج فيليب من كليوبترا دعاها للبحث عن الإنتقام لنفسها منه (1), وحتى كليوبترا نفسها لم تسلم منها ومن أفعالها بعد موت فيليب فقد قتلت ابنتها من فيليب أمامها وأجبرتها على شنق نفسها (2) .
وبعد موت فيليب عم الفرح ديموسيثينس الذي أعلن الفرح العام في أثينا وغيرها من المددن التي فرحت وأعلنت التمرد بعد موت فيليب .
وتسلم الإسكندر الحكم بعد والده فأدب المدن المتمردة وأعاد إخضاع أثينا ولاحق قاتلي والده وبدأ بإكمال حلم والده بالتوسع بنجاح.



(1) ه.ج ولز : معالم تاريخ الإنسانية , مت عبد العزيز توفيق جاويد, مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر, الطبعة الأولى, ص354 .
(1) متوديوس زهيراتي : الإسكندر الكبير , دمشق 1999 , دار طلاس , ص26.


ثالثاً- الخاتمة :
إن من عرف سيرة فيليب وأعماله سيدرك تماماً أنه رجلٌ استطاع أن يحول بلاداً جبلية الأرض , فقيرة الحال , معدومة السمعة , ومتذيلةً لترتيب الحضارة إلى بلد قويٍ يحسب له ألف حساب , وربما لو أمدَّ الله فيليبَ بالعمر لحقق ما فعله ولده الإسكندر من بعده من فتوحاتٍ كبيرة , فهو رجلٌ نال نشأةً مناسبة و إقامةً مفيدةً في طيبة أيام عزها بالإضافة الى موهبة عظيمة , مما جعل منه رجلاً يطلبـُه الحكم قبل أن يطلبـَه , فكان خير ربَّانٍ يقود مقدونيا إلى مراتب العزة والسيادة , حتى أصبح جاهزاً لقياة دول منطقته بما فيها اليونان إلى التوسع العالمي لو أمده الله بالعمر, فكان هذا التوسع من نصيب ولده الإسكندرالذي انطلق من الأساس الذي وضعه له والده إلى دياجير التوسع الآسيوي الكبير .
وأنا أعتقد أنه لو لم تحدث بعده هذه الفتوحات الكبيرة , لتكلمت عنه الدراسات الحديثة أكثر مما تكلمت بعشرات المرات , و هذا منطقٌ لا يقبله التاريخ , فيجب أن يعلم أصحاب هذه الدراسات أنه من العظيم إن امتلكت شيئاً ما أن تستطيع تطويره وجعله أفضل , وهذا ما فعله الإسكندر بعد موت والده من فتوحاتٍ كبيرة ,فنعم هذا كما قلت شيئٌ عظيم , ولكن الأعظم هو أن تستطيع إيجاد شيئٍ من لا شيئ , وهذا مافعله فيليب الذي حول الدولة الضعيفة المتفرقة إلى دولةٍ قويةٍ موحدة , وأنا لاأريد أن أبالغ فالتاريخ يذكر لنا أبطالأ كثر استطاعوا القيام بما فعله فيليب في أوطانهم فأعطاهم الحاضر وواقعنا المعاصر , الكثير من الذكر والإنصاف , فلذلك يستحق فيليب أن يكون له نصيبٌ من ذلك أيضاً , وطبعاً نظرتي هذه لا أعممها إلا على بعض ما وصلت إليه من دراسات , فأنا بالنهاية لم أطلع على كل ِّ الدراسات الموجودة في العالم .
وعلى العموم لا أقول إلا كما قال الإمام الشافعي : قولي صواب ويحتمل الخطأ وقولك خطأ ويحتمل الصواب .






رابعاً – الملاحق :
خامساً- المصادر والمراجع :
1- ابن خلدون : تاريخ ابن خلدون , 7 أجزاء , الجزء الثاني .
2- ابن الأثير : الكامل في التاريخ , راجع أصوله وعلـَّـق عليه نخبة من العلماء , بيروت , دار الكتاب العربي .
3- أبو الفداء : تاريخ أبي الفداء المسمى المختصر في أخبار البشر , علق عليه ووضع حواشيه محمود ديوب , بيروت 1997 م , دار الكتب العلمية الطبعة الأولى.
4- المعرفة : دوريات , 52 قسم , القسم الرابع .
5- المعرفة : دوريات , 52 قسم ، القسم الخامس .
6- ج.م روبرتس: موجز تاريخ العالم ,3 أجزاء, ترجمة فارس قطان ,الجزء الثاني .
7- جون جنتر : الإسكندر الأكبر , ترجمة فاروق حافظ القاضي , مراجعة وتقديم زكي نجيب محمود , مكتبة الأنجلو المصرية , القاهرة , 1963 م.
8- جرجي ديمتري سرسق : تاريخ اليونان , بيروت 1876م .
9- خليل ساره : تاريخ الوطن العربي في العصور الكلاسيكية , دمشق 2004م ,منشورات جامعة دمشق .
10- دليام لانجر تر دز محمد مصطفى : موسوعة تاريخ العالم , جزئين , مكتبة النهضة المصرية , الجزء الأول .
11- رشيد الدين فضل الله الهمذاني : مرآة الأيام , راجعه يحيى الخشاب ، دار إحياء الكتب العربية .
12- عبد الحكيم ذ نون : الرايات , 1991 م, دار الجليل .
13- فيليب حتي : تاريخ سورية ولبنان وفلسطين , ترجمة جورج حداد و عبد الكريم رافق , بيروت , دار الثقافة .
14- كينو : الإغريق ,ترجمة عبدالرزاق يسرى , مراجعة محمد صقر خفاجة , القاهرة 1962 م, دار الفكر العربي .
15- محمد أمين الكردي : كتابات العلامة محمد أمين الكردي, جزئين , حلب 1935 م, منشورات مجمع الديراني ,الجزء الثاني .
16- مفيد رائف العابد :دراسات في تاريخ الإغريق,دمشق 1979م , منشورات جامعة دمشق المطبعة الجديدة.
17- مفيد رائف العابد : سورية في عصر السلوقيين , دمشق 1993 م , دار شمأل للطباعة والنشر .
18- متوديوس زهيراتي : الإسكندر الكبير , دمشق 1999 م , دار طلاس.
19- مجموعة من مترجمي مدرسة الألس : بداية القدماء ونهاية الحكماء.
20- ه.ج ولز : معالم تاريخ الإنسانية , مت عبد العزيز توفيق جاويد, مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر, الطبعة الأولى.
21- ول ديورانت: قصة الحضارة , 42جزء , ترجمة محمد بدران , القاهرة , 1954 م, الجزء الثامن.


سادساً- الفهرسة العامة :
(العنوان) ( رقم الصفحة)
أولاً – المقدمة ..........................................
1- مقدونية (موقعها وجغرافيتها ).......................................
2 - الشعب المقدوني(أصله ولغته وأحواله)............................
3- ملوك مقدونيا قبل فيليب...............................................
4- فيليب قبل استلامه السلطة ..........................................
5- استلامه السلطة وصعوده على العرش.............................
6- زواجه من أولمبياس.................................................
7- تنظيمه للجيش........................................................
8- تنظيمه للوضع الداخلي..............................................
9- الحرب المقدسة الثالثة
10- ظهور تيارين متضادين في أثينا...................................
11- أزمة أولينثوس و صلح فيلو كراتيس ...............................
12- معركة خايرونية.......................................................
13- الحرب على آسيا......................................................
14- مقتل فيليب وتبعاته ..................................................
ثالثاً : الخاتمة ..................................................
الملاحق.........................................................
قائمة المصادر والمراجع......................................


****************************************************
**********************
*********
****
**
*
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف