الأخبار
الهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوع
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عزف على الناي بقلم: نبيه اسكندر الحسن

تاريخ النشر : 2010-06-12
عزف على الناي
تجاوبت القبرات مع قطعان الماشية وهي تقضم الأعشاب منتشية بطعمها العذري ، كانت حارسة القطيع تقعو فوق الهضبة ، وترقب أطراف الحقل ،بتحفز لمنع أية شاة من تخطي حدود بصرها ، وترصد المكان من هجوم الذئاب .كان الراعي جلسا على حجرة يعبّ من لفافة التبغ ، تناول الناي ، وراح ينفخ في داخلها ،فتنداح الأنغام لتشنف أذني الكلبة فكفت عن النباح ، واكتفت بمط لسانها بلهاث مرير ، تذكرت جراءها ، لم تدر أين ذهب بهم الراعي ، حاولت أن تستفسر الحمار عنهم ، تذكرت أنه مربوط من رجل ولا يستطيع تحركت إلا ضمن دائرة لا يتجاوز قطرها عدد أصابع اليد سألت نفسها : " أيكون قضى عليهم الراعي "؟.
هزت ذيلها وشنفت أذنيها ، حين شعرت إنهم دون طعام وشراب ، قدحت شرارة في عينيها سرت لذاتها :" عشر سنوات أرافق القطيع في الليالي والنهارات ،وأنا في حالة عراك مع الكلاب الشاردة والذئاب ".
كانت الذئاب تتربص بالقطيع وتنتظر فرصة الانقضاض عليه ،قالت : " علام ؟. أضحي من أجل قطيع يكرهنني ، من الأولى أن أترك الذئاب تمزقه إربا ".
ارتعشت منذ عام لم تتلقي بأي كلب من فصيلتها ، ولم تعرف طعم اللحم ، أحست ببخل الراعي ، فكرت الابتعاد عن القطيع لكنها لم تستطع ، لقد أشجاها عزف الناي تجعلها تغمض عينيها تأخذها بعيدا إلى مدرات التساؤل .
أيقظتها دعوة الراعي كعادته لاصطياد الأرانب و ملاحقتها ، وحين يحس بقدوم الذئاب يلوح بمقلاعه :
- عليك بهم يا بيوضة .
تهجم على الذئاب ، فتدور بنهم معركة تنتهي بفوز بيوضة لكن لا تخلو من الجراح بأنياب الذئاب ، ذاك اليوم قتلت ذئبين ، ورغم ذلك لم تعرف طعم اللحم ،نخرت غيظا جفل لها القطيع وابتعد عنها .
قال كبش كبير :
- يبقى الكلب كلبا ولو طوق بالذهب .
سرت مع نفسها :
- كم أنت غبي ألا تعلم مقدار حاجتي للحم ، أنا لا أريد ذهبا .
انشق الليل عن وميض قمر مخبئ وراء الغيوم ، وعويل عاصفة ترنح لها ذئب يعوي من شدة الفراق ، أدركت أنه فقد قرينته ، شفقت عليه رغم أنها لم تعرف شفة الراعي :
- أستطيع أن أقتلك ، لكن لم يطاوعني قلبي لأنك تشبهين زوجي .
- حسنا ،لا بأس .
دنا منها وراح يهرشها حتى سربل قلبها ، ووعدته الكف عن حماية القطيع ، واستدرجته بعبارات معسولة ...دعاها إلى وليمة من اللحم ، تسللت معه إلى قاع الوادي :
- جئت أهلا ...
جلست تحت صخرة تحميها من ريح صرصر ،لم يغب طويلا فعاد يحمل على كتفه جديا ، وراحت تقرقش العظام حتى طلوع الفجر .
قبعت في ظل الصخرة وحيدة ،في الوقت الذي أجتمع فيه الذئب مع قطيعه ، ليرسم خطة الهجوم على القطيع وقال لهم :
- كسبت ود بيوضة .
وثبت الذئاب إلى مكان القطيع ، انقضوا على المواشي بقلوب مملوءة بحقد دفين .
قضت بيوضة وطرها مع عدد من الذئاب ، تفجر في داخلها حنين إلى القطيع ، هرولت باتجاه البيت ، فلم تجد أثر للقطيع ، دارت حول البيت أيّاما . فوجئ الراعي حين وجدها نافقه على البيادر .
بحث الذئب عن كلبة ثانية ، كانت عنيده أملت عليه شروطا قاسية . قال لها :
- أحبك .
- لا لم أسمع أن ذئبا أحب كلبة .
- ألست من فصيلتنا ؟.دعينا نعيش حياتنا وننجب أفضل الجراء .
- ما الذي يدفعك على محبتي ؟.
- سأجيب على السؤال غدا .
ذهب ولم يعد بعد أن عرف إن رغبة الذئب في مضاجعة أنثى الكلاب رغبة ذكية ليضمن السلامة .
القاص والروائي السوري نبيه اسكندر الحسن
سوريا حمص - ص - ب - 5121
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف