
عصفورة النار
للشاعر : سعود الأسدي
عصفورةَ النارِ ! يا عصفورةَ النارِ !
إن لامَسَتْكِ يدي أحرقتُ قيثاري
من لي بقيثارةٍ سَكْرَى أداعبُها
إن جئتُ يوماً أغنّي فيكِ أشعاري
وهو الغناءُ جميلٌ إذ يرافقُهُ
صوتي ولحني وإحساسي وأوتاري
وأنتِ إحساسُكِ الأسمى يداهمُني
كالفجر يدفقُ لي دفقاً بأنوارِ
أو روضةٍ من خدودِ الزهرِ حاصَرَني
عبيرُها مُغرِقاً بالعطرِ مشواري
قرأتُ أزهارَ أشعارٍ هتفتِ بها
فاقتْ بدائعَ أشعارٍ وأزهارِ
فغِبْتُ في سكرةٍ طالَتْ غرقْتُ بها
يومين ما بين نسيانٍ وتذكارِ
وأنتِ يا حلوةَ العينينِ ساجيةٌ
لم تأبهي إذ دَهَتْكِ غيرةُ الغارِ
مُميلةُ الجيدِ مَيْلاً كادَ يعصفُ بي
كعصفِ تيّارِ إعصار بأقطارِ
فاشتدّ بي الخوفُ حتى كادَ يقتلُني
كوقفتي فوقَ جَرْفٍ شامخٍ هاري
جوعي إليك ، وإنّي إذ يطالعُني
تأتي إليكِ بجوعي كلُّ أطياري
حمائمُ الشوق من صدري أتت سُرَباً
من كل فرخٍ كساهُ الريشُ طَيّارِ
حتى الصغيرُ قُرَيْدُ العُشِّ *غافلني
وجاء يَهْدِجُ *حتى ساحةِ الدارِ
للمسِ كفّيكِ يسعى حاملاً شَغَفي
يحدو به أملٌ يهمي كأمطارِ
يا ويحَهُ من جهولٍ غرّهُ قمرٌ
كما غُُرِرْتُ ببدرٍ في الدجى ساري
فعادَ لي وهو مكبوتٌ وغادَرَني
في حالِ مرتجفِ الأعصابِ مُنهارِ
ولمت ُ نفسي علي جهلي وقلتُ لها:
ماذا تؤمّلُ من عصفورةِ النارِ ؟!
قالت : سَرَقْتَ الهوى منها وبي طَمَعٌ
أن أسرِقَ النارَ من عصفورةِ النارِ !
فقلتُ : كلاّ فإنّ النارَ في كَبِدي
قالتْ : سأطردُ عنكَ النارَ بالنارِ !!
ــــــ
قريد العش : أصغر فراخ العش ،
ويطلق هذا التعبير على أصغر الأبناء استملاحاً .
هَدَجَ : مشى بارتعاش ,
للشاعر : سعود الأسدي
عصفورةَ النارِ ! يا عصفورةَ النارِ !
إن لامَسَتْكِ يدي أحرقتُ قيثاري
من لي بقيثارةٍ سَكْرَى أداعبُها
إن جئتُ يوماً أغنّي فيكِ أشعاري
وهو الغناءُ جميلٌ إذ يرافقُهُ
صوتي ولحني وإحساسي وأوتاري
وأنتِ إحساسُكِ الأسمى يداهمُني
كالفجر يدفقُ لي دفقاً بأنوارِ
أو روضةٍ من خدودِ الزهرِ حاصَرَني
عبيرُها مُغرِقاً بالعطرِ مشواري
قرأتُ أزهارَ أشعارٍ هتفتِ بها
فاقتْ بدائعَ أشعارٍ وأزهارِ
فغِبْتُ في سكرةٍ طالَتْ غرقْتُ بها
يومين ما بين نسيانٍ وتذكارِ
وأنتِ يا حلوةَ العينينِ ساجيةٌ
لم تأبهي إذ دَهَتْكِ غيرةُ الغارِ
مُميلةُ الجيدِ مَيْلاً كادَ يعصفُ بي
كعصفِ تيّارِ إعصار بأقطارِ
فاشتدّ بي الخوفُ حتى كادَ يقتلُني
كوقفتي فوقَ جَرْفٍ شامخٍ هاري
جوعي إليك ، وإنّي إذ يطالعُني
تأتي إليكِ بجوعي كلُّ أطياري
حمائمُ الشوق من صدري أتت سُرَباً
من كل فرخٍ كساهُ الريشُ طَيّارِ
حتى الصغيرُ قُرَيْدُ العُشِّ *غافلني
وجاء يَهْدِجُ *حتى ساحةِ الدارِ
للمسِ كفّيكِ يسعى حاملاً شَغَفي
يحدو به أملٌ يهمي كأمطارِ
يا ويحَهُ من جهولٍ غرّهُ قمرٌ
كما غُُرِرْتُ ببدرٍ في الدجى ساري
فعادَ لي وهو مكبوتٌ وغادَرَني
في حالِ مرتجفِ الأعصابِ مُنهارِ
ولمت ُ نفسي علي جهلي وقلتُ لها:
ماذا تؤمّلُ من عصفورةِ النارِ ؟!
قالت : سَرَقْتَ الهوى منها وبي طَمَعٌ
أن أسرِقَ النارَ من عصفورةِ النارِ !
فقلتُ : كلاّ فإنّ النارَ في كَبِدي
قالتْ : سأطردُ عنكَ النارَ بالنارِ !!
ــــــ
قريد العش : أصغر فراخ العش ،
ويطلق هذا التعبير على أصغر الأبناء استملاحاً .
هَدَجَ : مشى بارتعاش ,