
-
أغمسُ ريشةَ فكري في مِحْبرةِ محبتي فيسيلُ لعابُها بدلالٍ على ورقٍ بُرديٍ مُحصَّنٍ من كل هجومٍ أصفر, فتبقى منتشيةً بعيدةً عن أفاعيلِ الزمان والمكان. من عُمقِ الصمتِ تنبتُ صرخاتٌ, من دثار الليل يتوهجُ قنديلُ النهار, من بذرة قاسيةٍ تُطْلقُ الطبيعةُ ما
أثمر من أشجار, من ثنايا شوكٍ تُطلُّ برأسها كبوشُ وردٍ تُعطّر الأرجاء, من رحمِ صبرٍ نحملُ مولودَ الفرج, من صياحِ الجوع تمتلىءُ الأفواه, من ومضةِ فكرةٍ تبرزُ
أهازيجُ الأمل, من مآتي الريحِ تترنحُ أشرعتُنا على وقع رقصاتِ الموجِ فينتفضُ الفؤادُ ويرتحلُ بين جميلِ الغدران, نَتَنقَلُ بين ضفاف المتناقضات, نُمسكُ هذا تارةً ونترك ذاك أخرى ,يسكنُنا هذا يوما ويرتحل عنا ذاك ,إنها الحياةُ وأنا أدبُّ عليها كإنسان, اليوم أنا
مثلُكَ في بُعْدِكَ وغدا أنت مثلي في قربي , بهذا يكمنُ سرُّ جمال الإنسان وكأنه باقةُ أفكار فيها كلُ الألوان. فكيف, وبعد كلِ ذلك يُطْلَبُ مني مَزجَ كُلِّ الألوان فأصير لونا حائراً لن أجد له أي تسميات؟ أيها اللائمون, إرحلوا بوَعْظِكُمْ عني, فلي عقلٌ يُحاسبني فيعاقبني يوما ويجزيني يوما, فأنا أرتحل بين هنا وهناك , أتدرون لماذا؟ لأنني لستُ ملاكاً بل إنسانٌ من لحم وعظام, وفي ثنايا فكره أحلامٌ تنتظرُ السقايةَ وترجمةً بمفردات الحس فأقول: كانتْ سراباً وصارت شراباً, وما كان صار. هنا تسطعُ الشمسُ ويصفقُ الفكرُ وترقص الأقلام وتفتحُ الحياةُ عيونَها الناعسة لحضور مهرجان الإنجاز. اليوم أفعلُ ما أريد وللغد فِعْلُ ما يشاء . لن أتوه في إجترار لحظاتِ ماضٍ إنقضتْ ولا
بلحظات غدٍ لم تأت, فيومي فيه ملايينُ اللحظات وإن فقدتُها تضيعُ مني كلُّ اللحظات ساحبةً وراءها كلَ الذكريات, فأصير هُلاميا تعبثُ به أنواءُ الحياة. أيها اللائمون إرحلوا فجيوبُكمْ فارغة والسنتُكم ثرثارة وافواهُكم تنفخُ أبواق الضياع لأنكم تمزجون ما
تقدم وما تأخر من أيامٍ فلا تضبطون منها إلا الكلام.أنا إنسان,هكذا كانت مشيئةُ الرحمن , فيَّ نقصٌ وإكتمال وخيرٌ وشرٌ وحبٌ وكرهٌ وشقاوةُ غلمانٍ ورزانةُ رجال- أنا إنسان أيها اللائمون فلا تعيدوا عجني وتشكلوا مني يوما شيطانا ويوما ملاكا تجري وراءه كلُّ الحسان. اليوم أُخطىء وغدا أُصيب فهذه معادلتي كإنسان يحمل كلَّ الاضاد فيختار ولله ترد الامور للحساب.كلنا بعقله أستاذ وكلنا بجهله تائه. أود أن أكون الإثنين معا , بالأول أقول بثقة ما اشاء وفي الثاني أعْبرُ للآخر بحثا عن إكتمالٍ جزئي يتبعُه جزئيٌ
آخر حتى الممات ولا يتحقق الإكتمال.
من هنا , تكتملُ جماليةَ الإنسان فيه تنوعٌ خصبٌ في كل المحطات. كيف لي أن ألفظَ الآخرَ وهو مسجلٌ في بيانِ الخليقة أنه إنسان؟ أيها اللائمون لا تُفسدوا مذاقَ إنسانيتي بحشري في مآتي زوايا السياسة والسلطان والمال ,لأنني أكره صراعا يجردني من رداء الإنسان. بهذه الركائز إنتشرت مبادىءُ قابيل ونُسِجَتْ أكفانُ هابيل , أيها اللائمون لا تسفحوا في كل دقيقة دمَ هابيل وأعيدوا له حقه المسلوب وأشيروا بأصابعِ ضمائركم
إلى القاتل والمقتول. ومن زواريب الأودية تصعدُ نسماتٌ رقيقاتٌ, دعوني أتنفسَها قبل ان تؤوب, دعوني أعانق ما تهدَّلَ من جُفونِ شجرِ الصفصافِ على أكتافِ الينابيع قبل أن ترشفَ ماءها الشمسُ فيضيعُ عناقُ الشريك. أنا إنسان والعمرُ قصير فلا تلوموني إن قّبلْت حسناءَ أو أحسنت لفقير , كيف للإنسان أن يخلع عني بُردَ الإنسان ويغتال سعادتي بتوقيعِ إنسانٍ سَطا على خصائص الخالق ليقولَ لي أنت لست بإنسان.؟
أغمسُ ريشةَ فكري في مِحْبرةِ محبتي فيسيلُ لعابُها بدلالٍ على ورقٍ بُرديٍ مُحصَّنٍ من كل هجومٍ أصفر, فتبقى منتشيةً بعيدةً عن أفاعيلِ الزمان والمكان. من عُمقِ الصمتِ تنبتُ صرخاتٌ, من دثار الليل يتوهجُ قنديلُ النهار, من بذرة قاسيةٍ تُطْلقُ الطبيعةُ ما
أثمر من أشجار, من ثنايا شوكٍ تُطلُّ برأسها كبوشُ وردٍ تُعطّر الأرجاء, من رحمِ صبرٍ نحملُ مولودَ الفرج, من صياحِ الجوع تمتلىءُ الأفواه, من ومضةِ فكرةٍ تبرزُ
أهازيجُ الأمل, من مآتي الريحِ تترنحُ أشرعتُنا على وقع رقصاتِ الموجِ فينتفضُ الفؤادُ ويرتحلُ بين جميلِ الغدران, نَتَنقَلُ بين ضفاف المتناقضات, نُمسكُ هذا تارةً ونترك ذاك أخرى ,يسكنُنا هذا يوما ويرتحل عنا ذاك ,إنها الحياةُ وأنا أدبُّ عليها كإنسان, اليوم أنا
مثلُكَ في بُعْدِكَ وغدا أنت مثلي في قربي , بهذا يكمنُ سرُّ جمال الإنسان وكأنه باقةُ أفكار فيها كلُ الألوان. فكيف, وبعد كلِ ذلك يُطْلَبُ مني مَزجَ كُلِّ الألوان فأصير لونا حائراً لن أجد له أي تسميات؟ أيها اللائمون, إرحلوا بوَعْظِكُمْ عني, فلي عقلٌ يُحاسبني فيعاقبني يوما ويجزيني يوما, فأنا أرتحل بين هنا وهناك , أتدرون لماذا؟ لأنني لستُ ملاكاً بل إنسانٌ من لحم وعظام, وفي ثنايا فكره أحلامٌ تنتظرُ السقايةَ وترجمةً بمفردات الحس فأقول: كانتْ سراباً وصارت شراباً, وما كان صار. هنا تسطعُ الشمسُ ويصفقُ الفكرُ وترقص الأقلام وتفتحُ الحياةُ عيونَها الناعسة لحضور مهرجان الإنجاز. اليوم أفعلُ ما أريد وللغد فِعْلُ ما يشاء . لن أتوه في إجترار لحظاتِ ماضٍ إنقضتْ ولا
بلحظات غدٍ لم تأت, فيومي فيه ملايينُ اللحظات وإن فقدتُها تضيعُ مني كلُّ اللحظات ساحبةً وراءها كلَ الذكريات, فأصير هُلاميا تعبثُ به أنواءُ الحياة. أيها اللائمون إرحلوا فجيوبُكمْ فارغة والسنتُكم ثرثارة وافواهُكم تنفخُ أبواق الضياع لأنكم تمزجون ما
تقدم وما تأخر من أيامٍ فلا تضبطون منها إلا الكلام.أنا إنسان,هكذا كانت مشيئةُ الرحمن , فيَّ نقصٌ وإكتمال وخيرٌ وشرٌ وحبٌ وكرهٌ وشقاوةُ غلمانٍ ورزانةُ رجال- أنا إنسان أيها اللائمون فلا تعيدوا عجني وتشكلوا مني يوما شيطانا ويوما ملاكا تجري وراءه كلُّ الحسان. اليوم أُخطىء وغدا أُصيب فهذه معادلتي كإنسان يحمل كلَّ الاضاد فيختار ولله ترد الامور للحساب.كلنا بعقله أستاذ وكلنا بجهله تائه. أود أن أكون الإثنين معا , بالأول أقول بثقة ما اشاء وفي الثاني أعْبرُ للآخر بحثا عن إكتمالٍ جزئي يتبعُه جزئيٌ
آخر حتى الممات ولا يتحقق الإكتمال.
من هنا , تكتملُ جماليةَ الإنسان فيه تنوعٌ خصبٌ في كل المحطات. كيف لي أن ألفظَ الآخرَ وهو مسجلٌ في بيانِ الخليقة أنه إنسان؟ أيها اللائمون لا تُفسدوا مذاقَ إنسانيتي بحشري في مآتي زوايا السياسة والسلطان والمال ,لأنني أكره صراعا يجردني من رداء الإنسان. بهذه الركائز إنتشرت مبادىءُ قابيل ونُسِجَتْ أكفانُ هابيل , أيها اللائمون لا تسفحوا في كل دقيقة دمَ هابيل وأعيدوا له حقه المسلوب وأشيروا بأصابعِ ضمائركم
إلى القاتل والمقتول. ومن زواريب الأودية تصعدُ نسماتٌ رقيقاتٌ, دعوني أتنفسَها قبل ان تؤوب, دعوني أعانق ما تهدَّلَ من جُفونِ شجرِ الصفصافِ على أكتافِ الينابيع قبل أن ترشفَ ماءها الشمسُ فيضيعُ عناقُ الشريك. أنا إنسان والعمرُ قصير فلا تلوموني إن قّبلْت حسناءَ أو أحسنت لفقير , كيف للإنسان أن يخلع عني بُردَ الإنسان ويغتال سعادتي بتوقيعِ إنسانٍ سَطا على خصائص الخالق ليقولَ لي أنت لست بإنسان.؟