الأخبار
الهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوع
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

بعض كتاباتى القصصية بقلم:دكتورة فاطمة الزهراء بخيت

تاريخ النشر : 2010-06-08
جرس المنبه يرن بضجيج عالٍ يجعلها تخرج من هذا النفق الغريب الذى كانت تجرى فيه وتتعثر وعندما اسيقظت كانت شاكرة أول مرةً لهذا المُنَبه المزعج لأنه أنقذها من هذا الكابوس أحست بقدميها تصطدم بجسم له حافة حادة تتحسسه بقدميها لتعرف ما هو فتتذكر أنه أحد الكتب التى كانت تقرأها وكالعادة كتاب تحت المخدة وكتاب تحت قدميها وكتاب بين الأغطية قامت من نومها ونهضت من السرير دخلت الحمام وغسلت وجهها فى كسل ثم خرجت لترتدى ملابسها وما إن فتحت الدولاب حتى انهار جبل من الملابس أمامها ملابس صيفية وملابس شتوية ملابس لم ترتديها من عشر سنوات وملابس كانت اشترتها ونسيتها فى هذا الجبل من تراكمات الملابس وقفت بنظرتها اليومية التى تعبر عن الدهشة والحيرة دخلت أُمها فنظرت لها وقالت: كل يوم نفس المأساة: من خمس سنوات وأطالبك أن تتخلصى مما لا تريدينه من ملابس وأحذية وكتب لابد أن تعرفى أنكِ لن تستطيعين الإحتفاظ بكل شىء فى آن واحد الحياة أولويات دولاب حياتك لن يتحمل أكثر من هذا ألا تفهمين!!! تذكرت صديقتها الصدوقة حينما رأتها كلما تقرب منها أحد تركت الباب مفتوحاً لا هى أغلقته ولا هى فتحته قالت لها تقريبا نفس الكلام : فى المشاعر لابد أن نكون باترين كالسيف لا نستطيع أن نحتفظ بالمحبين فرحين بهم فى صف عريض يحجب عنا الرؤية عن الحب الحقيقى الصادق .وقفت وهى هذه المرة عازمة ونادت على أمها: أمى : جهزى لى اكياس لأعبىء كل الأشياء التى لا استطيع الإحتفاظ بها اليوم حملة تنظيف شاملة
××××××××
2 وداع يليق بالمكان
تغلقُ آخر حقيبة بعد أن رتبت كل ما يخصها هى وابنتها ولملمت ما تشعر أنه لن يلزمها ثانية لتعطيه إلى السيدة الفقيرة القابعة فى آخر الشارع تحتضن المكان بعينها وتلتقط له بعض الصور بكاميرا الجوال التقطت صورة للحائط وعليه رسومات إبنتها البدائية وحروفها المُكَسرة فى بداية تعلمها التقطت صورة للمطبخ الذى شهدَ بداية تجاربها الفاشلة فى الطهى والتقطت صوراً لموضع حجرة نومها والبلكون الذى كان يشهد سهرهما سويا فى ثرثرة طويلة ومجادلات تشتد وتصل للغضب ثم يُفاجىء كلاهما أن الموضوع أتفه مما أُثير حوله فيبدآن فى ضحك طويل .جائتها ابنتها وهى تسألها : هل من اللازم أن نترك المكان؟ أجابتها بالإجابات التى تقنع بها نفسها فى كل يوم منذ قرارها المفاجىء بترك المدينه كلها قالت لها أنه لم يعد لهما أقارب هنا وأن عملها الجديد يتحتم عليها أن تستقر بالعاصمة وأن المدارس هناك أرقى من هنا بمراحل خاصة أنها ستلحقها بمدرسة دولية راقية .قابلت البنت قرار أمها باعتراض فى بدايته ثم استسلمت عندما وجدت إصرارها على المغادرة .كان بيت قد أهداه لها والدها وتزوجت فيه واستقرت عشر سنوات إلى أن حدث ما حدث وصارت هى وابنتها وحيدتين فى هذا المنزل الواسع مع رحيله المفاجىء وقراره الغريب بأنهما لم يعودا يصلحان لبعضهما وأن هذا القرار قد أخره كثيراً لمصلحة إبنتهما ولكنه لم يستطع إرجاءه أكثر من ذلك ومع عدم وجود أقارب وجدت أنه من الأفضل أن تغير المكان فقد يكون ذلك تخفيفاً لأحزانها وموارةً لها خاصة أنه مازال يقطن فى نفس البلدة بل وتراه فى مناسبات عديدة مما يدخلها فى دوامة الحزن المُمِض كثيراً.كان قرار الإنفصال مباغتاً ومفاجئا فلم يكن بينهما أى خلاف يُذكر تتذكر ما حدث لها وقتها من انهيار وتتذكر قوة إرادتها فى التماسك السريع أمامه وتقبلها الظاهرى لما طالب به بأن يكونا متحضرين فى انفصالهما كما كانا متحضرين فى تعاملهما وهى تسأل نفسها: أى تحضر بأن يقرر قراراً مباغتاً كهذا بنفسه ومع نفسه دون إن يمهد له؟ وما ثمن عمر قضته معه وهى تشعر أنه سعيد بها وأنها أسعد امرأه؟ حاولت صرف كل هذه الأفكار عن رأسها و نزلت للحديقة وأحضرت فسيلة الشجرة التى كانت قد أحضرتها لزراعتها وطلبت من إبنتها أن تحضر لها أدوات الزراعة الموجودة فى الكشك الخشبى فى آخر الحديقة تعجبت البنت وقالت لها: ماما نحن راحلون لماذا تتعبين نفسك فى زراعة شجرة لن نستظل بها ولن نأكل من ثمرها؟ فابتسمت لها ابتسامة حانية وقالت لها: عندما نغادر لابد أن نترك ذِكراً وأثراً طيباً فالأماكن التى أحبتنا كما أحببناها ستسأل عنا وتحزن إن لم تجد منا أثرا لابد أن نودعها وداعاً يليق بقيمتها وبما فعلته معنا
×××××××××××
أمنيات قاتلة)
صرخت بأعلى صوتها ونظرت مرعوبه إلى يديها المضمختين بالدماء وبُهتت حينما لم تجد على يديها أثر لدماء وتذكرت فأجهشت بالبكاء. نفس الحلم ككل ليلة!!! تذكرت حينما كانت شابه فى العشرين متوسطة الحال جميله ولكن جمال رقيق غيرُ ملحوظ تشبه كثيرات من البنات المصريات بنات الطبقه المتوسطة فى كل شىء لا شىء يميزها تذكرت أيضاً حينما اختارها دوناً عن كل بنات البلدة بل وكل بنات الدنيا فقد كان لافتا بوسامته وجاهه وغناه وتسائل الجميع : لماذا هى؟ بل وتسائلت هى وعائلتها أيضاً عن سبب اختياره لها ولكن عندما تقبل علينا الدنيا لا ندقق فى السؤال عن السبب .فى كل يومٍ كان يذكرها أنه صاحب المنة والتعطف كل يومً يهينها أمام العامة والخاصة يُحَقِّرها ويُتَفِّهها ويهين كل خليه فى جسدها كل يوم يذكرها أنها لا شىء وهو كلُ شىء .أى متعة كانت تجدها فى عينيه بعد كل إهانه!! أى انبساطٍ فى أساريره عندما كان يجدها تبكى وتتوقف عن الطعام وعن الحياة وتذبل عيناها!!!أى مرض نفسى هذا الذى به !! لا تدرى . كانت تحلم كل يوم أنها قتلته أغمدت فى سكينا ووقفت تبكى بعدها نادمة .فى يوم من الأيام أيقظته ليذهب لعمله فوجدته ميتا هكذا دون قتل دون دماء شخص الطبيب الحالة انها سكتة قلبية مفاجئة أصابها الذهول أياما تنظر ليديها وعندها يقين أنها قتلته .كل يوم تبكى وتتهم نفسها بقتله بالأمنيات كانت أمنيه قاتلة أن يموت وهاهو قدمات وهاهى حتى الأن تحلم أنها قد قتلته
*********
(أم على)
محنيه الظهر مستندهً على سور مدرسه الصغار تضع أمامها طاوله خشبيه صغيره كالحه اللون وفوق الطاوله بعض العلب الورقيه التى يوجد فيها بعض الحلوى التى تباع لطلبه الدارس فى الأحياء الشعبيه .وفى فتره الفسحه يتوافد عليها الصغار طالبين لبعض الحلوى وكلما تقدم منها احدهم تزر عينيها لتحاول ان تراه ببقايا ضوء فى عينيها هارب من ابيضاض قد غطى العينين .وحين ناداها الولد: بكم تلك الحلوى يا خاله؟بُهت الولد الصغير اذ نظرت فيه بغضب صائحه: ياولد: ألم يربك أهلوك؟ألم تعلمك امك ان تنادى السيدات بأسماء أولادهم الصبيه؟ ؟انا أم على يا ولد.ويخاف الولد ويجرى بعيدا عنها ملوحا بشقاوه الأطفال علامه أن تلك السيده قد أصابها الخبل .أما أم على فتنسى المحيطين بها من الصغار وتنظر فى الأفق المزدحم بسحابات ممطره لتنادى عليه: أيا على : لِم تأخرتَ؟كل الغائبين حضروا الا أنت فلماذا التأخر؟حضر الغائبون بأفراحهم وهداياهم لأهليهم ومنهم من حضر حتى مريضا لكنك الوحيد الذى لم يعد عُد يا على لتتزوج وتملأ البيت بالصبيه والبنات وعد حتى تبنى لى ذلك السقف المتهالك على رأسى فأنت ترى الشتاء على الأبواب عد لتشرى لى الفستان ذا الألوان المبهجه فلقد كلح فستانى وذاب ولم يعد يسترنى من قيظ الشمس ولا يقينى من شده المطر أو عد يا على وانت مريض ٌ سأحملك بين عينيى الضعيفتين هاتين لتضيئهما من جديد وستشفى المهم أن تعود يا على كاد الناس أن ينسوا أن لى ولد اسمه على صاروا ينادوننى يا خاله
******
دكتورة فاطمة الزهراء بخيت .مصر الاسكندرية
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف