اليوم، أنا، قلمي و ورقتي و أفكار كثيرة تتناثر في الأرجاء؛ منها التي تصب في الدين و وجـود الله و أخرى في السياسة و وجـود النظام، و الإنسان و وجــود الأخلاق، لكن التي أستلطفهـــا و أعمل على مداعبتها بأسلوبي هذا في الوجود و وجود الحـب.
فنصي هذا الذي ترتحل بين أسطره أرغب من خلاله أن يحل عصف ذهني ناتج عن تأثير كيفي في عقول قارئيه.
بصراحة أنا لا أعمل على إقامة ثورة جديدة في الحب، و لا أقبل بإصلاحات في أنظمت قواعده، إنما مبتغاي الأسمى هو أن أجد أذان صاغية لسحر هذين الحرفين "ح" و "ب".
و ما يحز في خاطري أكثر هو أن اسمع قريني يتكلم عن -- الشيء-- دون أية دراية مسبقة، و الأفظع من هذا هو أن صديقي هنا يهتف بما لا يعرف، يروج لفكر لا يعرف منبعه من مصبه؛ كالحديث عن الحب حديثا مبنيا على الرفد و الدحض و التفنيد ساعيا الوصول لأفق الإلغاء من القواميس الخاصة بــه.
يرفض التصديق به رفضا مطلقا مع العلم أنه يصدق بوجود المقت وجودا مطلقا، متحججا بما عايشه من تجارب له و لأصدقائه فيما يطلقون عليه اسم الحب، صدقني الحب غير ذلك تماما.
أكيد أن الحب مبني على علاقة اجتماعية راقية محصلة بوعي اجتماعي راقي. لأنه من البديهيات لا يمكن تشييد بناء دون رصيف، كما لا يمكن قضاء شتاء بلا خريــــف.
كما ينفي صديقي هذا وجود الحب ينفي وجود الصدق و يصدق بوجود الكذب بشكل مطلق و كما يحلو له أخدا تجربته الشخصيــــــة كمعيــــار للحكم بوجود الأشياء أو عدمها -- مع العلم أن مسألة الحكم تحيلنا على الموضوعية -- فإذا كنت تنفي وجود الصدق على هذا الكوكب فانك تعترف بكذبـــك و هذا ما ينطبق على الحب بالنانومتــــــر.
تعال و إياي يا عزيزي القارئ لأن صديقنا هذا ينطبق مثاله على القائل بوجود الشيطان و عدم وجود الله، رغم أنهما هما الاثنان ينتميان لعالم الغيبيات. ألا يحق لنا إذا أردنا رفض شيء أن نرفضه و نقيده جملة واحدة ؟
لأنه لا وجود لشيء بلا نقيض؛ لا ضوء بلا ظلام، لا ليل بلا نهار، لا حر بلا برودة، لا علم بلا جهل و لا حقيقة بلا زيف و كثيرة هي الأمثلة...
المهم هو القول بوحدانية و وجود الحــــب، فأنا شخصيا أثبت وجودي لا بتفكيري بل بحبي، عوض " أنا أفكر إذن أنا موجود" أقول " أنــا أحـــب إذن أنــــا موجــــود" و حتى هذا ( التركيب اللغوي ) أجل التركيب اللغوي لا يعني شيئا، اللهم القول أنا موجود إذن أستطيع أن أحب. و ما دمت أستطيع أن أحب فلماذا أكره ؟
إذا كان الحب مرتبطا هذا الارتباط الجدلي بوجودي، ففي حالة نفي للحب أنفي معه وجـــودي.
و إذا كنت موجوا، فلماذا أعتزم نفي ذلك ؟
و إذا كنت أعتزم نفي وجودي، لماذا أهدر سنوات حياتي محاولا إثباته ؟
ألا ترى أنه تناقض و تناحر ذاتي داخلي ؟
ألا تظن أن هذه السلوكيات بمثابة -- شيزوفرنيا -- مستوطنة فينا ؟
أعزاءي القراء، إخواني و رفـــاقي، أظن أنه كفانا انفصاما في شخصياتنا.
فل تذهب التقاليد و الأعراف و تقيدنا بها بهذا الشكل إلى الجحيـم، لنتحرر من أغلال الأوهام التي تطبق علينا بخناقها المجحف.
دعوتي لكم هي الحب و لا شيء غيره. يجب أن نجد الحب، لأن في وجوده وجود لنا و في عدمه عدمنا.
و أكبر دليل على أن ما أقوله ليس بالسفسطة هو ما يجري اللحظة في ساحات المعارك و الحروب التي تفتك بالعنصر البشري ( و لا أقصد هنا حرب البندقية و الرشاش بل كل أشكال الاضطهاد و الاستغلال و التمييز ). أتظن أن المضطهد موجود ؟ أله حقه في التعبير و التنقل و العيش الكريم ؟ أله أبسط حقوقه ؟
لولا الكره لما حدث كل هذا.
إذن يمكن القول أنه في حالة غياب الكره لا وجود للحرب، للمقت، للطمع، للسيد، للعبد، للفقر، للتشرد، للضياع، للحرمان، للصراع الطبقي، للقمع، للموت، ل... ل... أو يمكن القول كذلك انه في حالة غياب الكره يوجد الحـب. إذن في حضور الحب يتغيب كل ما سبق ذكره و تتحقق العدالة الاجتماعية.
أصدقتني عندما قلت لك أن مبتغاي الأسمى هو آذان صاغية لسحر هذين الحرفين.
أظن أنك بمفردك لامست فعلا سحرهما
حب، هو ما يلزمنا لنرسو على بر الأمان.
"أنا أحب، إذن أنا موجود" هذه هي الفكرة التي ينبغي أن نستشفها مما سبق و أن نوظفها كدفة سفينة اخترنا أن تقلنا منذ أن نوضع حتى نودع...
البيضاء بتاريخ 27/10/2009
فنصي هذا الذي ترتحل بين أسطره أرغب من خلاله أن يحل عصف ذهني ناتج عن تأثير كيفي في عقول قارئيه.
بصراحة أنا لا أعمل على إقامة ثورة جديدة في الحب، و لا أقبل بإصلاحات في أنظمت قواعده، إنما مبتغاي الأسمى هو أن أجد أذان صاغية لسحر هذين الحرفين "ح" و "ب".
و ما يحز في خاطري أكثر هو أن اسمع قريني يتكلم عن -- الشيء-- دون أية دراية مسبقة، و الأفظع من هذا هو أن صديقي هنا يهتف بما لا يعرف، يروج لفكر لا يعرف منبعه من مصبه؛ كالحديث عن الحب حديثا مبنيا على الرفد و الدحض و التفنيد ساعيا الوصول لأفق الإلغاء من القواميس الخاصة بــه.
يرفض التصديق به رفضا مطلقا مع العلم أنه يصدق بوجود المقت وجودا مطلقا، متحججا بما عايشه من تجارب له و لأصدقائه فيما يطلقون عليه اسم الحب، صدقني الحب غير ذلك تماما.
أكيد أن الحب مبني على علاقة اجتماعية راقية محصلة بوعي اجتماعي راقي. لأنه من البديهيات لا يمكن تشييد بناء دون رصيف، كما لا يمكن قضاء شتاء بلا خريــــف.
كما ينفي صديقي هذا وجود الحب ينفي وجود الصدق و يصدق بوجود الكذب بشكل مطلق و كما يحلو له أخدا تجربته الشخصيــــــة كمعيــــار للحكم بوجود الأشياء أو عدمها -- مع العلم أن مسألة الحكم تحيلنا على الموضوعية -- فإذا كنت تنفي وجود الصدق على هذا الكوكب فانك تعترف بكذبـــك و هذا ما ينطبق على الحب بالنانومتــــــر.
تعال و إياي يا عزيزي القارئ لأن صديقنا هذا ينطبق مثاله على القائل بوجود الشيطان و عدم وجود الله، رغم أنهما هما الاثنان ينتميان لعالم الغيبيات. ألا يحق لنا إذا أردنا رفض شيء أن نرفضه و نقيده جملة واحدة ؟
لأنه لا وجود لشيء بلا نقيض؛ لا ضوء بلا ظلام، لا ليل بلا نهار، لا حر بلا برودة، لا علم بلا جهل و لا حقيقة بلا زيف و كثيرة هي الأمثلة...
المهم هو القول بوحدانية و وجود الحــــب، فأنا شخصيا أثبت وجودي لا بتفكيري بل بحبي، عوض " أنا أفكر إذن أنا موجود" أقول " أنــا أحـــب إذن أنــــا موجــــود" و حتى هذا ( التركيب اللغوي ) أجل التركيب اللغوي لا يعني شيئا، اللهم القول أنا موجود إذن أستطيع أن أحب. و ما دمت أستطيع أن أحب فلماذا أكره ؟
إذا كان الحب مرتبطا هذا الارتباط الجدلي بوجودي، ففي حالة نفي للحب أنفي معه وجـــودي.
و إذا كنت موجوا، فلماذا أعتزم نفي ذلك ؟
و إذا كنت أعتزم نفي وجودي، لماذا أهدر سنوات حياتي محاولا إثباته ؟
ألا ترى أنه تناقض و تناحر ذاتي داخلي ؟
ألا تظن أن هذه السلوكيات بمثابة -- شيزوفرنيا -- مستوطنة فينا ؟
أعزاءي القراء، إخواني و رفـــاقي، أظن أنه كفانا انفصاما في شخصياتنا.
فل تذهب التقاليد و الأعراف و تقيدنا بها بهذا الشكل إلى الجحيـم، لنتحرر من أغلال الأوهام التي تطبق علينا بخناقها المجحف.
دعوتي لكم هي الحب و لا شيء غيره. يجب أن نجد الحب، لأن في وجوده وجود لنا و في عدمه عدمنا.
و أكبر دليل على أن ما أقوله ليس بالسفسطة هو ما يجري اللحظة في ساحات المعارك و الحروب التي تفتك بالعنصر البشري ( و لا أقصد هنا حرب البندقية و الرشاش بل كل أشكال الاضطهاد و الاستغلال و التمييز ). أتظن أن المضطهد موجود ؟ أله حقه في التعبير و التنقل و العيش الكريم ؟ أله أبسط حقوقه ؟
لولا الكره لما حدث كل هذا.
إذن يمكن القول أنه في حالة غياب الكره لا وجود للحرب، للمقت، للطمع، للسيد، للعبد، للفقر، للتشرد، للضياع، للحرمان، للصراع الطبقي، للقمع، للموت، ل... ل... أو يمكن القول كذلك انه في حالة غياب الكره يوجد الحـب. إذن في حضور الحب يتغيب كل ما سبق ذكره و تتحقق العدالة الاجتماعية.
أصدقتني عندما قلت لك أن مبتغاي الأسمى هو آذان صاغية لسحر هذين الحرفين.
أظن أنك بمفردك لامست فعلا سحرهما
حب، هو ما يلزمنا لنرسو على بر الأمان.
"أنا أحب، إذن أنا موجود" هذه هي الفكرة التي ينبغي أن نستشفها مما سبق و أن نوظفها كدفة سفينة اخترنا أن تقلنا منذ أن نوضع حتى نودع...
البيضاء بتاريخ 27/10/2009