السفر الى الله
لم أكن أتخيل يوما أن تحملني الطائرة الى هناك .. في سني شبابي كنت أحلم وأحلم وأتمنى لكن دعوة من الله جل وعلا لم تأتني .. وفجأة تحقق الحلم في ايام معدودة ركبت الطائرة غير مصدقة اني أسافر الى الله ..
الكل من أهلي واخوتي والاصدقاء استغرب رحلتي كوني أعاني مرضا عضالا شديد الوطأة علي وكنت اخبرهم لا تقلقوا فأنا ذاهبة الى الله وهو سيتكفل بي .. وحقا حدث هذا والنعم بالله .. فمنذ اللحظات الاولى للمسيرة تعرفت على امرأة تصغرني بعامين كانت سيدة طيبة القلب حنون ودار بيننا حديث رفقة الطريق وعلمت بمرضي فلم تتركني ابدا .. واخذت على عاتقها الامساك بيدي والتوكؤ عليها ..
كنا قافلة مكونة من عائلتين وثلاث أصدقاء ونساء متفرقات شكلنا عصبة نساء .. وحين حطت بنا الطائرة على مطار جدة بدأت رحلتنا الى الله ..
هناك نسينا الاهل والابناء ولم نعد نذكر سوى الله .. لم يخطر ببالنا سوى تلك اللحظات التي سنحرم فيها ونتوجه الى الكعبة ملبين لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.. غير أنك كنت تنفذ خلال قلبي الى عقلي فأذكرك دون خلق الله كلهم فأدعو لك من لبة فؤادي ..
دامت رحلتنا من جدة الى المدينة المنورة ست ساعات كنا منهكين للغاية حين دخلنا مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وكنت في نفسي اردد ودون دراية مني طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعا لله داع أيها المبعوث فينا جئت بالامر المطاع جئت شرفت المدينة مرحبا يا خير داع ..وحطت قافلتنا في فندق امام المسجد النبوي لا يفصلنا عنه سوى عبور شارع واحد وظننتني سأقدر على الذهاب وصلاة الفجر هناك كما فعل الجميع لكني وفي منتصف الطريق سقطت ولم اقدر على الاستمرار فأعادوني الى الفندق وآه كم بكيت وكم قلت لنفسي يا رسول الله اتراك لا ترغب في رؤيتي .. وكررت المحاولة ظهرا واصابني ما اصابني في الصباح وكررتها ليلا ولم استطع ايضا حتى اصابتني الخيبة والقهر حينها اكدوا لي ان مرضي يمنعني من المواصلة ولكي ادخل المسجد النبوي وازور قبر الرسول صلى الله عليه وسلم لابد لي من عربة وللاسف كانت العربات في المدينة شحيحة ولكن لم يتركني الله حزينة لعدم زيارة رسوله فسبحان الله تدبرت عربة وأخذتني رفيقة الدرب الحاجة انتصار لتدفعني على الرغم من بعد المسافة وثقل وزني وحين وصلنا الى مصلى النساء منعوا دخول العربة حينها بقيت هي مع العربة ورحت انا ازحف كي اصل قبر رسول الله تارة اقف على قدمي واخري ترميني أفواج النساء على الارض وحين اسقط تمتد الي عشرات الايدي لاقف وبقي بيني وبين الروضة بين المنبر والقبر مسافة طالبوني ان استريح كنت ابكي لا.. اريد ان اصل ارجوكم دعوني اصل وزحفا وصلت الى هناك بين حشد النساء الذي تكوم فوقي حينها صليت وبكيت وبكيت ودعوت لا ادري ماذا حل بي كنت ادعو وابكي واحس بيده الكريمة تربت على كتفي ظللت ابكي في مكاني بين القبر والمنبر حتى ملأني السلام والطمأنينة ووجدتني اقف على قدمي وابتسم وراحة تثلج صدري وخرجت الى صاحبتي التي كانت في قلق شديد علي وحين شاهدتني سألتني هل انت بخير وجهك ينطق بالنور واجلستني في مكان في المصلى وسقتني ماء زمزم وبقيت أقرأ القرآن وذهبت هي للصلاة عند قبر الرسول صلى الله عليه وسلم
عادت صاحبتي وحملتني الى العربة وعدنا الى الفندق حيث رفاقنا هناك كنت اشعر بسعادة لا حجم لها وتذكرتك هناك ودعوت لك ورويت لك بيني وبين نفسي عن مدى سعادتي ومشاعر لا تصدق احسها .. قبل سفري كان اخوتي يتساءلون كيف ستسافرين وحدك وانت بهذا المرض وصحتك لا تحتمل كنت اقول دعوني اذهب فأنا ذاهبة الى الله وهو سيتكفل بي وكان فعلا ما قلت .. في اليوم التالي ذهبنا الى مكة وفي الطريق توقفنا عند مزارات جبل احد واستشعرت حالة الحرب وكيف انسل المقاتلون من جبل الرماة وتركوا الرسول وحيدا ونظرت الى مقبرة الشهداء وقبر الحمزة ومن ثم نزلنا في مسجد قباء وصلينا هناك ركعتين تحية المسجد سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعدها نزلنا في مسجد ذو القبلتين وسمي بهذا الاسم لان الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون كانوا يصلون باتجاه المسجد الاقصى وهم يصلون نزلت الاية " فول وجهك شطر المسجد الحرام " حينها تحول المسلمون الى قبلة المسجد الحرام الى يومنا هذا .. بعدها وصلنا الى مسجد يدعى الميقات وهو منطقة وسطى بين مكة والمدينة ولمساحته الشاسعة تدبروا لي عربة كي اصل معهم ويتم الاحرام بنية العمرة لم أمشي على قدمي كانت رفيقة دربي انتصار هي من يدفعني وان كان بعض الشباب بيننا يعين ويعاون .. بعد صلاة المغرب في مسجد الميقات توجهنا بحافلاتنا الى مكة وهنا بدأت شعائر العمرة وطوال الطريق كنا نلبي لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك .. تارة نلبي واخرى نسبح بذكر الله حتى وصلنا الى الكعبة البيت الحرام وقبل ان نؤدي مناسك العمرة انزلنا حاجياتنا في الفندق وجمعتنا الحملدار وهي امرأة كي نذهب جماعات مع رجل يطوف بنا ويؤدي لنا مناسك العمرة ووفرت لي عربة وكانت تنوي ان تتركني في اخر الصف حتى استريح لكني توسلتها ان اكون في اول الصف وكان لي ما اردت انا وصاحبتي التي عرفتها رفقة طريق لكنها كانت تحن علي أكثر من أخت ..
لم أكن اصدق اني في الكعبة في بيت الله الحرام اصلي امام مقام ابراهيم وفي حجر اسماعيل واتعلق في استار الكعبة وأؤدي شعائر الصفا والمروة وادعو لمن أوصاني ومن لم يوصني ادعو الله ان يرفع عن عراقي البلاء والاحتلال ويفك حصار غزة ويحمي ابناءنا .. يااااااه مشاعر واحاسيس رهيبة مهولة لا يمكن الاحساس بها الا هناك في بيت الله الحرام .. وبينما نحن نؤدي شعائر السعي بين الصفا والمروة أذن الفجر في أول جمعة لنا في مكة وصلينا الفجر في الكعبة وطوال الوقت انساءل هل حقا انا هنا ..؟؟
بقينا ستة أيام في مكة وكل يوم كنا نذهب للصلاة والطواف هناك حتى الفجر أيام لا أظنها تتكرر ولا أظنها تنسى أبدا تقبل الله منك غاليتي الحاجة انتصار عمرتك ووفقك الى ما يحب ويرضى لن انسى ابدا ما قمت به من أجلي لن انساه أبدا ..
لم أكن أتخيل يوما أن تحملني الطائرة الى هناك .. في سني شبابي كنت أحلم وأحلم وأتمنى لكن دعوة من الله جل وعلا لم تأتني .. وفجأة تحقق الحلم في ايام معدودة ركبت الطائرة غير مصدقة اني أسافر الى الله ..
الكل من أهلي واخوتي والاصدقاء استغرب رحلتي كوني أعاني مرضا عضالا شديد الوطأة علي وكنت اخبرهم لا تقلقوا فأنا ذاهبة الى الله وهو سيتكفل بي .. وحقا حدث هذا والنعم بالله .. فمنذ اللحظات الاولى للمسيرة تعرفت على امرأة تصغرني بعامين كانت سيدة طيبة القلب حنون ودار بيننا حديث رفقة الطريق وعلمت بمرضي فلم تتركني ابدا .. واخذت على عاتقها الامساك بيدي والتوكؤ عليها ..
كنا قافلة مكونة من عائلتين وثلاث أصدقاء ونساء متفرقات شكلنا عصبة نساء .. وحين حطت بنا الطائرة على مطار جدة بدأت رحلتنا الى الله ..
هناك نسينا الاهل والابناء ولم نعد نذكر سوى الله .. لم يخطر ببالنا سوى تلك اللحظات التي سنحرم فيها ونتوجه الى الكعبة ملبين لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.. غير أنك كنت تنفذ خلال قلبي الى عقلي فأذكرك دون خلق الله كلهم فأدعو لك من لبة فؤادي ..
دامت رحلتنا من جدة الى المدينة المنورة ست ساعات كنا منهكين للغاية حين دخلنا مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وكنت في نفسي اردد ودون دراية مني طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعا لله داع أيها المبعوث فينا جئت بالامر المطاع جئت شرفت المدينة مرحبا يا خير داع ..وحطت قافلتنا في فندق امام المسجد النبوي لا يفصلنا عنه سوى عبور شارع واحد وظننتني سأقدر على الذهاب وصلاة الفجر هناك كما فعل الجميع لكني وفي منتصف الطريق سقطت ولم اقدر على الاستمرار فأعادوني الى الفندق وآه كم بكيت وكم قلت لنفسي يا رسول الله اتراك لا ترغب في رؤيتي .. وكررت المحاولة ظهرا واصابني ما اصابني في الصباح وكررتها ليلا ولم استطع ايضا حتى اصابتني الخيبة والقهر حينها اكدوا لي ان مرضي يمنعني من المواصلة ولكي ادخل المسجد النبوي وازور قبر الرسول صلى الله عليه وسلم لابد لي من عربة وللاسف كانت العربات في المدينة شحيحة ولكن لم يتركني الله حزينة لعدم زيارة رسوله فسبحان الله تدبرت عربة وأخذتني رفيقة الدرب الحاجة انتصار لتدفعني على الرغم من بعد المسافة وثقل وزني وحين وصلنا الى مصلى النساء منعوا دخول العربة حينها بقيت هي مع العربة ورحت انا ازحف كي اصل قبر رسول الله تارة اقف على قدمي واخري ترميني أفواج النساء على الارض وحين اسقط تمتد الي عشرات الايدي لاقف وبقي بيني وبين الروضة بين المنبر والقبر مسافة طالبوني ان استريح كنت ابكي لا.. اريد ان اصل ارجوكم دعوني اصل وزحفا وصلت الى هناك بين حشد النساء الذي تكوم فوقي حينها صليت وبكيت وبكيت ودعوت لا ادري ماذا حل بي كنت ادعو وابكي واحس بيده الكريمة تربت على كتفي ظللت ابكي في مكاني بين القبر والمنبر حتى ملأني السلام والطمأنينة ووجدتني اقف على قدمي وابتسم وراحة تثلج صدري وخرجت الى صاحبتي التي كانت في قلق شديد علي وحين شاهدتني سألتني هل انت بخير وجهك ينطق بالنور واجلستني في مكان في المصلى وسقتني ماء زمزم وبقيت أقرأ القرآن وذهبت هي للصلاة عند قبر الرسول صلى الله عليه وسلم
عادت صاحبتي وحملتني الى العربة وعدنا الى الفندق حيث رفاقنا هناك كنت اشعر بسعادة لا حجم لها وتذكرتك هناك ودعوت لك ورويت لك بيني وبين نفسي عن مدى سعادتي ومشاعر لا تصدق احسها .. قبل سفري كان اخوتي يتساءلون كيف ستسافرين وحدك وانت بهذا المرض وصحتك لا تحتمل كنت اقول دعوني اذهب فأنا ذاهبة الى الله وهو سيتكفل بي وكان فعلا ما قلت .. في اليوم التالي ذهبنا الى مكة وفي الطريق توقفنا عند مزارات جبل احد واستشعرت حالة الحرب وكيف انسل المقاتلون من جبل الرماة وتركوا الرسول وحيدا ونظرت الى مقبرة الشهداء وقبر الحمزة ومن ثم نزلنا في مسجد قباء وصلينا هناك ركعتين تحية المسجد سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعدها نزلنا في مسجد ذو القبلتين وسمي بهذا الاسم لان الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون كانوا يصلون باتجاه المسجد الاقصى وهم يصلون نزلت الاية " فول وجهك شطر المسجد الحرام " حينها تحول المسلمون الى قبلة المسجد الحرام الى يومنا هذا .. بعدها وصلنا الى مسجد يدعى الميقات وهو منطقة وسطى بين مكة والمدينة ولمساحته الشاسعة تدبروا لي عربة كي اصل معهم ويتم الاحرام بنية العمرة لم أمشي على قدمي كانت رفيقة دربي انتصار هي من يدفعني وان كان بعض الشباب بيننا يعين ويعاون .. بعد صلاة المغرب في مسجد الميقات توجهنا بحافلاتنا الى مكة وهنا بدأت شعائر العمرة وطوال الطريق كنا نلبي لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك .. تارة نلبي واخرى نسبح بذكر الله حتى وصلنا الى الكعبة البيت الحرام وقبل ان نؤدي مناسك العمرة انزلنا حاجياتنا في الفندق وجمعتنا الحملدار وهي امرأة كي نذهب جماعات مع رجل يطوف بنا ويؤدي لنا مناسك العمرة ووفرت لي عربة وكانت تنوي ان تتركني في اخر الصف حتى استريح لكني توسلتها ان اكون في اول الصف وكان لي ما اردت انا وصاحبتي التي عرفتها رفقة طريق لكنها كانت تحن علي أكثر من أخت ..
لم أكن اصدق اني في الكعبة في بيت الله الحرام اصلي امام مقام ابراهيم وفي حجر اسماعيل واتعلق في استار الكعبة وأؤدي شعائر الصفا والمروة وادعو لمن أوصاني ومن لم يوصني ادعو الله ان يرفع عن عراقي البلاء والاحتلال ويفك حصار غزة ويحمي ابناءنا .. يااااااه مشاعر واحاسيس رهيبة مهولة لا يمكن الاحساس بها الا هناك في بيت الله الحرام .. وبينما نحن نؤدي شعائر السعي بين الصفا والمروة أذن الفجر في أول جمعة لنا في مكة وصلينا الفجر في الكعبة وطوال الوقت انساءل هل حقا انا هنا ..؟؟
بقينا ستة أيام في مكة وكل يوم كنا نذهب للصلاة والطواف هناك حتى الفجر أيام لا أظنها تتكرر ولا أظنها تنسى أبدا تقبل الله منك غاليتي الحاجة انتصار عمرتك ووفقك الى ما يحب ويرضى لن انسى ابدا ما قمت به من أجلي لن انساه أبدا ..