الأخبار
الهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوع
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عمدة كفر البلاص ( 29 ) بقلم:محمد سنجر

تاريخ النشر : 2010-06-04
( هناك على أطراف القرية ،
في إحدى الغرف المهملة ،
بين ظلمات النسيان ،
تمدد عمدة كفر البلاص فوق الحصير متوسدا قدم عبد الجبار الذي يجلس مستندا إلى الجدار ،
نظر عبد الجبار إلى العمدة ،
أخذته الذكريات فوق جناحيها ، حطت به بين حقول الماضي القريب ،
أفاق على صوت قرقرة معدته من شدة الجوع ،
عبرات سالت على خديه ،
نظر إلى خيوط الضوء المتسللة من بين قضبان النافذة الصغيرة العالية ،
توهم التسلق عليها حاملا العمدة على كتفيه ،
أيام مرت و أيام و هم على هذه الحالة ، اللهم إلا هذا الخبز الذي كان يلقى لهم من خلال القضبان ،
سأل نفسه متعجبا ،
ترى ، من هذا الذي ما زال يتذكرهما كل مساء و يعرض نفسه للخطر فيأتيهم متسللا ليلقي لهم بهذا الخبز الذي يبقيهم على قيد الحياة ؟
يبدو أنه ما زال هناك من أهل القرية من يتذكر عمدة كفر البلاص ،
يداعب أذنيه صوت خطوات تقترب ،
ما هذا ؟
توهم صوتا ينادي من بعيد )
ـ يا عمدة كفر البلاص ....
( يستيقظ العمدة على إثر الصرخات ، يتساءل )
ـ سامع يا عبد الجبار ؟
ـ أيوة سامع ، كان بحسب إن بيتهيألي .
( تتردد الأصوات ثانية منادية )
ـ انته فين يا عمدة كفر البلاص ؟؟؟؟؟؟
( يصرخ عبد الجبار )
ـ ميـــــــــن ؟
ـ أني حسان أبو شوشة .
ـ و أني بهانة ، و معايا خضرة ، انتم فين يا عبد الجبار ؟
( يصرخ عبد الجبار )
ـ إحنا هنا تحت .
( تصرخ خضرة )
ـ الصوت جاي من الناحية دي يا عم حسان .
( تنادي بهانة )
ـ عبد الجبار ، يا عبد الجبار .
ـ إيوة إحنا هنا يا بهانة ....
( يقاطعهم أبو شوشة )
ـ فين أبويا العمدة ؟
ـ معايا هنا أهو ...
( يقاطعه العمدة )
ـ أيوة يا أبو شوشة ، إحنا هنا أهوه .
( ينزلون دركا إلى أسفل ، و إذا بباب مغلق ، يدقونه )
ـ أبا العمدة ، عبد الجبار ....
ـ أيوة يا أبو شوشة ،إحنا هنا .
ـ إزيك ؟ عامل إيه يا أبا العمدة ؟
( تصيح خضرة و بهانة )
ـ أبا العمدة ؟ إزيك يا أبا العمدة ؟ عامل إيه ؟
ـ الحمد لله يا خضرة ، إطمنوا ، إحنا الحمد لله ، بس انتو جيتو هنا إزاي ؟ مش خايفين من رجالة شيخ الغفر ؟
ـ شيخ الغفر مين ؟ ما خلاص غار في ستين داهية لا ترجعه ........
ـ كلام إيه ده ؟
ـ هو انتم ما دريتوش ؟ مش البترول طلع فشنك و الشركة سابت البلد و شيخ الغفر الله يخرب بيته هرب هو و الألاضيش بتوعه ؟
ـ لا حول و لا قوة إلا بالله .
( يصرخ عبد الجبار )
ـ الله أكبر ، الله أكبر ، ظهر الحق ، ألف حمد و شكر ليك يا رب ....
ـ و ها نعمل إيه دلوقتي ؟
ـ الا ها نعمل إيه ؟ افتحوا الباب يلا خلينا نخرج ....
ـ ده الباب عليه و لا عشرين قفل كبير ......
ـ طب و العمل ؟
ـ ها نعمل إيه يعني ؟ أكيد ها نكسرهم ، أنا رايح أجيب المسحة و راجع لكو حالا ....
ـ بسرعة يا أبو شوشة ....
( يخرج أبو شوشة مسرعا بينما تأخذ بهانة حالة من البكاء ، يصيح عبد الجبار )
ـ طب و انتي بتعيطي ليه دلوقتي بقى ؟
ـ أصلك و حشتني يا حمار ، يا بجم ، هههههههههههههه ......
ـ انتي أكتر يا جاموسة ، هههههههههههه .....
ـ كده برضه ؟ هونت عليك برضه كدهوه تسيبنا يا عبد الجبار ؟
ـ و هو أنا يعني كنت سايبكم بكيفي ؟ ده إيه الغباوة اللي نزلت عليك فجأة دي يا بت ؟ ما تبطلي لما نشوف الأول ها نطلع م المخروبة دي إزاي ....
( تقاطعهم خضرة )
ـ ما خلاص بقى يا بهانة ، أهي كلها دقايق و تشوفيه يا أختي ( تنادي على العمدة ) إزيك يا أبا العمدة ؟
ـ الحمد لله يا خضرة ، إزيك انتي و ازي عيالك ؟
ـ عايشين بحسك في الدنيا يا أبا العمدة .....
ـ أخبار أهل البلد إيه يا خضرة ؟
ـ شوطة تاخدهم هم و اللي جايبنهم واحد واحد .....
ـ ما تدعيش عليهم يا خضرة ....
ـ أما عجيبة و الله ، بقى انته اللي بتدافع عنهم بعد كل اللي عملوه معاك ده ؟ طب تلاتة بالله العظيم ما فيهم راجل واحد يتقال عليه راجل بحق و حقيق ، دول شوية نساوين طالع لهم شنبات ، و هو لو فيهم راجل كانوا سابوك كده برضه ؟ إلا ما فيهم راجل اتحرك و الا اتلحلح كده و خدته الشهامة و سأل عنك ....
ـ الناس معذورة برضه يا بهانة .
ـ عذر لما ياخدهم و يشيلهم من ع الأرض شيل .....
( يدخل أبو شوشة حاملا فأسه ، يصرخ )
ـ ابعدي كده بعيد انتي و هيه ....
( يضرب الأقفال بفأسه فينكسرون واحدا تلو الآخر ، يسرعون بفتح الباب ، عندها يخرج العمدة و عبد الجبار ، يحتضن أبو شوشة العمدة يقبله و ينحني مقبلا كفه ، تجري خضرة تقبل كفه الآخر ، بينما تجري بهانة على عبد الجبار تزغرد )
ـ حمد الله على سلامتك يا أبا العمدة ....
ـ ألف حمد الله ع السلامة ...
( يسحب العمدة كفيه صارخا )
ـ استغفر الله ، استغفر الله ......
( يخرج الجميع إلى خارج المبنى القديم ، و إذا بالأهالي يتجمعون حول العمدة يبكون و يحاولون تقبيل يديه )
ـ سامحنا يا أبا العمدة ....
ـ ما لناش بركة إلا انته يا أبا العمدة .....
ـ و الله لتسامحنا يا عمدة .
ـ كانوا مغميين عينينا و سدين ودانا داهية لا ترجعهم .
( يحاول العمدة تخليص يديه من بينهم صارخا )
ـ استغفر الله العظيم ، استغفر الله العظيم ، بس يا توفيق ، بلاش كده يا حسن ، ما تحملونيش ذنب الله يخليكم ، لا إله إلا الله ، بس يا جماعة ، لا حول و لا قوة إلا بالله ، بس بقى ، خلااااااااااااص ،خلاااااااااااااااص ، لا حول و لا قوة إلا بالله ، استغفر الله العظيم ، استغفر الله العظيم ....
( يحمل الأهالي العمدة على أعناقهم في اتجاه داره القديم ، يهتفون )
ـ سالمة يا سلامة العمدة رجع بالسلامة ،
سالمة يا سلامة العمدة رجع بالسلامة


( يتبع )
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف