الأخبار
الهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوع
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لا تقل مبدعاً بقلم:م.طارق محمد القرم

تاريخ النشر : 2010-06-02
لا تقل مبدعاً بقلم:م.طارق محمد القرم
لا تقل مبدعاً
جلست مع صديق وتبادلنا أطراف الحديث عن اللغة العربية و مفرداتها و علمائها الذين كانت لهم الريادة بين البشر في الإلمام بجميع جنباتها و بحورها . وذكرت له الوليد بن المغيرة الرجل الكافر الذي كان ينشد بالشعر و يهجو بالزجل ويداعب بالنثر و يعلم بواطن و أسرار اللغة العربية وبلاغتها أكثر من أي مخلوق من بني عصره . هذا الرجل الذي استمع إلى بعض الآيات من الرسول عليه الصلاة والسلام وعاد بوجه غير الذي ذهب به و أصر أن يعيد الكرة و يتسلل بدون علم قريش ليلاً ليستزيد من الحلاوة و ينهل من الطلاوة و هو على علم آنذاك أن ما سمع من كلمات لا يمكن أن تكون صناعة بشرية . وقلت لصديقي أن هذا الرجل كان )مبدعاً( في اللغة العربية ولكنه كان مكابراً وتسبب بعناده و تدليسه للحقائق في عدم دخول أكثر أهل قريش في الإسلام ونال جزاءه من وعيد الله له و ما أعد له من جهنم وبئس المصير. وفاجأني صديقي بجملة ألقاها عليا بلهجة حادة قائلاً (كيف تصف رجلاً كافراً بكونه مبدعاً) وجعلتني تلك الحادثة أسرح في الواقع الأليم الذي نعيشه . واقع فيه خلط شديد بين مؤشرات القياس المختلفة التي من خلالها نحكم على الأشخاص . أبو الحكم عمرو بن هشام (الذي لقبه الرسول بأبي جهل لشدة عناده ومعاداته للإسلام) و عمر بن الخطاب أشد أهل قريش كفراً وتعنتاً في هذا الوقت . رغم ذلك دعا الرسول عليه الصلاة والسلام ربه بأن يعز الاسلام بأحد العمرين . وهنا حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرجلين بمؤشر الريادة والقيادة و التفوق وصناعة القرار ولم ينظر إلى جانب الغلظة والقسوة و تحجر العقول في الجاهلية . ونحن على وجه العموم كثيراً ما نجد رجلاً مبدعاً في مجال و لا يفقه شيئاُ في مجالات أخرى . و ليس بالضرورة أن تجد الدكتور زويل شاعراً أو مارادونا رساماً أو بيكاسو مطرباً . وعند الحكم على الأشخاص لابد أن نحدد الموصفات والمؤشرات التي نبني عليها هذا الحكم حتى نكون منصفين عند تقييم من حولنا و لا يجب أن تختلط علينا الأوراق بدخول العاطفة في لحظات التقييم . ويجب أن نعي تماماً الفرق بين التقيم الشامل لشخص ما من وجهة نظر عامة وبين تقويمه بمؤشر أداء محدد المعايير ينصفه عند الحكم عليه ويعطيه حقه بصرف النظر عن مقاييس أخرى قد تسقط من قاموس نفس الشخص . فلنحكم على غيرنا بموضوعية و نترك العواطف جانباً حتى نكون منصفين ساعين إلى إرساء أهم دعائم الأخلاق بتحقيق مبدأي الحق و العدل.
م/ طارق القرم الرياض – مستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي - 0502084669
[email protected]
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف