
قصتي مع هديل
الحلقة الثامنة
بدأت هديل بالتفكير بشكل مغاير لما آلت الأحداث إليه وقد عزمت على حسم علاقتها بزوجها بسام . أنذرته برغبتها الحازمة بالطلاق . وبعد محاولات متكررة منه لإثنائها عن ذلك . قبلت أن تمنحه فرصة متسامحة لإصلاح سلوكياته الماجنة ووقف إستهتاره بكرامتها ومكانتها الأنثوية والإنسانية . بدا لها أنها لن تنجح مطلقاً بتغيير سلوكياته بعدما لمست تكرار خياناته في ظل الهدنة المؤقتة لإصلاح ماعجزت صادقة على إصلاحه . قررت هديل الحصول على الطلاق والتنازل عن حقها في الحصول على نصف ممتلكات زوجها الهزيلة أصلاً حسب القانون الأمريكي الذي يمنح المتزوجين حق المناصفة في ممتلكاتهم نتيجة الإنفصال وخاصة في حالة الخيانة الزوجية . وقد إرتأت هديل ممارسة إتفاق شفهمي مع بسام بالتنازل المذكور وبإلزامه بدفع قيمة إيجار المنزل والصرف عليه مع محافظتها على السكن فيه برفقة إبنها وعدم تدخل زوجها في حياتها الخاصة . وحيث تملك ضغطاً معنوياً تستطيع أن تمارسه عليه لأن عقد الإيجار بإسمها وبالتالي يمكنها في أي وقت طرده منه وإجباره على البحث عن مكان آخر ربما يكون أعلى أجراً منه . وقد منح القاضي الأمريكي بسرعة غير متوقعة صك الطلاق لها بعد تنازلها عن حقوقها المادية والقانونية مستعينة بمساعدة أكرم في عملية التفاهم والترجمة . وأكرم هو من الأشخاص الذين كان لهم مع زوجته مارتا قصصاً مع هديل سيتم شرح تفاصيلها المأساوية في سياق الحلقات المقبلة والتي تعكس واقع الإستغلال والجحود والعبث الذي حال دون حصولها على حق الإستقرار والوفاء والمحبة والأمان ككل إمرأة على وجه المعمورة . شعرت هديل برغبة عميقة في إعادة تقييم مسارات حياتها والإستفادة من تخبطاتها الإجتماعية حيث دفعت ثمناً غالياً جداً من أعصابها ويوميات حياتها المضطربة والحزينة . ولكن القدر لم يسمح لها بذلك حين تعرفت على شاب عن طريق شقيقتها ريسام التي قدمته إليها لتواسيه من مأساة عاشها منذ فترة قريبة حيث إكتشف أن المرأة التي أحبها تخونه مع رجل آخر . مما أصابه بحالة من الجنون والتوتر تصاعد في داخله ليتحول إلى إصابته بمرض العصاب القهري وإستعداده لذلك كان متاحاً لأن شخصيته وحياته والعوامل المورثة في بيئته الإجتماعية تعكس حالة مرضية وراثية تصاعدت حدتها لدى رؤيته حبيبته المحجبة في أحضان رجل آخر . وقد آثر الإبتعاد عنها بعد وضعها حدا لتهديداته وجنونه العبثي وإستخدامها الحق القانوني بحمايتها منه حسب النظام القضائي والحقوقي الذي يتيح وضع الشخص تحت مراقبة قانونية وذلك بمنعه من الإتصال أو الملاحقة أو التواجد على بعد يقل عن ثلاثمائة قدم من الشخص المطلوب حمايته وينطبق هذا القانون على كل إنسان يثبت أنه يتعرض للتهديد . والمشكلة هنا أن البعض يلجأ للإستفادة من ذلك بدواعي وأسباب ليست حقيقية بل ربما مزيفة من أساسها ويحصل على ذلك الحق في الحماية من الشخص الآخر لمدة عام يمكن تجديدها بطلب مكتوب للقضاء . كانت هديل تملك قسطاً من طيبة القلب التي تجعلها ضعيفة أمام الآخرين وتفقد توازن الفعل المنطقي والتفسير الموضوعي لحيثيات الأفعال والسلوكيات المشبوهة . وكان ذلك الشاب زين يملك الكثير من تلك السلوكيات المشبوهة كشخص مريض ومحتال وخبيث بطبيعته المتشككة في الظواهر المحيطة بالعلاقة بين الرجل والمرأة . وقد دفعته ظروف إضطراباته النفسية العميقة إلى محاولة إستعطاف هديل لمساعدته على التخلص من صدماته القاسية مستغلاً طيبتها وحاجتها للخروج من أزماتها بعد التورط مع فواز بالمخدرات . كان يغدق عليها مساعداته المادية والخدمية ليعوض ضعف شخصيته وثقافته المحدودة في إقامة علاقة مع المرأة تقوم على المحبة والإحترام والإنسجام الفكري والأخلاقي . وقد تأثرت هديل بحالته المعنوية حين لمست نزوعه لتناول المشروبات الكهولية لنسيان عقدته من حبيبته الخائنة . تعاطفت معه في البداية ظناً منها أنها بطيبة قلبها تساعده على مواجهة الحياة من جديد . لكنه فهم من سياق المواقف التضامنية منها أنها تحبه وتعشقه وهي في واقع الحال لاتملك رؤية صحية نتيجة ظروفها حول الحب وطهارته ومقوماته الروحية والعاطفية . وفي ظل الإضطراب المرضي الذي كان يعيشه تعلق بها لدرجة كانت تفرض عليه الرهاب من محاولتها الإبتعاد عنه بعدما لمست محاولاته إمتلاكها والسيطرة عليها . وهي المرأة التي ضاقت زرعاً من واقعها الذي حال دون إحساسها بالحرية والإطمئنان لواقعها الإجتماعي المعاش . ومن مشكلة إلى أخرى تورطت معه بعلاقة متأرجحة مرة يفهم منها أنها تحبه وفي مكان آخر تعتبره صديقاً ساعدها بأشكال متعددة مع أخواتها . والمال يغيب الشوائب والسلبيات . كانت الرغبة في الخروج من مأساة علاقتها بزوجها بسام تدفعها للسهر في المرابع الليلية حتى ساعات الفجر الأولى . وكان زين بخبثه يدعوها إلى تلك السهرات مع أخواتها ليحقق من خلال علاقته بها نوعاً من الأمان الوهمي لأن البديل ذاكرة تكاد تقضي عليه وهو يتذكر وضع تلك المرأة التي كشفت من خلال إختيارها رجلاً آخر لمشاركتها فراشها أن حبيبها عاجز ومخنث لايصلح للحب ومسؤولياته الأدبية ورغبته في وجود إمرأة في حياته نوعاً من الكماليات التي تجعل الآخرين في إعتقاداته ينظرون إليه على أنه رجل مكتمل الرجولة . وفي واقع الحال كانت هذه عقدته الكبرى التي دفع ثمناً لها بتخلي حبيبته عنه . كانت هديل بعد فترة من الزمن قد بدأت تدرك أن علاقتها بزين قد تجلب لها متاعب من نوع آخر فهي من جهة ترغب في المحافظة على صداقته للإستفادة من خدماته ومساعداته السخية . ومن جهة أخرى ترغب بأن يفهم أنها لن تكون حبيبة أو زوجة له مهما كانت الظروف . وزين لم يكن مستعداً لتقبل هذا بطبيعته وحالته المرضية وضعف ثقته بنفسه . فقال لها رداً على محاولتها الإبتعاد عنه . إما أن تكوني لي أو أقتل أي شخص يحاول الإقتراب منك ... يتبع
الحلقة الثامنة
بدأت هديل بالتفكير بشكل مغاير لما آلت الأحداث إليه وقد عزمت على حسم علاقتها بزوجها بسام . أنذرته برغبتها الحازمة بالطلاق . وبعد محاولات متكررة منه لإثنائها عن ذلك . قبلت أن تمنحه فرصة متسامحة لإصلاح سلوكياته الماجنة ووقف إستهتاره بكرامتها ومكانتها الأنثوية والإنسانية . بدا لها أنها لن تنجح مطلقاً بتغيير سلوكياته بعدما لمست تكرار خياناته في ظل الهدنة المؤقتة لإصلاح ماعجزت صادقة على إصلاحه . قررت هديل الحصول على الطلاق والتنازل عن حقها في الحصول على نصف ممتلكات زوجها الهزيلة أصلاً حسب القانون الأمريكي الذي يمنح المتزوجين حق المناصفة في ممتلكاتهم نتيجة الإنفصال وخاصة في حالة الخيانة الزوجية . وقد إرتأت هديل ممارسة إتفاق شفهمي مع بسام بالتنازل المذكور وبإلزامه بدفع قيمة إيجار المنزل والصرف عليه مع محافظتها على السكن فيه برفقة إبنها وعدم تدخل زوجها في حياتها الخاصة . وحيث تملك ضغطاً معنوياً تستطيع أن تمارسه عليه لأن عقد الإيجار بإسمها وبالتالي يمكنها في أي وقت طرده منه وإجباره على البحث عن مكان آخر ربما يكون أعلى أجراً منه . وقد منح القاضي الأمريكي بسرعة غير متوقعة صك الطلاق لها بعد تنازلها عن حقوقها المادية والقانونية مستعينة بمساعدة أكرم في عملية التفاهم والترجمة . وأكرم هو من الأشخاص الذين كان لهم مع زوجته مارتا قصصاً مع هديل سيتم شرح تفاصيلها المأساوية في سياق الحلقات المقبلة والتي تعكس واقع الإستغلال والجحود والعبث الذي حال دون حصولها على حق الإستقرار والوفاء والمحبة والأمان ككل إمرأة على وجه المعمورة . شعرت هديل برغبة عميقة في إعادة تقييم مسارات حياتها والإستفادة من تخبطاتها الإجتماعية حيث دفعت ثمناً غالياً جداً من أعصابها ويوميات حياتها المضطربة والحزينة . ولكن القدر لم يسمح لها بذلك حين تعرفت على شاب عن طريق شقيقتها ريسام التي قدمته إليها لتواسيه من مأساة عاشها منذ فترة قريبة حيث إكتشف أن المرأة التي أحبها تخونه مع رجل آخر . مما أصابه بحالة من الجنون والتوتر تصاعد في داخله ليتحول إلى إصابته بمرض العصاب القهري وإستعداده لذلك كان متاحاً لأن شخصيته وحياته والعوامل المورثة في بيئته الإجتماعية تعكس حالة مرضية وراثية تصاعدت حدتها لدى رؤيته حبيبته المحجبة في أحضان رجل آخر . وقد آثر الإبتعاد عنها بعد وضعها حدا لتهديداته وجنونه العبثي وإستخدامها الحق القانوني بحمايتها منه حسب النظام القضائي والحقوقي الذي يتيح وضع الشخص تحت مراقبة قانونية وذلك بمنعه من الإتصال أو الملاحقة أو التواجد على بعد يقل عن ثلاثمائة قدم من الشخص المطلوب حمايته وينطبق هذا القانون على كل إنسان يثبت أنه يتعرض للتهديد . والمشكلة هنا أن البعض يلجأ للإستفادة من ذلك بدواعي وأسباب ليست حقيقية بل ربما مزيفة من أساسها ويحصل على ذلك الحق في الحماية من الشخص الآخر لمدة عام يمكن تجديدها بطلب مكتوب للقضاء . كانت هديل تملك قسطاً من طيبة القلب التي تجعلها ضعيفة أمام الآخرين وتفقد توازن الفعل المنطقي والتفسير الموضوعي لحيثيات الأفعال والسلوكيات المشبوهة . وكان ذلك الشاب زين يملك الكثير من تلك السلوكيات المشبوهة كشخص مريض ومحتال وخبيث بطبيعته المتشككة في الظواهر المحيطة بالعلاقة بين الرجل والمرأة . وقد دفعته ظروف إضطراباته النفسية العميقة إلى محاولة إستعطاف هديل لمساعدته على التخلص من صدماته القاسية مستغلاً طيبتها وحاجتها للخروج من أزماتها بعد التورط مع فواز بالمخدرات . كان يغدق عليها مساعداته المادية والخدمية ليعوض ضعف شخصيته وثقافته المحدودة في إقامة علاقة مع المرأة تقوم على المحبة والإحترام والإنسجام الفكري والأخلاقي . وقد تأثرت هديل بحالته المعنوية حين لمست نزوعه لتناول المشروبات الكهولية لنسيان عقدته من حبيبته الخائنة . تعاطفت معه في البداية ظناً منها أنها بطيبة قلبها تساعده على مواجهة الحياة من جديد . لكنه فهم من سياق المواقف التضامنية منها أنها تحبه وتعشقه وهي في واقع الحال لاتملك رؤية صحية نتيجة ظروفها حول الحب وطهارته ومقوماته الروحية والعاطفية . وفي ظل الإضطراب المرضي الذي كان يعيشه تعلق بها لدرجة كانت تفرض عليه الرهاب من محاولتها الإبتعاد عنه بعدما لمست محاولاته إمتلاكها والسيطرة عليها . وهي المرأة التي ضاقت زرعاً من واقعها الذي حال دون إحساسها بالحرية والإطمئنان لواقعها الإجتماعي المعاش . ومن مشكلة إلى أخرى تورطت معه بعلاقة متأرجحة مرة يفهم منها أنها تحبه وفي مكان آخر تعتبره صديقاً ساعدها بأشكال متعددة مع أخواتها . والمال يغيب الشوائب والسلبيات . كانت الرغبة في الخروج من مأساة علاقتها بزوجها بسام تدفعها للسهر في المرابع الليلية حتى ساعات الفجر الأولى . وكان زين بخبثه يدعوها إلى تلك السهرات مع أخواتها ليحقق من خلال علاقته بها نوعاً من الأمان الوهمي لأن البديل ذاكرة تكاد تقضي عليه وهو يتذكر وضع تلك المرأة التي كشفت من خلال إختيارها رجلاً آخر لمشاركتها فراشها أن حبيبها عاجز ومخنث لايصلح للحب ومسؤولياته الأدبية ورغبته في وجود إمرأة في حياته نوعاً من الكماليات التي تجعل الآخرين في إعتقاداته ينظرون إليه على أنه رجل مكتمل الرجولة . وفي واقع الحال كانت هذه عقدته الكبرى التي دفع ثمناً لها بتخلي حبيبته عنه . كانت هديل بعد فترة من الزمن قد بدأت تدرك أن علاقتها بزين قد تجلب لها متاعب من نوع آخر فهي من جهة ترغب في المحافظة على صداقته للإستفادة من خدماته ومساعداته السخية . ومن جهة أخرى ترغب بأن يفهم أنها لن تكون حبيبة أو زوجة له مهما كانت الظروف . وزين لم يكن مستعداً لتقبل هذا بطبيعته وحالته المرضية وضعف ثقته بنفسه . فقال لها رداً على محاولتها الإبتعاد عنه . إما أن تكوني لي أو أقتل أي شخص يحاول الإقتراب منك ... يتبع