
كأن سفينتنا قاربت على الغرق، الرياح تتقاذفها يسرة ويمنة، تتلاطم الأمواج من حولنا كالثيران الهوجاء، نشاهد أسماك القرش تدور من حول سفينتنا، نكاد نسمع صرير أسنانها الحادة، نشاهد فوق السحب أرباب الرياح يتصارعون بدورهم مع أرباب الأسماك المفترسة، المجاديف في أيدينا توقفت عن الحركة.
أسمع لهاث قبطان السفينة، أشاهد العرق يتصبب من أجساد البحارة، أسمع الآن لهاث المسافرين، أسمع نبضات قلوبهم كمطارق الحدادة، أراهم يصارعون الرياح، أرى بعضهم وقد تسلح بأدوات المطبخ وبعض سكاكينه، يجلس بعضهم مستكينا بلا حراك، أرى بعضهم وقد استسلم لمصيره المحتوم، أرى بعضهم الآخر يتمتم بالتعاويذ.
بتنا نرى الشاطئ بأم أعيينا، لكننا نعرف أنه ما يزال بعيد المنال، الأمواج الضخمة تفصلنا عن الشاطئ، أرباب الأمواج وأرباب الرياح يرقصون طربا.
نقترب أكثر من الشاطئ، بتنا نسمع أصوات المنتظرين الذين تقاطروا من كل حدب وصوب لمراقبة السفينة،،،أراهم كالأشباح البعيدة، لا أستطيع أن أميز ملامحهم، كل ما أشاهده هي أيديهم الملوحة وعيدا في الهواء،،،
اسمع أصواتهم تأتينا مع الرياح القادمة من الشاطئ، أسمع أصواتهم تتداخل وتتعالى مع الرياح والأمواج:
- حطموا السارية
- حطموا الرياح
- زيدوا أعداد المجاديف
- اركبوا فوق الأمواج
- اقتلوا أسماك القرش
- اقتلوا أرباب الرياح
- اقتلوا أرباب الأمواج
- حطموا السفينة وتعلقوا بأخشابها
- عودوا إلى عرض المحيط
- غوصوا في الأعماق
لم أسمع أحدا منهم يقول: ها أنذا سآتيكم فتشبثوا ولا تيأسوا، لم اسمع ذلك أبدا.
قصة من الأشيف، نشرت بتاريخ 14/4/2020
أسمع لهاث قبطان السفينة، أشاهد العرق يتصبب من أجساد البحارة، أسمع الآن لهاث المسافرين، أسمع نبضات قلوبهم كمطارق الحدادة، أراهم يصارعون الرياح، أرى بعضهم وقد تسلح بأدوات المطبخ وبعض سكاكينه، يجلس بعضهم مستكينا بلا حراك، أرى بعضهم وقد استسلم لمصيره المحتوم، أرى بعضهم الآخر يتمتم بالتعاويذ.
بتنا نرى الشاطئ بأم أعيينا، لكننا نعرف أنه ما يزال بعيد المنال، الأمواج الضخمة تفصلنا عن الشاطئ، أرباب الأمواج وأرباب الرياح يرقصون طربا.
نقترب أكثر من الشاطئ، بتنا نسمع أصوات المنتظرين الذين تقاطروا من كل حدب وصوب لمراقبة السفينة،،،أراهم كالأشباح البعيدة، لا أستطيع أن أميز ملامحهم، كل ما أشاهده هي أيديهم الملوحة وعيدا في الهواء،،،
اسمع أصواتهم تأتينا مع الرياح القادمة من الشاطئ، أسمع أصواتهم تتداخل وتتعالى مع الرياح والأمواج:
- حطموا السارية
- حطموا الرياح
- زيدوا أعداد المجاديف
- اركبوا فوق الأمواج
- اقتلوا أسماك القرش
- اقتلوا أرباب الرياح
- اقتلوا أرباب الأمواج
- حطموا السفينة وتعلقوا بأخشابها
- عودوا إلى عرض المحيط
- غوصوا في الأعماق
لم أسمع أحدا منهم يقول: ها أنذا سآتيكم فتشبثوا ولا تيأسوا، لم اسمع ذلك أبدا.
قصة من الأشيف، نشرت بتاريخ 14/4/2020