نتبهوا يا أولى الألباب من هى الفرقة الناجية ؟ بقلم:احلام الجندى

نتبهوا يا أولى الألباب
من هى الفرقة الناجية ؟ بقلم /احلام الجندى
قد حذَّر الله تعالى من الفِتَن، ونهى عن الفُرقة والخلاف، وأمر بالاجتماعِ والتعاون على الخيرِ والائتلاف، فقال تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [آل عمران:103].

كما حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفرقة والتفرق والإفتراق والإختلاف والعصبية والتعصب ، فى أحاديث كثيرة وبين أن جميع الفرق فى النار عدا فرقة واحدة هى : الجماعة، أو ما عليه السواد الأعظم ، أو المتمسكين بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه . وتبعهم عليه الخلفاء الراشدون الأربعة حتى بدأ ظهور المارقين من الخارجين الذين حاربهم سيدنا على رضى الله عنه .
وتبين لنا هذه الأحاديث عدد هذه الفرق وما مصيرها ومن هى الفرقة الناجية وما خصائصها .
قال الإمام محمد بن حسين الآجرى (280-360)فى كتابه الشريعة : أخبرنا النبى صلى الله عليه وسلم عن أمة موسى – عليه السلام – "أنهم اختلفوا على إحدى وسبعين ملة ، كلها فى النار إلا واحدة " وأخبرنا- صلوات الله وسلامه عليه – عن أمة عيسى - عليه السلام – " أنهم اختلفوا على ثنتين وسبعين ملة ، إحدى وسبعون فى النار وواحدة فى الجنة " وقال - صلى الله عليه وسلم – " وتعلو أمتى على الفريقين جميعا تزيد عليهم فرقة واحدة ثنتان وسبعون منها فى النار وواحدة فى الجنة "
ثم أنه سئل " من الناجية؟ " فقال صلى الله عليه وسلم فى حديث " ما أنا عليه وأصحابى " وفى حديث قال " السواد الأعظم " وفى حديث قال " واحدة فى الجنة هى الجماعة "
وعن عبد الله بن عمرو – رضى الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليأتين على أمتى ما أتى على بتى إسرائيل مثلا بمثل حذو النعل بالنعل ، وإن بنى اسرائيل تفرقوا على اثنتين وسبعين ملة ، وإن أمتى ستفترق على ثلاث وسبعين ملة كلها فى النار ألا ملة واحدة ، قيل : من هى يا رسول الله قال عليه
– عليه الصلاة والسلام - : " ما أنا عليه اليوم وأصحابى "
ومن هذه الأحاديث نتبين أن جميع الفرق فى النار إلا واحدة هى الناجية والتى عندما سئل عنها رسول الله – صلى الله عليه وسلم قال :
"ما أنا عليه وأصحابى "
وفى حديث " السواد الأعظم "
وفى حديث " واحدة فى الجنة وهى الجماعة "
ومن هنا يجب على كل مسلم أن يبحث فى نفسه من أى فرقة هو هل ويتبع ويلتزم بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه
هل هو من الذين يطبقون أمر الله تعالى " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا "
هل هو من السواد الأعظم ؟
هل هو يتبع الجماعة ؟
وهنا يجب أن نعلم مالذى تتمسك به الجماعة والسواد الأعظم ؟
أنهم التمسكون بكتاب الله ويحفظون حقه .
ويتمسكون بسنة رسول الله ويحفظون حقها ،
ويحفظون حق رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فى أهله .
وفى زوجاته ،
وفى صحابته ،
وفى آله .
ولا يخوضون فى أحد منهم ، ولا ينتقصون من حقهم ولا يتصيدون أخطاءهم ويصبغوا بها جميع أفعالهم وحياتهم ، وكأنهم ملائكة يجب الا يخطأوا وكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبين أن " كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون "
و ينسى هؤلاء الذين يخوضون فيهم وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله { إذا ذكر اصحابي فامسكوا ، وإذا ذكر النجوم فامسكوا ، وإذا ذكر القدر فامسكوا } . ( أخرجه الطبراني في الكبير 2 / 78 / 2 ، وابو نعيم في الحلية 4 / 108 ، وفي الإمام من حديث ابن مسعود ، وقواه الالباني بطرقه وشواهده - السلسلة الصحيحة1 / 34 ) .
ولذلك فمن منهج أهل السنة والجماعة الإمساك عن ذكر هفوات الصحابة وتتبع زلاتهم وعدم الخوض فيما شجر بينهم .
ونسوا أن هؤلاء من أيدوا الدين ونصروه وهاجروا وأذوا وصبروا حتى كانوا حقا مثلا يحتذى، وقدوة تقتدى بأفعالهم وأقوالهم وإخلاصهم ، فكان حقا علينا أن نلتزم بالإقتداء بهم كما أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم - وليس الخوض فيهم- بقوله " أصحابى كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم " لم يفرق بين أحد منهم فلكل ميزته وسبقه .
فلم يفرق بين أبى بكر، وعمر، ولا عثمان، ولا على ، الجميع سمعوا وأطاعوا واتبعوا وجاهدوا فى الله حق جهاده حتى ظهر الحق وانقشع الظلام .
فالجميع تربى على يدى الرسول صلى الله عليه وسلم وصنعهم على عينه فهم خير ما أنجبت البشرية ، ولولا علم الله فيهم ما اختصهم لصحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وحمل أمانة نشر الدين وحفظه وتبليغه رضى الله عنهم أجمعين .
- فاللهم أنا نبرأ اليك من كل من يخوض فى حق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو حق زوجاته أمهات المؤمنين ، أو حق الصحابة والخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم ، أو حق اى عالم مخلص من علماء المسلمين ، ومن كل من ينظر الى عيب أخيه فيسعى لنشره ولا يرى فيه حسنة د ونه فيصم حياته كلها به –

فهؤلاء هم السواد الأعظم هؤلاء هم أهل الجنة وهؤلاء هم الجماعة فهل أنت منهم ؟ أم لديك صفة تخالف صفتهم فتسرع الى التبرأمنها وتنضوى تحت لوائهم وخاصة أنهم يدعون الى قمة الفضائل وهو عدم الإنتقاص من حق مخلوق ما دام اسلامه ظاهرا ، وتمسكه بكتاب الله وسنة رسوله وملازمتة للجماعة باديا ، وإخلاصهم فى نشر منهج أهل السنة والجماعة واضحا .
وسنفرد للفرقة الناجية وصفاتها كما أجمع عليه العلماء مقالا إن شاء الله .