تبكي السماء
سواعدٌ من وغى ، أرواح تشي بأرواح ، دماء ، مشهدٌ من أقدار السماء ، كانت من دمعها تُولدُ الحياة ، تحتضن فقدها وتودّع صُلبَها ، دفقات حنان ، يُقبّلُ راحتيها موتٌ جميل ويستأذن بالقيام ، طريقٌ من الآلام ، لا نورٌ ولا ظلام ، حلمٌ ويقظة ، وداعاً ... لا ندري متى اللقاء .
شوقٌ يمزّق أفئدتها ، تصطلي بنار الفراق ، ترنو إلى البحر وكأنه وليدها الجديد ، مخاض ، أنجبت صحراء ، لا تبكي يا سماء ، الوقت صيفٌ ، بعد غدٍ الشتاء ، لاحت شاحبة ، تتلعثم بعذاباتها ، تنتحب كما لو أنها في بيت عزاء ، كانت تقبع في ركنٍ من المساء ، تسند رأسها على هالةٍ من الأحلام ، تستفيق متوهمة من وهمٍ طرد آخر ... هجرها قلبها ... رثت مفاهيمَ الوئام .
تمرح كطفلة بوداعة تكذّب نفسها ، كان حياً ، كان حباً ، كان يوماً من الأيام، تؤرّقها السعادة كما يؤرقها الرحيل ، لا تملك وقتاً إلا للبكاء والعويل ، شيعت أبناءها في أعراسٍ للبالغين ، كان الذي كانَ يوماً ، لسنا بأحدٍ عالمين ، تحترق آمالها ، عصيان وطاعة ، حربُ انتصارٍ على استسلام ، في عُرضِ البحر التقينا ، صوت أذان ، أجراس كنيسة ، معابد وأضواء منارات ...تبارك اللقاء
وجه براءةٍ بانَ من بين الحطام ، كان مغبرّاً ، كان جميلاً ، كان طفلاً ، كان طفلةً ، كان وجه صراع ، من بين حجارة الدار ابتسامة ، تلقي التحية ، عتبها قليلٌ على الخراب ، كان روحاً ، كان أمّاً ، كان أباً ، ربما كان الثرى يشتهي الدمار ...
بلوعة تلملم أحزانها ، تبعث صفعات غضب على وجنات مجدنا ، كان انتقام، لكننا لم نتألم ، كنّا كما الجدران ، كان يحبّها وهي كذلك ، كانا معاً على الدوام ، كان طفلها ، كانت الخنساء ضِعْفاً ... أبت الموت كما اعتزلت الحياة ...
سكنت الفؤاد ، بقيةٌ من مداد ، يشرب الحقُ إكسير الحياة ، بطولة تعلّم الفقد أسمى معاني الجمال ، في قصيدة الأيام نبكي ذكرى الراحلين ، أطياف حريّة تطل فجر يومٍ تلوّن الكون تحتل السماء ، باركتكم ملائكة تحرس حرَّ الدماء، عيونٌ تهدي الحياة أمل الوجود ، توضّب أنفاسها للصعود ، تلفظ قسوة التاريخ على سكان صفحاته ، تُفتَضحُ قسمات عارنا ، لا ستار اليوم ، لا ستار ، كلنا مجرمون ، أحَبُّ الحروف إليّ دموعٌ تقاسي انهيالها ، في القلب يُشرَبُ الراحُ كأسَ فداء ، في القلب أنتم وماء البحر يعمّده طيبكم ، وفي ذي الدنيا ظمأٌ للفناء ...
نور حامد
سواعدٌ من وغى ، أرواح تشي بأرواح ، دماء ، مشهدٌ من أقدار السماء ، كانت من دمعها تُولدُ الحياة ، تحتضن فقدها وتودّع صُلبَها ، دفقات حنان ، يُقبّلُ راحتيها موتٌ جميل ويستأذن بالقيام ، طريقٌ من الآلام ، لا نورٌ ولا ظلام ، حلمٌ ويقظة ، وداعاً ... لا ندري متى اللقاء .
شوقٌ يمزّق أفئدتها ، تصطلي بنار الفراق ، ترنو إلى البحر وكأنه وليدها الجديد ، مخاض ، أنجبت صحراء ، لا تبكي يا سماء ، الوقت صيفٌ ، بعد غدٍ الشتاء ، لاحت شاحبة ، تتلعثم بعذاباتها ، تنتحب كما لو أنها في بيت عزاء ، كانت تقبع في ركنٍ من المساء ، تسند رأسها على هالةٍ من الأحلام ، تستفيق متوهمة من وهمٍ طرد آخر ... هجرها قلبها ... رثت مفاهيمَ الوئام .
تمرح كطفلة بوداعة تكذّب نفسها ، كان حياً ، كان حباً ، كان يوماً من الأيام، تؤرّقها السعادة كما يؤرقها الرحيل ، لا تملك وقتاً إلا للبكاء والعويل ، شيعت أبناءها في أعراسٍ للبالغين ، كان الذي كانَ يوماً ، لسنا بأحدٍ عالمين ، تحترق آمالها ، عصيان وطاعة ، حربُ انتصارٍ على استسلام ، في عُرضِ البحر التقينا ، صوت أذان ، أجراس كنيسة ، معابد وأضواء منارات ...تبارك اللقاء
وجه براءةٍ بانَ من بين الحطام ، كان مغبرّاً ، كان جميلاً ، كان طفلاً ، كان طفلةً ، كان وجه صراع ، من بين حجارة الدار ابتسامة ، تلقي التحية ، عتبها قليلٌ على الخراب ، كان روحاً ، كان أمّاً ، كان أباً ، ربما كان الثرى يشتهي الدمار ...
بلوعة تلملم أحزانها ، تبعث صفعات غضب على وجنات مجدنا ، كان انتقام، لكننا لم نتألم ، كنّا كما الجدران ، كان يحبّها وهي كذلك ، كانا معاً على الدوام ، كان طفلها ، كانت الخنساء ضِعْفاً ... أبت الموت كما اعتزلت الحياة ...
سكنت الفؤاد ، بقيةٌ من مداد ، يشرب الحقُ إكسير الحياة ، بطولة تعلّم الفقد أسمى معاني الجمال ، في قصيدة الأيام نبكي ذكرى الراحلين ، أطياف حريّة تطل فجر يومٍ تلوّن الكون تحتل السماء ، باركتكم ملائكة تحرس حرَّ الدماء، عيونٌ تهدي الحياة أمل الوجود ، توضّب أنفاسها للصعود ، تلفظ قسوة التاريخ على سكان صفحاته ، تُفتَضحُ قسمات عارنا ، لا ستار اليوم ، لا ستار ، كلنا مجرمون ، أحَبُّ الحروف إليّ دموعٌ تقاسي انهيالها ، في القلب يُشرَبُ الراحُ كأسَ فداء ، في القلب أنتم وماء البحر يعمّده طيبكم ، وفي ذي الدنيا ظمأٌ للفناء ...
نور حامد