الأخبار
الهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوع
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أوقد شمعة! بقلم: هالة نعيم ابراهيم

تاريخ النشر : 2010-05-31
خرج من قاعة الامتحان مغاضبا ، يتأفف ، عيناه تدوران في حيرة ، لم تسعفه الكلمات حينئذ ، كان يتمتم بكلمات غير واضحة ، ولكنها تبدو وكأنها كلمات تذمر وشكوى وضيق ، لم يستطع تمالك نفسه . ضرب بقبضة يده الحائط المجاور له، وعندما وقع نظره على كتاب مادة الامتحان ، جذبه اليه ثم قام يمزقه ، رمى به على الارض وشرع يدوسه بقدمه بعنف وقسوة ، ثم ركله عدة ركلات قوية ، وانقض عليه مثل نمر مفترس ، وأكمل تمزيقه ، كان حانقا . نظر الى من يحيط به نظرة سريعة و رأى الاستهجان في أعينهم ، كان يلهث ويشهق شهقات خفيفة ،واستمر بالنظر الى من يحيط به وكأنه بعد التنفيس عن غضبه استيقظ من حلم مزعج أو من أو من إغماءة قصيرة .

خرج الى الساحة أمام المبنى ثم جلس على الدرجات ، لم يعر انتباها لأحد من حوله ، حدق في الأرض لم يراوده أي شعور يذكر ، ذهب الغضب وزالت الثورة.

كان يشغل تفكيره ما قام به من فعل أخجله . جلس مع نفسه وعاد في ذاكرته الى اسبوع من الآن . قال يخاطب نفسه معاتبا : يا الله! لقد كان معك اسبوع كامل ، ولكنك فضلت الخروج مع الاصدقاء والتنزه ، واللهو ومتابعة الافلام والمسلسلات ، وشغلك كل شئ عن الدراسة ، لقد كان بامكانك استثمار كل دقيقة في ذلك الوقت الضائع لدراسة فصل أو حتى صفحة .

سكت برهة وكان يتنفس بسرعة واضحة . .. ثم قال في نفسه : ولكنني كنت أفهمها بشكل لا بأس به أثناء الشرح عند حضوري تلك المحاضرات . مط شفتيه وقال بشئ من الحزم : آه أظن ان هذا لا يكفي ، يجب أن اتبع هذا الفهم بالمراجعة والجد والاعادة والمثابرة .

ثم استدرك : ولكني لا أحب هذه المادة أبدا ولا أطيقها ! سكت وتنهد ، ثم قطب حاجبيه وقال : ولكن يمكن أن يكون عدم حبي لها واهمالها هو الحائل بيني وبين التميز فيها . همهم وقال : حسنا يجب ان اتصالح مع هذه المادة ، واعطي لها عنايتي وتفكيري ووقتي ، لمعرفة اسباب ضعفي فيها ، ولتحويل هذا الفشل الى نجاح ... ثم قال بشئ من اليأس :ولكن ما الذي سيجعلني التزم بهذه المادة وادرسها وأحبها؟

حدق لفترة في العصافير على الشجرة المجاورة له ، ثم لمع في ذهنه اية سمعها من مذياع الحافلة التي تقله الى الجامعة . " أنما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب" . وقال بتصميم : ساصبر على هذه المادة صبر ايوب ، بدت علامات التفاؤل على محياه ، وقال : فبدلا من ان العن الظلام علي ان اوقد شمعة تضئ لي دربي ودرب غيري ان استطعت .

ساواجه عيوبي وضعفي وساحاول تغييره الى الافضل ، يجب ان اتفوق على نفسي في الامتحان القادم ان شاء الله. ولكن يجب ان استوعب المادة وافهمها جيدا واحفظ ما فيها بشكل كامل ودقيق ، فان الله لا يقبل الا طيبا.

وحتى وان لم أحصل على العلامة التي اريدها فان الله لن يضيع لي تعبا ، وسيزيد لي في اجري ومنزلتي فانا طالب علم ويجب ان أتصرف على هذا الاساس.

سابدا بالدراسة غدا ان شاء الله، تامل حوله قليلا ، ثم قال : خير البر عاجله، وقام من مكانه بهمة وقال بصوت مسموع : لا بل سأبدا من الان .

مشى بضع خطوات ، ثم ضرب مقدمة راسه بكفه ، وهز رأسه وابتسم ، ثم اتجه نحو المكتبة ليبتاع كتاب المادة التي تصالح معها.
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف