الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الفصل الرابع من رواية / يا من أحببت للروائية / فايزة شرف الدين

تاريخ النشر : 2010-05-30
الفصل الرابع من رواية / يا من أحببت 
للروائية / فايزة شرف الدين
4ـ القلب الحائر :
ــــــــــ
ـ سأطلب الطلاق 0
قالت هذه العبارة .. وقد ارتسم على وجهها الإصرار والتحدى .. لم تعبأ بصرخات أمها ، وهى تلطم على صدرها 0
ـ طلاق ! .. لا .. لايمكن هذا 0
صرخت نها ، وهى ترمى أمها بنظرة لوم واتهام :
ـ إننى لم أعد تلك الطفلة الصغيرة يا أمى .. التى ترسمى لها حياتها حسب رغبتك 0
هتفت والدتها :
ـ لقد وافقت على "إيهاب" .. لأنك قد أحببتيه0
ضحكت "نها" يسخرية :
ـ أحببته ! .. كنت مراهقة .. لقد كان حبى وهما .. وغرتنى المظاهر الخادعة 0
صمتت قليلا .. ثم استطردت 00
ـ كان يجب أن تنصحيننى .. بل وتمنعى هذه الكارثة 0
رددت أمها كلمتها الأخيرة .. وقد جحظت عيناها :
ـ كارثة !!
صرخت "نها" بتحد أكثر :
ـ سوف أدافع عن حريتى ،وحياتى .. الآن سوف أنهي كل شئ 0
اندفعت إلى حجرتها ، وارتدت ملابسها بسرعة .. ثم انفلتت خارجة من منزلهم ، إلى "السوبر ماركت" حيث "إيهاب" 0
ما أن لمحها تدخل عليه شاحبة الوجه ، وقد بدا عليها الاضطراب .. حتى أسرع إليها ، وهو يصيح بجزع :
ـ ماذا حدث ؟
هتفت :
ـ أريد أن أتكلم معك فى موضوع خاص جدا 0
شعر بانقباض فى صدره .. لكنه تريث بعض الوقت .. ليطمئن على سير العمل .. ثم هتف بها :
ـ أظن أن المكان غير مناسب لمناقشة الشئون الخاصة 0
خرجا من "السوبر ماركت" .. ليستقلا سيارته .. انطلقت بهما إلى أحد الكازينوهات المطلة على النيل 0
جلسا حول المنضدة .. ساد السكون بينهما لفترة .. كان "إيهاب" يرتشف خلالها عصير الليمون على مهل .. بينما لم تمس "نها" كوبها ، وقد ارتسم على وجهها القلق والانفعال 0
انتظرت أن يبدأ هو الحديث .. لكنه كان يحدق فى كوبه الفارغ بنظرات شاردة ، وهو يقلبه بين يديه 0
أخيرا نفد صبرها .. فقالت بصوت أبح :
ـ لقد فكرت فى أمر علاقتنا 0
قال باقتضاب :
ـ وبعد ؟
عضت شفتها السفلى بقوة .. حتى كادت أن تدميها .. ثم صاحت باندفاع ، ودون مقدمات :
ـ يجب أن ننفصل 0
صرخ بصوت هادر .. جعل الرواد الملتفين حول المناضد ، ينظرون إليهما بفضول :
ـ ماذا ؟!
قالت بصوت خافت ، وهى تنظر حولها :
ـ أرجوك .. اخفض صوتك 0
صرخ غير عابئ بالعيون التى ترقبهما بفضول :
ـ طلاق !.. إننى أحبك .. أحبك بجنون ، ولا أتصور الحياة بدونك !
غمغمت :
ـ لكننى لم أعد قادرة على تحمل استمرار علاقتنا 0
صمتت قليلا لتفكر فى كلمات مناسبة لتقنعه بموقفها 00
ـ إننى لن أسعدك يا "إيهاب" 0
هتف وقسمات وجهه ترتجف :
ـ إن مجرد رؤياك بمثابة سعادة لى .. عندما أشم عبيرك ، أو تكونى بالقرب منى أشعر بأننى في الجنة 0
ثم ارتفع صوته الهادر يقول بغضب 00
ـ لا.. لن أطلقك أبدا .. أبدا 0
دس يده فى جيبه .. وقذف عملة ورقية فوق المنضدة ، اندفع خارجا من الكازينو .. بينما ظلت "نها" فى مكانها مطرقة برأسها ، غير قادرة أن ترفع طرفها ، بعد أن تمكن منها الخجل البالغ 0
حاولت أن تستجمع شجاعتها .. نهضت ورجلاها تلتفان حول بعضهما .. خطت تجاه باب الكازينو .. بينما كانت العيون تشيعها بنظرات فضولية متسائلة .. حتى غابت عن الأنظار 0
فى الليل استيقظت أسرتها ، على صوت رنين الجرس .. المختلط بدق عنيف مدو على باب الشقة 0
قامت أم "نها" فزعة من نومها .. هتفت بابنتها الجالسة فى صالة المنزل .. وقد ارتسم على ملامحها الرعب والخوف :
ـ اللهم أجعله خير !
أسرعت إلى الباب وهى تهتف بنبرة قلقة :
ـ من .. من الطارق ؟
لم تسمع صوت الطارق يرد على تساؤلها .. فتسرب الخوف إلى قلبها .. فلم تفتح الباب ..ويبدو أن الطارق قد نفذ صبره .. فصرخ آمرا :
ـ افتح يا أم "نها" 0
كان الصوت الآتى من وراء الباب ، هو صوت "إيهاب" .. فشحب وجهها .. مدت يدها المرتعشة لتفتح الباب بتردد 0
ألفته أمامها ، وقد حمل حقيبة كبيرة .. اندفع بها إلى داخل الشقة .. رماها تحت أقدام "نها" ، ثم فتحها .. أخذ يتلقف ملابس أنيقة بين يديه ، ثم يلقيها صوبها ، وهو يصرخ فى شبه جنون :
ـ لقد ابتعت كل هذا لك ..وسوف أضع الدنيا كلها تحت قدميك 0
أخرج حافظة نقوده المكدسة بأوراق البنكنوت ، انتشلها منها ، وأخذ يبعثرها حولها .. بينما كانت "نها" ذاهلة ،فزعة 0
أخذ يصرخ 0
ـ كل هذا لك يا حبيبتى 0
ثم أزاح الحقيبة ، وارتمى تحت قدميها ، وهو يقول بتوسل 00
ـ حتى أنا عبدك .. ملكك أنت وحدك 0
لمع الطمع فى عينى والدة "نها" ، وجثت على الأرض ، لتجمع العملات الورقية المبعثرة فى المكان بنهم 0
صرخت "نها" فى أمها بعنف :
ـ ضعيها مرة ثانية فى الحافظة يا أمى 0
رمته بنظرة احتقار ، وهى تقول بتصميم :
ـ إننى لن أتراجع عن قرارى .. حتى ولو بكنوز الدنيا 0
اندفعت لتلوذ بحجرتها .. صفقت خلفها الباب بعنف .. بينما ظل "إيهاب" ، يرمق الباب المغلق بذهول ، وقد تغضن وجهه بالألم المريع 0
كان وقع الصدمة عنيفا على "إيهاب" .. لم يعد قادرا على معاملة "نها" الجافة وصدودها له ، ورفض أى محاولات للتقرب منها .. فغادر الشقة ، إلى عمارته التى أكمل تشطيبها .. أقام فى الشقة التى أعدها خصيصا لاستقبال عروسه 0
أما "نها" .. فقد كانت مصرة على موقفها .. تيقنت أنها لن تنال حريتها أبدا إلا عن طريق القضاء 0
لم تجد مكانا تلجأ إليه ليساعدها ، ويقف جانبها فى مواجهة "إيهاب" الذى رفض أن يطلقها .. فأمها ووالدها ، الذى لا زال خارج البلاد رفضا فكرة الطلاق 0
حتى الجيران كانوا يرمونها بنظرات الاتهام .. أحيانا نظرات الازدراء الصريحة ، لهذه الفتاة المتكبرة .. لرفضها هذا الشاب ، فهم يرونه من وجهة نظرهم رجلا لا يعيبه شئ ، وأنه ولى نعمة هذه الفتاة الجاحدة !
أخيرا فكرت أن تقوم بزيارة صديقتها "هدى" .. فوالدها محام كبير ، وقد يساعدها فى طلب الطلاق 0 بالفعل قامت بزيارة صديقتها التى وجدت منها الترحيب الغامر ، والتشجيع من قبل والدها ، الذى بدأ فى مباشرة القضية 0
طال أمر النظر فى قضيتها .. حتى انتهت من عامها الدراسى الثانى بكلية العلوم .. لتنتقل إلى الفرقة الثالثة .. دون أى بادرة أمل للخلاص ، وبدأ شعور من الإحباط ، واليأس يتسربان إليها 0
تنامى شعورها بالوحدة ، والحرمان من الحب والتعاطف .. اللذين افتقدتهما من أسرتها ، والمحيطين بها .. فسافرت إلى قرية والدها لتقيم لدى عمتها أثناء إجازة نصف العام 0
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف