الأخبار
الهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوع
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

(7 ) في الثقافة و ..فزع الأطفال !!بقلم: عبد الهادي شلا

تاريخ النشر : 2010-05-30
(7 ) في الثقافة و ..فزع الأطفال !!بقلم: عبد الهادي شلا
(7 )

في الثقافة و.. فزع الأطفال !!

عبد الهادي شلا

بعد أن رمقني صديقي" الماكر..المغلوب على أمره " بنظرة ما فهمتها و أغلق جهاز التلفزيون قام من مكانه و تركني وهو يردد : حسبي الله ونعم الوكيل .!! بقيت في مكاني صامتا،عاجزا عن التعليق أو اللحاق به فحاله المضطربة وقلقة وخوفه على أخيه التوأم قد ملك كل جوارحه فأنا أعرفه طيبا وكريما ويخشى الله في الصغيرة والكبيرة ولكنه لا يقبل الضيم أو الإعتداء على حقوقه وتصورت لو أن أخيه قد طلب منه التنازل عن نصف بيت العائلة لما تردد لحظة أن يتنازل له عنه وعن طيب خاطر ، ولكن أخيه تصرف بطريقة لا تنسجم مع أخلاق نصفه الآخر.. صديقي " الماكر..الطيب " الذي رفض هذا الإحجاف في حقه بالسطو على نصف البيت الذي هو حقه الشرعي..!

مازال التلفاز يبث رسالته المصورة من أرض الوطن الذي يحترق ويتفسخ منذ سنوات وتتنازعه الرغبات ويسطو على روحه الأهل و يعذبه نكران الجيران ويقسو عليه الأغراب فما أبقت من شكله الجميل إلا شبحا تترصده الغربان السوداء من فوق أشجار تساقطت أوراقها فتحول " طقس " الوطن إلى خريف دائما اختفت منه كل فصول السنة.... و يبدو أنني وقعت تحت تأثير هذه اللقطات اللعينة فأبحرت بعيدا إلى حيث الواقع الأليم فقد ظهرت على الشاشة عبارة " يرجى إبعاد الأطفال..المشاهد تحتوي على صور مؤذية !!؟؟ " و سمعت المذيع يؤكد على ضرورة إبعاد الأطفال عن التلفاز لأن الصور ستروعهم و تجعل من أحلامهم كوابيس لا تحتملها سنهم الصغيرة .. البريئة .!!؟؟

قمت من مكاني كمن لسعته عقرب وما انتظرت حتى أشاهد هذه الصورة .. وقررت التوجه إلى بيت "صديقي..الماكر..الطيب..الغلبان .." وما هي إلا دقائق حتى كنت ببابه الذي وجدته مفتوحا بينما التلفاز تدوي منه أصوات القذائف والمدافع وصراخ الأمهات والأطفال ، بينما هو قد وضع رأسه بين كفيه وأجهش بالبكاء وما فطن لوجودي إلا حين ربت على كتفه وضممته إلي صدري كطفل ضاقت به الصدور الحنونة و غطيت عينيه لأحجب عنه تلك الصور التي تمزق القلب بيد ، بينما يدي الأخرى إمتدت إلى جهاز "الرموت كنترول" وأغلقت التلفاز وهو مستسلم .. ساكن.. يرجع صوت بكائه إلى داخله رويدا.. رويدا ، فشعرت به وكأنني أضم كل الأطفال الذين مزقت أجسادهم شظايا القنابل العنقودية وحرقها لهيب الفسفور الأبيض بينما احتقنت عيناي بدموع حاولت جاهدا أن أحبسها وأن لا يراها ولكنها أفلتت من مقلتي وسقطت لتلامس وجنته .

قال لي بصوته المختنق : كنت على يقين أنك ستأتي لذلك تركت الباب مفتوحا لربما جئت و وجدتني جثة هامدة فقد كان الحمل ثقيلا ضاعفته تلك المشاهد التي إزدحمت بها القنوات الفضائية، ولكن ما باليد حيلة وإني احتسبت كل أحوالي الشخصية وأحوال الوطن عند الله .. فهو نعم الوكيل .

قلت له مازال الوقت أمامنا طويلا وسنتابع الأخبار والتعليقات ولا شك أن الفضائيات ستزدحم " بنجومها التقليديين " الذين تستنفرهم عندما تحل النوازل بشعبنا وقد بات حصاره واعتقالات أبنائه وصور شهادائه وتدمير منازله تتصدر افتتاحيات نشراتها الإخبارية ..!!

انفرجت شفتاه عن ابتسامة مهزومة وكأنه استرد قواه أو ليواسيني وتناول " اللاب توب " ووضعه على ركبتيه وأخذ يتجول عبر الشبكة العنكبوتية وهو يضيف لربما وجدنا خبرا سارا في أحد المواقع التي أصبحت تعج بكل شيء.. كل شيء فما لفت نظره سوى رسما كاريكاتوريا لنانسي عجرم وقد كشفت عن ساقيها وهي تغسل هدومها بما فيها ملابس داخلية وتغني... آآآآهـ و.. نص !! و علق ساخرا : هذا ما كان ينقصنا من هذا الموقع في هذا اليوم..النحس !!؟؟

إلا أنه فاجأني بالعودة إلى المربع الأول قائلا : وسط كل همومي التي ما عادت تخفى عليك ، فإنني أشفق على هذا الجيل من أطفال شعبنا الذي عاش كل هذه الأحداث الجسام وروعته مجرياتها رغم حداثة أعمارهم فإن المتأمل في وجوههم وعيونهم لا يقرأ إلا الخوف والفزع ... فبربك قل لي كيف لهؤلاء الأطفال أن يتعاملوا مع الحياة في قادم الأيام وقد قست عليهم وتجبرت ؟؟
ألا تعتقد معي أنهم سيكبرون وفي نفس كل منهم معاناة وخوف ورعب بشكل ما ؟

وإن لم يكن هذا..ألا تعتقد أنهم سيتحولون إلى شباب ورجال مقاومين بسبب هذه الترسبات التي ستجعل منهم جيلا رافضا لكل الإغراءات التي مهما غلت فلن تستطيع أن تمحو آثارهذا الرعب الذي وقر في نفوسهم ؟

ودعني أستطرد أيضا..ألا ترى أن كل الجهود والمشاريع التي تتحدث عن السلام والتعايش وما يتبعها سوف تصطدم بتلك الترسبات التي وقرت في نفوس جيلين على الأقل من أبناء شعبنا ؟

والسؤال الأهم الذي لن نجد له جوابا في الوقت الحالي وأعفيك من الإجابة عليه وهو..ألا تعتقد أيضا أننا نفتقد إلى رؤية وقيادة حكيمة تغلب المصلحة الوطنية على ما سواها بعد أن طالت حالة الإنقسام الذي أنهكت قوى الشعب الذي يتحمل كل ما تمخض عنه هذا الإنقسام؟

لم يمهلني صديقي كي أجيب على أي من تساؤلاته وهو يضيف أن مقدمات عدة سبقت تلك الإجتياحات والمشاهد التي تناقلتها الوكالات بكل بشاعتها وبكل توجهات هذه الوكالات التي تتنافس في بث أغراضها بل سمومها من بين الصور والتعليق عليها بالهمز واللمز على بعض الأطراف التي لا تتفق معها في الرؤية والتوجه .. بينما يبقى شعبنا ..أيضا هو الذي يعاني ويتحمل.. ويصبرعلى مضض !!

شكرت " صديقي الماكر..الحزين " لأنه شعر بما في نفسي من غصة وألم مما آلت إليه الأوضاع و ألجمني بالإجابة على كل الأسئلة التي تتعلق بمستقبل جيلين من أطفالنا وشبابنا !! فخرجت منا معا .. حسبي الله ونعم الوكيل .
( وهكذا نصل إلى نهاية ..الكلام.. وداعا!!؟؟)
شلا يحييكم
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف