السَّارق
بقلم فرياد أبراهيم
في زمن الحصار قابلت زميلا معدما بعد طول افتراق. ولكن اين؟ في
السجن. قالت زوجته التي طرقت بابنا للأستغاثة:
- اقيم عليه الحد لأنه سرق بعض الأرغفة من مخبز المحلة. لقد كاداطفالي أن يموتوا جوعا.
قال لي صاحبي وراء القضبان:
- الخباز الذي اخبر عني هو السارق،لا أنا.اذ يبيع الرغيف
الواحد بعشرة امثاله.
ذهبت ألى الخباز معاتبا اياه فذاد عن حوضه بمنطقه مدّعيا حالفا:
- صاحبك هو الذي سرق رغيف اطفالي. وعددهم ستة. نعم، ابيع الخبزبعشرة امثاله لأنني اشتري الطحين بعشرة امثاله من الطحان.
واجهت الطحان متسائلاً فأجاب:
- انّي اشتري القمح كذلك بعشرة امثاله من رجال المحافظ.
قال كذلك، قلتٌ ربك هو علي هين.
وواجهت السيد المحافظ بشق الأنفس ملتمسا التوضيح والتعليل. فقال:
- اذهب حالا لمخزن الحبوب ليأتيك بالأخبار من لم تزود.
وفي مخزن الحبوب أراني الخازن قصاصة ورق كتب عليها:
- بامر الوالي ولأن كل شئ غالي يباع القمح بعشرة امثال.
وأضاف الرجل هامسا في أذني:
- ان الوالي والقاضي ومسؤول منظمة الغذاء العالي يصطادون في الماءالعكر معا بالتوالي وفساد القاضي كارثة.
وعدت لصاحبي وقلت له بنبرة جادًة رصينة:
- القصاص عليك عادل. الم تسمع الاية الكريمة: السارق والسارقة فاقطعوا
ايديهما جزاء بما كسبا نكالا؟ فاحمد ربك انهم لم يقطعوا ارنبة انفك.
فقال متأوها:
- لم اسمع قط بأن اميرا قد قطعت يده.وان اكثرهم لسارقون.
قلت: وأيًما الحق فعلى المفسّرين الجدد اضافة عبارة اعتراضية للآية كي تفيد للتعميم – كأل المعرفة في النص- مع الجزم هكذا على سبل المثال:
السارق والسارقة ـ مهما كانت مكانتهما ومنزلتهما ـ فاقطعوا....
ثم بادرته بسؤال:
- لابد انك سرقت ليلا؟
فقال: بلى. وكيف علمت؟
قلت: لأن الحكام، والولاة والقضاة والأمراء والسلاطين سرقوا ويسرقون بالنهار.
ثم سردت عليه قصة طريفة لاذعة من المستطرف :
قيل : مر عمرو بن عبيد بجماعة وقوف فقال: ما هذا؟ قيل: السلطان يقطع سارقا.فقال:
- لا اله الا الله، سارق العلانية يقطع سارق السرّ!
بقلم فرياد أبراهيم
في زمن الحصار قابلت زميلا معدما بعد طول افتراق. ولكن اين؟ في
السجن. قالت زوجته التي طرقت بابنا للأستغاثة:
- اقيم عليه الحد لأنه سرق بعض الأرغفة من مخبز المحلة. لقد كاداطفالي أن يموتوا جوعا.
قال لي صاحبي وراء القضبان:
- الخباز الذي اخبر عني هو السارق،لا أنا.اذ يبيع الرغيف
الواحد بعشرة امثاله.
ذهبت ألى الخباز معاتبا اياه فذاد عن حوضه بمنطقه مدّعيا حالفا:
- صاحبك هو الذي سرق رغيف اطفالي. وعددهم ستة. نعم، ابيع الخبزبعشرة امثاله لأنني اشتري الطحين بعشرة امثاله من الطحان.
واجهت الطحان متسائلاً فأجاب:
- انّي اشتري القمح كذلك بعشرة امثاله من رجال المحافظ.
قال كذلك، قلتٌ ربك هو علي هين.
وواجهت السيد المحافظ بشق الأنفس ملتمسا التوضيح والتعليل. فقال:
- اذهب حالا لمخزن الحبوب ليأتيك بالأخبار من لم تزود.
وفي مخزن الحبوب أراني الخازن قصاصة ورق كتب عليها:
- بامر الوالي ولأن كل شئ غالي يباع القمح بعشرة امثال.
وأضاف الرجل هامسا في أذني:
- ان الوالي والقاضي ومسؤول منظمة الغذاء العالي يصطادون في الماءالعكر معا بالتوالي وفساد القاضي كارثة.
وعدت لصاحبي وقلت له بنبرة جادًة رصينة:
- القصاص عليك عادل. الم تسمع الاية الكريمة: السارق والسارقة فاقطعوا
ايديهما جزاء بما كسبا نكالا؟ فاحمد ربك انهم لم يقطعوا ارنبة انفك.
فقال متأوها:
- لم اسمع قط بأن اميرا قد قطعت يده.وان اكثرهم لسارقون.
قلت: وأيًما الحق فعلى المفسّرين الجدد اضافة عبارة اعتراضية للآية كي تفيد للتعميم – كأل المعرفة في النص- مع الجزم هكذا على سبل المثال:
السارق والسارقة ـ مهما كانت مكانتهما ومنزلتهما ـ فاقطعوا....
ثم بادرته بسؤال:
- لابد انك سرقت ليلا؟
فقال: بلى. وكيف علمت؟
قلت: لأن الحكام، والولاة والقضاة والأمراء والسلاطين سرقوا ويسرقون بالنهار.
ثم سردت عليه قصة طريفة لاذعة من المستطرف :
قيل : مر عمرو بن عبيد بجماعة وقوف فقال: ما هذا؟ قيل: السلطان يقطع سارقا.فقال:
- لا اله الا الله، سارق العلانية يقطع سارق السرّ!