الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في ظلال الخيام (15) بقلم:دباب عامر بدوي

تاريخ النشر : 2010-05-29
في ظلال الخيام (15) بقلم:دباب عامر بدوي
حب الأرض و الحيوان
--------
إن البدوي خشن في طبعه، قوي في بدنه ، ذكـي متمسك بأسرته و أرضه وحيواناته إلـى حد بعيد فكمانالت الوحدة و الأشواق من عزائمه ، نالت الأرض من حبّه جزءا كبيرا فأصبح متمسكا بها أشد التمسك لايحب المساومة فيها ،ولا الحديث عن التنازل عنها ، فالارض بالنسبة إليه جوهرة الحياة ،فالرجــل أو العشيرة بدون أرض لاقيمة لها ولا حياة ،وكلّ قبيلة ليست لها مواقع تعرف بها، هي قبيلة معرضة للزوال فالأرض بالنسبة للبدوي هي أصل البشرية والدليل القاطع
على إنتمائه و هذه أبيات وردت على لسان الشاعر العربي أيام الفتوحات :
نزلوا في القروان شيابهم و أشباب
قالوا ياأميرة نبنوا القصر أهنا
خلفنا برنا بعيد بلا تحكــــار
سكنا في بلاد كثرة و أعدونا
ابن لينا واحصنها بأســــوار
تسكن فيها أولادنا وأنسانــا
خايف يطلق نارفي هذي الاشجار
ندي ذنب الوحوش ماجتني قمنا

لعل الجيوش الاسلامية سواء من الفاتحين أوالمناصرين قد طلبوا المتاع على عادة العرب ،لأنّ ثبات الديار يعتبر حصنا حصينا لبيوت المقاتلين فوجود الدّياريعني المتاع في هذه الأرض ومنه تكون الصيانة و المحافظة على الاسرة خاصة النســــاء و الأطفال حتى وان كان الغرض هنا يختلف أساسا عن غرض البدوالرحل .
وهذا شاعرنا المحبوب عبد الله بن كريو يبعث مرسوله الى اهله في مدينة الاغواط بعد شوق طال انتظـاره :

يــا مرسـول
مرسول ادّي وجاب اقصب لي
وراجع بالعجلة تفوت اللّي طاروا

أدهـم في لغواط ادَّيـر مزيـَّة
تتماهل و اتشوف بنيه و اشجاروا
فـي الصّفَّـاح صمعـة مبنيـّة
شبابك ودرابيـز بيها يخضاروا
زيد حذاك الهيه ووصل غرداية
بيها ناس تنحّ عَ القلب اغيـــاروا
خـاوة محسنـيـن لَّسهميـَّة
واذا غاب الحق هاذوك انصــاروا
سال على ناس القرارة جيليـه
واعني ليهم كل واحد فــي داروا
مكَّن له من عدّنا طرف ابريَّـة
كل آخر تاتية ب اخبر صغــاروا
ومثله مثل الشاعر زيتون جيلالي المسيلي الذي يمدح مدينته العريقة من مدننا يصفها قائلا:
لمسيلة في الحضنة جات
مابين الصحراء و التلّ
في عهد قديـم ابنـات
لها تاريـخ مسجـــل
توجد فيها اثـــارات
اقديمـة عنهــا وادل
عليها قرون مضــات
فيهـا عبـره و اجـل
كما يتغنى كثير من الشعراء بالجلفة وجمالها وأهم عروشها لما عرفوه منهم بالكرم والجاه وحسن الجوار وهذا مقطع من قصيدة شعبية مطولة معروفة بالمنطقة دون أن نعرف قائلها:
نواني ذاك الغمام اللي ملمـوم
وعلى الصحراء راه حط رواقاتــو
ما هناني خاطري ما جاني نـوم
فرفر قلبي كي الطير برشاتـــو
تعلى جوف السما قادي محـزوم
سبت وعدي واش من محنة جاتـو
اتوحشت أولاد نايل بالمتمــوم
من الجلفة لولاد جلال وهاتــو
أولاد نايل جاواجلبة للملجــوم
غطاهم غيم الهوا بسحابـــو
ركابين الغالية فرسان اللــوم
زينين الميعاد مكثر شهراتـــو
تسمع في بارودهم يلقى مسمــوم
وصناطر لوحات جوهر في ذاتــو
راهم رحلوا غير البارح واللا اليـوم
والعدلي واش حال تسمع رناتـو
رفدو فيه بنات ضي انتاع أنجــوم
واللا بنعمان لاح غماداتــو
واللا لدمي في جدي شاو القـــوم
ما يحملش الصيد قادي لمباتـو
********
راني عنهم كي الي هايف مظلــوم
كمثل اليشير يماه انساتــو
ياخوتي جدي رقد طول في النــوم
ست قرون متورخه في وفاتـو
واد سبيسب فيه قبة للمرحــــوم
بالنجمـــة واهلال خاتم ولاتـو
********
فشعراء الشعبي سواء كانوا يقطنون البوادي أو المدن يعبّرون تعبيرا صادقا عن حياة البداوة فالتغني بالأرض و جمالها ، و المدن وحضاراتها أمر طبيعي عند أصحاب الأحاسيس الرهيفة لكن جـودة التصوير وعمق الكلمات يكون أقوى حينما تقرأ و تسمع قصائد الشعر الملحون و هـذا مقطع لشاعر شعبي يتغنى بحب الجزائر كبلد احتضنه منذ صغره ،عانى ما عانى فآثار البداوة يتجل من خلال هذه الابيات :
يازائر بلادنا نعطيك أخبـــار
قبل الجولة في ابلادالجزائــر
كن عاقل كاتم للاســـــرار
تروي قصة البطل الثائــــر
لا تكتم و اسأل الافجـــــار
اسأل الرصاص و الجمر الطائر
اسـأل نوفمبـر لهبـو جمّــار
سجل ذكريات في الوقت الحاضر
بلاك تحريف كتب الكفّـــــار
اعداء الحق كتم الظاهـــــر
هكذا يعبر بها الشاعر عن عودة الارض إلى أصحابها الأصلين فالأرض هي شخصية الانسان مهما كان موقعها و أينما كان , أهل الشمـال و جمال التلال يتمسك بها أهلها و سكانها وأهل الأنجاد مبهرون بالسهول المنبسطة و الهضـاب المراميــة و السهوب الواسعة وأهل الصحراء يداعبـون حبات الرّمل و يعانقون قوام النخل و يتباهون بالسبــاق على كثبانها.وما حبّذ كل طرف العيش في موقع الاخر إلا قليلا رغم الفوارق المناخية و الطبيعية بين هذه المناطق.
أرضي وابلادي زينة يالحبــاب
مانبدلها بالذهب ولا أعبــارو
ما ها حلوما فيه التقتــــاب
تقول أعسل أوورد بأزهـــاروا
هواها نقي ،جمالهـا جــذاب
الجنة في الدنيـــا بأعبــاروا
أرضي خصبة بأنوارها تعشاب
ماها شلال فيـه أســــراروا
ما ها عذب دائم ينســــاب
بين السواقي زايد تبخــــاروا
نروى و تروي زينة لنيـــاب
والصوف و الوبر و اشعــاروا
ما نبدلها بالتل و لابلاد الضباب
مانبدلها بمتيجة واشجـــاروا
ابلادي زينة فيها عشت الشباب
ابلاد اجدادي كل واحد بأنصاروا
و هذا شاعرنا الكبير و فحلّ المنطقة ابن السهوب عبد الله بن كريـو : يقول في قصيدة مطولة :

هلكني تراس جانا متلاقينـــا
ويفتش عن نسبتي جاني ســوال
قال بديتك في الكلام تسامحيني
لا تجحد شيء كن صادق في المقال
أنا من لاغـواط ماني شيء مـنا
بسوالك هوظتني نفدوا الاعلال
الاغواط أغواطين في معرفتنـا
الاغواط المعلوم و الاغواط الكسال
الاغواط اللي جاء بميزه شرقينا
واللي ناسه فايزه همه و أدلال
إنّ هذه الصفات البليغة لا تخرج إلاّ من فم رجــل عظيم عاش كل التجارب ،فحبه لأهله و سكان مدينتـه ليس من السهل التنازل عليه حتى ّوان كان في منطقة
بعيدة عن مسقط رأسه …و لا توجد فوارق كثيــرة بين مدينة المنيعة الصحراوية و مدينة الاغواط غيـر أنّ المسب و الحسب يختلفان…والبدوي بطبعه محب لمحيطه فهو يستانس بالحيوانات التي يآلفها ويعتبرها صديقة دائمة له فيها منفعة سواء من حيث حراسة المواشي أو النقل على ظهرها رحاله أو التمتع بمنظرها وجمالها الذي لا يخلو من جمال الطبيعة فتتربى لديه نزوة ونشوة في اللعب على الخيل وصيد الغزلان والارانب ونصب وسائل الصيد للذئاب والحيوانات المشابهة .
لذا تراه يتغنى بها كثيرا في المناسبات ويسعى جاهدا لتوفيرها والعمل على تربيتها تربية جيدة تطيعه في الأوقات التي هو في حاجة اليها كأن يطلق اسماء معينة على الكلاب والجواد وحتى كلاب الصيد كما يدربها على عمليات وأشياء تساعده في تلبية طلبهــا .

يتبع .....
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف