الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الأحلام بقلم: محمد معمري

تاريخ النشر : 2010-05-27
سؤال

(يا عبد الرحمان! أتظن أن العمر الذي مضى من حياتك لا قيمة له!؟ أم تظن أنك خلقت عبثا!؟ أو أن هذه الحياة ليست سوى مجرد أحلام؟).

الحياة

ليست الحياة إلا سحابة قد تمطر، أو تمر.. وصورها تتوالى في الأيام التي تتداول بيننا... وكلنا تلك الصور..
ليست الحياة سوى لوحات في متحف حديث.. ولكنها لوحات رُسمت بالدم والدموع، بالحزن والأسى، بالجوع والفقر، بالغنى والثراء، بالبكاء والضحك، بالابتسامة والعبوس؛ لقد رسمت بكل المتناقضات التي نعيشها في كل لحظة يا عبد الرحمان!.. وتخدعنا المظاهر الكاذبة..
وسوف ترى يا عبد الرحمان! كيف تُغتال الناس جهرة..
الأم تغتال ابنها في السوق..
وتكون أنت السبب.. لأنك سمحت لابنك بأن يكون صندوقا للعصرنة..

اغتيال

ما بك يا عبد الرحمان تبكي!؟
اغتالوا ابنك الصغير.. لقد مات شهيد العصرنة.. امسح عنك تلك الدموع.. لأنك لست الوحيد في هذا المأتم.. هم كثيرون أمثالك..
وما الموت إلا كرحى تدور والناس حبوب، وفي كل دورة نفس وما تلاها..
ابك! يا عبد الرحمان! أو لا تبكي.. إن البشر قد اغتيلوا في ثورة سراب العصر.. وليس ابنك عبد الرحمان وحده!
وأنت الذي جنيت عليه! بل أحلامك يا عبد الرحمان!..
وأنك تبغض العجوز إذا ما نغصت عليك لذة الأحلام حلما!

الأحلام

كم كنت تحلم!؟
كنت صغيرا وأنت تحلم..
نجحت في دراستك وأنت تحلم..
تزوجت وأنت تحلم..
جمعت المال وأنت تحلم..
أنجبت لك زوجتك ولدا..
سميته عبد الرحمان..
كم اعتنيت به وأنت تحلم..
كم زرعت فيه من الأحلام؟..
لكن أتت عاصفة الأيادي الأثيمة وحصدت كل ما غرست..
وصارت أحلامك بعده لا تشبه أحلامك السابقة..
كم هي جميلة أحلامك يا عبد الرحمان! إنها تشبه كثيرا أحلام النوم!
لقد حلمت يوما أنك ألقيت السلاح في ثورة العصر..
لكن "ابن سيرين" لا يستطيع تفسير مثل هذه الأحلام!...

في ثورة العصر

ما الحياة إلا ظل زائل..
تغرب الشمس ويزول الظل..
وتنتهي أحلام النهار لتلج أحلام الليل..
فتجدها قد خدعتك؛ وأنك كنت تلاحق بريق طيف خيال..
وفي الصباح تسمع عن مقتل ابن جارك عبد الرحمان..
وفي المساء تشاهد في الأخبار قذيفة فوق سطح المدرسة..
فيستشهد التلاميذ يا عبد الرحمان!..
تقتل الأطفال.. تغتصب.. العالم يشاهد كل شيء.. لكنه صامت مثلك..
ظهر الفساد في البر والبحر يا عبد الرحمان!..
وهل تعرف إلى أين يفضي الطريق، ولماذا أنت فيه؟

وفي الطريق

الطريق طويل أمامك..
مليء بالحفر والشوك نذير..
الباب.. ولا مصباح..
لا صاحبا فيه ولا حبيبا..
جئت لهذه الحياة وحدك..
ولا تعرف كيف وجدت نفسك في هذا الطريق..
يخدعك السراب فتتعثر قدماك في الحفر وتلدغك الأشواك..
وستظل تسير وتسير.. وسوف تجد الموت في آخر المطاف..
وتتبدد أحلامك كلها.. فتأوي إلى ركن شديد لتبكيها بمرارة..
تسير وأنت خالي الوفاض.. لا شيء معك.. سوى صورة ولدك عبد الرحمان معلقة على جدران ذاكرتك..
لأنك رضيت بأن تعلل بالمنى..
وقد بعت كل شيء بأحلامك في غيبوبتك..
وأنك تعرف أن هذه الحياة ليست سوى جسر للعبور..

موت

ابنك محمول فوق آلة حدباء وأنت تحلم..
ربما أنك لا تعي شيئا!؟..
العمل والمقاهي و.. يسرقون وقتك..
لا تبالي بما في الأمر.. لأنك في غرفة الإنعاش غائب عن الوعي..
مرت السنون ولم تتيقظ..
كنت صامتا..
وأنك تفهم معنى الصمت..
بئس عروس عانقتها حلما، وبئس عاشق غرته بكل ما يلمع، وتركت عيونه تدمع..
ولا تفيق من ثمالة ليلة العرس حتى تسمع صوت منادي نادى الرحيل يا عبد الرحمان!...
فهل حينها ينفع الندم والبكاء!؟

.. وبكاء

حلمت مرة بولدك يحمل حقيبة.. سلم عليك بالانجليزية وهو يلوح بيده اليسرى، وعيناه تختفيان وراء نظارات سوداء تحجب الشعاع.. كم فرحت يا عبد الرحمان! حتى أنك أردت أن تقبله.. ولكنك لم تقبل سوى شبح وسط الظلام..
ورُحت تبحث عنه في مرقده فلم تجد المرقد!.. فسقطت في الأرض وسال دمك فسقاها شتاء.. وفي فصل الربيع نبت الشوك الأحمر.. فأدركت أنك كنت تحلم.. عندها بكيت يا عبد الرحمان!..
يا عبد الرحمان!..
ابك!.. لعل الدموع تريحك، ابك بدموع سخينة، وبصوت مرتفع ربما سترتاح.. ابك! يا عبد الرحمان!.. إن مأساتك أكبر من كل الأحزان..
لقد مات ابنك يا عبد الرحمان!..
وبقيت تتقلب في حلمك..
ولا تزال صامتا مثلما تبدو الجبال.. وقد فقدت شمسك أشعتها..
والآن ابك! قبل أن تنهار كليا...

ساعة الانهيار أو..

في هذا العالم الكئيب.. تسير مضطرب الأحشاء، والاكتئاب يهد ذاتك..
تريد الزواج من جديد.. يا لبلاهتك يا عبد الرحمان!
فقدت زوجتك قبل ابنك..
واليوم بعد قوة.. قد أصابك الوهن.. ولازلت تحلم وتحلم..
ألم تر الخُطاب الذين سبقوك إلى منزلها أنها قد فتنتهم، ثم كشفت لهم عن بريقها وذبحتهم!؟
وأنك قد رأيت عشاقها صرعى قد حلت بهم الآفات، ومع ذلك لازلت تتنافس في مصارعهم!
وستظل تطارد خيالها كشارب ماء البحر، كلما ازداد شربا ازداد عطشا حتى ينهار في آخر موجة، أو تلطمه بالصخور.. قد يموت أو يفيق من سباته العميق..

الاستيقاظ والتيقظ

تسير مكبا على وجهك يا عبد الرحمان!.. تدور في فلك المغضوب عليهم والضالين.. تبكي حلمك.. صروف العصر تأخذ منك كل شيء.. فتصمت.. ويسخر من أمانيك السراب فتصمت.. ولا تجد سوى الدموع والأحلام..
إنك قد فقدت هويتك بأحلامك..
استيقظ.. وأزل عنك الغطاء..
افتح نوافذ الواقع بمفاتيح الأمل.. تيقظ وابدأ حلما جديدا..
استيقظ وتيقظ يا عبد الرحمان!.. فقد نمت بما فيه الكفاية!!
انهض! إن الليل قد انجلى وشعاع الصباح قد اخترق النوافذ..

هو شعاع الأمل

أزل عن ابنك الكفن..
ألبسه ثوب الأمل..
أخرجه من بين القتلى..
انفخ فيه روح الأمل..
ربما سيحيى من جديد!..
ولكن بعد أن تنقذ نفسك من بين الصرعى..
وتحقق أحلامك الجديدة..
فذاك هو شعاع الأمل يا عبد الرحمان!...

بقلم: محمد معمري
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف