
بديعة الزمن المتهاوي
بقلم سهام البيايضة
قبل سنه فقط كانت بديعة وأهل بيتها يعيشون في احد أحياء الزرقاء المكتظة بالناس والأزقة ،بيت هادئ وأسره هادئة يقوم على رعايتها أب خمسيني ،لا يمكن للشك أو للريبة أن تغزو عقول الجيران حوله وهو يسير مسرعا الى الجامع القريب ليلحق الصلاة ويقف خلف إمام الجامع مباشره ..يكبر ويقيم الصلاة ويخشع مع الخاشعين .
يقول ساكن الحي الشاب محمد: ينتابني شعور عميق بالخذلان والخديعة لم يكن احد يتصور أن هذا الوحش الأدامي يعيش بيننا ،كل هذه السنوات التي كان يجاورنا فيها .. نحترمه إذا رأيناه ونلقي التحية عليه كلما مر أمامنا، وعندما يدخل إلي بيته يختلي بابنته ويمارس السفاح معها !!.. في غفلة الأم بداية، ثم بمعرفتها لاحقاً "..اصفر وجه محمد وهو غير قادر على استحضار الكلمات التي تعبر عن سخطه وإنكاره لجريمة بشعة تداولتها الصحف والمجلات ووكلات الأنباء والفضائيات ..يكمل محمد قصة بديعة: أتذكر والد بديعة جيدا، يسير أمامنا صبح مساء يعيش في حينا منذ سنوات..يا الله!.. مجرد التفكير بهذا الأمر يزيد من حزني ويجعلني اشك في كل من حولي..تنتابني افكار غير آمنه.. وان هناك قصة فضيعة، او سر كبير يختفي خلف الأبواب المغلقة بحجة المحافظة، والتستر خلف الدين والعادات والقيم ، وان هناك مشاكل ومصائب لا تلبث أن تخرج علينا كارثية الوقع صعبة التصديق عميقة الأثر..لم اعد أثق بأحد ولم اعد اصدق أحدا..أنا في حالة صدمة .. لا استطيع استيعاب فكرة وجود مثل هذه الوحوش في مجتمعاتنا!! .
أما ام محمد فلا تزال دموعها تنهمر بغزارة وألم .. غير قادرة على ضبط مشاعرها التي تتصاعد بين الاشمئزاز والقرف والحسرة على موت الشابة بديعة ، والظلم الذي أحاطها وهي تبعد عنهم بضع أمتار ..ويزداد شعورها ألماً كلما دخلت مطبخها وتشاهد الخزائن التي صنعها والد بديعة قبل سنتين ..وكيف كان يدخل إلي بيتها وتقدم له الشاي وعندما يغادرهم يذهب الى بيته ليمارس السفاح من جديد مع ابنته التي كانت لا تزال في الخامسة عشر من عمرها.
تقول ام محمد:الأيادي التي عملت في ألنجاره والتي صنعت هذه الخزائن هي نفسها التي حملت المشرط وجرحت بطن بديعة، بعد ظهور حملها وهي في الثامنة عشرة من عمرها، ليخفي آثار جريمته ويلقي بالجنين في حاوية القمامة.. فقدت بديعة حياتها نتيجة النزف الشديد ..يا ليتني كنت اعلم بحالها لأخذتها في أحضاني ولقدمت لها المساعدة قبل أن ينعزل بها والدها بعيدا عن حينا ، وتصل الى حتفها النهائي!! ..تمسح ام محمد دموعها وتواصل حديثها بحسرة وألم :هذه الجريمة البشعة هي التعبير الحقيقي لهذا الزمن المتهاوي.. تتشابك الأسباب وتتداخل المسببات لتلتقي في شخص أب متوحش.. شجعه إهمال وتغاضي الأم... و غفلة الأخ.. و صمت البنت.
أسوار عالية تحصنت خلفها شرور بشرية، أصبحت تظهر بين الحين والآخر ،يتمترس خلفها قصور الردع وانعدام الأخلاق ، والاحتجاب خلف محظورات الحماية والخصوصية والشؤون العائلية الخاصة .
بديعة الصبية..عاشت في الصمت والغفلة ورحلت بالجرح والنزف وقد تركت لنا شعوراً قاسياً بالمرارة والعار والصدمة!!
بقلم سهام البيايضة
قبل سنه فقط كانت بديعة وأهل بيتها يعيشون في احد أحياء الزرقاء المكتظة بالناس والأزقة ،بيت هادئ وأسره هادئة يقوم على رعايتها أب خمسيني ،لا يمكن للشك أو للريبة أن تغزو عقول الجيران حوله وهو يسير مسرعا الى الجامع القريب ليلحق الصلاة ويقف خلف إمام الجامع مباشره ..يكبر ويقيم الصلاة ويخشع مع الخاشعين .
يقول ساكن الحي الشاب محمد: ينتابني شعور عميق بالخذلان والخديعة لم يكن احد يتصور أن هذا الوحش الأدامي يعيش بيننا ،كل هذه السنوات التي كان يجاورنا فيها .. نحترمه إذا رأيناه ونلقي التحية عليه كلما مر أمامنا، وعندما يدخل إلي بيته يختلي بابنته ويمارس السفاح معها !!.. في غفلة الأم بداية، ثم بمعرفتها لاحقاً "..اصفر وجه محمد وهو غير قادر على استحضار الكلمات التي تعبر عن سخطه وإنكاره لجريمة بشعة تداولتها الصحف والمجلات ووكلات الأنباء والفضائيات ..يكمل محمد قصة بديعة: أتذكر والد بديعة جيدا، يسير أمامنا صبح مساء يعيش في حينا منذ سنوات..يا الله!.. مجرد التفكير بهذا الأمر يزيد من حزني ويجعلني اشك في كل من حولي..تنتابني افكار غير آمنه.. وان هناك قصة فضيعة، او سر كبير يختفي خلف الأبواب المغلقة بحجة المحافظة، والتستر خلف الدين والعادات والقيم ، وان هناك مشاكل ومصائب لا تلبث أن تخرج علينا كارثية الوقع صعبة التصديق عميقة الأثر..لم اعد أثق بأحد ولم اعد اصدق أحدا..أنا في حالة صدمة .. لا استطيع استيعاب فكرة وجود مثل هذه الوحوش في مجتمعاتنا!! .
أما ام محمد فلا تزال دموعها تنهمر بغزارة وألم .. غير قادرة على ضبط مشاعرها التي تتصاعد بين الاشمئزاز والقرف والحسرة على موت الشابة بديعة ، والظلم الذي أحاطها وهي تبعد عنهم بضع أمتار ..ويزداد شعورها ألماً كلما دخلت مطبخها وتشاهد الخزائن التي صنعها والد بديعة قبل سنتين ..وكيف كان يدخل إلي بيتها وتقدم له الشاي وعندما يغادرهم يذهب الى بيته ليمارس السفاح من جديد مع ابنته التي كانت لا تزال في الخامسة عشر من عمرها.
تقول ام محمد:الأيادي التي عملت في ألنجاره والتي صنعت هذه الخزائن هي نفسها التي حملت المشرط وجرحت بطن بديعة، بعد ظهور حملها وهي في الثامنة عشرة من عمرها، ليخفي آثار جريمته ويلقي بالجنين في حاوية القمامة.. فقدت بديعة حياتها نتيجة النزف الشديد ..يا ليتني كنت اعلم بحالها لأخذتها في أحضاني ولقدمت لها المساعدة قبل أن ينعزل بها والدها بعيدا عن حينا ، وتصل الى حتفها النهائي!! ..تمسح ام محمد دموعها وتواصل حديثها بحسرة وألم :هذه الجريمة البشعة هي التعبير الحقيقي لهذا الزمن المتهاوي.. تتشابك الأسباب وتتداخل المسببات لتلتقي في شخص أب متوحش.. شجعه إهمال وتغاضي الأم... و غفلة الأخ.. و صمت البنت.
أسوار عالية تحصنت خلفها شرور بشرية، أصبحت تظهر بين الحين والآخر ،يتمترس خلفها قصور الردع وانعدام الأخلاق ، والاحتجاب خلف محظورات الحماية والخصوصية والشؤون العائلية الخاصة .
بديعة الصبية..عاشت في الصمت والغفلة ورحلت بالجرح والنزف وقد تركت لنا شعوراً قاسياً بالمرارة والعار والصدمة!!