الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

( 6 ) في الثقافة و العلاقات الإجتماعية !! بقلم:عبد الهادي شلا

تاريخ النشر : 2010-05-27
( 6 ) في الثقافة و العلاقات الإجتماعية !! بقلم:عبد الهادي شلا
وصل الحديث بيني وبين " صديقي الماكر... الطيب " إلى أن السلامة بكل تفاصيلها ومواقعها موجودة بين أيدينا وتحت أعيننا في كل الكتب السماوية والأرضية الباحثة عن نجاة الإنسان من شرور نفسه ومن شرور أخيه الإنسان ومن شرور الطبيعة إن سخرها الله شرا على العباد كما يسخرها خيرا كلما أحسنوا استخدامها بما ينفع الناس أنفسهم ،ولكن السفهاء من الناس على مر العصور يجدون لهم منافذ ومواقع ضعيفة يتسللون منها ويضعون أقدامهم على بساط السلامة الذي يتخذه الطيبون من الناس فرشا لهم..!!

إلا أن صديقي لا يفوت فرصة دون إثارتي،بل يجد لذة غير عادية في تخير الأسئلة وانتقائها بدقة بحيث يضعني في موقف حرج حين لا ينفع مع الإجابة رد واحد أو تفسير واحد فهو لحوح " سمج "عند الضرورة ولا يسمح لي بالتهرب من إجابة محددة يريدها بعينها وكأنه يحدد لي سلفا الإجابة التي تقنعه... بينما أرغب الطريق الوسط والمقبول والمستساغ كي ينزل من النفس منزلة ترتاح له وتتقبله بنوع من الرضا أو الصبر فذلك في رأيي أنفع وأكثر فائدة حين يكون الحوار متبادل في جو من الإحترام دون إسقاط الرأي الآخر أو إهماله.

واليوم جاءني حانقا وغاضبا بشكل لم آلفه عليه من قبل حتى أنني سمعته يهمس بينه وبين نفسه بكلمات
" قبيحة " وألقى بجسده على الأريكة دون أن يلتفت نحوي وكأنه يداري وجهه خجلا مني .

تعاطفت معه و تركته يلتقط أنفاسه حتى هدأ تماما ومد يده لإلتقاط "الريموت كونترول " وأخذ يتجول بين القنوات الفضائية بطريقة عصبية وهو يلعن ، ويسب كلما شاهد منظرا جميلا أو قبيحا على السواء بينما أنا أراقب تصرفاته بدهشة وإستغراب فما رأيته على هذه الحال من قبل فلا يمكن أن تكون ردات فعله هذه إلا لأمر جلل أو خيبة أمل كبيرة من شيء كان يرى فيه الجمال كله ..هكذا ظننت!!

أشعل سيجارة، وأخذ منها نفسا عميقا خرج دخانها زفيرا حارقا صحبته تنهيدة وهو يلتفت نحوي يداري وجهه خجلا أو يستر عيبا وبصوت خفيض بل صوت منكسر قال : ما حدث معي ما خطر ببالي و ما ظننت للحظة أنني سأواجه مثله في حياتي ..!!

تصور أن " أخي التوأم" قد استولى على حصتي من بيت العائلة الذي ورثناه عن والدنا دون أن أعلم !!؟؟
وحين ذكرته بأننا " أخوة..توأم " أي أننا نصفان لبذرة واحدة ولا يمكن أن يكون نصفها نقيا والآخر غير ذلك وإلا فسدت..أهملني ونعتني بأنني أعيش في أوهام الماضي وفلسفاته وأنه كان يرافق أبي في كثير من أسفاره لسنوات طويلة وبذلك فهو أحق مني بكل شيء رغم أن والدنا ما ذكر شيئا كهذا أو فضل أحدنا على الآخر طوال حياته بل كان يوصينا نحن الإثنين أن نتعاضد ونتماسك ونشد من أزر بعضنا البعض فالأيام دول ولا تبقى على حال ..هكذا زرع والدنا في نفسي التي أعرفها أن نحب بعضنا وما كنت لأدرك أن أخي "التوأم" لم تثمر في قلبه مثل هذه النصائح فقد شعرت منه جفاءا غير معهود وكل ما سمعته وقرأته عن "التوائم" وأنهما شريكان في الكثير من المشاعر تجسد أمامي وهما .. إذ كيف لي أن أكون طيبا ومحبا لأخي الذي هو نصفي الآخر في الوقت الذي يحمل نصفه "هو" مشاعرا غير التي أحملها ... تصور ؟؟!!

الحقيقة أنني صدمت من سلوك أخيه ولكنني حاولت مواساته بحجج أعرف أنها غير مقبولة ولا أرضى عنها إذ أن الشرع واضحا في مثل هذه الحالة فلو كان من حق أخيه أن يمتلك البيت بعد وفاة أبيه فإن الشرع سينظر إلى وصية الأب أو حجج التنازل وعليه أن يبرز هذه الحجج المكتوبة والمشهود عليها من قبل شهود عدول وإلا كل ما يقوله باطل ..هذا ما مر في خاطري دون أن أصرح له .
فقلت له : ربما أخيك في حاجة هذا البيت أكثر منك، فبإمكانك بيعه له إن إراد ذلك .

قال: هو يريده بوضع اليد فهو يرى أنني لست بحاجة للبيت وأن حالي ميسور ولست في حاجة إلى نصيبي من البيت ..فهل يمكن أن يكون يـُسـر حالي سببا في إستيلائه على نصيبي من بيت العائلة ؟ فأنا مرتبط بهذا البيت مثله تماما وقد عشنا طفولتنا وصبانا في كنف والدينا في جو أسري طيب وتربينا على الفضيلة وحسن العشرة،فالأمر بالنسبة لي صدمة كبيرة إذ كيف لأخي التوأم أن يتحول إلى سخص جشع ولا يفكر في الأمر من ناحيته الشرعية والتي هي الأهم ؟؟!!

إن هذا الأمر يحز في نفسي ويؤلمني وليس البيت في حد ذاته رغم كل شيء فهذا السلوك هو " أكل أموال اليتامى " وهو حرام لا أقبله لأخي مهما سولت له نفسه وواجبي أن أصلحها له وأنير بصيرته كي لا يقع في الزلل ..وصدقني يا صاحبي أنني أشعر بتأنيب الضمير وكأنني أنا الذي يستولي على نصيبي ..أنا .
وكيف لا وهو نصفي الآخر !!

في تجواله بين القنوات الفضائية وقعنا على نشرة أخبار الوطن الذي مزقته الاجتياحات و الهجمات الليلية وتوالت صور سيارات الإسعاف وهي تشق الشوارع وأصوات الأطفال والنساء تستغيث بالعالم الحر والجمعيات الإنسانية والمنابر الدولية ، ولكن إمرأة تحمل طفلتها ذات الثلاث سنوات وقد مزقتها قذيفة وحولتها إلى أشلاء صرخت عبر ميكرفون مراسل إحدى الوكالات وقد انحسر غطاء رأسها عن شعرها الذي بلله دم طفلتها وهي تقول :حسبي الله ونعم الوكيل ... حسبي الله ونعم الوكيل .!!

عندها نظر إلى صديقي" الماكر..المغولب على أمره " وأغلق جهاز التلفزيون و تركني وهو يردد : حسبي الله ونعم الوكيل .!!
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف