الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن
تاريخ النشر : 2010-05-26
حفلة

لم تحمل غير منشفة كبيرة تلتف على وسطها عند خروجها من الحمام ، أسرعت إلى غرفة نومها ، استقبلتها المرآة الكبيرة ، كان وجهها نظيفا من المساحيق ، وقع نظرها على رقبتها ، ارتفعت يدها لتتلمس بأصابعها جلد الرقبة ، كان مدعوكا بشكل فاضح ، أغمضت عينيها بينما ذهبت أصابعها إلى شعرها ، واصل الإصبع الوسط طريقه فرفع خصلات شعرها الأمامية ، ظهر الشيب لها بطريقة بشعة ، لم تكن بمقدورها النظر إليه ، سحبتْ أصابعها منه وبدأتْ تتمعن في ملامحها ، جفناها متورمتان من الأعلى ، وعيناها يشبهان إلى حد كبير عيني فأرة صغيرة محاصرة بالخوف ، اهتز رمشاها ، واصلت التأمل بدقـّة ، أنفها مبتعد عن شفتها العليا بطريقة عدائية ، خيط رفيع من الماء ينزل من أحد منخريها ، رفعتْ ذيل منشفتها ومسحتْ أنفها بقوّة ، أطالت النظر إلى عينيها ، لم تحملا ذلك البريق الذي كانت تتباهى به عندما كانت في الجامعة ، وجنتاها الضامرتان غادرتهما العافية منذ زمن بعيد ، بدأ الإحباط يأخذ طريقه إلى نفسها ، تلبد وجهها بسحب الكآبة ، صديقتها ( ندى ) تزوجت من أستاذها وأنجبت خمسة أطفال ، وهي الآن في سعادة ، أختها الصغرى ( فرح ) تزوجت من مهندس يكبرها بخمس سنين ، وتعيش معه في بيت مستقل بهناء ، جارتها ( رغد ) زفـّت العام الماضي إلى شاب وسيم وقد رزقت ببنت جميلة ، وهذا اليوم عقد قران زميلتها في المدرسة ( هيفاء ) .
كان وجهها خاليا من الحياة ، ويبدو ملتصقا كصورة ورقية أخذت للتو ، نظراتها الترابية لا توحي إلا بالفراغ القاتل ، وعندما قفزَ عمرها الذي تجاوز الأربعين أختضت شفتاها ، وطفرت دمعة أخذت مجراها دون أن يمنعها عائق ، أنفها أراد أن يشارك عينيها التعزية فأرسل دمعته وعند أسفل وجهها امتزجت الدمعتان لتعبـّران عن روح الهزيمة التي هي فيها .
كانت ترسل نظرات لا معنى لها فتقع على المرآة لتزيدها بلاهة ، وكانت بعريها تقف أمام صورتها أشبه بتمثال معروض بطريقة سيئة ، كانت غارقة في سكون موحش باستثناء الرأس الذي احترق بذكريات الماضي .
طرق بابها الكثير ، التاجر رفضه الأب لأنه لا يملك شهادة ، والموظف رفضته الأم لأنه لا يملك مالا وفيرا ، والفقير رفضه الجميع رغم استقامته لأنه سيذيق ابنتهم ألوان الفاقة والعوز ، والجميل لأنه لا يحمل نسبا يرتقي إلى نسبهم وحسبهم ، وبقيت الأم تمني نفسها بالفارس الذي يطلّ عليهم من السماء وعلى فرسه البيضاء ليختطف ابنتها ويذهب بها إلى الفردوس ، وبقيت هي تنتظر ابن الحلال الذي تعيش وإياه تحت سقف واحد ، ولكن القطارات ما عادت تتوقف عند محطتها ، وعندما بلغت الأربعين ما عاد أحد يفكر بالزواج منها .
أطلقت حسرة حارقة ، لعنت في سرّها نسبها المزيّف ولقبها المشبوه ، أرادت أن تلعن أمها فتوقفت عند هذا الهاجس الملعون .
ألقت نظرة أخيرة على وجهها ، كان في حالة كسوف ، غربتها الداخلية لم تعد تحتمل هذا الوجه الكريه ، رفعتْ كفـّها إلى الأعلى وأسقطته على جبهتها بصفعة سمعت صوتها ، وقد داهمها نشيج مّر أسرعتْ على أثره إلى دفن رأسها في فراشها وهي تنوء بكل آثار الماضي الثقيل .
وعندما أخذها النوم على أجنحة خيبتها ، كان حفل عقد قران صديقتها ( هيفاء ) قد انتهى وسط استغراب العروس لعدم حضور صديقتها .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف