الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صديقي الظل بقلم عدنان زغموت

تاريخ النشر : 2010-05-26
صديقي الظل بقلم عدنان زغموت
على ضفافِ بحيرةِ الحياةِ تَمشَيْتُ يُرافقني ظلي, يتحركُ بحركتي ويسكنُ بسكناتي, إنْ تقدمتُ إلى حدودِ الماء سبقني وإستلقى بوداعةٍ على سطْحه غير آبهٍ من البلل. رمقتُه بطرف عيني فإبتسم أصفراً على غير عادته وقال : أتريدُ الفرارَ مني ,أراك اليوم قد مللت صحبتي؟ تلعثمتُ قليلاً وصرتُ أمضغُ جافَ الريقِ فلا يُمضغ بحثاً عن إجابةٍ تنقذني من سوءِ ظني وحادِ ذكائِه وقلت: لا أدري إنْ كنتُ محقاً, ولكن يا صاحبي أردتُ الإنفرادَ قليلاً بنفسي للأبثَها ما رَبضَ على صدري من أوجاعٍ تكادُ تكسر أضلعي. شعرتُ بغضبهِ من نبضِ كلماتِه وهي تُعاتبني على فِعْلتي وسألني: هل لك أنْ تُخبرَني عن صيرورَتِكَ وصيرورتي؟ سؤالك يُطلِق جناحَيْ حيرتي, كانت إجابتي. لم ينتظرْ المزيدَ مني وقال: في لحظة ولادتك كانت ولادتي, حَبَوْتُ معك ومشيتُ وسرقتُ
من ثمار الحقول وأنا مع معك في عالي الشجر, وغازَلْتَ حبيبتَكَ وجَلدني أبوكَ على فِعْلتِكَ معك, وركضتُ في الشوارع رعباً وأنا معك. أنا صديقُك يا رفيق دربي الذي يوما ما أتعبَك. وضعتُ رأسي بين كفيَّ وكذلك ظلي فَعل , نظرتُ في عينيه ونظر,
إبتسمتُ وإبتسم, أمسكت بيده وأمسك وسرنا سويا, يسبقني تارة وأسبقه تارةً ولكن فِيَّ وفيه نبضُ القلب إتحدْ. بعد صمت طويل بادرته بالسؤال عن الصديق بإعتباره اللصيق فقال: إسمعْ يا سيدي ,صديقُك هو ماؤكَ الذي يروي جفافَ صحراء حياتك فيكشف
ثغرُها عن كنزٍ مفقودٍ مدفونةٌ بذورُ أزهارهِ منذ بدء التكوين بإنتظار همساته.هو سلطة وليس بسلطة ,في الأُولى تهجرُه روحُكَ ونظراتُك, وفي الثانية لا تقاومْ إقتحام ساحة محبته لقطف ما طاب من رياحينه وأزهاره . قلت: ألا تذكر فلاناً كيف تنكَّر للصداقتي
لمجرد إنتقاده على سلوكٍ لم يُعجبني؟ أذكرُ ذلك, أذكر ذلك, أجابَ ظلي وتابع: لن أقول لك: وإلتمس لأخيك عذراً, بل أقول: هناك خلقٌ فيهم كاملُ النفورِ وهناك خلقٌ فيهم كل القبول وآخرون فيهم قبولٌ ونفور, فإبحث عن القبول فيهم وأترك النفورَ لأنك مهما
حاولتَ لن تكون إلا أنتَ وهو لن يكون إلا هو, فالأنصهارُ الفكري والوجداني الكامل أقرب للمستحيل, تأكدْ أن الكونَ معمورٌ بالجميع ,وقضية الصداقة نسبية وريحُ المتغيرات تلفحُ جباه الجميع, وعليك أن تمتطي صهوةَ المتغيرات الصغيرة وإلا لن تجد لك يوما صديقا تعاتبه. نعم إنه العتابُ الذي يجلي الصدور ويزرعُها بالمسرة والحبور. يا صديقي لن يختفي الكونُ إنْ أغمضتَ عينيك, لا تجلدْ ذاتَك فالهروب من تحت لِحافِ
الحياة مستحيل. إِقْبَلْ بالآخر ولو تعارضتْ مفاهيمُكُما حتى يقبلَك هذا الآخر. يا صاحبي لا تظلمني معك ورافقني لأُصادقَ ظلال الآخرين, فمرحى لِمنْ أمسكَ وما تركْ .عليك يا صاحبي أن تودع صديقك دوما بكلماتِ محبةٍ فربما يأتي الغدُ, بدونك أو بدونه.
عانقتُ ظلي وقلت له: كيف لي بعد الساعة أن أفارقك وأنت عُمقي, وكان ظني دوما أنك تسكن سطحي, فأقول يا رفيقي ما أثقلكْ؟
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف