الأخبار
معظمهم أطفال.. استشهاد وإصابة عشرات المواطنين في قصف إسرائيلي على مناطق متفرقة بقطاع غزةالولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروط
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حب من جديد بقلم عماد عبد الغني

تاريخ النشر : 2010-05-25
حب من جديد  بقلم عماد عبد الغني
الريف, مكان هادئ, يسعى إليه الكثيرون للاستراحة, للاستمتاع بهوائه النقي, لنقائه و جماله الذي لا ينافسه أي محيط آخر, فحقوله الخضراء تدخل إلى النفس السرور و البهجة, و تبعد عن القلب الغم و الهم, خاصّة إذا كان ريفا ايطاليا في القرون الوسطى.

إنها إحدى القرى الايطالية في مقاطعة لاكويلا, قرية صغيرة, تبعد عن مدينة لاكويلا عشرون كلم, قرية هادئة جميلة يعمل أهلها بالزراعة وتربية الماشية.

يعيش في القرية شاب يدعى أدريانو, شاب بسيط ينتمي لعائلة فقيرة, يعمل أجيرا بأحد المزارع, و لكنه و برغم فقره, إلا أنه شاب شاعري, مغامر, محب للحياة, كان يحب فتاة تدعى ببيانا, كانت ببيانا فتاة جميلة جدا, و كانت تنتمي أيضا لعائلة فقيرة, كانت تشارك أدريانو عدة صفات و منها أنها محبة للحياة, و كانت ابتسامتها لا تفارقها أينما حلت, و أهم ما في هذه المشتركات بينهم و هو حب أدريانو, فكانت تعشقه بجنون, حتى كانت في بعض الأحيان و عندما يمر يوما لا تراه فيه, تبقى تبكي إلى أن تراه في اليوم الآخر.

حل الصيف و بدأ سكان المدن من الأثرياء بالتوافد إلى الريف و المناطق المحيطة بالريف من جبال و غابات للتخييم,ممارسة الصيد, و قضاء عطلة بسيطة ترّوح عنهم ما قد عانوه من تعقيدات حياة المدينة, فهنا الريف الذي يغيّر الحياة إلى الأفضل.

في بداية الصيف, بدأ أدريانو يشعر بتغيّر ببيانا, فلم تعد كالسابق, لم تعد تبكي لغيابه عنها نهارا كاملا, بل أصبحت تغيب عنه يومين من دون أن تشعر بذلك, و بدأ هو من يبحث عنها, برغم عمله في المزرعة إلا أنه كان يتحين الفرصة المناسبة للبحث عنها و لقاءها, و كانت تعتذر منه بأنها كانت مشغولة بأمور البيت و ما إلى ذلك من حجج, إلا أن أدريانو لم يكن يقتنع بتلك الحجج, إلا أنه كان يقنع نفسه رغما عنها قائلا لنفسه " لا بد من أنها صادقة معي, فليس هناك من سبب يجعلها تبتعد عني, فأنا لم أتغير, سأمنحها فرصة أخرى, فهذه حبيبتي التي لن أسمح لشكوكي بأن تسرقها مني.", و كان يمضي, مقنعا نفسه بأنها ظروف معينة تمر بها ببيانا, و كان يتساءل أحيانا" هل من المعقول أن ببيانا بدأت عملا في أحد المنازل لمساعدة عائلتها؟", و لذلك قرر أن يراقبها و أن يقدم لها المساعدة إن كانت فعلا بحاجة إلى المساعدة, بدأ أدريانو بمراقبة ببيانا, متغيبا عن العمل بالمزرعة بحجة المرض, و فعلا بدأ أدريانو بمراقبة ببيانا, و بعد يومين من المراقبة, رآها تخرج من بيتها مرتدية أجمل ما لديها من ثياب, و كأنه يوم العيد, تسير ببيانا و يسير أدريانو خلفها, يقول لنفسه " إلى أين تذهبين يا ببيانا؟", بقيت تسير الى أن خرجت من القرية, و دخلت أحد المروج, و هناك كان شاب يمتطي حصاناً ابيض بانتظارها, أمسكت ببيانا بيد الشاب و رفعها إلى ظهر الحصان و مضى الاثنان إلى وسط الغابة.

صدم أدريانو مما رأى, و عندما حل المساء ذهب إليها أدريانو و سألها

أدريانو: بحثت عنك في كل مكان اليوم, أين كنت؟

ببيانا: لقد كنت مريضة, و لقد أخبرت أمي بأن من يسأل عني أخبريه بأنها ليست موجودة, فلم يكن لي اليوم مزاج لرؤية أحد.

أدريانو: حتى حبيبك أدريانو؟

ببيانا: لو كنت اعلم أن أمي ستخبرك بما قلت لها حرفيا, لأخبرتها بأن تستثنيك أنت .

أدريانو: أيمكن أن أراك غداً؟

ببيانا: أجل, سأتفرغ لك منذ الصباح و حتى المساء.

يعود أدريانو إلى بيته منكسر القلب, فهو يعلم بأن حبيبته تخدعه و تكذب عليه, و ما أصعب أن تعلم أنك تُخدَع و يعتقد من يخدعك بأنك لا تعلم, فهو يعلم بأن علاقتهما الآن قد انتهت, و لكنه كان يتمنى أن تنتهي بطريقة أخرى إذا كان لا بد لها من الانتهاء.

تشرق الشمس, يذهب أدريانو لرؤية ببيانا ليخبرها بأنه رآها مع ذلك الشاب في الغابة, و بأنه لا بد لهم من أن ينهوا علاقتهم, فلا داعي للاستمرار في ظل خداع مكشوف لديه, يسأل عنها لتخبره والدتها بأنها استيقظت و لم تجدها في فراشها, و بأن ذلك الأمر يقلقها كثيرا, فلم تعتد ببيانا على الخروج من البيت في الفجر من دون أن تخبر أحداً, يمر اليوم الأول ثم الثاني و الثالث, و لم يكن هناك من أثر لببيانا, لم يكن أدريانو قلقا عليها, لأنه كان يعلم بأنها هربت مع ذلك الشاب الغريب إلى مكان ما.

أصبح أدريانو متشائما من القرية و من كل زاوية و شارع فيها, فكل مكان في القرية يذكّره بببيانا و باللحظات الجميلة التي كانوا يقضونها معا, و لذلك و بعد ثلاثة أشهر من إختفاء ببيانا قرر أن يرحل إلى المدينة, فمن ناحية ينسى أو بالأحرى يتناسى ببيانا و من ناحية أخرى لعله يجد عملا أفضل من عمله أجيرا في أحد المزارع, رحل أدريانو عن القرية و مضى إلى مدينة لاكويلا, بدأ يعمل في أحد المحال التجارية, بدأ أدريانو يجمع النقود, و كان يحرص على أن لا يصرف من أجرته إلا القليل, شيئا فشيئا أصبح لدى أدريانو ما يكفيه لافتتاح محل له في المدينة, كان أدريانو ينمو سريعا كما تنمو نبتة القمح, و ما لبث أن أصبح أكبر تاجر في مدينة لاكويلا, و في أحد الأيام و بعد ثلاث سنوات و إذا بشابة تقف على باب متجره, تدخل هذه الشابة ذات الثياب الرثة متسولة بعض المال من البائع الذي يعمل لدى أدريانو, ينهض أدريانو عن كرسيه و يتوجه نحو الفتاة و كانت الفتاة قد أدارت ظهرها لتغادر المتجر, يمسكها أدريانو من كتفيها و يديرها إليه, لتكن المفاجأة الكبرى, إنها ببيانا

أدريانو: يا الهي, ما الذي فعل بك هكذا؟

ببيانا: أدريانو!, أهو أنت ؟

أدريانو: نعم أنا, و لكن ما الذي فعل بك ذلك, و أين كنت طوال هذه الفترة؟

ببيانا: إنها حماقتي يا أدريانو و طمعي و جشعي من فعل بي ذلك.

أدريانو: أخبريني ما الذي حدث منذ ذاك اليوم الذي رحلتي فيه.

ببيانا: لقد كنت أخدعك يا أدريانو, كنت أواعد شابا من هذه المدينة كان قد أتى إلى قريتنا للتخييم في الغابة, و كنت قد رأيته بالصدفة للمرة الأولى عندما أتى إلى منزلنا طالبا القليل من الماء العذب, و عندما رآني بدأ يرمقني بنظرات غريبة هي اقرب إلى السحر, و عاد في اليوم التالي و اخبرني بأن لاقيه عند طرف الغابة, و لا أعلم ما الذي جعلني استسلم له و أذهب إليه و أسلمه نفسي, و عندما قرر العودة إلى مدينته, عرض علي الرحيل معه و بأنه سيجعلني أسعد فتاة على هذه الأرض, و لم أفكر في أهلي أو بك حتى, بل عزمت أمري و رحلت معه, وبعد شهرين من مكوثي معه بلا زواج رسمي, طردني من منزله, حاولت البحث عن عمل, و لكن في كل مرة كنت أجد فيه عمل, كان يستغلني صاحب العمل لإرضاء رغباته و شهواته, و لذلك فضلت التسول على العودة إلى أهلي ذليلة أو العمل لإشباع رغبات الطامعين, و ها أنا كما تراني.

أدريانو: لا عليك يا عزيزتي, لن تتسولي بعد اليوم, و لن تذهبي إلى أي مكان آخر, ستبقين هنا, تبيعين في هذا المحل, ستذهبين معي في المساء إلى منزلي, تستحمين و ترتدي ملابس جديدة, و منذ الغد ستباشرين عملك الجديد.

تشكر ببيانا أدريانو على معروفه معها رغم خداعها له.
في الليل, يفكر أدريانو كثيرا, هل يعود إلى ببيانا و يسامحها على فعلتها التي ارتكبت, أم يكتفي بمعروفه معها, عند الصباح و بعد أن تستيقظ ببيانا و تجلس إلى مائدة الإفطار مع أدريانو, تفاجأ بأن أدريانو يحمل باقة من الزهور و يتقدم منها و يقدم لها باقة الزهور قائلا لها

" أتقبلين بحبيبك أدريانو زوجا لك؟" , تكاد الدنيا لا تسع ببيانا من فرط سعادتها و تجيب أدريانو بالقبول, و هكذا يتزوج أدريانو و ببيانا رغم القطيعة التي دامت بينهما 3 سنوات و رغم ما ارتكبته ببيانا من خداع بحق أدريانو إلا أن الحب قد فرض نفسه بالنهاية عليهما الاثنان
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف