الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

محاكمة غير عادلة لجملة مفيدة بقلم: خيري حمدان

تاريخ النشر : 2010-05-24
محاكمة غير عادلة لجملة مفيدة بقلم: خيري حمدان
ماذا قصد الشاعر حين قال بأن "الشعوب التي لا تحترم شعراءها شعوب ميتة!"
هذه جملة مفيدة على ما يبدو وقد عقدت محكمة أمن الدولة جلساتها لمتابعة مضاعفات هذه المقولة. هل أصبح الشعراء في مثل هذه الأهمية في زمن لا يتوانى لحظة واحدة عن إعلان حرب كونية لتنفيذ قرار ما أصدرته هيئة ما، كونية ما، أو إقليمية ما، ما دام يخدم مصالح النخبة؟ ستحتاج يا صديقي الشاعر لمجهود كبير حتى تتمكن من نفي تهمة الشعر عن ذاتك المعذبة. لقد اخترت حقل ألغام وبت تحاول جاهدًا التلاعب بالكلمات. تقول بأن النكبة تتنافى مع إعلان الاستقلال للدولة الإسرائيلية! هل أنت مجنون يا صاحبي؟ هناك قرارات دولية أطلقت العنان لتأسيس دولتين. صحيح بأن الأخرى .. العربية .. الفلسطينية ما دامت في طور التشكيل، لكن قيامها تأخر لمصلحة الفلسطينيين جميعًا، من المفيد الضياع في أصقاع الأرض لتعلم اللغات الأجنبية على أشكالها واختلافاتها، يصب هذا في مصلحة الفلسطينيين في المنظور البعيد!. ابن محمد الذي يقطن في أمستردام غير قادر على التفاهم مع ابنة عمه سلوى التي تعيش في بوخارست. ما المشكلة ما دام كلاهما يتقنان اللغة الانجليزية!

- من يحتاج للثقافة في زمن الهزيمة يا صاحبي؟
- الشعر والثقافة هي عنوان الشعوب وهويته.

لو صمتَ قليلاً لنجا من عقوبة السجن المؤبد مع الأشغال الشاقة بهدف غسل دماغه وتلوينه بألوان قزح. لماذا لا تصمت؟ دع القاضي يتفاهم مع محامي الدفاع. كلاهما يعرفان مخارج القانون. المطلوب منك أن تهادن، لا تتفوه بجملة مفيدة حتى إشعار آخر.

نصف المدينة تجمعت في شوارع العاصمة الرئيسية، ارتدت صوفيا اليوم أجمل ما تملك، ارتدت جيلاً شابًا خرج في مسيرة امتدت من قصر الثقافة وعبرت قصر الرئاسة حتى المكتبة الوطنية للاحتفال بيوم الثقافة والتربية، يوم كيريل وميتودي، الأخوان اللذان وضعا الأحرف السلافية لتكون اللغة البلغارية والروسية والصربية والتشيكية والمقدونية وباقي اللغات التي تستخدم أحرف المعلم الأستاذ كيريل وأخيه ميتودي.

أرسلت المدارس نخبة الطلاب يحملون عاليًا شعارات مدارسهم، وهناك فرقة صغيرة تعب المدير في تشكيلها وتدريب أعضاءها، يعزفون ويرقصون سيرًا على الأقدام يمضون حتى المكتبة الوطنية. هناك في الانتظار الرئيس بيرفانوف والنخبة السياسية عن بكرة أبيها، كلّ هذا احتفاءً باللغة التي يتحدث بها في بلغاريا ما لا يزيد عن ثمانية ملايين مواطن.
جميع أعضاء المحكمة وقفوا احترامًا لشعراء أوروبا. أولائك الذين صنعوا ثقافة حديثة ومتطورة، وأخذت الشعوب الأخرى تلهث خلف قوافيهم وعناوين إبداعاتهم.

لماذا تبكي يا رجل؟
أخفيت وجهي بعيدًا عن آلاف الأنظار، كلّ هذه الأعلام، كل هذه الحفاوة وأنا لا أملك القدرة على حرق المسافة والعودة إلى رحم الأرض التي ولدتني. لا يمكن لمرفّه أن يفهم كلماتي هذه. عليك أن تحترق بلوعة المسافات والاتجاهات حتى تتعلم كيف تستشعر الألم.

كُنْ أنتَ لا أنا
دعني أمارس طقوس حياتي بحثًا عن وجهة ما.
أما أنتَ فعِش حياتك لا حياتي، لا تحسدني على بعض القوافي القادمة من جحيم البعد ألقسري.
تمتع بمحاكمة عادلة، فهناك من سيصفق لك ويقدم الهدايا، هناك هرج وغرور وموسيقى ووسائل إعلام تلاحق تقاطيع وجهك، ترصد ابتسامتك وحبورك وغضبك. دع الجمل المفيدة في زمن الهزائم لشاعرٍ قد لا يمانع في أن ينتحر عند حدود الوطن.

- ما الجديد في صوفيا ولماذا تبكي؟
- الرئيس سيلقي كلمة بمناسبة يوم الثقافة وأمام صرح كيريل وميتودي، ثم ستقوم نخبة من التلاميذ الدارسين في المدرسة الموسيقية بالغناء أمام عدسات التلفزة، أمام هذه النخبة التي تمتلك زمام القرار في البلاد. بكيت لأن ابنتي مريم كانت تقف بين الجوقة التي ستغني إكرامًا للغة أخرى أحبها ولكنها ليست عربية. ولأنها ستغني أمام رئيس أحترمه لكنه رئيس النصف الحرّ الأوروبي مني.

عزائي الوحيد أن الذين انحدرت من أعينهم الدموع بغزارة كانوا كثر خلال هذا اليوم .. لكلّ واحد منا أسبابه الخاصة، ليس خوفًا من محكمة عقدت للقصاص من جملة مفيدة على أية حال!
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف