الدورية الشجاعة
جاسم محمد صالح
للمعسكر التدريبي أهمية كبيرة في تنمية وتطوير قدرات الأطفال ، لذلك كان الأولاد يتسابقون للانضمام إليه ، فهو يعودهم على كثير من الصفات والعادات الجيدة كالشجاعة والبطولة والدفاع عن الوطن ... ويعلمهم أيضا الصبر والفداء ، وينمّي فيهم حب الوطن والتفاني في سبيله ، وكانت دورياتهم الليلية حول المعسكر وسيلة مهمة لحماية زملائهم النائمين بعد نهار طويل من العمل والتدريب والفعاليات المتنوعة .
صادف في ذلك الوقت أن أخذت تحوم حول المعسكر بعض الكلاب المتوحشة ، وكانت الدورية الليلية تعرف ذلك جيدا ... وفي آخر الليل حيث كان القمر ساطعا جدا ... وبإمكان المرء ان يرى فيه الأشياء بوضوح .
اقترب أفراد الدورية الواحد من الآخر ، قال الأول :
علينا ان نحذر الكلاب المتوحشة وان لا نتعرض لها أبدا , فهي خطرة ومخيفة .
وقال الثاني :
- ان خوفنا منها سيجعلنا ضعفاء أمامها ، علينا ان نحمي إخواننا النائمين من شرها .
أيّده في ذلك بقية الزملاء وأصروا على تتبعها والبحث عنها وطردها من المكان ، فخطرها يهدد الجميع , وكانت رحلة البحث عن الكلاب المتوحشة مليئة بالخطورة ، لكن أفراد الدورية الشجاعة تغلبوا على ذلك الخوف بحذرهم واتحادهم ، فهم يحملون بأيديهم المشاعل والعصي الغليظة ، وبعد بحث طويل وجدوا أنفسهم وجها لوجه مع ثلاثة كلاب متوحشة تنبح بشكل مستمر و مخيف ، والشر يملأ عيونها .
لم يتراجع الأفراد خطوة واحدة ، لأنهم تعلموا الشجاعة والصبر من التدريب في المعسكر الذي يقيمون فيه ، لهذا فإنهم لم يخافوا من أفواه الكلاب المفتوحة ، وكانوا يمسكون بعصيّهم القوية بأيديهم بكل شجاعة وقوة ، و ضوء مصابيحهم موجّه نحو الكلاب المتوحشة .
ازداد نباح الكلاب المتوحشة , ولكن صمود الأولاد كان أقوى من نباح الكلاب ، وفجأة صدر أمر الهجوم عليها من قبل آمر الدورية.
قفز آمر الدورية أمامهم بكل شجاعة وتبعه بقية الأولاد وانهالوا بالعصي ضربا على الكلاب المتوحشة والتي أخذت تتراجع خوفا من شجاعتهم , وبعدها هربت من المكان.
استيقظ أفراد المعسكر كلهم على صوت الكلاب المتوحشة و بسرعة حملوا المشاعل , وجاءوا إلى مكان الدورية الشجاعة ، وفرحوا كثيرا حينما علموا ان الكلاب ولّت هاربة و علائم النصر مرتسمة على وجوه أفراد الدورية , وعادوا الى المعسكر وهم فرحون , فقد تمكنوا من طرد الكلاب المتوحشة وإنقاذ الناس منهم .
في صباح اليوم التالي قلد آمر المعسكر التدريبي أوسمة تقديرية على صدور أفراد الدورية الشجعان اعتزازا وتقديرا لبطولتهم وشجاعتهم , ومنذ تلك الليلة المليئة بالبطولة والشجاعة لم يعد احد يسمع صوت الكلاب المتوحشة بعد ذلك ، فلقد ولت هاربة والى غير رجعة ، وعرف الجميع بأن التآزر والتعاون طريق الى تحقيق النصر على الأعداء .
جاسم محمد صالح
للمعسكر التدريبي أهمية كبيرة في تنمية وتطوير قدرات الأطفال ، لذلك كان الأولاد يتسابقون للانضمام إليه ، فهو يعودهم على كثير من الصفات والعادات الجيدة كالشجاعة والبطولة والدفاع عن الوطن ... ويعلمهم أيضا الصبر والفداء ، وينمّي فيهم حب الوطن والتفاني في سبيله ، وكانت دورياتهم الليلية حول المعسكر وسيلة مهمة لحماية زملائهم النائمين بعد نهار طويل من العمل والتدريب والفعاليات المتنوعة .
صادف في ذلك الوقت أن أخذت تحوم حول المعسكر بعض الكلاب المتوحشة ، وكانت الدورية الليلية تعرف ذلك جيدا ... وفي آخر الليل حيث كان القمر ساطعا جدا ... وبإمكان المرء ان يرى فيه الأشياء بوضوح .
اقترب أفراد الدورية الواحد من الآخر ، قال الأول :
علينا ان نحذر الكلاب المتوحشة وان لا نتعرض لها أبدا , فهي خطرة ومخيفة .
وقال الثاني :
- ان خوفنا منها سيجعلنا ضعفاء أمامها ، علينا ان نحمي إخواننا النائمين من شرها .
أيّده في ذلك بقية الزملاء وأصروا على تتبعها والبحث عنها وطردها من المكان ، فخطرها يهدد الجميع , وكانت رحلة البحث عن الكلاب المتوحشة مليئة بالخطورة ، لكن أفراد الدورية الشجاعة تغلبوا على ذلك الخوف بحذرهم واتحادهم ، فهم يحملون بأيديهم المشاعل والعصي الغليظة ، وبعد بحث طويل وجدوا أنفسهم وجها لوجه مع ثلاثة كلاب متوحشة تنبح بشكل مستمر و مخيف ، والشر يملأ عيونها .
لم يتراجع الأفراد خطوة واحدة ، لأنهم تعلموا الشجاعة والصبر من التدريب في المعسكر الذي يقيمون فيه ، لهذا فإنهم لم يخافوا من أفواه الكلاب المفتوحة ، وكانوا يمسكون بعصيّهم القوية بأيديهم بكل شجاعة وقوة ، و ضوء مصابيحهم موجّه نحو الكلاب المتوحشة .
ازداد نباح الكلاب المتوحشة , ولكن صمود الأولاد كان أقوى من نباح الكلاب ، وفجأة صدر أمر الهجوم عليها من قبل آمر الدورية.
قفز آمر الدورية أمامهم بكل شجاعة وتبعه بقية الأولاد وانهالوا بالعصي ضربا على الكلاب المتوحشة والتي أخذت تتراجع خوفا من شجاعتهم , وبعدها هربت من المكان.
استيقظ أفراد المعسكر كلهم على صوت الكلاب المتوحشة و بسرعة حملوا المشاعل , وجاءوا إلى مكان الدورية الشجاعة ، وفرحوا كثيرا حينما علموا ان الكلاب ولّت هاربة و علائم النصر مرتسمة على وجوه أفراد الدورية , وعادوا الى المعسكر وهم فرحون , فقد تمكنوا من طرد الكلاب المتوحشة وإنقاذ الناس منهم .
في صباح اليوم التالي قلد آمر المعسكر التدريبي أوسمة تقديرية على صدور أفراد الدورية الشجعان اعتزازا وتقديرا لبطولتهم وشجاعتهم , ومنذ تلك الليلة المليئة بالبطولة والشجاعة لم يعد احد يسمع صوت الكلاب المتوحشة بعد ذلك ، فلقد ولت هاربة والى غير رجعة ، وعرف الجميع بأن التآزر والتعاون طريق الى تحقيق النصر على الأعداء .