
مليونير الغد
صورة تراثيه ساخرة من وحي التخلف
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
[email protected]
الآن أستطيع أن أرفع رأسي عاليا ، وأن أدفن الفقر ، وألعن (سنسفيل) الطفر ، وسوء الحظ رفاق دربي طوال عمري، وما يشابهها من مترادفات أخرى ، رافقتني في رحلة حياتي المعذبة ، حتى حسبت أنها لن تنتهي أبدا....!!!
وأخيرا جاءت البشرى وهي : وجود اليورانيوم وبكثرة في الرصيفة ...!!!
وأنا بفضل الله وبحمده أملك في الرصيفة (378,20)م2 (ثلاثمائة وثمانية وسبعون مترا مربعا وعشرون سنتيمتراً و(عود في عين مين سمع وشاف وما صلى عَ النبي) ...!!!
أنا سعيد جدا لأنني سأكون أحد المستفيدين من الكعكة اليورانيومية المبجلة ، سيما وان سعر الباوند(40)دولارا ، والباوند لمن لا يفهم مثل أفضالي بالأوزان الإنجليزية أقل من نصف كيلو غرام بحفنة غرامات ...!!!
وأنا محظوظ لأن بيتي كان قبل آن اسكنه مكبا للأنقاض ، يعني لدي تراب يقدر بعشرات القلابات ولو بعت الباوند ب(بريزة) أنا الرابح..........!!
الان استطيع ان اضع اصبعي في عيون الذين كانوا يسخرون مني لأني تركت عمان وسكنت الرصيفة وفيها ما فيها من التلوث ودخان المصانع الكثيف وروائح مكب القمامة الذي يتحفنا بروائحه وهو يدعم مصنع الغاز الحيوي ،ومصنع الخميرة وهو يطلق أنفحته الحمضية بقوة تركيز عالية قد تدفع احدنا ليتقيا كل ما يأكله لنفاذ الرائحة....!!
أستطيع أن اضع اصبعي بعيون من قالوا ان السيل الملوث يبعث البعوض والناموس والجرذان الهصورة حيث احدها (يبطح البس وياكل على بطنه طرحة ) !!
(الرصيفة مدينة مستقبل بعد أن انكشف المستور ،وسأصبح أنا الداعي بالخير من أصحاب الملايين عندما أفتح مكتب استيراد وتصدير وأصدر تراب الرصيفة (من حرّ مالي )بل وأهَرِّبه إذ دعت الحاجة بعيداً عن عيون الحكومة وضريبة الدخل لكل المفاعل النووية التي تحتاج لليورانيوم ..!!!
فأنا بكل فخر( أبو اليورانيوم )....!!!
ما (أهبل )الناس الذين (يتهبلون )عليّ لأنني آثرت الإقامة في الرصيفة ،مدينة التلوث والروائح الكريهة ،مدينة البعوض والجرذان ،مدينة أمام كل بيت حاوية قمامة تحترق ،مدينة الإدمان على الروائح القاتلة ....!!!
فقد كنت أكثر حكمة منهم ،وأبعد نظراً عندما اشتريت (بالحيلة والفتيلة )وكل ما أحمل من حطام الدنيا وما فوق ما أملك قرضاً من البنك لا زلت (أنح )تحته نحا ً قطع أنفاسي ....!!!!
بيتاً وقطعة أرض في الرصيفة ،المدينة المنسية التي لا تبعد أكثر من (15كم)عن عمان مسافة ، ولكنها حضارة وتنظيماً تبعد (15)سنة ضوئية !!
فأنا من رجال المستقبل ، وأسياد الدنيا الجديدة ، بفضل الله ويورانيوم الرصيفة العظيمةّ .....!!!
وعندما أضع المليون الأول في وسادتي تحت رأسي وسمعي وبصري ،ويبدأ هذا المليون أو الأرنب بإنجاب الأرانب ،سيعلم الناس من وسيدركون مدى عبقريتي التي كانت مطمورة تحت وحل الخيبة !!
فأنا أكبر بياع تراب فوسفات ويورانيوم ،ومع أني لا أصل إلى مَنْ يملكون الدونمات إلاّ بأني أكتفي بما قسم الله لي ،وقد أستدين قبل أن ينتشر خبر الكعكة الصفراء وباوند التراب الذي يبلغ (40)دولاراً واشتري كوم تراب أو قطعة أرض أخرى لأقوم بتطوير تجارتي ،وقد اشترى القطار العجوز من الدولة ليصل ترابي إلى العقبة ثم العالم الذي يلهث وراء اليورانيوم...!!!
الرصيفة اليوم تضمد جروحها وتنفض الغبار والتلوث عن نفسها وترنو للغد بثقة كبرى ..ومبروك علينا المستقبل واليورانيوم وأعدكم أن أدفع زكاة كل مليون .
صورة تراثيه ساخرة من وحي التخلف
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
[email protected]
الآن أستطيع أن أرفع رأسي عاليا ، وأن أدفن الفقر ، وألعن (سنسفيل) الطفر ، وسوء الحظ رفاق دربي طوال عمري، وما يشابهها من مترادفات أخرى ، رافقتني في رحلة حياتي المعذبة ، حتى حسبت أنها لن تنتهي أبدا....!!!
وأخيرا جاءت البشرى وهي : وجود اليورانيوم وبكثرة في الرصيفة ...!!!
وأنا بفضل الله وبحمده أملك في الرصيفة (378,20)م2 (ثلاثمائة وثمانية وسبعون مترا مربعا وعشرون سنتيمتراً و(عود في عين مين سمع وشاف وما صلى عَ النبي) ...!!!
أنا سعيد جدا لأنني سأكون أحد المستفيدين من الكعكة اليورانيومية المبجلة ، سيما وان سعر الباوند(40)دولارا ، والباوند لمن لا يفهم مثل أفضالي بالأوزان الإنجليزية أقل من نصف كيلو غرام بحفنة غرامات ...!!!
وأنا محظوظ لأن بيتي كان قبل آن اسكنه مكبا للأنقاض ، يعني لدي تراب يقدر بعشرات القلابات ولو بعت الباوند ب(بريزة) أنا الرابح..........!!
الان استطيع ان اضع اصبعي في عيون الذين كانوا يسخرون مني لأني تركت عمان وسكنت الرصيفة وفيها ما فيها من التلوث ودخان المصانع الكثيف وروائح مكب القمامة الذي يتحفنا بروائحه وهو يدعم مصنع الغاز الحيوي ،ومصنع الخميرة وهو يطلق أنفحته الحمضية بقوة تركيز عالية قد تدفع احدنا ليتقيا كل ما يأكله لنفاذ الرائحة....!!
أستطيع أن اضع اصبعي بعيون من قالوا ان السيل الملوث يبعث البعوض والناموس والجرذان الهصورة حيث احدها (يبطح البس وياكل على بطنه طرحة ) !!
(الرصيفة مدينة مستقبل بعد أن انكشف المستور ،وسأصبح أنا الداعي بالخير من أصحاب الملايين عندما أفتح مكتب استيراد وتصدير وأصدر تراب الرصيفة (من حرّ مالي )بل وأهَرِّبه إذ دعت الحاجة بعيداً عن عيون الحكومة وضريبة الدخل لكل المفاعل النووية التي تحتاج لليورانيوم ..!!!
فأنا بكل فخر( أبو اليورانيوم )....!!!
ما (أهبل )الناس الذين (يتهبلون )عليّ لأنني آثرت الإقامة في الرصيفة ،مدينة التلوث والروائح الكريهة ،مدينة البعوض والجرذان ،مدينة أمام كل بيت حاوية قمامة تحترق ،مدينة الإدمان على الروائح القاتلة ....!!!
فقد كنت أكثر حكمة منهم ،وأبعد نظراً عندما اشتريت (بالحيلة والفتيلة )وكل ما أحمل من حطام الدنيا وما فوق ما أملك قرضاً من البنك لا زلت (أنح )تحته نحا ً قطع أنفاسي ....!!!!
بيتاً وقطعة أرض في الرصيفة ،المدينة المنسية التي لا تبعد أكثر من (15كم)عن عمان مسافة ، ولكنها حضارة وتنظيماً تبعد (15)سنة ضوئية !!
فأنا من رجال المستقبل ، وأسياد الدنيا الجديدة ، بفضل الله ويورانيوم الرصيفة العظيمةّ .....!!!
وعندما أضع المليون الأول في وسادتي تحت رأسي وسمعي وبصري ،ويبدأ هذا المليون أو الأرنب بإنجاب الأرانب ،سيعلم الناس من وسيدركون مدى عبقريتي التي كانت مطمورة تحت وحل الخيبة !!
فأنا أكبر بياع تراب فوسفات ويورانيوم ،ومع أني لا أصل إلى مَنْ يملكون الدونمات إلاّ بأني أكتفي بما قسم الله لي ،وقد أستدين قبل أن ينتشر خبر الكعكة الصفراء وباوند التراب الذي يبلغ (40)دولاراً واشتري كوم تراب أو قطعة أرض أخرى لأقوم بتطوير تجارتي ،وقد اشترى القطار العجوز من الدولة ليصل ترابي إلى العقبة ثم العالم الذي يلهث وراء اليورانيوم...!!!
الرصيفة اليوم تضمد جروحها وتنفض الغبار والتلوث عن نفسها وترنو للغد بثقة كبرى ..ومبروك علينا المستقبل واليورانيوم وأعدكم أن أدفع زكاة كل مليون .