الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قصتي مع هديل .. الحلقة السابعة بقلم الرحالة العربي ابن الجبيلي

تاريخ النشر : 2010-05-23
قصتي مع هديل .. الحلقة السابعة بقلم الرحالة العربي ابن الجبيلي
من سلسلة قصص وتجارب على حلقات

الحلقة السابعة

أفاقت هديل من غيبوبتها وهي في مستشفى أكوود والأطباء من حولها في مشهد لم يكن معتاداً بالنسبة لها . وهي المرأة التي لم تشعر بإهتمام الآخرين بصحتها حتى من أقرب المقربين إليها . وقد سيطرت على حياتها نتيجة ذلك الإهمال والإستهتار بوجودها حالة من القسوة الذاتية دفعتها لتجلد نفسها برفض الإقرار بالألم والمعاناة والشكوى أمام الآخرين . وكأنها ولدت من الصخر وأصبحت ذات طبيعة يصعب على المرء ألا يشعر بحجم أنينها الداخلي المكبوت في ظل الأحزان والقسوة والوحدة . مما يخلق تعاطفاً تلقائياً معها لدى معرفة ظروفها القاهرة للنفس والروح والوجدان . سألها أحد الأطباء العاملين بالمشفى عن إسمها . أو إذا كانت تشعر بشيء معين تريد البوح به . ولما لم يجد إجابة مباشرة إلتفت إلى بعض أفراد الطاقم الطبي المرافق وأشار عليهم بوضعها تحت العناية المركزة ومحاولة خياطة الجرح الكبير في ساقها بأفضل السبل الممكنة . فقد عجزت هديل عن الإستجابة للتخدير لدى محاولة معالجة جرحها الغائر ليكتشف الطبيب المعالج أنها مدمنة على المخدرات . وليستقر الرأي بمساعدة طبيب العائلة محمد وزوجته الطبيبة من ديربورن على تسهيل إقامتها في المستشفى لفترة شهر . كي يتم تنظيف جسدها ودمها من آثار تلك السموم القاتلة . وقد حرص طبيب العائلة على عدم البوح بحالتها لأحد من أفراد أسرتها الذين يعرفهم جيداً بإستثناء شقيقتها هنادي التي جلبتها بحالة إسعاف طارئة بعدما إصطدمت في منزلها بالباب الزجاجي الكبير وأغمي عليها من شدة الصدمة وتساقط الزجاج الحاد على جسمها . وحيث تسارعت الأحداث لتتدخل الشرطة وعناصر من مكتب التحقيقات الفدرالي ( الأف بي آي ) لشكهم بوجود محاولة قتل لها قد يكون وراء الحادث . وقد لفت إنتباه الشرطة إلى وجود إتصال سابق على رقم هاتفها مسجل في تقارير الطوارئ والشكايات ( 911 ) دون أن يرد الطرف الآخر حينها وهو هديل على إستفسار الشرطة رداً على الإتصال . مما بعث الشك بدائرة الشرطة للمتابعة من خلال عنوان الشخص المتصل . وحيث يقود التفكير بإمكانية إصابته بمكروه خطير أو أنه قد تعرض لجريمة قتل . وهذا هو جزء من التفسير الموضوعي في نظام الإتصالات الطارئه على مثل هذا الرقم . كانت هديل قد تبادلت سابقاً أرقام الهاتف مع فواز الذي سارع لدعوتها إلى لقاءات متعددة في منزله . حيث لمس حاجتها إلى تجاوز المحنة التي ألمت بحياتها والتوترات الدائمة مع زوجها بسام وشعورها بالضياع والكآبة والعذاب . وبدلاً من أن يمد يد المساعدة لها إستغل وضعها المضطرب ليدخلها إلى عالمه الإجرامي الملىء بالفساد والتخبط واللامبالاة والمجاهيل . وقد أوهمها بتعاطفه معها ومحبته القوية لها . ( والحب براء من فواز ومن فهم هديل الضبابي لقيمته في حياتنا الإنسانية ) . لم تكن هديل في وضع يجعلها تدرك معنى الغوص في عالم المخدرات وتأثيراتها القاتلة على النفس والعقل والتفكير والجسد . والصحة والحياة والمستقبل . فبدأت تسبح في عالمها الجديد تحت نظر فواز وإشرافه دون وازع من مسؤولية أوضمير . وقد غرقت في بحر الأوهام بإمكانية تجاوز مشاكلها ومعاناتها بالتخدير والنسيان . لتكتشف في النهاية حجم الضرر والأذى العظيم الذي حل بها وهدد حياتها ومصيرها . وقد إكتشف زوجها بسام علاقتها بفواز ومارس ساديته عليها بضربها ضرباً مبرحاً لايستقيم مع دفاعها عن نفسها وردها عليه . وفي تلك اللحظة حدث ذلك الإتصال مع قسم شرطة الطوارىء لطلب مساعدتهم وإنقاذها . وقد حالت لغتها الإنكليزية المحدودة جداً من التجاوب مع تساؤلات عاملة السنترال الأمريكية لإرسال الشرطة إلى منزلها وتحريرها من بطش يديه . وحيث إختارت الذهاب لمنزل شقيقتها والمكوث عندها مؤقتاً بإنتظار تحديد الخطوات والمواقف والحلول الممكنة وهنادي هي الأخت الطيبة التي تتعاطف معها بقوة كبيرة . وتميزها هديل عن مجمل عائلتها . لقدرتها على كتم أسرارها وإسداء النصح الصادق لها في محنتها . وهناك فعل الزجاج الثقيل ما آلت إليه الأحداث بعدها . كانت هديل بتعاظم الرغبة في أعماقها بالإنتقام من بسام يومياً سواء بمنح جسدها لغيره أو بإيذائه معنوياً لأنه من أهم أسباب معاناتها في حياة إستمرت ستة عشرة عاماً والخيانة ترقص أمام عينيها . وحيث العشيقات والمومسات يمارسن إباحياتهن معه دون أي إحساس بوجودها من عدمه . لهذا قررت هجر النوم على نفس الفراش وإختارت إستعمال فراش من الأسفنج تستعين به لتنام على أرض غرفة الإستقبال ( الصالون ) عند المساء . وليتفرد إبنها بحصة إحدى الغرفتين الوحيدتين في المنزل . حتى ولدها الذي أنجبته لم يشعر يوماً بواجب تفضيل أمه على أنانيته وشغل الصالون مكانها بدل الإستحواذ على غرفة بمفرده ورؤية أمه تنزوي مع نفسها بصمت يهدر بالهم والقهر والآلام والخنوع . وقد قبلت أن تعيش على هامش غياب الضمير والوجدان . وحيث يستحيل عليها أن ترتضي مغادرة المنزل للسكن مع أهلها . وهذا الأمر له حكاية طويلة تشكل أحد أسرار تكوين شخصيتها الفردية. ومع توالي الأيام وتصاعد تأثير المخدرات على هديل وطلبها المتزايد عليها . ووجود بعض الشباب من أصدقاء فواز في تلك السهرات الماجنة التي تستمر في كثير من الأحيان حتى ساعات الفجر الأولى . وفي زحمة الخضوع لغياب العقل والإحساس بالزمان والمكان والإنسانية . تعرضت هديل في إحدى الليالي إلى إغتصاب جماعي لم يشارك فيه فواز لضعفه وبرودته وعجزه عن إتمام هذا العمل . وقد حفر هذا الأمر مزيداً من الدمار على شخصيتها وأفكارها ونفسيتها المحطمة لتبدأ من جديد البحث عن حضن آخر من الرجال ربما يلبي طموحاتها في إيجاد موطىء قدم لها على رصيف السعادة والحب والحياة الآمنة المستقرة . وبعد خروجها من المستشفى لم تكن روحها قد تعافت كما حدث مع جسدها من هول الذكريات . فذهبت إلى منزل فواز في يوم قارس البرودة والصقيع . ولما لم تجد رداً على طرقاتها على باب منزله . جلست على الأرض تنتظره لمدة خمس ساعات كادت أن تؤدي بحياتها . في وضع يعكس تشتتها ودمار نفسيتها . وعدم سوية تفكيرها وإحساسها بالرغبة الجارفة لمعرفة أسباب عدم زيارته لها والوقوف إلى جانبها ومواساتها من آلامها . لم تكن هديل تدرك أن ذلك الشاب الميكانيكي أناني وجبان ومجرم . وأن تحرره من أي إحساس بالمسؤولية الضميرية قد تسبب من قبل بمقتل الشابة سوزان . ب وهي فتاة في الرابعة والعشرين من عمرها ذهبت ضحية الإستغلال والظلم . وإستهتار الأهل بمتابعة حياة أبنائهم . وقد عبثت سموم مخدراته بحياتها . فكيف يفكر بمواساة هديل ويزورها في المستشفى . وهو مقتنع بأنها قد غادرت الدنيا وربما تضع الشرطة أقفاص الحديد في يديه على جرائمه لو إنكشفت علاقته بها . كان جل تفكيره وإهتمامه أن يحمي نفسه من مواجهة عدالة الأرض حيث لايفكر الكثيرون في هذه الحياة بعدالة السماء ...... يتبع
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف