الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مذكرات كاتب بقلم :Sahraoui Sley

تاريخ النشر : 2010-05-22
مقتطفات من كتاب الكاتب صحراوي
Sahraoui Sley
لكم عشقنا منزلنا القديم الذي يظل مهجورا كامل شهور الدراسة في انتظارنا, نبتعد عن صخب القرية .فهو يقع على الاطراف حيث تتناثر الغيطان وهو اسم نطلقه على اشجار النخيل..المزروعة بشكل فوضوي لا تماثل الواحات المنظمة المقامة بالطرق العلمية’ ولا تحتوي الا على اجود انواع التمور السقوية...كانت الغيطان بالخلاف....انواع واجناس من النخيل لا رابط بينها ولا تسقى بمياه العيون...بل تشرب هكذا من باطن الارض واختلاف المذاقات في رطبها ونظجها المبكر يجعلنا نفضلها على تمور الواحات الرفيعة..كنا نفد الى قريتنا كالغرباء وكانت الواحات والغيطان والرمال بعلو جبال صغيرة, تنادينا, كنا نبث البهجة في الحي الصغير بأكمله وكاننا سائحون يمارسون الحياة التي ملها الناس بغبطة ممزوجة بغباء....نقذف النخيل الباسقات بالحجارة لنجني طلعها النضيد ,وحينا يطاردنا مالك العراجين فنفر كالشياطين....وقد حمل كل منا نصيبه من الرطب المصبوغ بالتراب ....لم نكن لنهتم للامر فالجري للنجاة يلغي التميع والدلال ...لنكون غلاضا فالحضارة لا تدوم كما يقال....نجمع البلح الغير ناضج في حفرة وندفنه وبالشوكات الطويلة بنات النخل الواخزات نرسل سهامنا الى الحفرة لنخرج السر الدفين .انها البلحة الوحيدة المشطورة فالذي تكون من نصيبه تلك الماسة المسحورة, له ان يحصد كل الثروة من البلح الذي شارك الجميع في جمعه بكل العناء...ليكون ملكه وحده تحت نشوة وخيلاء لا يتصوران.....بالقرب من الرمال نقتطع الجريد الطويل ونجمعه لنرصفه من اعالي الكثيب الى ادناه...لتنزلق عليه تلك القصاع المجنونة المعدة اصلا للغسيل والتي نتكور داخلها لتسابق الريح في نزولها الخطر وتنقلب في اغلب الاحيان مرسلة سائقيها المتكلين على فراسة القدر, الى سف التراب الناصع كالفضة .....وتلك القدود من الجريد الاخضر الرطب نحولها الى خيول تعدو, بربط أعالي روؤسها في استدارة جزئية لنشكل بها حرف صاد كبير ,هو عبارة على راس الفرس الموعودة ونقضي الساعات الطوال بابرة او بسكين صغيره في تقسيم السعف الى شعيرات رقيقة ناعمة لتصير بالالاف وكانها ذالك الموج من الخصلات التي تعلو رقاب الجياد.......ونطير بها كالفراشات ممسكين بأعنتها الجامحة ونلوي أعناقها المشرئبة للقتال......في حركات رعناء....للحرب.....وعندما يجن الليل نستكشف حدة البصر لدى الافذاذ منا, بلعبة / عظيم الساري / وهو عظم ناصع البياض نقذفه على غير هدى في قلب السواد الذي تضيئه انوار البدرالخفيفة.......ولا نعلم الا اتجاهه..ونتسابق للبحث عنه والتصادم والصياح....متشممين الخبث في خطى الصبي الذي قذفه والذي هو وحده من يحسن اتباع مساره......فنطارده بحدة أبصارنا وولوجنا الى غباء عقله كي ننتصر على الحمق فيه, وطورا يخدعنا بالرمي في الاتجاه الذي استطاع ان يوهمنا انه ارسل اليه العظم او يخدعنا بمسار عدوه المزيف.........لكنها دوما تأتي تلك الصرخة الازلية للنصر والتي تغيض جميع الخاسرين...................عند الفجر نتشمم رائحة خبز الطاجين الرائحة الملكية ...ورائحة البن الممزوج بالمنكهات البلدية الرائعه وقشور البرتقال المجفف....نتسابق في الافطار , اذ الامر لا يحتمل التاخير....البلح الذي تساقط ليلا ينادينا, علف العنزات.....والمتأخرون وحدهم لا نصيب لهم, يكاد الجميع يعرف النخلات اللواتي بتن يكتنزن تحت رمالهن اكبر الكميات في معظم السنوات من البلح المتساقط....نعرفها جميعا نخلة نخلة ....ونحث الخطى للسبق.......في جنح الظلام......وعندما تكون الشمس قد اشرقت نكون قد أبنا بغنائمنا وكل يوم ونصيبه ..... ننتظر ببالغ الحنين عطلة الربيع وحدها لا غيرها فهي تختلف عن العطل..الاخرى بدوز بلدتي الواقعة على تخوم الصحراء بلدة الواحات والنخيل..والرمال الذهبية الناس في بلدتي على خلاف بقية الجمهورية يرحلون الى الصحراء كامل الربيع بشهوره الثلاث لكن الدراسة تمنع الناس من الرحيل واللحاق بالجدود......الذين يقدسون الفلوات....فيسبقوننا ونلحق بهم ...حد انتهاء الاجازة الدراسية ...تفرغ البلاد من السكان تقريبا...حركة الرحيل دؤوبة....ونحن الصغار نموت من الانتظار الى ذالك الزمن....يعود بنا والدي الى بلدتي نسارع بانزال المتاع لكي نتمكن من التحول الى منزل جدي القديم ...نعبر الى المدينة القديمة نمشي حفاة على الرمال نعدوا ونتسابق انا واخوتي اربعتنا وقد حرمنا زمنا من العدو حفاة.....فالرمال نادرة في المدن...منزل جدي بناء عتيق ليس به انارة ولا ماء....تروح خالتي الى جلب المياه من البئر او العين الموجودة بالواحات...رفقة الصبايا اللواتي كنا يتبادلن الكلمات القاسية كلما التقين ...وكان ذالك عندهن تعبيرا عن المحبة ويا لغرابة الامور بالريف....السباب من اجل الحب...الامر يبدو غريبا.....في باحة الحوش كثيب رمل تنشر عليه الملابس لتجف خلال النهار وفي الليل هو مقر السهر والحديث الحلو والنكت ...امام برد الليل ندخل المسكن القديم المقسوم قسمين علوي مرتفع قرابة الخمسة عشرة سنتمرا....الارض كلها تراب...والاغطية ايضا مملوءة رملا ولكنه نقي وذهبي لا يضر...وفي وسط الظلام نتبادل الاستفسارات ليجيب جدي وجدتي ويحكون لنا القصص عن الصحراء والذئاب والقطعان والحيوانات البرية....المكان مظلم....والمحبة تتدفق من كل ارجائه بدون قيد.....سبق كبار القوم بالرحيل لكني جدي ظل في انتظارنا لنرحل مجتمعين....فلقد كبر ويستحق معونتنا.... في انتظارنا جرار فلاحي قديم هو الليموزين الموعودة للسفر بنا الى ربوع الصحراء والجمال...وامي التي خرجت من الصحراء صغيرة بعمر 14 سنة لتتزوج...ظل فيها دوما ذالك الحنين الى الصحراء اكثر منا.....حتى لتبدو طفلة امام افراح الاستعدادات المجنونة للبيداء.....احب الجميع الصحراء حد الجنون....حشرنا جميعا الرجال والنساء والماعز والاطفال والمتاع في الجرار العجيب....وكانت حركته البطيئة في السير والعراء الذي كان يلف المشهد....ومنظر اواخر المباني وهي تغادر انظارنا شيء بديع...كرهنا الدور والمنازل ...نريد الصفاء والخلاء....صوت الجرار رهيب...ونط الشياه في كل حضن.....ولا احد يسمع مع يقول الثاني...ويعلو الصراخ والضحك.....ويغوص الجميع في حضن المحبوبة الابدية الصحراء......يتبع
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف