
يتكئ علي عصاه ....يتوسد نظرات تائهة.
أمامه وضع صحن طعام لم يلمس...كوب ممتلئ بالماء.
بندول الساعة يتدلي ...حبيسا....حزينا....متعبا.
تك.....تك....تك.....تك.
هنا يقف وحيدا....يقرض من حواف الذكريات......يلوكها.....يمتصها...يبصقها.
يذوي....يتبخر...يتحد مع بندول الساعة.
تك.....تك.....تك.....تك.
منذ أن أودعه أحباؤه دارا ...للعجزة....!!
(ايهاب ابو مسلم)
النص
في ثنايا ظلاله توارت آهاتُه عن الأنظار, وفي ثنايا روحه تعبثُ الأوجاع , من نوافذ بيت أضلاعه الرقيقة تُطلُّ رؤوسُ حسراتٍ على ما كان من تكات ساعةِ العمرِ حيث كان لكل تكة حساب وإنجاز. كان يمتطي صهوةَ الزمن واليوم صار مَطيةَ للزمن بلا أسرجةٍ فيسيل دمُ الحسرة من عروق ظهرٍ كسرته آلةُ الزمن. لم يبق لأبي محمود شيئا من نفسه حتى يلملمه, فقد ذوى جسمُه وانكمش إنكماشةَ ثمرةٍ بَقِيَتْ عالقةً على الشجر تمضغ مُرَّ حلقها وما يراها أحد. كنتُ أرى صرخاتِ الرجل تمتمةً دون أن ينتبه لعلوها أحد حيث تَدرَّب على إعادتها إلى قُمْقٌمها خشيةَ القول ها هو أبو محمود قد إنصهر وتقدم خطوةً نحو تَكفينهِ وتشييعه إلى مثواه الأخير في مقابر الزمن. إقتربتُ من الرجل الذي حمله إبنُه ليودعه مركزا للإبعاد لحين مجيء دوره حسب التقويم العُمري المسجل في صفحة بدء خلقه. إخترقتُ بعيني فراستي دواخل أبي محمود فوجدتها حمراء كحممِ بركان مخنوقٍ يأبى أن ينفجرَ فيحرق كل من ظُلم. جلس الرجل على كرسي من قش تحت ظلال شجرة وارفة الظلال في مأوى للعجزة يذهب بعيونه إلى بعيد لم أدركه ثم يتناول غصنا يابسا فيطحنه بين أصابعه أو يرسم به خطوطا على التراب ثم يمحوها ثم يضع راسه بين راحتيه قليلا ويزفر زفرةً تحرك رقيقَ من سقط من أوراق من أظلته. يرفع رأسه ويتناول صحيفةً يجول بين سطورها, يبتسم حينا ويعبس أخرى وبين
الإبتسام والعبوس يصيح بصوت مسموع : هذا كذب, هذا كذب, إقتربتُ أكثر فأكثر, أحسَّ بوجودي فرفع رأسه وإبتسم مُرحباً بمن حضر. وسألني على الفور: هل تنوي حجز مكانك هنا فالأماكن محدودة والشاطر لمن سبق؟ قلت:أبداً جئت لزيارتك والإطمئنان عليك. سألني عن اليوم فأجبته: إنه يوم الجمعة. صمت قليلا وبلع ريقه وقال: أتصدق, كنت أحسبه يوم الثلاثاء. ولماذا الثلاثاء؟ انا سالت؟ قال : لا ادري ربما لأنه اليوم الذي إنضممتُ فيه إلى المكان قبل عام أو عامين لا أدري بالضبط, فتجمد التاريخ. الجميل هنا أنك لا تصارع الزمن لأنك سقطت من حساباته.سارعت الى
سؤاله: كنت تقول هذا كذب هذا كذب, فماذ تقصد؟ إعتدل في جلسته وناولني الصحيفة وقال إقرأ. فإذا بي أمام صورة محمود منشورة وتحتها تعليق: إبن الوطن البار صاحب المبادىء الرفيعة والرؤى التربوية الحميدة. نظرت إليه وإذا بدمعة تترنح على خد
الرجل وقال:أليس هذا كذبا وتزويرا وإمتهانا للقيم؟ قلت: بلى ولكن ....... قاطعني : أرجو الله أن يمد في عمري لأرى محمودا يوما يعتذر وإلا ستكون العقوبة من جنس العمل.
ارجو المعذر ةعن اي خطأ فالنص كتب على عجالة
أمامه وضع صحن طعام لم يلمس...كوب ممتلئ بالماء.
بندول الساعة يتدلي ...حبيسا....حزينا....متعبا.
تك.....تك....تك.....تك.
هنا يقف وحيدا....يقرض من حواف الذكريات......يلوكها.....يمتصها...يبصقها.
يذوي....يتبخر...يتحد مع بندول الساعة.
تك.....تك.....تك.....تك.
منذ أن أودعه أحباؤه دارا ...للعجزة....!!
(ايهاب ابو مسلم)
النص
في ثنايا ظلاله توارت آهاتُه عن الأنظار, وفي ثنايا روحه تعبثُ الأوجاع , من نوافذ بيت أضلاعه الرقيقة تُطلُّ رؤوسُ حسراتٍ على ما كان من تكات ساعةِ العمرِ حيث كان لكل تكة حساب وإنجاز. كان يمتطي صهوةَ الزمن واليوم صار مَطيةَ للزمن بلا أسرجةٍ فيسيل دمُ الحسرة من عروق ظهرٍ كسرته آلةُ الزمن. لم يبق لأبي محمود شيئا من نفسه حتى يلملمه, فقد ذوى جسمُه وانكمش إنكماشةَ ثمرةٍ بَقِيَتْ عالقةً على الشجر تمضغ مُرَّ حلقها وما يراها أحد. كنتُ أرى صرخاتِ الرجل تمتمةً دون أن ينتبه لعلوها أحد حيث تَدرَّب على إعادتها إلى قُمْقٌمها خشيةَ القول ها هو أبو محمود قد إنصهر وتقدم خطوةً نحو تَكفينهِ وتشييعه إلى مثواه الأخير في مقابر الزمن. إقتربتُ من الرجل الذي حمله إبنُه ليودعه مركزا للإبعاد لحين مجيء دوره حسب التقويم العُمري المسجل في صفحة بدء خلقه. إخترقتُ بعيني فراستي دواخل أبي محمود فوجدتها حمراء كحممِ بركان مخنوقٍ يأبى أن ينفجرَ فيحرق كل من ظُلم. جلس الرجل على كرسي من قش تحت ظلال شجرة وارفة الظلال في مأوى للعجزة يذهب بعيونه إلى بعيد لم أدركه ثم يتناول غصنا يابسا فيطحنه بين أصابعه أو يرسم به خطوطا على التراب ثم يمحوها ثم يضع راسه بين راحتيه قليلا ويزفر زفرةً تحرك رقيقَ من سقط من أوراق من أظلته. يرفع رأسه ويتناول صحيفةً يجول بين سطورها, يبتسم حينا ويعبس أخرى وبين
الإبتسام والعبوس يصيح بصوت مسموع : هذا كذب, هذا كذب, إقتربتُ أكثر فأكثر, أحسَّ بوجودي فرفع رأسه وإبتسم مُرحباً بمن حضر. وسألني على الفور: هل تنوي حجز مكانك هنا فالأماكن محدودة والشاطر لمن سبق؟ قلت:أبداً جئت لزيارتك والإطمئنان عليك. سألني عن اليوم فأجبته: إنه يوم الجمعة. صمت قليلا وبلع ريقه وقال: أتصدق, كنت أحسبه يوم الثلاثاء. ولماذا الثلاثاء؟ انا سالت؟ قال : لا ادري ربما لأنه اليوم الذي إنضممتُ فيه إلى المكان قبل عام أو عامين لا أدري بالضبط, فتجمد التاريخ. الجميل هنا أنك لا تصارع الزمن لأنك سقطت من حساباته.سارعت الى
سؤاله: كنت تقول هذا كذب هذا كذب, فماذ تقصد؟ إعتدل في جلسته وناولني الصحيفة وقال إقرأ. فإذا بي أمام صورة محمود منشورة وتحتها تعليق: إبن الوطن البار صاحب المبادىء الرفيعة والرؤى التربوية الحميدة. نظرت إليه وإذا بدمعة تترنح على خد
الرجل وقال:أليس هذا كذبا وتزويرا وإمتهانا للقيم؟ قلت: بلى ولكن ....... قاطعني : أرجو الله أن يمد في عمري لأرى محمودا يوما يعتذر وإلا ستكون العقوبة من جنس العمل.
ارجو المعذر ةعن اي خطأ فالنص كتب على عجالة