الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حلم العودة لبرهة .. 62عاماً منكوبين بقلم: ربى المقيد

تاريخ النشر : 2010-05-19
حلم العودة لبرهة .. 62عاماً منكوبين بقلم: ربى المقيد
فوضى و اضطراب مصحوب بسعادة تلف المكان
أصوات الصغار تنادي على عجل : فلتسرعي يا جدتي .
أحمل بحقيبتي أوراقي ، كتبي ، و باقي حاجياتي الثمينة و أهبط للأسفل .
زامور الباص ينطلق من الخارج ، نهرع جميعنا لعنده و ننطلق .

و في الباص ، يصدح المسجل بصوت أغنية فلسطينية جميلة جداً
و قديمة أيضاً لكنها محبوبة لكثير من الأجيال ..
( جايين يا تراب الوطن جايين
اشتقنا لجبل عالي ، جبل جرزين
بعد السما لا مافي متل الأوطان
فلسطين ، أحلى وش أعلى جبين
اشتقنا لغزة و لشواطيها
لرفح وإلي من حواليها
أرض الخليل الله يخليها
بحرم ابراهيم حاميها
و بالفاتحة و الفلق و الياسين )

تتمايل الرؤوس و تعانق كلماتها و تضم القرى بحنو ، قرية تلو القرية
و نغني معه نشوة و طرباً .
أرخي رأسي على زجاج النافذة ، فينزاح حجابي عن بعض خصلات غزاها الشيب منذ زمن ليس بالبعيد .
أسرح بالكلمات و أضيع معها ، يهزني الشوق فيسيل الدمع .
دمعة حارقة اخترقت طُهر وجهي ، تتدحرج بين تجاعيده لتحرق كل الذكريات البئيسة التي شهدت عليه ، بعيدة كل البعد عن تراب فلسطين .

أذكر والديّ ، أقاربي و بعض من رفاقي ، أولئك الذين حلموا يوماً برؤية وطن كان سليباً ، حلموا به يوماً فغابوا عنه عمراً !
أتنهد تنهيدة عميقة تكاد أن تخلع عظام صدري !
ها أنا وحدي أعود لوطني دون أهلي أو بعضاً من صحبي
أولئك أحفادي حقاً ، لكنهم لم يشربوا كأس مر شربناه لمرارة الفقد ، فقد وطن !

ناقوس من التأنيب يقرع قلبي و يمنعني من اجترار أحزاني و يأمرني بالترنم بمواويل الفرح و النصر معاً .

لم أكن أُنهي بعد حديثي الذاتي حتى وصل الباص لأرض خضراء مزهرة كأنها قطعة من الجنة .
فتحنا النوافذ و بدأت الرؤوس تخرج من بينها ، و كأننا نخاف أن يتوقف الدهر لبرهة دون أن نشتم بعض من نسماتها النقية .
للحظة عدت طفلة ، أخرج رأسي كما فعل الباقون و أجزاء من يدي تداعب النسمات الرقيقة . و يتوقف الباص و تبدأ المجاميع بالركض نحو الخارج .
أما أنا .. فكأني مختفية هنا !
أتوكأ على عصاتي و بيد أخرى أمسك قلبي كمن يخاف على سقوطه
فاتحة فمي ، محملقة عيناي ، مدهوشة جداً و يكاد أن ينتهي عمري لفرط سعادتي !
أضرب بعصاي الأرض كي أتحقق مما أقف عليه ، هي أرضي حقاً ، وطني الذي هجرناه دهراً ، ها هو يلامس قدمي !
أهبط على ارضه و أقبّل ذراته ، يختلط دمعي بدماء شعب تناثر فوقه لأجل هذه الساعة
ساعة من النصر ليعود معها الفرج و الفتح .
شهقات متتابعة تستقطع كلماتي التي لا أدري ما كنهها و أبقى على حالي حتى لا أفيق من بعدها ، فكيف أفيق و قد ثملت بحبها و عانقت تربها !!

**
هزات عنيفة تحركني ..
أفتح عيني بتثاقل لأرى طيف أمي يحاول إيقاظي و تعويذاتها تنزل علي .
فقد كنت أصرخ و أتأوه بمنام زار عقلي اليوم !

أحاول النهوض فلا أستطيع فقد أثّر حلمي على قدمي و آثرت الجلوس و الحزن يختزل أعماقي !
أطأطأ رأسي للأسفل كدليل على " وكسة عربية "
15-4 تاريخ محفوف بالدم و الهجر و الألم !
فاليوم فقط أصبح لنا من العمر 62 عاماً و نحن مهجرون
62 عاماً مازلنا لاجئون
62 عاماً عن أرضنا أرض الأحرار مبعدون
62 عاماً نصبر و نحتسب عودة من بلاد الشتات و المنافي العربية
أعوام حزينة تمر بتثاقل كي تحي نكبة عاشت بالقلوب و عششت بالروح و من أجلها تنكأ الجروح !
فلسطين ..
و كما نردد دوماً ، لا تخافي فنحن حتماً عائدون
فالعودة حق لن نساوم من أجله !
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف