فالح الماجدي
شاي بالحليب
لم يكن يتصور ابدا ان يأتي اليوم الذي يرى فيه كبريائة الادبي يتحطم على يد احد المبتدئين هكذا وببساطة يُجندل صريعا في سوح الورق على يد فتى لم يبلغ الحلم بعد!
دخل الفتى الى المكتب والكل غير ملتفت اليه ومنشغل عنه بدأ يتفحص الوجوه برهبة طفولية كأنه يبحث عمن ينتشله من هذا الضياع وهذا الضجيج وهذا الصخب قال أنا مصطفى رابح..استمر الضجيج للحظات ثم ودون سابق انذار خيم على المكان هدوء مطبق !
التفت الجميع لهذا الرابح الذي كان الكل يقرأ مقالاته التي يكتبها للجريدة دون ان يعرفوا من هو وكم عمره ومن اين يأتي بأفكاره واسماء مقالاته التي حيرت الجميع !
(الموت الصامت ,الوقوف بباب النار , قارورة العسل ,ذات العينين الخضراوين , على ذمة الشك , الطبيب القاتل ,الاكتشاف المتأخر )
قال له رئيس التحرير تفضل سيد رابح وارجو ان تعذر حالة الدهشة التي اصابت الجميع فلم يكن احد يتصور ان تكون بهذا العمر وتكون كاتب واي كاتب على كل حال ماذا تحب ان تشرب ؟
- شاي بالحليب
اصيب الجميع بالدهشة مرة اخرى كاتب ويشرب الشاي بالحليب عجيب ! أليس من المفروض ان يشرب القهوة المرة التي دائما مايشربها الكتاب والصحفيون ؟
مابال هذا الرابح يضرب كل شئ عرض الحائط يتلذذ ويتلمض بشرب شاي الحليب وكأن الامر لايعنييه ؟
اذا سيد رابح هل لديك جديد اجاب رابح وبدون أي تردد :الكثير
سأله رئيس التحرير الكثير من اي شئ رد قائلا
:مقالات وقصص قصيرة واعمل حاليا على كتابة رواية نزل رده كالصاعقة على رأس الجميع ..رواية تكتب رواية من اين تأتي بهذا الكم الهائل من الكلمات والافكار التي يعجز عن الاتيان بها الكثيرون لكنهم رغم ذلك يشعرون بالغرور الصحفي وينظرون الى الجميع بنظرة استعلاء وازدراء وكأنهم أمسكوا بزمام الحرف والمفردة بينما تتحدث انت ببساطة وكأن الامر لاشئ رد رابح وهو يرتشف اخر ماتبقى من كوب الشاي بالحليب لا فضل لي في اي شئ فبمجرد ان امسك القلم وارى الورقة امامي اكتب مااريد دون عناء هكذا تأتي المفردات طائعة لي لأختصرفيها زمن الدهشة والمفاجأة والفرح العارم كما تحدث المعجزات وكما ينطق المستحيل ...
اصيب الجميع بالدهشة والصدمة وهم يستمعون لهذه المفردات التي خرجت من فم رابح ( زمن الدهشة والمفاجأة والفرح العارم كما تحدث المعجزات وكما ينطق المستحيل) كأنها ادانة لجميع الذين يتصورون ان الكتابة عجرفة وتعالي بينما يراها هذا (المبدع)الصغير ببساطة ودون عناء او تكلف اختصارا لزمن الدهشة والمفاجأة والفرح العارم الذي يحدث المعجزات و يُنطق المستحيل الذي يوصل الارواح الى عالم ملكوتي لاانانية فية ولاتكبر ولاتسقيط ولاحسد ..
لملم رابح اوراقة التي تكاد تكون ممزقة لانه دائما مايحملها بيديه العاريتين ليس لدية حتى حقيبة جلدية بسيطة يحمل اوراقه فيها وخرج من الباب كما دخل دون ضجيج او (هوسه) كما يقولون وربما دون رجعة لانه اكتشف انه لاينتمي لعالم هؤلاء لانه شعر ان الكل يريد ان يفترسه ويمزقه لانه خالف المعتاد وان الكل لن يحترمه لانه مازال يشرب الشاي بالحليب بينما الكل يحتسي القهوة المرة ويضع النظارات الطبية على اطراف انفه ولايكتب الا بأقلام الحبر الفاخرة ولايحمل اوراقة الا بحقائب جلدية طبيعية
وبينما هو يحمل ويلملم اوراقة سقطت منه ورقة شاحبة كوجهه الحزين مكتوب عليها ...
(ليس بامكانكم قتلي بسهولة، لكنكم إذا اردتم ان تنفذوا موتي سريعا فامنعوني عن القراءة والكتابة ولن تستطيعوا ذلك لانني سأعيش حرا ) . *
___________________
- قول للاديب الروسي سولجينتسين قاله مرة وهو يغادر روسيا منفيا بسبب آراؤه وكتاباته
شاي بالحليب
لم يكن يتصور ابدا ان يأتي اليوم الذي يرى فيه كبريائة الادبي يتحطم على يد احد المبتدئين هكذا وببساطة يُجندل صريعا في سوح الورق على يد فتى لم يبلغ الحلم بعد!
دخل الفتى الى المكتب والكل غير ملتفت اليه ومنشغل عنه بدأ يتفحص الوجوه برهبة طفولية كأنه يبحث عمن ينتشله من هذا الضياع وهذا الضجيج وهذا الصخب قال أنا مصطفى رابح..استمر الضجيج للحظات ثم ودون سابق انذار خيم على المكان هدوء مطبق !
التفت الجميع لهذا الرابح الذي كان الكل يقرأ مقالاته التي يكتبها للجريدة دون ان يعرفوا من هو وكم عمره ومن اين يأتي بأفكاره واسماء مقالاته التي حيرت الجميع !
(الموت الصامت ,الوقوف بباب النار , قارورة العسل ,ذات العينين الخضراوين , على ذمة الشك , الطبيب القاتل ,الاكتشاف المتأخر )
قال له رئيس التحرير تفضل سيد رابح وارجو ان تعذر حالة الدهشة التي اصابت الجميع فلم يكن احد يتصور ان تكون بهذا العمر وتكون كاتب واي كاتب على كل حال ماذا تحب ان تشرب ؟
- شاي بالحليب
اصيب الجميع بالدهشة مرة اخرى كاتب ويشرب الشاي بالحليب عجيب ! أليس من المفروض ان يشرب القهوة المرة التي دائما مايشربها الكتاب والصحفيون ؟
مابال هذا الرابح يضرب كل شئ عرض الحائط يتلذذ ويتلمض بشرب شاي الحليب وكأن الامر لايعنييه ؟
اذا سيد رابح هل لديك جديد اجاب رابح وبدون أي تردد :الكثير
سأله رئيس التحرير الكثير من اي شئ رد قائلا
:مقالات وقصص قصيرة واعمل حاليا على كتابة رواية نزل رده كالصاعقة على رأس الجميع ..رواية تكتب رواية من اين تأتي بهذا الكم الهائل من الكلمات والافكار التي يعجز عن الاتيان بها الكثيرون لكنهم رغم ذلك يشعرون بالغرور الصحفي وينظرون الى الجميع بنظرة استعلاء وازدراء وكأنهم أمسكوا بزمام الحرف والمفردة بينما تتحدث انت ببساطة وكأن الامر لاشئ رد رابح وهو يرتشف اخر ماتبقى من كوب الشاي بالحليب لا فضل لي في اي شئ فبمجرد ان امسك القلم وارى الورقة امامي اكتب مااريد دون عناء هكذا تأتي المفردات طائعة لي لأختصرفيها زمن الدهشة والمفاجأة والفرح العارم كما تحدث المعجزات وكما ينطق المستحيل ...
اصيب الجميع بالدهشة والصدمة وهم يستمعون لهذه المفردات التي خرجت من فم رابح ( زمن الدهشة والمفاجأة والفرح العارم كما تحدث المعجزات وكما ينطق المستحيل) كأنها ادانة لجميع الذين يتصورون ان الكتابة عجرفة وتعالي بينما يراها هذا (المبدع)الصغير ببساطة ودون عناء او تكلف اختصارا لزمن الدهشة والمفاجأة والفرح العارم الذي يحدث المعجزات و يُنطق المستحيل الذي يوصل الارواح الى عالم ملكوتي لاانانية فية ولاتكبر ولاتسقيط ولاحسد ..
لملم رابح اوراقة التي تكاد تكون ممزقة لانه دائما مايحملها بيديه العاريتين ليس لدية حتى حقيبة جلدية بسيطة يحمل اوراقه فيها وخرج من الباب كما دخل دون ضجيج او (هوسه) كما يقولون وربما دون رجعة لانه اكتشف انه لاينتمي لعالم هؤلاء لانه شعر ان الكل يريد ان يفترسه ويمزقه لانه خالف المعتاد وان الكل لن يحترمه لانه مازال يشرب الشاي بالحليب بينما الكل يحتسي القهوة المرة ويضع النظارات الطبية على اطراف انفه ولايكتب الا بأقلام الحبر الفاخرة ولايحمل اوراقة الا بحقائب جلدية طبيعية
وبينما هو يحمل ويلملم اوراقة سقطت منه ورقة شاحبة كوجهه الحزين مكتوب عليها ...
(ليس بامكانكم قتلي بسهولة، لكنكم إذا اردتم ان تنفذوا موتي سريعا فامنعوني عن القراءة والكتابة ولن تستطيعوا ذلك لانني سأعيش حرا ) . *
___________________
- قول للاديب الروسي سولجينتسين قاله مرة وهو يغادر روسيا منفيا بسبب آراؤه وكتاباته