
ذات ليلة, سمعت النوم يقول لعيني أنت طالق بالثلاثة أغمضتهما فإذا بي محاصر بالثلاثة , عبثا تقلبتُ يميناً ويسارا, عبثا وضعت الوسادة فوق رأسي , إستنفدتُ كل قواي وما حفظته من المعوذات, ولكن ظل رقم ثلاثة يتردد كصدى وديان في يوم لم يتعانق مع نسمات تشتت شمل الثلاثة. أطلت الشمس بأحمر وجهها فلملمت ما بقي مني وانطلقت إلى العمل شبه مغمض العينين منهك القوى . دخلت مكتبي فإذا بجرس الهاتف يرن: المدير يطلبك , ضربتُ أخماسا بأسداس ولم ترشدني بوصلة فكري لشيء, وبمجرد طرح السلام على فخامته قال: أنت منقول إلى الطابق رقم ثلاثة في المكتب رقم ثلاثة, خرجت أجر ذيل نحسي معي وقلت: أهو امتحان أم نقمة حلت على رأسي فتقضي علي فأغادر الدنيا ولي فيها أمنيةُ الإغفاء لساعة. قلت: الموت لا باس به ولكن ما أخشاه أن يكون حشري في غرفة رقم ثلاثة, لا أضمن ذلك, نعم لا أضمن, فرفعت يدي للسماء داعيا أن يمد الله بعمري لأغفو وأصحو لأجد رقم نحسي قد إنهار أمامي مفتتا مشتتا تلحقة ركلتي على قفاه الأسود. يبدو أن الإستنجاد بالسماء قد تحقق فنمت قرير العين بمجرد ملامسة رأسي للوسادة التي قبلتني شوقا وضممتها غراما. مرّت الأيام لكن رقم ثلاثة ظل يزورني بين الفينة والأخرى,تساءلت كيف لرقم أن يقض مضجعي ويثنيني تحت إبطه ويصرعني ويوجعني حد مراجعة الطبيب النفسي؟ سألت شريكتي عن حالي فقالت إحمدْ الله أنك رجل , فماذا تقول النساء وهذا الرقم يشكل لهن رعبا دائما حتى الممات؟ وضعت يدي على خدي, سرحت في البعيد وشعرت بشفائي يدخل جسدي ويشد من عضدي. كلمات زوجتي صارت هوسي وقلت لها: إطمئني فأنا صرت مثلك أكره رقم ثلاثة . إبتسمت وطبطبت على كتفي , وبوشوشة في أذني قالت : اليوم أرحتني. فتحت قضيتي نافذة على أحوال زواج البشر وطلاقهم , الأول مفتوح سقفه والآخر مضمومٌ محاصر برقم ثلاثه. كنت أعجب, بمجرد زغرودة يبدأ العد بعدها حتى ثلاثة وقبل ان ينتهي العد تنطلق زغرودة اخرى لانسانة اخرى ويبدا العد حتى ثلاثة. صدف يوما أنْ جاء صديقي محمود يريد خطبة جارتنا سلمى الرشيقة الأنيقة قوية الشكيمة, وافقت بشرط أن تكون العصمة بيدها بعد تجارب زواج فاشلة عايشتها من محيطها, إستهجن الرجل ذلك لكنه وافق على مضض لأنه أحب سلمى حتى حدود الشمس. إنطلقت زغرودة وبدأ صاحبي يخشى على نفسه من رقم ثلاثة. كنت أعرف نزقه لكنه آثر أن يضبط نفسه حتى لا يقع فريسة للطلاق وينتهي به المطاف في بيت اهله. كانت سلمى تدرك مركز قوتها وفي كل يوم تمتحن صاحبي لكنها كانت تخفق دوما في استفزازه . يوما سقط صريع تحدي نفسه عندما طلبت منه سلمى عدم الخروج من البيت فعصى وكان ان رمت يمين الطلاق بالثلاثة عليه . حمل حقيبته واولاده يصرخون خلفه : نريد بابا , نريد بابا. فنهرتهم الأم وقالتـ إنسوا من كان في يوم واحدا اإسمه بابا. مر أسبوع والمرارة تنهش صديقي فتدخل أهل الخير لدى سلمى فوافقت مشكورةعلى إعادته لعش الزوجية بشرط طاعتها . عاد محمود مكسور الجناح مهيضه مطيعا ويمشي على العجين وما يخربطه . تمرد صديقي مرة أخرى فحمل حقيبته وخرج من البيت وسلمى تصيح من خلفه غدا تصلك ورقة الطلاق. حاول أن يدافع عن نفسه فاسكتته باشارة من إصبعها, مر اسبوعان ودخل صديقي عش الزوجية متوسلا الصفح والغفران على تهوره, لم يمض شهر حتى طلب الطلاق, إبتسمت سلمى إبتسامة الماكر وقالت: أيها الخبيث : النجوم أقرب لك ,وخليك معلق لأن من حقك هذه المرة في أن تذهب لغيري وتتزوج. صاح إذن سأترك البيت ولن تري وجهي. قالت بل أراه عندما أراك مخفورا برجال الشرطة لبيت الطاعة أيها العاصي. هدأ صديقي وآثر الصبر على التمرد ,واليوم هو جد لاربعة أولاد يلاعبهم بعد ان فقد الأمل في الحصول على الطلاق الثالث. وفي ليلة كنا في زيارة لبيت محمود فهمست في أذنه هل تريد الطلاق ؟ عض على شفته وقال: حرام عليك ما هو ذنب الاولاد؟
الاخوة والاخوات الكرام: هذه قصة خيالية علّ الرجل يعي مصاب المراة المهددة بالطلاق صباح مساء
الاخوة والاخوات الكرام: هذه قصة خيالية علّ الرجل يعي مصاب المراة المهددة بالطلاق صباح مساء