الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قصتي مع هديل الحلقة السادسة بقلم الرحالة العربي ابن الجبيلي

تاريخ النشر : 2010-05-17
قصتي مع هديل الحلقة السادسة بقلم الرحالة العربي ابن الجبيلي
قصتي مع هديل

الحلقة السادسة

من سلسلة قصص وتجارب على حلقات


توالت الأحداث المتسارعة في حياة هديل وتصاعدت حدة الإختلافات والتوترات مع زوجها بسام لتصل إلى حدود التصادم بالأيدي وممارسة العنف المتبادل . وقد قررت هديل الإنتقام منه . فعزمت على تحرير لغة الجسد من كل العوامل المقيدة . وبدأت تتحين الفرصة لبناء علاقة تعيد إليها مشاعرها المكبوتة وتشفي أنوثتها من الجراح العميقة التي حفرت تأثيراتها المدمرة على نفسيتها وسلوكياتها اليومية . وزاد شعورها بالصداع المزمن في رأسها ليتطور إلى حالات غثيان وغياب مفاجىء عن الوعي قاد الأطباء إلى الشك بإصابتها بمرض الصرع . لكن التحاليل والفحوصات المختلفة لم تثبت ذلك .كانت هديل تدرك أن نقطة ضعفها في حل مشاكلها عدم التوافق مع الأهل . ورفض الأنتقال للسكن معهم في مدينة ديربورن هايتس المجاورة فيما لو إنفصلت عن زوجها. وهم لم يكلفوا أنفسهم يوماً بإعتبارها فرداً من الأسرة كي يضعوا صورتها إلى جانب صور بقية العائلة المعلقة في منزلهم . وقد آلمها ذلك جداً وكانها أصبحت منبوذة إلا من تكرار النواهي والأوامر التي كانت تتلقاها كلما إشتكت من عبث بسام . (عليك أن تتحملي هذا الوغد ) . كلمات تواظب على سماعها بعد الحين والآخر . ولكن لاأحد يبالي بمشاعرها ومعاناتها الحقيقية كإمرأة تملك كل مقومات الأنوثة والحق في التعبير عن كينونيتها الإنسانية . الجسد عار وأنا عبثت به منذ زمن . قالت هديل في داخلها . أريد أن أعيد النضارة لجسدي وأحطم تلك الحدود المصطنعة من المفاهيم الغيبية . وذلك الخائن الذي أدمن العيش في وحل الخطيئة . فمن يمنعني من إعادة الكرامة لجسدي المكلوم بإتهامات أنانية الزوج الظلمة . ( أنت عاجزة ولم تعودي تصلحين كي تدفئي فراشي) . هذه الحروف أسقطتها في غمار البحث عن تجديد الثقة بالذات الأنثوية بعد أن تغلغل الشك إلى نفسها ليحدث إضطراباً عميقاً في تكوينها ومفاهيمها ونظرتها للحياة . وقد تساءلت في داخلها . هل أنا على هامش الموت العاطفي المتدرج في أوصالي ؟ . وهل هناك دواء أستطيع إمتلاكه بعيداً عن ذلك الخائن الذي قدمت له كل شيء ولم أجني سوء الإهانة والإستغلال والإستهتار . وغياب الأمان والإستقرار !!! . في كل الأزمنة كان للجسد سلطة لاتوازيها مكرمة إلا خيالات الإنسان . لم تألوا هديل جهداً في أعماقها حين تتخيل نفسها منتظرة ذلك الفارس الذي يأتي على حصان أبيض مثل أحلام كل الفتيات المقبلن على الإنتماء للدنيا بألوانها ومساحاتها الكبيرة يحدوهن الأمل بيوم أفضل . وسعادة أرقى . وهي كإمرأة تعاني من قمع الرغبة لتجربة جديدة . لتؤكد حقها في التواجد على جغرافية الشعور بأنها صاحبة سلطة لايستطيع أحد أن يجردها منها . ألم يعرف المغفلون على الأرض أن المرأة التي قيل يوماً أنها عندما تهز سرير الطفل بيمينها تستطيع أن تهز العالم بشمالها . ولكن هديل كانت مشاع لكل إستضعاف من المحيط الإجتماعي . موصومة بالعار الأبدي فمن يعيد لتاريخ حياتها متعة التحليق بلا قيود علنية أو سرية . كانت تلك الأفكار المبعثرة تراودها أثناء عودتها من مكان عملها الذي يبعد عدة أميال عن منزلها سيراً على قدميها المتعبتين في ظل الإحساس الصاخب بالقهر والألم مما آلت إليه الأمور في حياتها وإنشغال تفكيرها بظروفها القادمة لو حصلت على وثيقة الطلاق المدني من المحكمة الأمريكية في ديترويت . وحيث كان جل إهتمامها البحث عن كيفية ولون وشكل الحياة بالنسبة لطفلها الذي يصارع الزمن كي يغمض عينيه على حلم جمع بسام مع والدته بلا مشاكل أو أحزان وضغوطات ومنغصات . وقد بلغ الخامسة عشر من عمره دون أن يشعر يوماً بقيمة الحب الأسري وليطرد من المدرسة لاحقاً لإعتدائه على أحد التلاميذ بالضرب . ونزوعه إلى العدوانية التي يبذل المشرفون على مدارس مدينة ديربورن جهدهم للتصدي لها . وحيث تتسرب يومياً عوامل جديدة من السلوكيات الشاذة لأبناء الجالية العربية الكبيرة فيها والتي تشكل أكبر تجمع عربي يزيد عن الثلاثمائة ألف نسمة على مستوى الولايات المتحدة . حيث وصل الأمر إلى حدود الإباحية العلنية . مما دفع الكثيرين من الشباب للعزوف عن الزواج من مجتمعها لشيوع ظواهر الحمل والإجهاض عند الفتيات الصغيرات . وإنتشار المخدرات في المدارس . وتشكيل عصابات من المراهقين تدربهم على إرتكاب جرائم السرقة والقتل والإحتيال . والتي تورط فيها الكثير من الشباب العربي الذي ضاع بين ثقافة الإنتماء للمجتمعات الشرقية المحافظة . وبين حرية الإباحية الغربية التي يحميها الدستور والقانون . وقد ينطبق على حال هؤلاء الشباب التائهين القول المأثور : ( ليس اليتيم من إنتهى أبواه من هم الحياة وخلفاه ذليلاً . إن اليتيم الذي تغفى له أماً تخلت أو أباً مشغولا ).. وبينما كانت هديل مستغرقة في صخب تفكيرها وأحزانها حتى تناهى إلى سمعها صوت شاب من داخل إحدى السيارات التي توقفت على جانب الطريق يعرض عليها توصيلها إلى منزلها . كانت كلمات السائق القليلة قد إخترقت متاهات مشاعرها المتأرجحة . ولم تكن لتتردد في الإستجابة لطلبه لحظة . فالجو قاس ببرودته والثلوج تغطي كل الأماكن المحيطة . وبسام منشغل في عمله كسائق في مطار المدينة ولاوقت لديه لإيصال زوجته وإعادتها من العمل . وهديل بحاجة إلى تحرير جسدها وعنفوانها المجروح . والسائق الشامي فواز يجيد العزف على الكلمات التي تخدر النفس والفكر والقلب قبل أن تفعل المخدرات والسموم الحقيقية فعلتها في تغييب هديل عن الإحساس بديمومة الحياة ...يتبع
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف