من داخل الكفن ( 4 )
بقلم : عبدالرحمن هويش
لذا فان حياتي القادمه يجب ان تكون منظمة بعدة اشيلء اول شئ يجب تامين الحياة الثانيه وهي اهم نقطة يجب ان اعمل من اجلها مادام اني سارجع اليها لامحالة كي لااندم وانا في هذا الوضع ولااخاف من المجهول القادم ،اما كيف اوؤمن حياتي الثانية فهي بتطبيق شعائر الله وابتدأها بالصلاة بمواعيدها وبدون كسل.
ولماذا الكسل مادمت استطيع الحركه ليس كما انا عليه الان وكل ثلاث اواربع ساعات اقف خمسة او عشرة دقائق بين يدي من ساكون بيديه في النهاية راضيا عني خيرا من ان اقف بين يديه بعد هذا الكفن وهو غاضب مني ،وصيام شهر رمضان فهو شهر جميل يزيد قوة ايماني وبما ان الاكل والشرب ليس هدف الحياة لذا فان الابتعاد عنهما لن يفسد شئ بل على العكس بالصيام رياضة للروح والجسد وعند الفطور تكون النشوة الكبرى لكسبنا يوما من الجهاد ويوما من الخير والبر يؤمن لي موقفي في سواد القبر الذي يعقب هذا الضباب الابيض (الكفن).كذلك علي ان اساعد الاخرين كلما استطعت طالما ان ذلك لن ينقص من حياتي شيئا واني مهما عملت لاجل الغير لن يؤثر علي بشئ وسانساه بعد فترة ولكنه سيسجل رصيدا لي يقيدني عند الترحال.
ثم اني يجب ان ابتعد عن الاغتياظ من تصرفات البقية وأقابلهم بنفس التصرفات لأنها أيام معدودات وينتهي الجميع وكل ضمن ساعته،وإذن فما الداعي للاغتياظ والهم وإثارة الأعصاب لان فلان تكبر أو مر ولم يسلم او انه حصل على شيء لم احصل عليه.
ولكن هل اعمل كل شئ من اجل الناس وأنسى نفسي..فانا كذلك يجب ان اعمل من اجل نفسي وإلا فاني لن استطيع العيش بين هذه الأوساط والأفراد المختلفة فهنالك بين هؤلاء الأفراد ..حتى الجالسين الآن حولي او حول كفني هنالك منهم من هو ذئب لا يفكر إلا بإشباع نفسه واغتيال غيره سواء في النهار او الظلام وأكيد اني بعد عودتي الى الحياة سأتعرض لمحاولات مثل هذه من قبل عدة افراد يعيشون في نفس الوسط الذي أعيش فيه فهل سأقابلهم بالسماح او المباركة او حتى السكوت…وان سكت او قابلتهم بعمل الخير فانهم سيطمعون بي وسياكلوني كما ياكل الذئب حضيرة المواشي واحدة تلو الأخرى اذا لم يجد من يقف له بالمرصاد بعد اول محاولة لاغتيال إحداهن.
فكيف إذن يتم التعامل مع هؤلاء البشر الذين أعيش بينهم فهذه المسألة اعقد من مسألة التعامل مع الله رب العالمين لان التعامل مع الله الواحد الأحد واضح ومحدد فهنالك واجبات وحقوق وشعائر وفروض يمكنني القيام بها وبالتالي احصل على الجزاء العادل،اما التعامل مع بني البشر فليس هنالك شئ محدد وينطبق على الجميع لان كل فرد منهم له طباعه الخاصة وفيهم من هو العاقل الحكيم البار المتزن ومنهم من هو الفاسد الطماع الحاقد الكافر المنافق المخادع ..فكيف يتم التعامل مع هؤلاء الاشخاص..اضافة الى ان هنالك من لايعرفه لانك لا تسنطيع ان تحكم على الشخص من مضهره لان جوهره قد يكون عكس ذلك.
واذا يجب علي لولا ان احدد علاقتي مع عائلتي،كيف تكون وعلى اي اساس تسير ومن ثم علاقتي مع الاقرباء والاصدقاء وبالتالي الغرباء.
فعلاقتي مع عائلتي يجب ان تكون مختلفة عن بقية علاقاتي ويجب ان تكون امتنها واقواها.يجب علي ان اعمل ويكون اساس عملي وهدفه طالما ان العمل الدنيوي له هدفين هدف دنيوي وهو الفائدة الماديه في الحياة وهدف الهي وهو تأمين الحياة الثانية بزيادة الثواب والجزاء من الله،لذا فان هدف عملي الدنيوي يجب ان يكون من اجل اسعاد عائلتي وسد كافة احتياجاتها بالشكل الذي لايجعل القادرمنهم على العمل يعتمد على عملي في العيش ،كذلك يجب علي تعليم ابنائي واخوتي الصغار ما تعلمته انا من الحياة كي لايقطعوا نفس المسافة في منحنى حياتهم الدنيوية حتى يعرفوا ماتعلمته انا وليستغلوا هذه المسافة في تعلم اشيلء اضافية لما تعلمته انا وبذلك يكونوا قد تعلموا اكثر مني عندما يصلوا عدد سنوات عمري.
اما علاقتي بزوجتي فيجب ايلاءها اهميه لانها مرتبطه بعلاقتي باهلي حيث يجب علي افهامها مالأهلي من حقوق علي فلهم الفضل في حياتي منذ ولادتي او حتى قبل ولادتي فلأمي حق علي في حملي ورضاعتي ،وفي تكبيري وتعليمي ورعايتي وتغذيتي ويجب عليها ان تفهم انها ان قبلت ان يتركها احد اولادها ويذهب مع اي مخلوق ثاني مع ماقدمت من اجله وماسهرت وماعانت حتى كبر وصاررجلا فاني ساقبل ان انقطع معها واترك اهلي وشأنهم يتدبرون امرهم وان لم تقبل فان علي ان اقف بجانبهم وان لا ابتعد عنهم اوحتى لااجعلهم يحسون مجرد احساس انا اخذتني منهم وخاصة والدي فلهم كل الحق علي فبمجرد تذكري لاي موقف معهم عند مرضي او حزني او فرحي ونجاحي فانه يجول ببالي ان اي شئ اقدمه لهم او اعمله من اجلهم لايساوي اي موقف من هذه المواقف اما علاقتي مع الاصدقاء فيجب علي ان قدر لي ان اخرج من هذا الكفن لحين عودتي اليه مرة ثانية لارجعه فيها ان اقيم علاقات طيبة ولااتخذ احدا صديقا الايقدر ماتعني هذه الكلمه من ثقة وقلب واحد محب للخير غيرحاسد ولاحاقد وليس له هدف اخر يغطيه بالصداقة والتودد والمحبة وحلو الكلام ولااتخذ من جانبي صديقا من اجل غاية في نفسي واقربه على بقية الاصدقائي الحقيقيين حتى اكمال هذه الغاية ومن ثم الابتعاد عنه لان في هذا نفاق ساندم عليه عندما ارجع داخل هذا الكفن ،وكل من طلب صداقتي بقلب طيب نقي علي ان اقابله بنفس ما يبادر به الي،على ان لايتم اختياري لاصدقائي على اساس مدرج الحياة اي ان فلان صديقي لان ابوه يعمل كذا او انه صديقي لانه يعمل في الدائرة الفلانية التي ترتبط بها دائرتي اوقد يصدف ان يكون لي مراجعه او عمل فيها فيسهل لي مراجعتي ،فهذا تطفل كما تفعل يعض الحيوانات الدودية عندما تتطفل على حيوانات اكبر منها وتتغذى منها وتعيش عليها لحين ايصالها الى الموت.
يبقى من علاقاتي هي علاقتي نع الغرباء فيجب ان تتحدد بقدر معرفتي لهم او لقائي بهم ويجب علي احترامهم قدر احترامي لنفسي كي يقابلوني بنفس الاحترام مان ظهر لي ان فلانا منهم يعمل او يملك كذا وكذا فعلي ان افكر بمقامي هذا(الكفن)واني ان نزلت من قدر نفسي امامه من اجل هدف دنيوي تافه بنظري الان وقد يكون كبيرا بنظري في تلك اللحظة فكيف اقبل ان احط من قدر نفسي امام نفسي فلا اسمح لنفسي ان تحط او تدنو من اجل شئ امام مكانتها(نفسي)في تفكيري وشخصيتي امام الله.
وان كتب لي ان اغادر هذا الكفن او لنقل التخلص منه لفترة من الزمن علي ان لاانشغل بمشاغل الدنيا وانغمس بهمومها وحتى في ملذاتها وافراحها علي ان لاانسى ان لها نهايه اكيدة هي هذا الكفن او هذا الضباب الابيض فان مربي يوم رايت فيه صديقا متكبرا متعاليا لانه حصل على كذا حاجة دنيوية او ركب كذا شئ دنيوي او مشى وراءه كذا رجل دنيوي ايضا فان علي ان اقول لنفسي ان كل شئ سائر نحو العدم وهذاالشئ الذي يملكه او يركبه او يسير وراءه لن يؤخر او يقدم نومه مثلي الان بين الضباب الابيض .ويجب علي عمل الخير قدر ما استطعت لان كل شئ ينتهي ولن يبقى الا العمل الخير ولن يذكر البشر بعد نهايته الابعمله الطيب من اجل الاخرين.
الان استطيع ان احاول تحريك جزء من جسمي عسى ان يراني احد وعساني استطعت ذلك فقد اعتدت ترتيب منهاج حياتي عسى ان اوفق في تنفيذه وكذلك فاني زهقت هذا الضباب الابيض .
_ايه يابني البشر لم يمر علي اكثر من من ساعتين داخل الكفن وها انا ازهقه واهاه فكيف سانام فيه لسنوات طوال وقد تمتد اكثر مااتصور بعد نهاية حياتي.آه..آه اني لا استطيع تحريك اي جزء ولكني احس ان راسي قد تحرك لاني اخذت ارى المروحة والثريا المعلقتان فوقي بزاوية تختلف عن ما كنت اراها فيه قبل ساعة.ولكن يجب علي تركيز جل اهتمامي وقوتي في تحريك رجلي لان اي حركه فيها سوف يراها الجالسون وليكن لي هدف اخر اضيفه الى الاهداف التي ادخلتها في عقلي بعد ان ارجع الى الحياة وهو ان اكتب ما جرى لي عسى ان يشعر او يدخل من يقرا هذه الكتابه الكفن وهو حي ويستفيد من تجربتي هذه التي بداتها بافكار غريبة وقد تكون ملحدة ولكني وجدت الطريق الصحيح في النهايه التي ارجو ان تنتهي فانا لم اعد احتمل كل ماحولي من ضباب وفقدان للحركه هذه المره يجب ان اتحرك او لاموت واخلص نعم.
- هيا لاجعل تفكيري ينحصر في تركيز قوتي كلها في رجلي اليمنى واحاول تحريكها ..آه لو ان احد الجالسين يدوس عليها او يقرصها اوحتى يلمسها لتحركت ..او لو جاءو بشئ حار او سكين محمي بالنار ولامس رجلي لتحركت .
- لأحاول ان اتهيأ ان هذا هذا السكين الحار المحمر يلامس رجلي ..نعم لافكر ان سكينا حارا احمرا جئ به من الفرن وانه لو وضع على الحديد لماع وسال ويلامس اظفر اصبعي الكبير..آه
- سبحان الله والله اكبراني ارى رجله تتحرك نعم انها تتحرك والله سبحانه القادر المحيي المميت لا اله الا الله والله اكبر.
-الحمد لله لقد راو رجلي وحركتها . نعم رآها جارنا منقذ.
قلعة صالح 1993
بقلم : عبدالرحمن هويش
لذا فان حياتي القادمه يجب ان تكون منظمة بعدة اشيلء اول شئ يجب تامين الحياة الثانيه وهي اهم نقطة يجب ان اعمل من اجلها مادام اني سارجع اليها لامحالة كي لااندم وانا في هذا الوضع ولااخاف من المجهول القادم ،اما كيف اوؤمن حياتي الثانية فهي بتطبيق شعائر الله وابتدأها بالصلاة بمواعيدها وبدون كسل.
ولماذا الكسل مادمت استطيع الحركه ليس كما انا عليه الان وكل ثلاث اواربع ساعات اقف خمسة او عشرة دقائق بين يدي من ساكون بيديه في النهاية راضيا عني خيرا من ان اقف بين يديه بعد هذا الكفن وهو غاضب مني ،وصيام شهر رمضان فهو شهر جميل يزيد قوة ايماني وبما ان الاكل والشرب ليس هدف الحياة لذا فان الابتعاد عنهما لن يفسد شئ بل على العكس بالصيام رياضة للروح والجسد وعند الفطور تكون النشوة الكبرى لكسبنا يوما من الجهاد ويوما من الخير والبر يؤمن لي موقفي في سواد القبر الذي يعقب هذا الضباب الابيض (الكفن).كذلك علي ان اساعد الاخرين كلما استطعت طالما ان ذلك لن ينقص من حياتي شيئا واني مهما عملت لاجل الغير لن يؤثر علي بشئ وسانساه بعد فترة ولكنه سيسجل رصيدا لي يقيدني عند الترحال.
ثم اني يجب ان ابتعد عن الاغتياظ من تصرفات البقية وأقابلهم بنفس التصرفات لأنها أيام معدودات وينتهي الجميع وكل ضمن ساعته،وإذن فما الداعي للاغتياظ والهم وإثارة الأعصاب لان فلان تكبر أو مر ولم يسلم او انه حصل على شيء لم احصل عليه.
ولكن هل اعمل كل شئ من اجل الناس وأنسى نفسي..فانا كذلك يجب ان اعمل من اجل نفسي وإلا فاني لن استطيع العيش بين هذه الأوساط والأفراد المختلفة فهنالك بين هؤلاء الأفراد ..حتى الجالسين الآن حولي او حول كفني هنالك منهم من هو ذئب لا يفكر إلا بإشباع نفسه واغتيال غيره سواء في النهار او الظلام وأكيد اني بعد عودتي الى الحياة سأتعرض لمحاولات مثل هذه من قبل عدة افراد يعيشون في نفس الوسط الذي أعيش فيه فهل سأقابلهم بالسماح او المباركة او حتى السكوت…وان سكت او قابلتهم بعمل الخير فانهم سيطمعون بي وسياكلوني كما ياكل الذئب حضيرة المواشي واحدة تلو الأخرى اذا لم يجد من يقف له بالمرصاد بعد اول محاولة لاغتيال إحداهن.
فكيف إذن يتم التعامل مع هؤلاء البشر الذين أعيش بينهم فهذه المسألة اعقد من مسألة التعامل مع الله رب العالمين لان التعامل مع الله الواحد الأحد واضح ومحدد فهنالك واجبات وحقوق وشعائر وفروض يمكنني القيام بها وبالتالي احصل على الجزاء العادل،اما التعامل مع بني البشر فليس هنالك شئ محدد وينطبق على الجميع لان كل فرد منهم له طباعه الخاصة وفيهم من هو العاقل الحكيم البار المتزن ومنهم من هو الفاسد الطماع الحاقد الكافر المنافق المخادع ..فكيف يتم التعامل مع هؤلاء الاشخاص..اضافة الى ان هنالك من لايعرفه لانك لا تسنطيع ان تحكم على الشخص من مضهره لان جوهره قد يكون عكس ذلك.
واذا يجب علي لولا ان احدد علاقتي مع عائلتي،كيف تكون وعلى اي اساس تسير ومن ثم علاقتي مع الاقرباء والاصدقاء وبالتالي الغرباء.
فعلاقتي مع عائلتي يجب ان تكون مختلفة عن بقية علاقاتي ويجب ان تكون امتنها واقواها.يجب علي ان اعمل ويكون اساس عملي وهدفه طالما ان العمل الدنيوي له هدفين هدف دنيوي وهو الفائدة الماديه في الحياة وهدف الهي وهو تأمين الحياة الثانية بزيادة الثواب والجزاء من الله،لذا فان هدف عملي الدنيوي يجب ان يكون من اجل اسعاد عائلتي وسد كافة احتياجاتها بالشكل الذي لايجعل القادرمنهم على العمل يعتمد على عملي في العيش ،كذلك يجب علي تعليم ابنائي واخوتي الصغار ما تعلمته انا من الحياة كي لايقطعوا نفس المسافة في منحنى حياتهم الدنيوية حتى يعرفوا ماتعلمته انا وليستغلوا هذه المسافة في تعلم اشيلء اضافية لما تعلمته انا وبذلك يكونوا قد تعلموا اكثر مني عندما يصلوا عدد سنوات عمري.
اما علاقتي بزوجتي فيجب ايلاءها اهميه لانها مرتبطه بعلاقتي باهلي حيث يجب علي افهامها مالأهلي من حقوق علي فلهم الفضل في حياتي منذ ولادتي او حتى قبل ولادتي فلأمي حق علي في حملي ورضاعتي ،وفي تكبيري وتعليمي ورعايتي وتغذيتي ويجب عليها ان تفهم انها ان قبلت ان يتركها احد اولادها ويذهب مع اي مخلوق ثاني مع ماقدمت من اجله وماسهرت وماعانت حتى كبر وصاررجلا فاني ساقبل ان انقطع معها واترك اهلي وشأنهم يتدبرون امرهم وان لم تقبل فان علي ان اقف بجانبهم وان لا ابتعد عنهم اوحتى لااجعلهم يحسون مجرد احساس انا اخذتني منهم وخاصة والدي فلهم كل الحق علي فبمجرد تذكري لاي موقف معهم عند مرضي او حزني او فرحي ونجاحي فانه يجول ببالي ان اي شئ اقدمه لهم او اعمله من اجلهم لايساوي اي موقف من هذه المواقف اما علاقتي مع الاصدقاء فيجب علي ان قدر لي ان اخرج من هذا الكفن لحين عودتي اليه مرة ثانية لارجعه فيها ان اقيم علاقات طيبة ولااتخذ احدا صديقا الايقدر ماتعني هذه الكلمه من ثقة وقلب واحد محب للخير غيرحاسد ولاحاقد وليس له هدف اخر يغطيه بالصداقة والتودد والمحبة وحلو الكلام ولااتخذ من جانبي صديقا من اجل غاية في نفسي واقربه على بقية الاصدقائي الحقيقيين حتى اكمال هذه الغاية ومن ثم الابتعاد عنه لان في هذا نفاق ساندم عليه عندما ارجع داخل هذا الكفن ،وكل من طلب صداقتي بقلب طيب نقي علي ان اقابله بنفس ما يبادر به الي،على ان لايتم اختياري لاصدقائي على اساس مدرج الحياة اي ان فلان صديقي لان ابوه يعمل كذا او انه صديقي لانه يعمل في الدائرة الفلانية التي ترتبط بها دائرتي اوقد يصدف ان يكون لي مراجعه او عمل فيها فيسهل لي مراجعتي ،فهذا تطفل كما تفعل يعض الحيوانات الدودية عندما تتطفل على حيوانات اكبر منها وتتغذى منها وتعيش عليها لحين ايصالها الى الموت.
يبقى من علاقاتي هي علاقتي نع الغرباء فيجب ان تتحدد بقدر معرفتي لهم او لقائي بهم ويجب علي احترامهم قدر احترامي لنفسي كي يقابلوني بنفس الاحترام مان ظهر لي ان فلانا منهم يعمل او يملك كذا وكذا فعلي ان افكر بمقامي هذا(الكفن)واني ان نزلت من قدر نفسي امامه من اجل هدف دنيوي تافه بنظري الان وقد يكون كبيرا بنظري في تلك اللحظة فكيف اقبل ان احط من قدر نفسي امام نفسي فلا اسمح لنفسي ان تحط او تدنو من اجل شئ امام مكانتها(نفسي)في تفكيري وشخصيتي امام الله.
وان كتب لي ان اغادر هذا الكفن او لنقل التخلص منه لفترة من الزمن علي ان لاانشغل بمشاغل الدنيا وانغمس بهمومها وحتى في ملذاتها وافراحها علي ان لاانسى ان لها نهايه اكيدة هي هذا الكفن او هذا الضباب الابيض فان مربي يوم رايت فيه صديقا متكبرا متعاليا لانه حصل على كذا حاجة دنيوية او ركب كذا شئ دنيوي او مشى وراءه كذا رجل دنيوي ايضا فان علي ان اقول لنفسي ان كل شئ سائر نحو العدم وهذاالشئ الذي يملكه او يركبه او يسير وراءه لن يؤخر او يقدم نومه مثلي الان بين الضباب الابيض .ويجب علي عمل الخير قدر ما استطعت لان كل شئ ينتهي ولن يبقى الا العمل الخير ولن يذكر البشر بعد نهايته الابعمله الطيب من اجل الاخرين.
الان استطيع ان احاول تحريك جزء من جسمي عسى ان يراني احد وعساني استطعت ذلك فقد اعتدت ترتيب منهاج حياتي عسى ان اوفق في تنفيذه وكذلك فاني زهقت هذا الضباب الابيض .
_ايه يابني البشر لم يمر علي اكثر من من ساعتين داخل الكفن وها انا ازهقه واهاه فكيف سانام فيه لسنوات طوال وقد تمتد اكثر مااتصور بعد نهاية حياتي.آه..آه اني لا استطيع تحريك اي جزء ولكني احس ان راسي قد تحرك لاني اخذت ارى المروحة والثريا المعلقتان فوقي بزاوية تختلف عن ما كنت اراها فيه قبل ساعة.ولكن يجب علي تركيز جل اهتمامي وقوتي في تحريك رجلي لان اي حركه فيها سوف يراها الجالسون وليكن لي هدف اخر اضيفه الى الاهداف التي ادخلتها في عقلي بعد ان ارجع الى الحياة وهو ان اكتب ما جرى لي عسى ان يشعر او يدخل من يقرا هذه الكتابه الكفن وهو حي ويستفيد من تجربتي هذه التي بداتها بافكار غريبة وقد تكون ملحدة ولكني وجدت الطريق الصحيح في النهايه التي ارجو ان تنتهي فانا لم اعد احتمل كل ماحولي من ضباب وفقدان للحركه هذه المره يجب ان اتحرك او لاموت واخلص نعم.
- هيا لاجعل تفكيري ينحصر في تركيز قوتي كلها في رجلي اليمنى واحاول تحريكها ..آه لو ان احد الجالسين يدوس عليها او يقرصها اوحتى يلمسها لتحركت ..او لو جاءو بشئ حار او سكين محمي بالنار ولامس رجلي لتحركت .
- لأحاول ان اتهيأ ان هذا هذا السكين الحار المحمر يلامس رجلي ..نعم لافكر ان سكينا حارا احمرا جئ به من الفرن وانه لو وضع على الحديد لماع وسال ويلامس اظفر اصبعي الكبير..آه
- سبحان الله والله اكبراني ارى رجله تتحرك نعم انها تتحرك والله سبحانه القادر المحيي المميت لا اله الا الله والله اكبر.
-الحمد لله لقد راو رجلي وحركتها . نعم رآها جارنا منقذ.
قلعة صالح 1993
