
كعادته " صديقي الماكر ... جدا " لما يضيق به الرد يتركني في توجس وأظنه ينسحب ليجهز نفسه لجولة أخرى ليبحث عن سؤال آخر من هموم " الثقافة " و ... ؟؟؟ !!
هذه المرة عاد على عجل فما طالت غيبته وكأنه وجد السؤال الذي لا يملك له جواب إلا أنـــا .. هكذا بادرني وهو يقذف بالكلمات وكأنها رصاصات انطلقت من مدفع رشاش مما أثار حفيظتي وخوفي وأنا أحاول ترتيبها لتأخذ شكلها السليم والواضح و أستمهله ليأخذ أنفاسه المتقطعة كي أفهم بالضبط فحوى سؤاله.
في الواقع كنت أريد فسحة من الوقت - ولو لثوان - حتى أتفحص جوانب السؤال الذي ما كان يخلو من "مكر" بل من المؤكد ان صديقي قد غلفه بخبثه الشديد الذي لا يستخدمه إلا عند الضرورة القصوى .. وأظنه الآن في هذه الحالة !
سألني : ما بالك لا تعرج على الفنون .. وخاصة الفن التشكيلي الذي هو من صميم تخصصك ؟
قلت ألاعبه بمثل ما يمكر بي لكسب الوقت في فهم ما يقصده حتى لا أتيه في شقوق سؤاله الخبيث : ما فهمت قصدك !
رمقني للمرة الثالثة وانفرجت شفتاه عن ابتسامة صفراء وهو يضيف .. ألم تحدثني عن ترهل الحركة التشكيلية العربية منذ سنوا ت وضياع الكثير من الآمال التي عقدت على المعارض والمؤتمرات " معرضين ومؤتمرين يتيمين 1974-1978!! " وبعدها انفصمت عرى التجمعات العربية لتأخذ كل بلد إتجاها إقليميا خاصا بعيدا وكأنها اتخذت مثلها الأعلى مما يجري على الساحة العربية من " انقسامات سياسية " وأصبح حال الحركة التشكيلية العربية ينطبق عليه الحكمة القائلة : " الناس على دين ملوكهم " ؟
فلماذا لا تكتب لنا ما تعرفه من أسرارها التي عشتها وخبرتها وعرفت الكثير من رموزها وسلوكياتهم ونفاقهم واستثمارهم لقضايانا الوطنية والاجتماعية وغيرها ؟؟؟!!! أنسيت كل هذا أم أن وقت الكشف عن المستور منها لم يحن بعد ؟
قلت في سري - والله لقد أنقذتني - بهذه الكلمة، فليس الوقت ولا الحالة تسمح بكشف المستورعن تناقضات الحالة التشكيلية وركودها فالأمر يحتاج الكثير من الإقناع بعد ان وقرت بعض الصور والنماذج في عقول ومشاعر الناس . فكيف لي في عجالة أو مقالة كهذه أن أبدل وأعيد تصحيح المسار وتوثيقه بما أنا شاهد عليه بعد كل هذا ؟ وما يمنعني إلا أن ينعتني البعض بما ليس في طبعي فالناس لها ما وقر في نفوسهم ويدور بينهم من احاديث أو يقرأونه عبر الصحف والآن أصبحوا يطالعونه عبر المواقع والتي لكلانا رأي متطابق فيما تنشر وتعرض ولا أخالهم سيقفون في صفي والحال كما تعرف مضطرب والوقت لا يسمح بالمزيد .
كأن ردي أقنعه هكذا خيل إلي ..أو لم يعجبه ورأيته يعض على شفتيه مستحضرا سؤالا آخر لا يقل " مكرا " عن سابقه وفاجأني به قائلا : هل تعتقد أن ما نتحدث فيه أو نتحاور كما يليق لك تسميته كل جوانبه سلبية ؟
أليس هناك إيجابيات أو إشراقات بهية وسط هذه الحالة التي طال حوارنا في ثناياها ؟
قلت: ياصديقي .. الأمر كما قلنا بداية كان فيه إيجابيات ولكن الجوانب السلبية التي طغت و لكثرتها هي التي استدعتنا لمثل هذاالحوار .. فقد قلنا أن الإنقسام على الساحة الفلسطينية " سياسيا " قد أفرز إبداعات كثيرة ولكنها لو كانت في جوها الطبيعي وسط التلاحم لكانت النتائج أكثرسموا !! و لأمكن خلق جو من التناغم بين جميع أطياف الوطن سياسيا وثقافيا وفكريا لأن طبيعة المجتمع الفلسطيني تقوم على هذه الأطياف منذ زمن بعيد وقبل النكبة .
كما أن الثقافة في وجه آخر لها هي تجانس وتآلف وإلتقاء بين نماذج مجتمعاتيه أو بين نماذج أممية ينتج عن انصهرارها معدن أكثر صلابة وأغلى قيمة لأنه خليط من النفائس المنصهرة وبالتالي فالثقافة المحصلة لها هي ثقافة أكثر رقيا وتجاوبا مع مستجدات الحياة .
قاطعني .. قائلا : ولكن مجتمعاتنا لها خصائص مختلف وبعيدة عن خصائص هذه المجتمعات .. فكيف سيتم التآلف بينها واستنباط ثقافة جديدة تسمح لكل أمة أن تحتفظ بخصائصها الثقافية والتراثية دون أن تمسها نفحات مؤثرة من الثقافات الغريبة والتي باتت أقوى وأعتى من أي ثقافة أخرى لسبب لن نختلف عليه وهو امتلاكها لذمام المبادرة وآلة الترويج لثقافاتها بصورة تزيغ البصر وتفتن الألباب ، وهناك من بين ظهرانينا من يعاضدها ويُسـَوِّق لها " ثقافتها " .؟
وجدت نفسي أمام سؤال أكبر من أخيه فما حضرني رد أكثر إقناعا سوى أن نتمسك بما كان أساسا انبثقت منه حضارتنا العربية وأشرقنا به لنفتح الطريق أمام المجتمعات الأكثر تخلفا كي تكتشف عظيم رسالات السماء التي استقبلت نورها أرضنا " بصحرائها و عمارتها " .
فالرسالات السماوية هبطت في أرضنا العربية و كلها لا يدخلها الباطل ولا تدعو إلى رذيلة بل هي تقويم لسلوكيات البشر الذين انحرفوا عن مضامينها في إعمار الأرض بالمحبة والسلام والتسامح منذ أول ضحية على وجهها حين قتل قابيل أخيه هابيل . !!
والغريب أن العصر الحديث بنقلاته الكثيرة والمتعددة ودون الإفراط في التمحيص والشرح قد تفتق ذهن بعض فلاسفته عن فصل طبيعة البشر التي آمنت واستجابت لما حملته الرسالات السماوية في الكتب وبواسطة الرسل والأنبياء فقد عملوا على تصوير أن الحياة ستكون أكثر جمالا ومتعة إن قام الإنسان بالفصل بين ما رسمته وفصلته الرسالات وبين ما ترغب به النفس و " وساوسها الكثيرة " التي كانت نتائجها الكثير من الحروب والويلات على مر الزمن و أغفلوا أهم ما حملته هذه الرسالات من الحث على العمل والتفكر فيما حولهم من خلق وطبيعة وكائنات ليسترشدوا منها طريقهم إلى الحياة الأكثر جمالا ومتعة .
وختمت ردي على صديقي " الماكر والخبيث...الطيب " قائلا : لو استرسلنا في التفاصيل لما اتسعت المساحة لها، ولكنها لفتة قد تفيد لو أعدنا النظر في تفاصيلها وأخذنا بما يقدمه لنا علماؤنا الثقات من تفاسير وإيضاحات باتت مشاعا للكثير من " المدعين " و من " المبدعين " في ثقافتنا . !!
هذه المرة عاد على عجل فما طالت غيبته وكأنه وجد السؤال الذي لا يملك له جواب إلا أنـــا .. هكذا بادرني وهو يقذف بالكلمات وكأنها رصاصات انطلقت من مدفع رشاش مما أثار حفيظتي وخوفي وأنا أحاول ترتيبها لتأخذ شكلها السليم والواضح و أستمهله ليأخذ أنفاسه المتقطعة كي أفهم بالضبط فحوى سؤاله.
في الواقع كنت أريد فسحة من الوقت - ولو لثوان - حتى أتفحص جوانب السؤال الذي ما كان يخلو من "مكر" بل من المؤكد ان صديقي قد غلفه بخبثه الشديد الذي لا يستخدمه إلا عند الضرورة القصوى .. وأظنه الآن في هذه الحالة !
سألني : ما بالك لا تعرج على الفنون .. وخاصة الفن التشكيلي الذي هو من صميم تخصصك ؟
قلت ألاعبه بمثل ما يمكر بي لكسب الوقت في فهم ما يقصده حتى لا أتيه في شقوق سؤاله الخبيث : ما فهمت قصدك !
رمقني للمرة الثالثة وانفرجت شفتاه عن ابتسامة صفراء وهو يضيف .. ألم تحدثني عن ترهل الحركة التشكيلية العربية منذ سنوا ت وضياع الكثير من الآمال التي عقدت على المعارض والمؤتمرات " معرضين ومؤتمرين يتيمين 1974-1978!! " وبعدها انفصمت عرى التجمعات العربية لتأخذ كل بلد إتجاها إقليميا خاصا بعيدا وكأنها اتخذت مثلها الأعلى مما يجري على الساحة العربية من " انقسامات سياسية " وأصبح حال الحركة التشكيلية العربية ينطبق عليه الحكمة القائلة : " الناس على دين ملوكهم " ؟
فلماذا لا تكتب لنا ما تعرفه من أسرارها التي عشتها وخبرتها وعرفت الكثير من رموزها وسلوكياتهم ونفاقهم واستثمارهم لقضايانا الوطنية والاجتماعية وغيرها ؟؟؟!!! أنسيت كل هذا أم أن وقت الكشف عن المستور منها لم يحن بعد ؟
قلت في سري - والله لقد أنقذتني - بهذه الكلمة، فليس الوقت ولا الحالة تسمح بكشف المستورعن تناقضات الحالة التشكيلية وركودها فالأمر يحتاج الكثير من الإقناع بعد ان وقرت بعض الصور والنماذج في عقول ومشاعر الناس . فكيف لي في عجالة أو مقالة كهذه أن أبدل وأعيد تصحيح المسار وتوثيقه بما أنا شاهد عليه بعد كل هذا ؟ وما يمنعني إلا أن ينعتني البعض بما ليس في طبعي فالناس لها ما وقر في نفوسهم ويدور بينهم من احاديث أو يقرأونه عبر الصحف والآن أصبحوا يطالعونه عبر المواقع والتي لكلانا رأي متطابق فيما تنشر وتعرض ولا أخالهم سيقفون في صفي والحال كما تعرف مضطرب والوقت لا يسمح بالمزيد .
كأن ردي أقنعه هكذا خيل إلي ..أو لم يعجبه ورأيته يعض على شفتيه مستحضرا سؤالا آخر لا يقل " مكرا " عن سابقه وفاجأني به قائلا : هل تعتقد أن ما نتحدث فيه أو نتحاور كما يليق لك تسميته كل جوانبه سلبية ؟
أليس هناك إيجابيات أو إشراقات بهية وسط هذه الحالة التي طال حوارنا في ثناياها ؟
قلت: ياصديقي .. الأمر كما قلنا بداية كان فيه إيجابيات ولكن الجوانب السلبية التي طغت و لكثرتها هي التي استدعتنا لمثل هذاالحوار .. فقد قلنا أن الإنقسام على الساحة الفلسطينية " سياسيا " قد أفرز إبداعات كثيرة ولكنها لو كانت في جوها الطبيعي وسط التلاحم لكانت النتائج أكثرسموا !! و لأمكن خلق جو من التناغم بين جميع أطياف الوطن سياسيا وثقافيا وفكريا لأن طبيعة المجتمع الفلسطيني تقوم على هذه الأطياف منذ زمن بعيد وقبل النكبة .
كما أن الثقافة في وجه آخر لها هي تجانس وتآلف وإلتقاء بين نماذج مجتمعاتيه أو بين نماذج أممية ينتج عن انصهرارها معدن أكثر صلابة وأغلى قيمة لأنه خليط من النفائس المنصهرة وبالتالي فالثقافة المحصلة لها هي ثقافة أكثر رقيا وتجاوبا مع مستجدات الحياة .
قاطعني .. قائلا : ولكن مجتمعاتنا لها خصائص مختلف وبعيدة عن خصائص هذه المجتمعات .. فكيف سيتم التآلف بينها واستنباط ثقافة جديدة تسمح لكل أمة أن تحتفظ بخصائصها الثقافية والتراثية دون أن تمسها نفحات مؤثرة من الثقافات الغريبة والتي باتت أقوى وأعتى من أي ثقافة أخرى لسبب لن نختلف عليه وهو امتلاكها لذمام المبادرة وآلة الترويج لثقافاتها بصورة تزيغ البصر وتفتن الألباب ، وهناك من بين ظهرانينا من يعاضدها ويُسـَوِّق لها " ثقافتها " .؟
وجدت نفسي أمام سؤال أكبر من أخيه فما حضرني رد أكثر إقناعا سوى أن نتمسك بما كان أساسا انبثقت منه حضارتنا العربية وأشرقنا به لنفتح الطريق أمام المجتمعات الأكثر تخلفا كي تكتشف عظيم رسالات السماء التي استقبلت نورها أرضنا " بصحرائها و عمارتها " .
فالرسالات السماوية هبطت في أرضنا العربية و كلها لا يدخلها الباطل ولا تدعو إلى رذيلة بل هي تقويم لسلوكيات البشر الذين انحرفوا عن مضامينها في إعمار الأرض بالمحبة والسلام والتسامح منذ أول ضحية على وجهها حين قتل قابيل أخيه هابيل . !!
والغريب أن العصر الحديث بنقلاته الكثيرة والمتعددة ودون الإفراط في التمحيص والشرح قد تفتق ذهن بعض فلاسفته عن فصل طبيعة البشر التي آمنت واستجابت لما حملته الرسالات السماوية في الكتب وبواسطة الرسل والأنبياء فقد عملوا على تصوير أن الحياة ستكون أكثر جمالا ومتعة إن قام الإنسان بالفصل بين ما رسمته وفصلته الرسالات وبين ما ترغب به النفس و " وساوسها الكثيرة " التي كانت نتائجها الكثير من الحروب والويلات على مر الزمن و أغفلوا أهم ما حملته هذه الرسالات من الحث على العمل والتفكر فيما حولهم من خلق وطبيعة وكائنات ليسترشدوا منها طريقهم إلى الحياة الأكثر جمالا ومتعة .
وختمت ردي على صديقي " الماكر والخبيث...الطيب " قائلا : لو استرسلنا في التفاصيل لما اتسعت المساحة لها، ولكنها لفتة قد تفيد لو أعدنا النظر في تفاصيلها وأخذنا بما يقدمه لنا علماؤنا الثقات من تفاسير وإيضاحات باتت مشاعا للكثير من " المدعين " و من " المبدعين " في ثقافتنا . !!