الأخبار
الاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوعنعيم قاسم: لن نكون جزءاً من شرعنة الاحتلال في لبنان ولن نقبل بالتطبيعفتوح: تهجير عشرات العائلات من عرب المليحات امتداد مباشر لسياسة التطهير العرقي والتهجيرالنيابة والشرطة تباشر إجراءاتهما القانونية في واقعة مقتل شابة في مدينة يطا
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في ظلال الخيام (12) بقلم:دباب عامر بدوي

تاريخ النشر : 2010-05-15
في ظلال الخيام (12) بقلم:دباب عامر بدوي
للتذكير
-----
عنوان كتاب صدر في 12-12-1998 عن دار الامل للاعلام والثقافة يتناول دراسات حول الادبي الشعبي العربي ومن خلالها الادب الشعبي الجزائري

المقدمــة
-------
فقـد يقف قارؤنا الكريم لحظــة مقارنة بين سكان البوادي في العهود السالفة وسكانها اليوم من خلال نماذج من نصوص هــذا الكتيب البسيط ( في ظلال الخيام ) و يكتشف اوجـه الاختلاف و التطابـق في آن واحــد .

------------
-كان عنوان هذا الكتاب من الحصة الأسبوعية التي كنت أعدهـا و أنشطها رفقة صديقي الصحفي محمد شودار بالاذاعة خلال سنة 1996 و التي كانت تبثهـا كل يوم ثلاثاء ويعاد بثها كل أربعاء صباحـًا على أمواج القناة الأولى …
1- إن معاشرة الطبيعة اكسبت البدوي تجارب كثيرة استفاد منها طيلة رحلة حياته هذه , فـتعلم كيفيـة الاعتماد على النفس في كسب قوته وكيف يقسم وقته ليحرث في الخريف ويرعى في الشتاء وينعم بخمائل الارض في الربيــع فتزهو حياته بتوالد الانعام ويحصد في الصيف قوته وذخيرة انعامه من التبن والعلف وما الى ذلك ...
بهذه الطريقة تدور الايام ومعها تدور فصول السنــة والبدوي ليس رجلا استهلاكيا قدرماهو رجل شجاعــة ومتانة الكلمة فكما يفتخر ببطولاته يعتز بغرامياته ويتغزل بمحبوبه كما كان يهجو عدوه ويستعطف الله في سيئاته فيناديه علانية بالدعاء الحسن ويناجيه في سريرته عند الحاجة.
المديـح والتوسل والرجاء
والمديح معروف لدى البدوي لكثير من الاسباب اهمها:
- انه يروح عن نفسه بتلك الدندانات غير المفهومة والتي يطبعها الشكل الموسيقي على نمط القصبة والقلال أو البندير أو حتى التطبيل بالاشياء البدائيــة.
- جمع سكان البادية في كثير من الافراح والتي تكون
عادة متشابهة فهناك الاعراس التي تدوم اكثر من أربعة ايام ‘ وتجمعات عند نزول الحجاج والمعتمرين وحتى العائدين من بعيد حيث تقام لمثل هذه اللقاءات افراح مميزة ... تتخللها سهرات في المديح والذكر بآلة "البندير" .
ونظرا للاحترام المتبادل في مثل هذه التجمعات ( على غيرعادة اليوم ) يتقدم الى وسط الحلقة مجموعة من الرجال يطلق عليهم اسم "الفصحى" أي اصحاب اللسان الفصيح، وهو لقب علمي تفاضلي يكرم به هؤلاء الناس خصيصا وذلك لفصاحة كلامهم والتفنن فيه كما يطلق عليهم اسم
( الذكاره) أي اصحاب الذاكرة من جهة وذكر الله من جهة أخرى ( وهو تعبير قوي يمتاز به البدوي في تحديد الالقاب وتعيين الاشخاص المستهلين لمثل هذه الاحترافات ...) نظرا لكثافة المدائح الدينية التي يقدمونها للمستمع المشــارك في الحلقة …تتقدم هذه المجموعة وتسند ظهورهــا الى جامد في الواجهة حيث تكون على مرأى الجميع يتوسط هذه المجموعة رجل ,وهو قائد الفرقة ومداحها بيده آلة ( البندير) ثم ينطلق في المديح حيث تساعده المجموعــة في المقطعات -بما تسمى في الادب العربي ( باللوازم) هـذا في الغناء الفردي –
اما في الغناء الثنائي- فان المداحان يجلسان متجانبين ويضعان راسيهما بجانب بعضهما البعض ذلك لمزج الصوت وإخراجه بصوت واحد والمجموعة تردد بعدهما المقطع الأول والذي غالبا ما يكون ذكر الله كقولهم : الله الله والصلاة على رسول الله خاتم الانبياْ...
أما الغناء الجماعي أومديح الفرق كما هو معـروف اليوم لم يحصل عند أهل الباديـة تجنبا للغرور والاهتمام أكثر بالغناء على حساب العمل وحتى لا يكون الغناء ( المديح ) مصدر رزق وبذلك يكتسب صاحبه التكاسل وضعف المواجهة للحياة .
ومـن أغلبية المدائح المعروفة عند أهل البادية المدائح الدينية والتي يوحدون فيها الله سبحانه وتعالى ويصلون على النبي صلى الله عليه وسلم ويتوسلون بالانبياء والصحابة والشيوخ الاولياء حيث تكـون على المنوال التالي :
- بدايتها بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلـــم أو شهادة التــوحيد (لااله الا الله) وهـي الــلازمة في مطلع القصيدة يرددها الجميع بهدف التربية على المنهجيــة الاسلامية بالدرجة الاولى وتزين المجالس بها بالدرجة الثانية وسهولة حفظها لدى الجميع بالدرجة الثالثة وهذا نموذح في المديح الشعبي :
لا الـــــه الا الله لا الـــه الا الله
لا الـــــه الا الله لا الـــه الا الله
صلوا على النبــي محمد طه العربي
زيدوا صلوا ع النبي ع التابع والصحابي
والنموذج الثاني:
الصلاة عليك ياجد الاشــــراف
الصادق لمين احمد بلقاســـم

بالصلاة عليك ياباهي لوصـــاف
البشير النذير القلب الراحـــم
اللي صلى عليك ذنبو يخفـــاف
سيد الصالحين من بني هاشـم
بالصلاة عليك قلوبنا تنـــظاف
يا سيد الخلق النبي المعتصــم

وتبقى الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم - رائدة في الشعر الشعبي...فهناك من أخذها بالأسلوب المباشر حيث استعمل الخطابة مباشرة بغية المناداة والمناجاة كهذا المقطع للأستاذ عبد الحميد عبابسة :
بالصلاة عليك ارفعنا الاصــوات
ذكرك مع الله في كل مسجـــد
بالصلاة عليك فرحنا تقـــوات
رسول الحكمة سيدنا محمــــد
بالصلاة عليك ياباهي الصفــات
واللي صلى يربح ويسعـــــد
بالصلاة عليك يا سيد المخلوقات
نيران الاغلال من القلب تبــرد
في قلوب المؤمنين حبك لا يزول
التائب عند الله يوصل ويسعــد
اما عن فوائد الصلاة على النبي عليه الصــلاة والسلام فيقول:
بالصلاة عليك تخفاف الذنـوب
التائب عند الله اعماله منصـوره
صلاتك تفرح جميع القلــوب
والمصلح يلقى افعاله مشكــورة
انصلي ونذكر دعايا مطلـوب
نطلب الغفران بقراءة السـورة
نتوسل بجاه نبينا المحبــوب
الخالق يجعل ذنوبي مغفـــورة
وهناك اسلوب للصلاة على النبي وكلها تدخـل في باب الذكر والمديح وهذا الاسلوب يتمثل في تعداد المخلوقات بتعداد الصلاة على النبي(صلى الله عليه وسلم) والهدف من كثرة الصلاة الفوز بها يوم شفاعة النبي (صلى الله عليه وسلم).
الصلاة عليك يانبينا المختــار
قد ماخلق الله في اصحاري وجبـال
صلى الله عليك قد ارياح وامطار
وما شربت الخلق من ماه الزلال
الصلاة عليك قد رعود واغـزار
تطلق في الشعاع بالبرق التشعـال
صلى الله عليك قد غابات واشجار
قد النباتات وحشرات النمـــال

والنموذج الثالث :
في الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) جعلها الشاعر شيئا ملازما للحروف العربية، فالشاعـر الشعبي يبدع في معتقداته حسب ما يراه مناسبا لكثرة التعداد ومن ذلك يرجواالمغفرة ورضا النبي (صلى الله عليه وسلم) والمـداح يؤدي رسالتـه عبر الأســواق لحنا وأداء في حين ينظمها الشاعر على نمــوذج الحروف الهجائية كهذا النموذج:
أليــف المتمثلة كلامي يا حضرة
والتمةجمع نذكره ذو الجـــلال
من بعد الذكر نمدحه طير الخضراء
مجموع الحسن والبهاء والكمـال
محمد خير الورى زين البشـــرة
صلو عليه بالغدو والاصائـــل
....................
صلى الله عليك قد احروف البــاء
أبو الطاهر تاج الانبياء سيد الثقلين
والصلاة على النبي ليست عقبــة
سهلة رطبـة لينة للذاكريـــن
العاقل ما يعود ذنب على رقبـــة
يحجز عنها العين بعض الحائرين
....................

هي اسباب الدخول للجنة الخضـراء
هي اسباب النجاة من كـل اهوال
صلى الله عليك قد احروف التــاء
محمد سيد البشر واتاه القـــول
المجد شفيع الاركان الستــــة
من تدرق بيه كلها في يوم الهـول
قال الله العظيم احمد لــو لا انت
ما كان ملوك مقربين ولا رسـول
تبـارك الـذي رفـع القـــدرة
سبع سماوات فضله ذو الجــلال
ووضع من الارض مثلهن يا حضرة
محي الاموات بعدما رجعت بالـي
ثم يواصل على هذا المنـوال للقصيدة ويتطرق فيها الى عدد المخلوقات مـن جميـع الاصناف والاشكال والالوان في البر والبحــر والجــو كتعجيز منه لكل ناكر وكافر وهو ما يدخـل في مفهومنا (التعجيز العلمي في القرآن).
إن الشعر الشعبي يدون بصورة غنائيـــة كل ما يجـــري من أعمال وممارسات ومعتقدات شعبية سادت في فترة زمنية ما، كما هي الحال في الشعــر العربي الفصيح الذي يرتبط ارتباطا واضحا به من حيث
الأفكار والصور الوصفية ومن الاغراض والالوان الادبية.
فهذا الشاعر الشعبي يتناول الشعر الثوري والشعر الغزلي والمديح والهجاء لان هذا السلوك يلازمـــه من حين الى آخر فهو معرض للفرح والكرح ,وفي شدة الكرب وإن طالت الهموم يرى الملجأ الوحيد إلى الله سبحانه وتعالى قيبحث في ذاكرته عن عبد مقرب في الطاعة إلى الله وهو الولي الصالح الذي يعرفه ليتوسل به.
والتوسل أحد الأغراض التي يعتني بها الشاعر الشعبي حسب ايمانه ومعتقداته ومكانة ممدوحه في قلبه , ولا اعتقــد ان ذلك ينقص من قلة ايمانه بالله ورسله والقدرخيره وشره ولا ولاءه لله وحده، إنما قـد يكون التوسل رغبة في الرضا واعتقاده بأن المتوسل به له شـأن عظيم عند الله نظرا لزهده وتوبته وخلوته في العبــادة وقوة برهانه وصلته بالله , فالولــــي الصـالح عبد القادرالجيلالي ذكره الشعر الشعبي كثيرا في البلـــدان العربية وفي حلات متنوعة ومتضاربة بين الصحيح والخيال , وهذا الشيخ بن يوسف يوصي مرسوله المتوجه لقبر الشيخ عبد القادر الجيلالي في هذه القصيدة المطولة والتي اخترنا منها هذا المقطع :

يا ساكن في كاف صخور - حر الطيور
وكرك جاء في كاف الفوق مسرفـد
وصل عنواني بالفور –حر الطيـــور
سلم عنـه قل لـه ليـك انا قاصـد
إتحذر من قبل فجور -حر الطيــور
لاتامـن عقبــة عاليــة تصعـد
لاتمشي جوف بجوف – حرالطيـــور
خـذ حـذرك يادونــان لاتنشــد
لا تنزل في ظل ديور -حر الطـــيور
في الاسهـار تخــاف لا ترقــد
فالشاعر هنا يوصي مرسوله بأخذ الحذروالحيطــة حتى يصل الى شيخه ويفصح عما جاء من اجله في هذه القصيدة الطويلة التي علق عليها الاستاذ: الشيخ بن التلي بالتفصيل متتبعا مراحلها حسب المقاطع ليفصــح عن علته في هذه الابيات قائلا :
حتى قلبه مسطـور-ياقــــدور
من ضر الكبده والباطنة شـــدد
ويحسه داخل تنـور-ياقــــدور
والنافخ في وسط اوجاعهـم يزنـد
ودموعه نعت قطـور-ياقـــدور
ويكفت منـهم ما طــاح ويكمـد
مانفعت كتبه ونشور-ياقــــدور
والطالب عنه باعزايمــه يسـرد
دخن عن نفيه بابخــور-ياقــدور
وقابلـة يقتليـــه نارهـا تـوهد
فالإفصاح عن مرضه ووصفه بدقة يرجى من بعــد العلاج عن طريق التوسل والاستبراك بهذا الولـــي الصالح , فهو لم يطلب الجنة ولم يطلب النعم انما طلب التوسط بغرض العلاج ( وهي عادة سائدة الى عهــد قريب) عند أهل البادية وحتى عند أهل السكنات الشعبية والاحياء الفقيرة .
وهذا الشيخ الاخضر بن مخلوف يمدح (الرسول صلى لله عليه وسلم) قائلا:
يا محمد بجاه جاهـك
لو لا أنت من سـال علي
عرفوني لما مدحتـك
نفخر بيك ولا علـــي
الاتراك الـي تـزدك
خدمت اولادي رعيــة
رفق فوق الراس بندي
لبسني حلة جديــــدة
و مفاتيح الخير رشدي
وايامي بيك سعيـــدة
كما يرى نقطة ضعف الانسان في سلوكه تكمـن في القلب وانسياقه وراء النفس والهوى والشيطان ويرى الحل الانسب طبقا للقران الكريم واتباع شرع الله الابتعـاد عن شهوات وملذات الحياة ويترجى النجاة من عذاب الله يوم القيامة بفضل النبي صلى الله عليه وسلم.

داويني بدواك نبـرا
من سواس لا نـــراه
اذا كان ابليس عبره
عندي حي ولا نـــراه
اعوذ بالله نقـــرا
يكفي قوتي وغــــداه
فضل الله كتابه
نختـــم القران فـتتاه
وتهزم بيه القوم وحدي
نفسي والشيطان الاعـداه

المشهور عندنا في( الجرائر) عدة شيوخ اولياء سيـدي الهواري بالغرب الجزائري وسيدي راشد بالشـــرق
وسيدي محمد بن بلقاسم في الوسط وغيرهم ‘حيــث يتعلق الامـر بسكان تلك المناطق تعلقا كبيرا ويتبركون بهم تبركا مبالغا, هذا ما نلمسه فـي كثير من الشعـر الغنائي الجزائري زيادة عن الصحابـة والانبيـــاء والرسل .
هذه الاغانــي نسمعها في الاعـراس والسهرات الموسيقيــة التي ينظمها شيوخ المناطق نحــو صريح الاولياء وقبابهم في شكل جماعات ومواكب.
كما هي الحال في العالم العربي فهذا الشاعرالمصري يتوسل ويطلب يد المساعدة على محنته من سيـده وشيخـــه من خلال هذه الابيات قائلا:
من اجل الضرورة بقول للندل يا سيد
انظر لحالي وشوف الحال ياسيد
لعيال يتامى وكيف الحال يا سيــد
قام اتلفت يمين وقلبي من جبال روح
والمال بيخلي قليل الشوف والعمشة
غير شيءدي كانت قسم ونصيب
وغير شيء دي عيـــــن
في جسد السليــــم صارت
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف