
مرسوم عربي, تعطى بموجه الأحقية لكل دولة عربية بسحب الجنسية من كل فلسطيني حملها , ومنحهم عوضا عنها , وثائق باسم دولة فلسطين الحرة .
استمع عبد السلام للخبر في المذياع برعب , كأس الشاي ترتجف بين يديه , قطعة الخبز التي ابتلعها بنهم تستعصي عن الدخول إلى غياهب معدته , باهتمام حاول أن يعلم تفاصيل الخبر, في الجانب الأسود من قلبه كان يتمنى أن لاتنطبق شروط سحب الجنسية عليه , ولكن القرار كان يشمل الجميع ولا يستثني حتى الفلسطيني الذي ترك فلسطين على مبدأ الجلوة العشائرية , فالجميع سيكونون ذخيرة سلاح النضال القادم , كيف سنناضل لاسترجاع ارض إن نفذ رصيدنا من قلوب تنبض بحب العودة , كيف سنرفع دعوى في محكمة العدل ان تنازل المجني عليه .
كان البيان واضحا , من اجل الحفاظ على حقوق الإخوة الفلسطينيين بالعودة إلى فلسطين من رأس الناقورة إلى سعسع , وبناءا على قرار جامعة الدول العربية في أخر قمة عقدت , تقرر سحب الجنسيات الممنوحة للفلسطينيين المقيمين في الدول العربية , من نازحين ولاجئين .
كان الإجماع كبيرا على القرار حسب تعبير الاذاعة , فهدف القرار هو جمع شتات الفلسطينيين والخوف عليهم من الضياع في اسقاع الارض , ومقاومة مخططات صهيون في دفن أشلاء فلسطين في كل الدول .
كان اقتناع عبد السلام بأن فلسطين التاريخية لن تعود قبل مائة عام أو اكثر , فكل الدول العربية لن تستطيع أن تعيد شبرا بغير إرادة إسرائيل لانها ستواجة العالم بأسره ان تجاوزنا قدرة اسرائيل النووية او الهيدروجينية,الى ذلك الوقت سبقى عبد السلام تحت الشمس عاريا من الحقوق والامتيازات , مجرد مسخ ينتظر ان تزول اسرائيل بالاجماع العربي في الأمم المتحدة .
حاول عبد السلام أن يخرج من حالة الصدمة , حاول الاتصال بصديقة , سعيد , لكن فشل الهاتف في التقاط الشبكة , أشعرت عبد السلام بان هناك مؤامرة أحيكت بليل ضده , فعملية تجريد الامتيازات من الفلسطينيين قد ابتدأت , بعنف ضرب هاتفه بالجدار , حاولت عزيزة زوجته أن تستوضح الأمر, ولكنه كان في حالة هستيرية لاتسمح له بالكلام , فكل شيء صنعه خلال العشرين عاما سيضيع.
خرج عبد السلام من المنزل , متجها نحو العمل , كان يقود السيارة بسرعة جنونية , استوقفته سيارة الشرطة , بذل, اخرج أوراقة الثبوتية , بخوف كان قلبه ينبض .
لم يكن يتوقع أن يمر الأمر بسلام , فهو فلسطيني ,وان كان يحمل الجنسية العربية , كانت تعابير رجال الشرطة ونظراتهم توحي بأن إجراءا سوف يتخذ بحقه, بارتياح تناول إشعار المخالفة للسرعة القانونية وكأنه صك الغفران, بأنه مواطن.
في العمل, تم إشعار الجميع بحضور الاجتماع باستثناء عبد السلام, بارتباك جلس على مكتبه, عاد عبد السلام إلى توجساته, فرجال الشرطة لم يصلهم الخبر ولكن هنا بالوزارة بالتأكيد انه وصل وعدم حضور الاجتماع هو أول الدلائل.
عاد الجميع من الاجتماع , حاول عبد السلام أن يفك شيفرات الهمسات المتبادلة بين زملائه , فهم من كانوا يعتبرونه في السابق حرفا ناقصا ومواطن بدون ولاء , في قرارة نفسه كان يقرا الشماتة في عيونهم.
بتجهم وضع المراسل المغلف الورقي الوحيد على مكتبه وعلى غير العادة , بشدة اخذ قلبه ينبض , شعر انه قرار الفصل من العمل , فالدوائر الحكومية لا تقبل غير المواطنين , بارتباك شديد اخذ يقرأ ما تضمنه المغلف.
بذهول فرح.... وقف فجأة .
لم يخفي فرحة غامرة في قلبه ,حين استقبل عبد السلام خبر ترفيعه إلى درجة رئيس قسم .
نظر إلى من حوله , الجميع يبتسم , المراسل يوزع على الجميع العصائر الباردة والابتسامة تملأ وجهه النحيل.
أنست الفرحة عبد السلام قرار سحب الجنسية, كما أنسته المصيبة في البداية أن يكمل الاستماع للإذاعة ليعلم بأنها كذبة أول نيسان.
استمع عبد السلام للخبر في المذياع برعب , كأس الشاي ترتجف بين يديه , قطعة الخبز التي ابتلعها بنهم تستعصي عن الدخول إلى غياهب معدته , باهتمام حاول أن يعلم تفاصيل الخبر, في الجانب الأسود من قلبه كان يتمنى أن لاتنطبق شروط سحب الجنسية عليه , ولكن القرار كان يشمل الجميع ولا يستثني حتى الفلسطيني الذي ترك فلسطين على مبدأ الجلوة العشائرية , فالجميع سيكونون ذخيرة سلاح النضال القادم , كيف سنناضل لاسترجاع ارض إن نفذ رصيدنا من قلوب تنبض بحب العودة , كيف سنرفع دعوى في محكمة العدل ان تنازل المجني عليه .
كان البيان واضحا , من اجل الحفاظ على حقوق الإخوة الفلسطينيين بالعودة إلى فلسطين من رأس الناقورة إلى سعسع , وبناءا على قرار جامعة الدول العربية في أخر قمة عقدت , تقرر سحب الجنسيات الممنوحة للفلسطينيين المقيمين في الدول العربية , من نازحين ولاجئين .
كان الإجماع كبيرا على القرار حسب تعبير الاذاعة , فهدف القرار هو جمع شتات الفلسطينيين والخوف عليهم من الضياع في اسقاع الارض , ومقاومة مخططات صهيون في دفن أشلاء فلسطين في كل الدول .
كان اقتناع عبد السلام بأن فلسطين التاريخية لن تعود قبل مائة عام أو اكثر , فكل الدول العربية لن تستطيع أن تعيد شبرا بغير إرادة إسرائيل لانها ستواجة العالم بأسره ان تجاوزنا قدرة اسرائيل النووية او الهيدروجينية,الى ذلك الوقت سبقى عبد السلام تحت الشمس عاريا من الحقوق والامتيازات , مجرد مسخ ينتظر ان تزول اسرائيل بالاجماع العربي في الأمم المتحدة .
حاول عبد السلام أن يخرج من حالة الصدمة , حاول الاتصال بصديقة , سعيد , لكن فشل الهاتف في التقاط الشبكة , أشعرت عبد السلام بان هناك مؤامرة أحيكت بليل ضده , فعملية تجريد الامتيازات من الفلسطينيين قد ابتدأت , بعنف ضرب هاتفه بالجدار , حاولت عزيزة زوجته أن تستوضح الأمر, ولكنه كان في حالة هستيرية لاتسمح له بالكلام , فكل شيء صنعه خلال العشرين عاما سيضيع.
خرج عبد السلام من المنزل , متجها نحو العمل , كان يقود السيارة بسرعة جنونية , استوقفته سيارة الشرطة , بذل, اخرج أوراقة الثبوتية , بخوف كان قلبه ينبض .
لم يكن يتوقع أن يمر الأمر بسلام , فهو فلسطيني ,وان كان يحمل الجنسية العربية , كانت تعابير رجال الشرطة ونظراتهم توحي بأن إجراءا سوف يتخذ بحقه, بارتياح تناول إشعار المخالفة للسرعة القانونية وكأنه صك الغفران, بأنه مواطن.
في العمل, تم إشعار الجميع بحضور الاجتماع باستثناء عبد السلام, بارتباك جلس على مكتبه, عاد عبد السلام إلى توجساته, فرجال الشرطة لم يصلهم الخبر ولكن هنا بالوزارة بالتأكيد انه وصل وعدم حضور الاجتماع هو أول الدلائل.
عاد الجميع من الاجتماع , حاول عبد السلام أن يفك شيفرات الهمسات المتبادلة بين زملائه , فهم من كانوا يعتبرونه في السابق حرفا ناقصا ومواطن بدون ولاء , في قرارة نفسه كان يقرا الشماتة في عيونهم.
بتجهم وضع المراسل المغلف الورقي الوحيد على مكتبه وعلى غير العادة , بشدة اخذ قلبه ينبض , شعر انه قرار الفصل من العمل , فالدوائر الحكومية لا تقبل غير المواطنين , بارتباك شديد اخذ يقرأ ما تضمنه المغلف.
بذهول فرح.... وقف فجأة .
لم يخفي فرحة غامرة في قلبه ,حين استقبل عبد السلام خبر ترفيعه إلى درجة رئيس قسم .
نظر إلى من حوله , الجميع يبتسم , المراسل يوزع على الجميع العصائر الباردة والابتسامة تملأ وجهه النحيل.
أنست الفرحة عبد السلام قرار سحب الجنسية, كما أنسته المصيبة في البداية أن يكمل الاستماع للإذاعة ليعلم بأنها كذبة أول نيسان.