الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

البؤساء بقلم : محمد يوسف جبارين

تاريخ النشر : 2010-05-15
البؤساء بقلم : محمد يوسف جبارين
البؤساء

بقلم : محمد يوسف جبارين( أبوسامح)..أم الفحم..فلسطين

وددت لو أرى ذلك المقلاع الذي قيل عنه ، بأنه لا مثيل له ، في كل مقاليع البؤساء في الأرض . فانطلقت الى أهلي الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق ، فاتخذوا من الأكواخ والخيام رمزا لعدم الثبات ، ولعدم الاستقرار في المكان ، وعنوانا للعودة الى الربوع ...
أولئك البؤساء الذين اتحدت أحلامهم بأحلامي وآمالهم بآمالي ، ومشاعرهم الوجدانية بمشاعر وجداني ، أولئك أحبابي الذين وضعوا طاقاتهم كلها في خدمة المبادىء التي ترسخت في عقولهم وفي نفوسهم ، حتى أنهم اذا باتوا ليلة عاشوا العودة في أحلامهم ، واذا أصبحوا انصرفوا الى بناء جسر العودة بأفكارهم وأموالهم وأرواحهم .
أولئك الذين ما يأسوا رغم الرزايا والبلايا التي حلت بهم .
التقيت البؤساء في مخيماتهم – ويا ما أروع ما رأت عيناي – وجدتهم يتحصنون بالحق وينزعون الحجارة عن مقاليعهم .. ويتأملون ، ويتصابرون .. وهو صبر فتشت عنه في نفوسهم ، فوجدته يعني ثبات الارادة على عناق آلامال في الحرية ، وثبات النزوع الى بذل كل متاح في حث السير ، على درب الخلاص من الواقع المرير، زحفا لا ينقطع ، نحو تفكيك العقبات التي تعترض ، وصولا الى سقاية الآمال التي تعمر النفس ، باجراء تبديل في الظروف القائمة ، بعثا وتنشئة لأخرى غيرها ، يتأتى في خلالها ترجمة حنين يأسر النفس الى شروق الحرية ، كنتاج عزم جماعي لا يكل ولا يلين في الاستجابة لكل ما يتوارى بالظلام ، باستدناء شمس الحرية من شروقها ، فنرى اليهم في أقوالهم ، وفي أفعالهم ، فكأنهم الارادة الواثقة من استوائها على مرادها ، وذلك على الرغم من كل الأهوال التي تحط لهم على الدرب وتنزل عصفا بهم ، فليس يتراءى لهم ، في غمرة ذلك كله ، سوى أن عبور جسر العودة مسألة ارادة ووقت ، ويعود للحياة خلاصها من أسرها ، ويعود للشرق صفاؤه ، فلقد عبر عابرون بكل ظلام ولم يمكنهم سوى أن يشربوا من ظلامهم ويفروا ، مثل غبار تحمله الريح ويسد الأفق ، ثم تتبدد كتله ، وتتلاشى بطيئا ثم تندثر ، فأي صلابة ارادة ، وأي مضاء عزيمة ، وأي نبل شكيمة ، وأي ايمان بالحق والعدل والحرية ، في مقابلة باعث الهوى ، فأي نوع من المخلوقات هؤلاء ؟! .
انهم يستعذبون العذاب في سبيل الحق ، ويتواصون كأنهم البنيان المرصوص ، ويتراحمون ، ويتسابقون الى الجنة ...، فذاك طفل بيده تمرات يتمتم ، بخ بخ ، أليس بيننا وبين الجنة الا أن نرشق هؤلاء بالحجارة ؟ فيلقي بالتمرات أرضا ويسارع الى الجنة ، وكأنما هو تمثل جند الله في عين جالوت .
وتلك فتاة راحت تذود ، بكل عناد الأحرار في مواطن الحق ، عن فتى أسمر راح هو يتمرغ بدمائه ، وقد نزفت من فمه من أثر رصاصة زرعتها قوى الظلام عن بعد في فكه الأيسر .
ولما حاولت الفتاة ، أن تشرح أسباب صلابتها ، في ذلك الموقف الذي نجحت فيه ، بمنع الفتى من أن تصل اليه قوات الظلام ، فتأخذه أسيرا .. قالت بأنها تذكرت في تلك اللحظات معركة أحد ، ولا تدري لماذا اعتراها احساس ، بأن لا يجب ان تكون هي أقل بسالة من نسيبة المازنية .
وذاك رجل سمعته ينادي النساء ، اضربن يا بنات يعرب ، فلا أقدس من العروبة والاسلام لواء نزرعه فوق هذه الربوع ، وآخر كهلا سمعته يصرخ بملء شدقيه ، اضربي يا عفراء ، فهذا زمان لا يتطهر فيه التراب الا بالتراب ، وترد هي عليه ينصرك الله يا خالد بن الوليد .
وعلى البعد رأيت فتى عاري الصدر ينقض كما الشهاب الثاقب ، سألت ، من يكون ؟! قالوا: ضرار ، أولا تراهم يفرون من أمامه ؟ . قلت ومن تكون تلك الفتاة التي بيدها عصا ، تكر ولا تفر ؟ ، قالوا : تلك خولة أخت ضرار ، ألم تكتب الصحافة عنها ؟! .
زاد انبهاري الى أن تحولت دهشة عقلي الى ذهول ، لم أنفك منه الا بتلك الأصوات المتلاحقة التي دقت على أذني ، فانتبهت ، فاذا به طفل يقول لي : فما بالك شارد الذهن ؟ الى أين تأخذ بك عملية التفكير ؟ ، قلت أندهش لما تراه عيناي من صور الماضي المجيد ، ومع ذلك فالحقيقة الموضوعية تؤكد على أن كل ما أراه أمامي واقع في الواقع الذي نحياه ، فكيف سبيلي الى الفهم ؟! ، قال : الناس هنا تحولوا الى أوعية للقرآن ، فراحوا يدبون على الأرض كما كان يدب على الأرض أجدادهم ، ومن هنا تشابهت صور أشرقت في الماضي بصور تشرق في الحاضر . وبرغم أن هناك فروقا طفيفة بين الصور ، الا أننا لا نستطيع أن نرد هذه الفروق الى المبادىء فقط ، وانما أيضا الى الطبيعة البشرية ، والى تبدل أحوال الأرض في الزمان ، والى مدى انفعال العقل بالطبيعة ، ويكفي ما نحن فيه دليلا على أننا بدأنا بالفعل في بناء حضارتنا الماجدة من جديد . فهذا البناء من مهمة أهالي المخيم ، قلت : فأين الحضارة التي تتكلم عنها ؟! ، قال : ويحك .. أو ليس التحرر والتحرير هما القاعدة الأساسية التي تقوم عليها حضارتنا ؟ ، قلت : بلى .. فالحرية أولا ، قال : ونحن الآن في مرحلة وضع القواعد ، سألته ، فمن أين كانت البداية الحقيقية ؟ ، فسارع هو الى الاجابة بقوله : من هناك ، حيث يجب أن تكون البداية ، قلت : فمن أين ؟ ، قال : هناك في الفكر والروح والوجدان ، بدأنا في بناء حضارتنا ، ومن هناك انبعثنا ، فشرعنا في اجراء جراحة سياسية في الوجود من حولنا ، قلت : فما علاقة الايمان بالحضارة ؟ ، قال : أعطني ايمانا أعطيك ثورة ، والثورة ضرورة انبعاث وقيام للحضارة ، وفي كل الأحوال ، فالايمان يملي ضرورة التزود بتصور شامل متكامل للحياة ، وللكون كذلك من حولنا ، بما في ذلك مستقبلنا في هذه الأرض . بمعنى أننا يجب أن نفهم بأن دولة الاسلام انما هي الضرورة القصوى التي يلح عليها الايمان ، وذلك تنفيذا لما استقر عليه العقل من اختياره الاسلام دينا ، واننا لكي نطبق الاسلام ونحياه ، انما يتوجب علينا أن نعمل سوية كجماعة بشرية واحدة ، حرة الاختيار ، حرة الارادة ، طليقة القدرة ، وذلك لكي نقدر على تنظيم جهودنا وبذلها في بناء حضارتنا . وأيضا لكي نستطيع أن نسهم في اثراء الحضارة الانسانية . اذن فحاجتنا الدولة التي لا مفر لنا منها ، ليس الا لكي تنتظم أمورنا ، ولا بعد ذلك من مناص أو مفر من الأرض كبقعة جغرافية ، لا بد منها لتقوم هذه الدولة أو هذا النظام فوق ربوعها ، تلك حاجتنا ، وليس بيننا وبين حاجتنا ، الا أن يضغط الايمان بنا على القيود التي تحول بيننا وبين حاجتنا .
وهنا وفي هذه اللحظة بالذات ، اذا بها اشارة تأتي الى الطفل من أخ له في الكفاح ، تقول له أن تعال سريعا ، فيسارع هو بمشاعرة الى أخيه ، بينما كان لسانه يستودع في عقلي قوله : اكتبوا عنا كثيرا ، اجعلوا الكتابة عن الانتفاضة صنعة ليلكم ونهاركم ، اكتبوا الحقائق كما ترونها بأم أعينكم ، فان حالوا بينكم وبين الوصول الينا فاصنعوا صور الحقائق بأقلامكم ، وكفاكم الحقائق كاملة غير منقوصة ، اشرحوا سيل الدم الذي يسيل من بطون وأكباد شعب فلسطين ، اشرحوا ذلك الى كل عقل في هذا العالم ، خاطبوا عقول العالم وخاطبوا غرائز العالم – وما أسهل الحديث الى غرائز الناس ، وما أصعب الحديث الى عقولهم - سيطروا على صحافة العالم ، بل على وسائل الاعلام العالمي كلها ، فالرأي العام العالمي قوة جبارة تتحكم بمصائر الشعوب ، وتحركها كيف تشاء ، وتعالوا الينا بهدية نحن بانتظارها ونريدها ، وهي قوة الضمير العالمي ، وقد صحت من غفوتها ، لتنحاز بكل عنفوانها الى جانبنا .
وراح يسارع بخفة الطير الى العطاء ، تأخذ به قدماه الى أخيه في الكفاح ، وفي أعماق وعيه يتمنى أن تكون في انتظاره مهمة شاقة ، تزيد في احساسه بقدرته على العطاء ، وتزيد في فرحته حين الأداء .
وللأمانة فقد كانت كلمات الطفل تدق على الذاكرة ، فتعيد الى نفسي ذكرى طفولة تمردت ، وراح يكبر تمردها الى أن طوت جاهلية عمياء في رمال الصحراء ، وغير ذلك استفسار راح يعتور كياني النفسي كله ؛ فلماذا جاء هذا الطفل متأخرا في الزمان ؟ ، لماذا لم يأت منذ زمان بعيد ، والى الساحل ، ليصد كتل الظلام الزاحفة نحونا ؟ ، لماذا ظل ينتظر حتى أرخى الظلام سدوله على الأرض كلها ؟ ، هل كان ينقصه الايمان ؟ ، أم كان ينقصه التنظيم والانضباط في نظام مقاومة يشمل الجماهير الشعبية كلها ؟ ، أم أنها كانت تنقصه هذه كلها ؟ .
لقد تهيأ لي في زحمة تلك التساؤلات ، التي راحت تتكاثر في تلك اللحظات في ذهني ، بأن الطفل كان على موعد مع دوره في تحريك حركة التاريخ ، ولهذا ظل هناك يتربع في قلب الأمل الكامن في أعماق اليأس ، الى أن اشتدت وطأة الظلام ، واشتد معها اليأس حتى ظنت قوى الظلام ، بأنها أوشكت أو كادت توشك أن تعتصر بالعنف جذوة الحياة وتلغي وجودها ، فاذا به اليأس لا يمكن له الا أن يكون يائسا ، واذا به الطفل يشع بخيوط الأمل في كل اتجاه ، يمزق بها ظلمات اليأس ، ويطوق بعزيمته وصبره واصراره تلك اللفائف من الظلام ، ليأخذ يلقي بها غدا في نفايات التاريخ .
وعلى قدر انبهاري بقدرة الطفل ، على استنهاض قواه الروحية التي ظلت مدفونة في داخله زمنا طويلا ، وعلى قدر اعجابي بقدرته على حرف التاريخ عن مساره ، على قدر ما اكتنف الأسى نفسي حزنا على أعراب وعرب تخدروا – في الوطن العربي – في تدبيج قصائد المديح في الطفل ، وهم عاجزون أو لا يجرؤون أن يتظاهروا أو يحركوا مظاهرة واحدة ، يسندون بغضبها المتفجر سيل الدم في ربوع أرضنا الطيبة ، وربما يكون ذاك هو الأسى الذي فاض في زفرات من نفوس كثيرة راحت تتساءل قائلة ، هل هو الطفل المارد بحاجة الى صفات البطولة تأتيه من قاعدين ؟ ، بل الطفل يريد أن يرى أمته الى جانبه ، فلا قاعد منها ولا قعود .
مشيت مثقلا بهموم الثورة في ربوع بلادي ، أتمنى لو أن هذا الطفل يغدو مدرسة يتخرج منها الأطفال في ربوع الجغرافية العربية والاسلامية كلها .
وبينما أنا كذلك أتمنى وأشق طريقي بعيدا ، عن ذلك الموقع الذي كان يطل على ذلك الطريق ، الذي تركه الأطفال ، دون اغلاقه بالصخور ، ليتاح منه الفرار لقوات الظلام ، كانت تلابيب الظلام المدفونة عند الشفق الأحمر تدل على أن سكونا مقبلا ، وسكينة تنتظر أهالي المخيم في ليل ، سوف يكون مناسبة تعانق عيون الأطفال فيها جمال النجوم في أعماق السماء .


وما لبثت دقائق معدودات غارقا في الأمل ، وفي هموم الأمل ، حتى رأيت في سفح الجبل فتيانا أربعة ، قد نال منهم العطش ، بعدما مهمات صدامية طال وقتها ، فلما جاءوا بالماء اليهم ، أخذ الواحد منهم يدفع بالماء الى الآخر ، والى أن تقدم فحسم الأمر بينهم أخ لهم في الكفاح ، دمعت عيناه لمشهد من تراحم بين اخوة كفاح ، مؤمنين بصدق قضيتهم وعدالتها .


رأيت - بعد ذلك – واحدا من الفتيان الأربعة ينهض من مكانه ويستأذن ذلك الأخ ، في حديث لم يصل الى أذني منه شيئا ، اللهم الا في اليوم التالي ، فقد شاع الخبر في المخيم بأن الفتى الأخضر قد طلب الزواج من زهوة بنت ياسر قائد المخيم – ووافقت الفتاة على الزواج من الفتى على أن يكون مهرها حفظ سورة البقرة ورشق ألف حجر ، فلما فوجئت الفتاة بأن الفتى الأخضر قد استوفى شروطها ، من فبل أن يطلب يدها ، اقيم حفل زفاف ، هو بمثابة ذكر لبطولات الشهداء ، وعرض بسيط لمقاليعهم ... ، وفيما أذكره عن تلك الليلة ، أني سألت القائد ياسر ، عن السبب الذي أدى الى اطلاق اسم البؤساء على المخيم ، فاجأبني بهدوء نادر ، قائلا : يا بني ، من الأسماء ما هو نداء نتوجه به الى عموم أبناء شعبنا ، وهذا هو شأننا مع اسم البؤساء ، فشظف العيش واجب تفرضه الانتفاضة ، وهو ولا شك مجاهدة للنفس ، لكن هذه المجاهدة لا يجب فصلها أبدا عن دور المقلاع في الانتفاضة ، وما لنا حيال حصار تلو حصار تفرضه قوات الظلام علينا ، الا أن نعتاد شظف العيش دعما اقتصاديا للانتفاضة ، ولا أقل من أن تفهم دوافع قوات الظلام الى قطع المياه ، والى حصارات التجويع ، لتجد شعار البؤساء شعار ضرورة لدعم الانتفاضة .
في صبيحة اليوم التالي كان لقائي الأخير مع المقلاع الذي كان قوة اجتذابي الى مخيم البؤساء . قرأت المكتوب عليه والذي يكتبه ، فاذا به الانتماء وتحقيق الانتماء . سألته عن الخماسية التي ذاع ذكرها في البلدان ، فقال: الصلوات خمس وأصابع اليد خمسة ، والخماسية هي الأرض والانسان والقرآن واللغة العربية والتاريخ ، ولذلك أقوم برشق الحجارة الخمسة دفعة واحدة ، فحجرا في وجه من اعتدى على الأرض ، وحجرا في وجه من ظلم الانسان ، وحجرا في وجه من تطاول على القرآن ، وحجرا في وجه من هزء باللغة العربية ، وحجرا في وجه من زيف التاريخ ، فهي خماسية البؤساء في الدفاع عن الانتماء .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف