رسالة... ( رواية مأساتي )
في رسالةٍ عنوانها الأمل، أخطُّ كلماتِ بوحي لأُقرِء العالم سطورَ مأساتي، لستُ أبكي فيها بل أهشُّ بها قطيعَ الأسى الذّي يرتاع في قلبي، علّهُ بذلك يهجُرُ مزرعتي و يترُكُ طيور السّلام و الهناء تحلّقُ في سمائي، سـأصرُخ في رسالتي.. ساُسمِعُ الكلّ صدى أحزاني.. و سأتركُ في الأذهانِ قصّتي، ستبق راسِخةً لن تمحوها أيدي الحدثانِ و لا رواسي الأحداثِ، لأنّها روايةٌ تحملُ كلّ معاني الآلامِ، روايةٌ حقيقيّة عشتها و أنا ما أزال في عمر الأزهارِ، عشتُها بدموعي و جروحي و أحزاني..
اعذروني يا رفاقي، فالعمرُ يفنى و الجرحُ في قلبي مازال كما هوَ، تمرُّ السّنين على شيبي و النّزيف أبى أن يتوقّفَ سيلهُ في روضتي، اسمعوني.. اسمعوني و لا تبكوا فالبكاء على حالي يزيدُ من أحزاني.. فأنا عبدٌ قد جرفَ الطّوفان يوم جنَّ جنونه في قريتي سعاتي و حطّمَ كلَّ أحلامي، أنا أقولُ هذا حظّي و قدري.. و العالم يقولون، بلا.. هو ابتلاءٌ من ذي القوّةِ و الجبروتِ..
عن أيِّ مأساةٍ سأحدّثكم، عن فسادِ البلادِ و الحكّامِ، أم عن خصامِ الأهلِ و الجيرانِ، عن دينِنا الذّي قصفت بهِ أحكامُ التحضُّرِ، أم عن حبِّي و مآسي العشقِ الذّي يثور جنونهُ في قلعةِ قلبي..
هَجَرَتْنِي، تَرَكَتْنِي، و بَاعَتْنِي بعدما أهديتها عربون محبّتي، أخذت قلبي و تفكيري فحطّمت بعد الألفة أحلامي.. صدّقتُ دموعها، صدّقتُ بكاءها، و يا ليتني لم أصدّقها، كتبتُ على الجدران اسمها، رسمتُ في علياء السّماء بالنّجوم صورتها، و يا ليتني لم أعطها ثقتي التّي خانتها..
ما هذه الدّنيا؟.. ما هذا النّحس الذّي ما يزال يطاردُ أجنحة سعادتي؟.. ما هذا الجرمُ العظيم الذّي ارتكبتُ حتّى أستحقََّ كلّ هذه المعاناة؟.. لا.. لم أقتل نفسًا، لم أفصل رضيعًا عن أمِّهِ غصبًا أو كُرهًا، فلِمَ يا قدرُ أنهكتَ قواي في معركةٍ خسرتها مُذْ بدايتها؟.. و لِمَ يا أيّامُ لم تشفقي على عبدٍ لم يُرِدْ من الحياةِ سوى ساعةٍ يضحكُ فيها و يسعدْ؟..
و أنتِ يا من بعتُ من أجل سعادتها كلّ العالم، أنتِ يا مَنْ من أجلها دُسْتُ على مبادئي و أسكنتُكِ قلبي، أخبريني.. ماذا فعلتُ لكي؟.. ماذا صنعتُ من خلفكِ؟.. لم أخُنكِ، لم أخدعكِ، كلُّ ما فعلتُهُ هو أنّي أحببتُكِ إلى حدِّ الجنونِ، كلّ ما فعلته هو أنّي عشقتُكِ حتّى أصبحتُ لا أستطيعُ العيش من دونكِ..
لا لستُ أبكي، و لن أبكي، فيومَ ولدتُ قطعتُ عِرْقَ الدّموعِ من عيني، قُتِلَتْ مشاعري، تحطّمت أسوار قلعتي، و سقط ذلك الصّرحُ العظيم الذّي وعدتُكم بِبِناءِهِ يا رفاقي..
أينَ أنتَ يا يومًا أسكُنُ فيه رمسي؟.. أرجوكَ توقّف عن التعمير يا عمري، لم أعدْ أتحمّل، نفذَتْ دِنَانُ صبري، و لم يبق لي في الأرض غير قبري...
هذه رسالتي، اقرؤوها و لا تبكو، فالبكاء سَيُزِيدُ من أشجاني و آلامي، قصُّوا قصّتي على بني البشرِ، و قولوا للرّجالِ: " ويلَكُم، لا تصدّقو دموعَ النّساءِ ".. هذا آخرُ أيّامي، سأُسْدِلُ السِّْتار على روايتي، فلا تنسوني يا رفاقي...
في رسالةٍ عنوانها الأمل، أخطُّ كلماتِ بوحي لأُقرِء العالم سطورَ مأساتي، لستُ أبكي فيها بل أهشُّ بها قطيعَ الأسى الذّي يرتاع في قلبي، علّهُ بذلك يهجُرُ مزرعتي و يترُكُ طيور السّلام و الهناء تحلّقُ في سمائي، سـأصرُخ في رسالتي.. ساُسمِعُ الكلّ صدى أحزاني.. و سأتركُ في الأذهانِ قصّتي، ستبق راسِخةً لن تمحوها أيدي الحدثانِ و لا رواسي الأحداثِ، لأنّها روايةٌ تحملُ كلّ معاني الآلامِ، روايةٌ حقيقيّة عشتها و أنا ما أزال في عمر الأزهارِ، عشتُها بدموعي و جروحي و أحزاني..
اعذروني يا رفاقي، فالعمرُ يفنى و الجرحُ في قلبي مازال كما هوَ، تمرُّ السّنين على شيبي و النّزيف أبى أن يتوقّفَ سيلهُ في روضتي، اسمعوني.. اسمعوني و لا تبكوا فالبكاء على حالي يزيدُ من أحزاني.. فأنا عبدٌ قد جرفَ الطّوفان يوم جنَّ جنونه في قريتي سعاتي و حطّمَ كلَّ أحلامي، أنا أقولُ هذا حظّي و قدري.. و العالم يقولون، بلا.. هو ابتلاءٌ من ذي القوّةِ و الجبروتِ..
عن أيِّ مأساةٍ سأحدّثكم، عن فسادِ البلادِ و الحكّامِ، أم عن خصامِ الأهلِ و الجيرانِ، عن دينِنا الذّي قصفت بهِ أحكامُ التحضُّرِ، أم عن حبِّي و مآسي العشقِ الذّي يثور جنونهُ في قلعةِ قلبي..
هَجَرَتْنِي، تَرَكَتْنِي، و بَاعَتْنِي بعدما أهديتها عربون محبّتي، أخذت قلبي و تفكيري فحطّمت بعد الألفة أحلامي.. صدّقتُ دموعها، صدّقتُ بكاءها، و يا ليتني لم أصدّقها، كتبتُ على الجدران اسمها، رسمتُ في علياء السّماء بالنّجوم صورتها، و يا ليتني لم أعطها ثقتي التّي خانتها..
ما هذه الدّنيا؟.. ما هذا النّحس الذّي ما يزال يطاردُ أجنحة سعادتي؟.. ما هذا الجرمُ العظيم الذّي ارتكبتُ حتّى أستحقََّ كلّ هذه المعاناة؟.. لا.. لم أقتل نفسًا، لم أفصل رضيعًا عن أمِّهِ غصبًا أو كُرهًا، فلِمَ يا قدرُ أنهكتَ قواي في معركةٍ خسرتها مُذْ بدايتها؟.. و لِمَ يا أيّامُ لم تشفقي على عبدٍ لم يُرِدْ من الحياةِ سوى ساعةٍ يضحكُ فيها و يسعدْ؟..
و أنتِ يا من بعتُ من أجل سعادتها كلّ العالم، أنتِ يا مَنْ من أجلها دُسْتُ على مبادئي و أسكنتُكِ قلبي، أخبريني.. ماذا فعلتُ لكي؟.. ماذا صنعتُ من خلفكِ؟.. لم أخُنكِ، لم أخدعكِ، كلُّ ما فعلتُهُ هو أنّي أحببتُكِ إلى حدِّ الجنونِ، كلّ ما فعلته هو أنّي عشقتُكِ حتّى أصبحتُ لا أستطيعُ العيش من دونكِ..
لا لستُ أبكي، و لن أبكي، فيومَ ولدتُ قطعتُ عِرْقَ الدّموعِ من عيني، قُتِلَتْ مشاعري، تحطّمت أسوار قلعتي، و سقط ذلك الصّرحُ العظيم الذّي وعدتُكم بِبِناءِهِ يا رفاقي..
أينَ أنتَ يا يومًا أسكُنُ فيه رمسي؟.. أرجوكَ توقّف عن التعمير يا عمري، لم أعدْ أتحمّل، نفذَتْ دِنَانُ صبري، و لم يبق لي في الأرض غير قبري...
هذه رسالتي، اقرؤوها و لا تبكو، فالبكاء سَيُزِيدُ من أشجاني و آلامي، قصُّوا قصّتي على بني البشرِ، و قولوا للرّجالِ: " ويلَكُم، لا تصدّقو دموعَ النّساءِ ".. هذا آخرُ أيّامي، سأُسْدِلُ السِّْتار على روايتي، فلا تنسوني يا رفاقي...