الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

من داخل الكفن ( 3 ) بقلم:عبدالرحمن هويش

تاريخ النشر : 2010-05-15
من داخل الكفن ( 3 ) بقلم:عبدالرحمن هويش
من داخل الكفن ( 3 )

بقلم : عبدالرحمن هويش


متى سيتم الدفن؟!
- هذا صوت الملا ( امين ) امام الجامع…ولكن ماالذي جاء به الى هنا ؟
- لقد ارسلنا من يحفر القبر وسيتم الدفن غدآ فجرآ ان شاء الله فالساعة الان العاشرة ونحن ننتظر اخيه( حازم ) من بغداد فقد اتصلنا بوحدته العسكرية وطلبنا منهم ارساله كي يحضر دفن اخيه.
- ماهذا هل سيدفنوني في الصباح.. الساعة الان هي العاشرة ليلا يعني انه بقي لدفني سبع اوثمان ساعات فقط…يجب ان استغلها لتحريك اي جزء من جسمي.
لقد فهمت الان ... ان هذا الضباب الذي حولي هو كفني نعم انه الكفن..ولكن متى نقلوني من الدائرة وكيف ومتى غسلوني وكفنوني بهذا الكفن وكيف لم اشعر بذلك ؟! وكيف لم يعرفوا هم اني لم امت فانا احس بقلبي يعمل... ونفسي يذهب ويجئ لكن ببطئ شديد. إلا انني لااستطيع تحريك اي عضو من اعضاء جسمي ، كما اني لااحس بها وكانها قد قطعت او لا وجود لها ، ساحاول ان احرك رجلي ،اي رجل منهما المهم ان تتحرك او احدى يدي... ولكن انا لااستطيع تحريك جفوني.
لافائدة فانا لااستطيع تحريك اي شئ او حتى اصدار اي صوت.يالهذه الدنيا التي لايحس بحلاوتها وقيمتها إلا من يشرف على فقدانها فلو كنت الان بكامل قواي لجلست مع زوجتي وابنائي وتسامرنا حتى الصباح او قمت بزيارة بيت اهلي وجلست مع امي او اضع راسي بحضنها وانام وانا اسمع كلامها الجميل ولطلبت منها ان تقول لي ماتريد لاجلبه لها في الصباح ،او ان ازور اخي( فريد ) واصالحه واقبل راسه فهو زعلان مني منذ ان رفضت ان اعطيه الفلوس التي طلبها مني ولاعطيته اياها،وفي الصباح اخذ زوجتي واولادي الذين ازعجتهم بصياحي ومزاجي الثائر دومآ وكلامي عن العمل وعن المشاكل والهموم التي اتعرض لها،لاخذتهم في سفرة لمدة عشر ايام الى احدى المدن السياحية.
ولكن ماالفائدة وهذا القماش الابيض يحيط بي والادهى من هذا هو انه سيتم دفني صباحا وانا حي اذا لم استطع تحريك جسمي او اصدار صوت يسمعوه او حتى التنفس بقوة ليلاحظوه.
- ترى اذا استطعت ان اقوم بهذا واكتشفوا اني حيآ ورجعت كما كنت هل سارجع الى نفس حياتي سابقآ حيث الهموم والمشاكل التي لاتنقطع والركض من اجل ..من اجل ماذا؟!فها انا ممدد وقد ادفن في الصباح..وحتى ان رجعت كما كنت فلابد ان ياتي يوم امدد فيه داخل كفن كهذا ولن تكون هنالك رجعة الى الابد..فانا لن اخلد لان الموت حق على كل انسان ،..ولكن على الاقل ليس الان لاني..لاني ماذا ؟! هل لاني لازلت شابا ولم ارى من الحياة كل مافيها ولان ورائي زوجه واطفال ، ام لاني لم اتهيأ للحياة الثانية ولم انفذ تعاليم الله والتزم بها..ولكن اذا رجعت كما كنت وعشت سنوات اخرى فهل ساشبع من الحياة او هل سارى كل مافيها..واذا جاءتني ساعة الموت بعد هذه السنوات هل ساكون بدون زوجة او اطفال واهل واصدقاء وحتى ان رجعت هل سانفذ كل مايامر به رب العالمين والتزم بكل تعاليمه واحارب ماينهي عنه ام اني سابقى لفترة من الزمن عابدا مخلصا لحين نسياني لهذا المقام ثم ارجع لى حيث كنت.
- في امان الله.
- انه (مزهر)نعم هو ذهب لينام ،فالنوم احسن من الجلوس امام رجل مكفن.ولكن لماذا النوم..انه محسوب ضمن العمر..عمر الانسان لماذا لايستغله بالعيش فالنوم كالموت او كما يسموه الموت الاصغرلماذا لايستغله الانسان اكبر استغلال كان يذهب للتجوال في المدينه والتمتع برؤية شوارعها وازقتها وبيوتها وتنشيط الرجلين بتحريكهما وملئ الرئة بالهواء النقي .
لا فمزهر ذهب لينام حتى يصحا مبكرا حيث يذهب الى معارض السيارات ويشتري هذه السيارة ثم يبيعها ليشتري الأخرى وهكذا الى ساعة الغروب حيث يأتي بمبلغ جيد من المال الذي أصبح لديه كمية منه تكفي لمعيشة مئة فرد ولمدة مئة عام.ولكن لماذا؟ما هو طعم الحياة كهذه النهوض منذ الصباح والجري وراء المال والصياح والجدال والقسم غير الصحيح ثم الرجوع للنوم ما طعمها؟الا يراني ممدا وقد كنت مثله او اقل منه ركضا..ألا يفكر ان هذا هو مصيره وان عليه ان يستغل منحنى حياته قبل ان يصل الى نقطة النهاية والبداية_العدم_الا يعرف انه سيأتي يوم يمدد فيه مثلي هكذا وقد يكون قريبا ولابد ان يأتي.نعم انه لا يفكر بذلك لأنه مشغول بهموم مشكلة اللا حياة_الحياة التي لن يفكر احد باستغلالها قبل الوصول الى ما أنا فيه إلا من يقع على فراش الموت.
انه موقف مهول ان تكون ممددا لا حول لك ولاقوه وملفوف بقماش ومن حولك اهلك وأصدقائك وأقاربك جالسين يتكلمون عنك وعن هذه الحياة وكان الذي حصل لك لن يحصل لهم او كأنك خرجت من الطريق وحصل لك ذلك وهم لن يخرجوا عنه ولن يحصل لهم ذلك.
وفوق الذي يحصل لك وأنت ممدد ولا تستطيع حتى توديعهم فانك ان كانت أعمالك سيئة في حياتك فانك ستواجه رجالا أشداء يضربونك على وجهك ودبرك ليأخذونك الى عذاب النار..تصور انك الآن بين مجموعة من الرجال الذين لا يعرفون غير تنفيذ الأمر. لا يتكلمون وليس لديك اية قوة على اي واحد منهم ،وهم يجرون بك الى نار هائلة مشتعلة معدة لصهر الحديد ويرموك بها.
انه شئ مخيف جدا ولكن ما العمل ووقت العمل قد ذهب ولن يعود.
يا ترى لو أن قواي رجعت لي الآن وعدت كما كنت بكامل صحتي ما الذي سأعمله وهل سأرجع كما كنت،صباحا في العمل وبعد نهاية الدوام أأكل ثم أنام حتى يحين موعد العشاء فآكل واشرب الشاي ثم أشاهد التلفزيون او اجلس مع زوجتي وأطفالي أوجه هذا واضرب ذاك وقد يصل بي الحد الى الصياح والزعل والهم لان احد الأولاد قام بشئ ما او أن فلان من الناس أصبح في مكان ما او حصل على شئ ما لم يكن يستحقه ومن ثم الذهاب للنوم مرة أخرى وقد أقوم بقراءة مجلة او بعرض صفحات كتاب.أأرجع كما كنت؟كلا فلابد من تغيير منهج مشكلتي(حياتي)واستغلالها اكبر استغلال فان قدر لي ورجعت للحياة الآن فلابد ان يأتي يوم امدد هكذا ولن ارجع مرة أخرى ولكن كيف أغيرها واستغلها بحيث أني لو تمددت مرة اخرى داخل كفن كهذا أنام مرتاحا ولا أفكر بالعودة مرة ثانية او لأقول لا اندم على شئ وإلا فان التفكير بالعودة لابد وان يمر بي.
فالحياة مهما كانت ومهما تشكلت فانها تبقى افضل من الجهول!؟ولكن مالذي اغيره في حياتي ،هل اغيرها كلها بحيث اصبح لاانام كي لاتفوتني لحظة منها دون عمل اقوم به؟ولكن ماهي الاعمال الدنيويه التي تستحق القيام بها مادام ان اي عمل اقوم به سينتهي بنهاية حياتي واذن فالاعمال لاتنتهي ولاجدوى منه لان اي نتيجة تتحقق فهي لاشئ عندما يحين موعد مغادرة الدنيا فهل هنالك اعمال يمكن ان تجني شيئا في الحياة وبعد نهايتها نعم فهنالك الكثير من الاعمال التي يمكن ان تكون لها نتيجة بعد حياة الانسان كتنفيذ شعائر الله والامر بالخير والتودد الى الناس وعمل الخير لهم.
والان لاحدد حياتي بعد رجوعي والا فانا لاداعي لرجوعي ان بقيت حياتي كما هي لانه سياتي اليوم الذي اكون فيه بنفس هذا الحال حتى وان كان بعد عشرة او عشرين سنه فان الوضع نفسه بل على العكس قد تكون الهموم اكبر والخوف من المجهول(الحياة الثانية)اكبر واذا فالتخلص من الحياة الان بشكل افضل فان استطعت ان احدد حياتي الان بشكل افضل فاني سابذل كل جهدي بل يجب ان اتحرك ويعرف الموجودين اني حي وان لم استطع تحديد منهاجا لحياتي الجديدة بحيث يكون افضل واحسن ولا يجعلني في هذا الموقف الخسران في الحياتين الاولى والثانية فان بقائي في هذا الكفن افضل لي واحسن والا كانت حياتي القادمة كالغريق الذي سقط من سفينة محطمة وسط البحر ولايعرف السباحة ثم يجد مسافة قد تكون عشرة او عشرين مترا يستطيع فيها التنفس ليرجع بعد ذلك الى الغرق.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف