الأخبار
الاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوعنعيم قاسم: لن نكون جزءاً من شرعنة الاحتلال في لبنان ولن نقبل بالتطبيعفتوح: تهجير عشرات العائلات من عرب المليحات امتداد مباشر لسياسة التطهير العرقي والتهجيرالنيابة والشرطة تباشر إجراءاتهما القانونية في واقعة مقتل شابة في مدينة يطا
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قراءة في كتاب..الخليل عربية إسلامية للباحث محمد ذياب أبو صالح عرض وتعليق:د. إدريس جرادات

تاريخ النشر : 2010-05-12
قراءة في كتاب..الخليل عربية إسلامية للباحث محمد ذياب أبو صالح عرض وتعليق:د. إدريس جرادات
قراءة في كتاب...
الخليل عربية إسلامية للباحث محمد ذياب أبو صالح
نحو مرجع توثيقي يشفي الغليل عن الخليل
عرض وتعليق : د. إدريس جرادات /مركز السنابل -فلسطين


صدر كتاب الخليل عربية إسلامية بحجم 333 صفحة من الحجم المتوسط للباحث محمد ذياب أبو صالح -ابن بلدة دورا الخليل والذي تدرج في عدة مراكز وظيفية في مديريتي الأوقاف في الخليل ودورا لحين إحالته على التقاعد ، وحمل الغلاف صورة ملونة للحرم الإبراهيمي الشريف والغلاف الأخير صورة الباحث ونبذة عن حياته العلمية والعملية وعضوية المؤسسات التطوعية.
أشار الشيخ يوسف جمعه سلامه القائم بأعمال وزير الأوقاف والشؤون الدينية وخطيب المسجد الأقصى في العام 2000م:"أن هذا الكتاب يعرِّف القارئ بجزء هام من تاريخ شعبنا الفلسطيني وأن في حقائقه ما يثبت أصولنا التاريخية وحقوقنا الشرعية في هذه الأرض المباركة ، فعلينا أن نحتفظ به في مكتباتنا لنعود إليه كلما رغبنا في ذلك".
أما عن الدوافع التي حفزت الباحث لإعداد هذا الكتاب،حيث لم يجد الباحث كتابا يشفي الغليل عن بلد الخليل، وكذلك الصراع الحقيقي على مدينة الخليل والرد على الإدعاءات الصهيونية والحق المزعوم وإنكار حقوق العرب والمسلمين.
في الباب الأول أورد الباحث سبب تسمية مدينة الخليل التي تقع في أحضان الجبال المطلة على البحر الميت من الشرق والبحر الأبيض المتوسط من الغرب ، والتي تزهو بالمسجد الشريف، ولولا هذا المسجد لما كان لهذه المدينة أي ذكر يتردد على مدى الأزمان، والخليل هو المحب الذي ليس في محبته خلل، وخليل الرحمن إبراهيم الخليل عليه السلام، ولها أسماء أخرى حبرون وأربع وأورد الباحث دلائل من التوراة التي تثبت الحق التاريخي للكنعانيين من سفر التكوين إصحاح 13/3 وسفر الخروج إصحاح 34/12 وسفر التثنية إصحاح 19/11 .صفحة 17-18.
ثم تسلسل في الحديث عن هجرة إبراهيم الخليل (عليه السلام) وزوجه سارة من بابل في العراق وصولا إلى الخليل وإقامته في منطقة ممرا-نمرا حاليا- حيث توفيت زوجه سارة وأنه ابتاع مغارة المكفيلا ليدفن فيها زوجه، وقد أوردت التوراة بأن الرب ظهر له عند بلوطات ممرا وهو جالس باب الخيمة . صفحة 55.
أشارت الروايات غير الصحيحة أن سيدنا إبراهيم أمر الجن لبناء الحير-السور والجدار حول القبر وروايات أخرى أن سيدنا سليمان هو الذي أمر الجن لما فرغ من بناء بيت المقدس. ولكن الباني الحقيقي للحير هو هيرودوس الآدومي في عهد السيد المسيح عليه السلام، والحير يتكون من حجارة ضخمة طول بعضها سبعة أمتار ونصف وركبت على بعض بطريقة التفريغ الهوائي على غرار بناء الأهرامات، والحير مغلق من جميع الجهات ، ويرتفع في بعض الحالات خمسة عشر مترا وجاء الرومان وفتحوا له بابا وحولوه إلى كنيسة في حالة السلم وحصنا في حالة الحرب. صفحة 61
بنيت حول السور المقبرة وبعض الدور والتي تحولت إلى قرية عرفت باسم بيت إبراهيم وأكد المؤرخ الإسرائيلي عوديد ابيشار صاحب كتاب سيفر حبرون أن البحوث الأثرية لعلماء الآثار بأن بناء الحير يرجع إلى هيرودس.
و تسلسل الباحث للحديث عن الحالة السياسية في فلسطين منذ أقدم الأزمنة ولغاية تسلم السلطة الفلسطينية مهامها وأن منطقة الخليل هي بوابة بيت المقدس وأن الحملات كانت تبدأ من الخليل باتجاه القدس.
تحدث عن الغار الشريف وزيارة الباحث له قبل العام 1981م حيث كان موظفا في مديرية الأوقاف في الخليل ويقدم وصفا لباب الغار وعدد درجاته والسرداب ووصف المغارة والفرزتان اللتان تؤديان إلى أضرحة الأنبياء حيث تم إغلاقهما بالباطون المقوى.
ثم الحديث عن صندوق العمل الحديدي ومحتوياته من أسماء وقوف وتاريخ الوقف وحدوده وموقعه وشروطه وحجج شراء لجهة الوقف وعددها 37 حجة وقفية من قرى ومزارع وعقارات وجدول من 54 قرية موقوفة على الحرم من أقضية الخليل وغزة ويافا وعجلون وجنين وطولكرم.صفحة 110-121 .
ثم أشار إلى إدارة الوقف والعائلات التي لها شرف السدانة والحراسة في المسجد وهي عشر عائلات كانت تسكن بجوار الحرم حيث ثبت صلاح الدين هذه العائلات بالوظائف والعطاء لتظل مرابطة حول الحرم مع بيان جدول بالوظائف المتنوعة والعائلات التي تخصها-صفحة 124-130.
ثم أشار إلى منبر الحرم الذي صنع من زمن المستنصر بالله الفاطمي" أبي تميم "سنة 484 هجري ونقله صلاح الدين الأيوبي إلى الحرم ومصنوع وهو مصنوع من الخشب يعتمد على أسلوب الخرط والتعشيق مم يعرف بالنقر واللسان وهو ما عرف بنظام المشربية ، ويتكون من المدخل والسلم والمنصة، وأما تكية الحرم-الشوربة- و التي تقدم الشوربة والخبز واللحم والخضار والفواكه إلى العائلات التي تسكن بجوار الحرم والى الزوار ومريدي الحرم حتى يومنا هذا وتشرف عليها مديرية الأوقاف وأورد شرحا موجزا عن دور العبادة والزوايا والمقامات في الخليل والأسواق والسبل والخانات والوكالات وعن دور لجنة إعمار الخليل في ترميم وصيانة الحرم الشريف.
خصص فصلا كاملا للاعتداءات الإسرائيلية على الحرم الإبراهيمي منذ العام 1967 ولغاية صدور الكتاب،حيث بلغت عدد الاعتداءات 666 اعتداء والاحتجاجات من خلال توجيه مئات الرسائل إلى الحاكم العسكري والإداري في الخليل وعن مجزرة الحرم الإبراهيمي والتي نفذها باروخ جولدشتاين بعد صلاة الفجر من يوم الجمعة الموافق الخامس عشر من شهر رمضان المبارك 1414 هجري وفق 25 شباط 1494م وشهداء المجزرة 29 شهيدا داخل الحرم و31 شهيدا خارجه وعدد كبير من الجرحى والإعاقات بسبب رصاص الاحتلال وعن تقسيم الحرم حيث سيطر الجانب الإسرائيلي على جميع الساحات الخارجية والمداخل وثلثي الحرم ويغلق في وجه المصلين أثناء الاحتفالات والأعياد الدينية اليهودية، وعلى مداخل الحرم كشافات وكاميرات مراقبة وأجهزة إنذار وخبير متفجرات يقوم بالتفتيش بعد الساعة التاسعة مساء يوميا وتشديد الإجراءات الأمنية في المناسبات والأعياد الدينية اليهودية وأخيرا تم تسجيله ضمن قائمة التراث اليهودي.

وبعد هذا العرض السريع يمكن الإشارة إلى الملاحظات الايجابية التالية حول الكتاب : - ِِش
1- التأريخ للحرم الإبراهيمي الشريف وإثبات عروبته بالحجة التاريخية من خلال الرجوع إلى الكتب والمصادر التاريخية.
2- اعتمد الباحث المنهج التاريخي في كتابته حول الحرم ومدينة الخليل.
3- اعتماد أسلوب التوثيق العلمي في الهوامش وكتابة قائمة المراجع في نهاية كل فصل وتجميعها في نهاية الكتاب .
وكلنا أمل أن يأخذ الباحث بالملاحظات التالية في الطبعة الثانية :-
1- الرجوع إلى المعمرين ممن تزيد أعمارهم عن 70 عاما في توثيق القصائد الشعبية والحكايات الشعبية التي ارتبطت بالغار ومغارة الماكفيلا.
2- نقل جميع الجداول الواردة في الكتاب. على سبيل المثال الجداول في صفحات 116-118 إلى الملاحق في نهاية الكتاب.
3- على الباحث الاستناد والتوسع في قائمة المراجع مثل معجم البلدان لياقوت الحموي والكتب والمخطوطات للرحالة ومنهم الدمشقي وغيره.
4- الرد على عوديد ابيشار مؤلف كتاب سيفر حبرون ودحض ادعاءاته على الخليل وأهلها خاصة الذين ساعدوا اليهود في أحداث 1929م.
وبعد هذا التعليق والعرض والتقديم كلمة حق تقال أن الباحث والمربي المتقاعد محمد ذياب أبو صالح أضاء قنديلا وشق طريقا في مجال الحديث عن مدينة الخليل والحرم الشريف وفتح المجال للباحثين والدارسين والفولكلوريين والمهتمين وطلبة العلم والجامعات لإجراء دراسات متخصصة على الحرم والخليل من كافة الجوانب.
يشكر الباحث على جهده وهو في هذا العمر الذي يزيد عن الستين عاما يبحث وينقب ويصفي ويكتب ويوثق للناشئة والأجيال القادمة بدافع وطني وقومي نحو بلده وشعبه ووطنه .
والى الأمام نحو قنديل آخر إن شاء الله .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف