بابا حسنى كثر خيرك سيبنا يا بابا نختار غيرك بقلم : احلام الجندى
بين يدى الطلب
عندما أجول بخيالى عبر الزمن خلال ثلاثين عاما مضت منذ كنت فى مقتبل حياتى العملية ، اتذكر اننى لم أكن اتابع اى شىء عن السياسة ، وغاية ما كنت أعرفه ان رئيسنا هو السيد / محمد انور السادات الذى خطط وقاد حرب النصر والعزة حرب ثلاث وسبعين – الفرحة التى لم تتم كما علمت فيما بعد بتقديمه النصر هدية على طبق من ذهب لعدونا من خلال معاهدات السلام بمباركة أمريكية -، وأعلم ايضا أن صاحب الطلعة الأولى والضربة الأولى كان اللواء حسنى مبارك آن ذاك ،الذى أمن وفتح المجال أمام قواتنا المسلحة ، ثم علمت أن الرئيس أنور السادات قد اختاره نائبا له ، وأثناء متابعتنا لمراسيم الأحتفال بعيد النصر عام 1981على ما أتذكر فوجئنا بحيود بعض الأشخاص عن المسار واتجاههم الى المنصة وتوجيههم اسلحتهم الى صدر السيد الرئيس ، نقل على اثرها الى المستشفى ووا فته المنية رحمه الله، ثم تولى بعد ذلك نائب الرئيس السيد / محمد حسنى مبارك رئاسة الجمهورية ، حقا أنا لم أتذكر ولم أكن اهتم أو ربما نسيت لطول الفترة الزمنية (ثلاثين عاما )كيف تم تولى سيادته ، المهم اننى اصبحت أعرف ان رئيسنا بعد السادات كان الرئيس حسنى مبارك ، ونظرا لأن حياتى كانت مشوارا طويلا من العمل الجاد والجهد الدؤب حتى استطيع ان أبنى حياتى أنا وزوجى ونستطيع ان نبنى بيتا كان لابد ان نقيم أى مشروع يدر علينا دخلا حيث ان رواتبنا تكاد تكفى الطعام والشراب، فكنا كلما نفشل فى مشروع ننشىء آخر ومررنا بسلسلة من المعاناه والمشقة حتى بنينا بيتا متواضعا جدا وأصبح لدينا سيارة ومصيف ، ولكن لم يكن هذا بالجهد اليسير ولكن بتأجيل الكثير من الضروريات والأساسيات وتقديم الأولويات ، وخلال عشر سنوات اسسنا فيها حياتنا كنا كما يقولون –عفوا - كالحيوان الذى يدور فى الساقية يغمى صاحبه عيناه حتى لا ينشغل الا بالمهمة المكلف بها وهى الدوران دون توقف حتى ينهى صاحبه عمله ويروى أرضه ويحقق غرضه وكانى أرى هذه الصورة متطابقة تماما مع ما تم معنا فى حياتنا فكأن هناك من اغمى أعيننا وشغلنا بهم عيشنا وحياتنا حتى لا نفوق لشىء آخر ولا نعترض على شىء فنظل نحن مشغولون وغيرنا يخططون ويدبرون ويسيرون دفة الحياة السياسية والإجتماعية والإقتصادية كما يشاءون دون معارض أو مهتم ،
ولكن الحق يقال لاحظنا الكثير من التطورات الحياتية خلال الفترات التى تولى فيها السيد الرئيس / حسنى مبارك الرئاسة فى مجال الخدمات فى كل الأتجاهات، انشاء مدارس وجامعات ،وتوفير الخدمات الأساسية للحياة والرفع المستمر للرواتب ، وتوفر وسائل الترفيه والرفاهية ، وادخال التكنولوجيا ،والتفاعل مع العالم والإنفتاح عليه الى الدرجة التى أوشكت ان تقضى على هويتنا وخصوصيتنا وعروبتنا وتاريخنا وتقمص شخصية غيرنا ،
حقا أننى غالبا لا ارى الا المضىء من الصورة ، واحاول ان أختلق الأعذار للمخطىء الى اقصى درجة ممكنة ، ففلسفتى فى الحياة أن اختلق لأخيك سبعين عذرا فإن لم تجد فلا تلومن الا نفسك ، لذلك فأنا فى راحة تامة لا أشتكى من أحد ، ولا أحقد على أحد ،ولا أشعر أننى ينقصنى شىء ،فأنا استطيع ان أدير حياتى ،وأحقق أمنياتى، دون أن اسقط تهاونى أو تكاسلى أو فشلى على أحد ، المهم ان يتوفر مناخ آمن يحفظ الأمن والسلامة للجميع ثم دعنا نعمل ودعنا نمر فلستا فى حاجة الى أحد .
ولكن قليل هؤلاء البشر الذين يستطيعون أن يعيشوا حياتهم على هذا المنوال ولا يستطيع ذلك الا من تعود منذ شبيبته على الصبر والمثابرة وتحمل المسئولية وحمل هموم الغير والتكفل برعايتهم وكل هذا قد ربينا عليه والحمد لله ، لذا نجد ان الغالبية العظمى ممن تربوا على الترف والرفاهية وقضاء الساعات الطوال أمام الفكاهات التلفزيونية والنكات العبسية والتواكل على الغير حتى بعد الإنتهاء من الدراسة الجامعية لا يستطيعون فعل ذلك ، ففى عهدنا كنا نتعلم ونجد لأننا على يقين أننا عندما ننهى دراستنا سنجد الحكومة توفر لنا عملا فكنا مطمئنين مشتاقين لذلك اليوم الذى نعمل فيه ونتقاضى راتبا مهما كان صغيرا ، المهم اننا سنشعر بالإستقلالية وننشىء اسرة جديدة ونعيش فى سعادة وهناء ،
أما اليوم فانظر الى شبابتا وابنائنا وما حل بهم من فقدان للولاء والأنتماء والترابط وحب الأوطان ، لأنهم لم يجدوا وطنا يحتويهم، أو يضمهم فى أحضانه ، أو يمد اليهم يده، فلا يستطيع ان يعيش الا من أيقن ان مالا تفعله بيدك لن يفعله لك غيرك ،ولا تنتظر مساعدة من أحد ، فلن يوفر لك أحد فرصة عمل ولن يوفرلك أحد مسكن ولن يوفر أحد لك أمكانيات تساعدك لتأسيس أسرة وحياة مستقرة ، فعليك وحدك ان تسعى لفعل كل هذا ولا مكان للمتكاسلين أو المتهاونين أو النائمين ، فيجب ان يستيقظ من أراد الحياة ،
لذا نجد كل شبابنا أمنيته الوحيدة ان يهرب خارج بلده ليبحث عن أرض تؤويه وجار يحتويه ويفتح له بيته لكى يقتات من جانبه ولو بأن يحصل على فتاته ، وهذا ما يشعره بالعار والمهانة لأنه إذا كان لم يكرم فى بلده فكيف ينتظر ان يكرم فى غيره ، لذا نجد هذه الأجيال ملئت قلوبها حقدا وحسدا وغربة وفرقة وعدم الشعور بالهوية أوالعزة النفسية ،
ولكل بصير أن يبصر ما السبب فى كل هذا هل هى التطورات الحياتية التى جعلت العالم يدور فى بوطقة واحدة ، واصبح كالبحر الذى تأكل حيتانه فيه صغار اسماكه وهل لم بعد هناك مكان الا للأقوياء بينما يداس الضعفاء ومن ليس له قوة تحميه أو تحفظ حقه ؟، وإذا كان كذلك فما الذى جعلنا ضعفاء؟ وما الذى ضيع حقنا ؟ومن يمكن ان له ان يعيد الينا مكانتنا؟ ويلفت انظار الدنيا الينا؟ حتى يعلم الجميع اننا موجودون واننا نستطيع ان نكون وان نقول وان يسمع لقولنا ويحسب حسابنا ، ولكن كيف ذلك ؟
انه لن يكون ذلك الا عندما تتكاتف الأيدى وتتوحد القوى وتأتلف القلوب ويتعاهد اصحاب الهمم والضمائر الحية ومحبى أوطانهم على ان يكونوا يدا واحدة تبنى وتقيم سدودا منيعة، وأحصنة حصينة ،ضد كل من يحاول ان يفرق جمعنا و ويخترق صفوفنا وينهب ثرواتنا ، ويسفه رأينا ، ويدس انفه فى كل صغير وكبير من أمورنا ،ويسبيرنا وفق ما يحقق أغراضه ومآربه لا وفق ما يحقق مصالحنا ومتطلباتنا ،
لذلك وجب علينا التغيير ، وجب علينا أن نقول لمن تولى امرنا لفترات طويله ولم يستطيع أن يصل بنا الى ذلك ، ولم يستطيع أن يزرع العز والفخرفى نفوس أبنائه بين الأمم ،ان نقول له سعيك مشكور، وعلى ما فعلت واجتهدت مأجور، فلكل طاقته وقدرته وقد أديت حسب طاقتك ولم تقصر، ولكن هناك من يستطيع ان يواصل ولعله يرى جانبا من الصورة لم يتبدى لك ، أو يجد المفتاح الذى لم تجده والذى سيفتح الطريق الى المجد والعز وملك زمام الأمور ، ويصل بنا الى بر الثقة فى النفسة وعدم الاعتماد على الغير حتى يقف اصغرنا قبل أكيرنا ليقول ها نحن قادمون ها نحن المتسابقون هانحن الذين ستفجر طاقتنا ونفخر بأن نلبى نداء ربنا ونحقق مراده فينا " كنتم خبر أمة اخرجت للناس"
ولا يسعنى الا أن اختم هذه المقالة التى لم تكن والله فى بالى قبل بدء كتابتها ولكنه حوار دار دفعنى اليها ، بقصة سيدنا عمر بن الخطاب عندما نظر فوجد ان سيدنا خالد بن الوليد لم يهزم فى أى معركة دخلها فخاف ان يخالط الشرك قلوب المسلمين ويظنون ان النصر الذى يتحقق دائما بسبب قيادة خالد ابن الوليد الذى لا يهزم ، أوبسبب حنكته وحسن تخطيطه وشجاعته ،وحتى يحقق الثقة فى قلوب المسلمين ان النصر من الله لا من خالد ، ارسل برسالة الى ميدان القتال مع ابى عبيدة ابن الجراح ولم يكن يعلم مضمون هذه الرسالة رغم انه الذم قدم بها من امير المؤمنين ، وعندما فتحها خالد وهو فى معمعمة المعركة وجد ان الخليفة يأمره ان يترك قيادة الجيش الى أبى عبيدة ابن الجراح ، فلم يتحجج بأن الجيش سيرتبك ،أو تتقطع أوصاله ،أو سيقل عزمه اذا تغير القائد فى احلك لحظات القتال ، بل انطاع للأمر ونزل من فوره من رتبة القائد الأعلى للقوات المسلحة الى رتبة جند مجند فى صفوف المعركة ،ولم تأخذه العزة بالإثم ولم يحقن على الخليفة ولم يقصر فى القتال ، هكذا كانت اخلاقهم وهكذا هى أخلاق المسلمين ، فالقيادة فى الإسلام تكليف لا تشريف فهل يعى قادتنا ذلك ويتركون الحلبة لغيرهم لعل الله ييسر على ايدي هؤلاء مالم يحققه على أيديهم .
بين يدى الطلب
عندما أجول بخيالى عبر الزمن خلال ثلاثين عاما مضت منذ كنت فى مقتبل حياتى العملية ، اتذكر اننى لم أكن اتابع اى شىء عن السياسة ، وغاية ما كنت أعرفه ان رئيسنا هو السيد / محمد انور السادات الذى خطط وقاد حرب النصر والعزة حرب ثلاث وسبعين – الفرحة التى لم تتم كما علمت فيما بعد بتقديمه النصر هدية على طبق من ذهب لعدونا من خلال معاهدات السلام بمباركة أمريكية -، وأعلم ايضا أن صاحب الطلعة الأولى والضربة الأولى كان اللواء حسنى مبارك آن ذاك ،الذى أمن وفتح المجال أمام قواتنا المسلحة ، ثم علمت أن الرئيس أنور السادات قد اختاره نائبا له ، وأثناء متابعتنا لمراسيم الأحتفال بعيد النصر عام 1981على ما أتذكر فوجئنا بحيود بعض الأشخاص عن المسار واتجاههم الى المنصة وتوجيههم اسلحتهم الى صدر السيد الرئيس ، نقل على اثرها الى المستشفى ووا فته المنية رحمه الله، ثم تولى بعد ذلك نائب الرئيس السيد / محمد حسنى مبارك رئاسة الجمهورية ، حقا أنا لم أتذكر ولم أكن اهتم أو ربما نسيت لطول الفترة الزمنية (ثلاثين عاما )كيف تم تولى سيادته ، المهم اننى اصبحت أعرف ان رئيسنا بعد السادات كان الرئيس حسنى مبارك ، ونظرا لأن حياتى كانت مشوارا طويلا من العمل الجاد والجهد الدؤب حتى استطيع ان أبنى حياتى أنا وزوجى ونستطيع ان نبنى بيتا كان لابد ان نقيم أى مشروع يدر علينا دخلا حيث ان رواتبنا تكاد تكفى الطعام والشراب، فكنا كلما نفشل فى مشروع ننشىء آخر ومررنا بسلسلة من المعاناه والمشقة حتى بنينا بيتا متواضعا جدا وأصبح لدينا سيارة ومصيف ، ولكن لم يكن هذا بالجهد اليسير ولكن بتأجيل الكثير من الضروريات والأساسيات وتقديم الأولويات ، وخلال عشر سنوات اسسنا فيها حياتنا كنا كما يقولون –عفوا - كالحيوان الذى يدور فى الساقية يغمى صاحبه عيناه حتى لا ينشغل الا بالمهمة المكلف بها وهى الدوران دون توقف حتى ينهى صاحبه عمله ويروى أرضه ويحقق غرضه وكانى أرى هذه الصورة متطابقة تماما مع ما تم معنا فى حياتنا فكأن هناك من اغمى أعيننا وشغلنا بهم عيشنا وحياتنا حتى لا نفوق لشىء آخر ولا نعترض على شىء فنظل نحن مشغولون وغيرنا يخططون ويدبرون ويسيرون دفة الحياة السياسية والإجتماعية والإقتصادية كما يشاءون دون معارض أو مهتم ،
ولكن الحق يقال لاحظنا الكثير من التطورات الحياتية خلال الفترات التى تولى فيها السيد الرئيس / حسنى مبارك الرئاسة فى مجال الخدمات فى كل الأتجاهات، انشاء مدارس وجامعات ،وتوفير الخدمات الأساسية للحياة والرفع المستمر للرواتب ، وتوفر وسائل الترفيه والرفاهية ، وادخال التكنولوجيا ،والتفاعل مع العالم والإنفتاح عليه الى الدرجة التى أوشكت ان تقضى على هويتنا وخصوصيتنا وعروبتنا وتاريخنا وتقمص شخصية غيرنا ،
حقا أننى غالبا لا ارى الا المضىء من الصورة ، واحاول ان أختلق الأعذار للمخطىء الى اقصى درجة ممكنة ، ففلسفتى فى الحياة أن اختلق لأخيك سبعين عذرا فإن لم تجد فلا تلومن الا نفسك ، لذلك فأنا فى راحة تامة لا أشتكى من أحد ، ولا أحقد على أحد ،ولا أشعر أننى ينقصنى شىء ،فأنا استطيع ان أدير حياتى ،وأحقق أمنياتى، دون أن اسقط تهاونى أو تكاسلى أو فشلى على أحد ، المهم ان يتوفر مناخ آمن يحفظ الأمن والسلامة للجميع ثم دعنا نعمل ودعنا نمر فلستا فى حاجة الى أحد .
ولكن قليل هؤلاء البشر الذين يستطيعون أن يعيشوا حياتهم على هذا المنوال ولا يستطيع ذلك الا من تعود منذ شبيبته على الصبر والمثابرة وتحمل المسئولية وحمل هموم الغير والتكفل برعايتهم وكل هذا قد ربينا عليه والحمد لله ، لذا نجد ان الغالبية العظمى ممن تربوا على الترف والرفاهية وقضاء الساعات الطوال أمام الفكاهات التلفزيونية والنكات العبسية والتواكل على الغير حتى بعد الإنتهاء من الدراسة الجامعية لا يستطيعون فعل ذلك ، ففى عهدنا كنا نتعلم ونجد لأننا على يقين أننا عندما ننهى دراستنا سنجد الحكومة توفر لنا عملا فكنا مطمئنين مشتاقين لذلك اليوم الذى نعمل فيه ونتقاضى راتبا مهما كان صغيرا ، المهم اننا سنشعر بالإستقلالية وننشىء اسرة جديدة ونعيش فى سعادة وهناء ،
أما اليوم فانظر الى شبابتا وابنائنا وما حل بهم من فقدان للولاء والأنتماء والترابط وحب الأوطان ، لأنهم لم يجدوا وطنا يحتويهم، أو يضمهم فى أحضانه ، أو يمد اليهم يده، فلا يستطيع ان يعيش الا من أيقن ان مالا تفعله بيدك لن يفعله لك غيرك ،ولا تنتظر مساعدة من أحد ، فلن يوفر لك أحد فرصة عمل ولن يوفرلك أحد مسكن ولن يوفر أحد لك أمكانيات تساعدك لتأسيس أسرة وحياة مستقرة ، فعليك وحدك ان تسعى لفعل كل هذا ولا مكان للمتكاسلين أو المتهاونين أو النائمين ، فيجب ان يستيقظ من أراد الحياة ،
لذا نجد كل شبابنا أمنيته الوحيدة ان يهرب خارج بلده ليبحث عن أرض تؤويه وجار يحتويه ويفتح له بيته لكى يقتات من جانبه ولو بأن يحصل على فتاته ، وهذا ما يشعره بالعار والمهانة لأنه إذا كان لم يكرم فى بلده فكيف ينتظر ان يكرم فى غيره ، لذا نجد هذه الأجيال ملئت قلوبها حقدا وحسدا وغربة وفرقة وعدم الشعور بالهوية أوالعزة النفسية ،
ولكل بصير أن يبصر ما السبب فى كل هذا هل هى التطورات الحياتية التى جعلت العالم يدور فى بوطقة واحدة ، واصبح كالبحر الذى تأكل حيتانه فيه صغار اسماكه وهل لم بعد هناك مكان الا للأقوياء بينما يداس الضعفاء ومن ليس له قوة تحميه أو تحفظ حقه ؟، وإذا كان كذلك فما الذى جعلنا ضعفاء؟ وما الذى ضيع حقنا ؟ومن يمكن ان له ان يعيد الينا مكانتنا؟ ويلفت انظار الدنيا الينا؟ حتى يعلم الجميع اننا موجودون واننا نستطيع ان نكون وان نقول وان يسمع لقولنا ويحسب حسابنا ، ولكن كيف ذلك ؟
انه لن يكون ذلك الا عندما تتكاتف الأيدى وتتوحد القوى وتأتلف القلوب ويتعاهد اصحاب الهمم والضمائر الحية ومحبى أوطانهم على ان يكونوا يدا واحدة تبنى وتقيم سدودا منيعة، وأحصنة حصينة ،ضد كل من يحاول ان يفرق جمعنا و ويخترق صفوفنا وينهب ثرواتنا ، ويسفه رأينا ، ويدس انفه فى كل صغير وكبير من أمورنا ،ويسبيرنا وفق ما يحقق أغراضه ومآربه لا وفق ما يحقق مصالحنا ومتطلباتنا ،
لذلك وجب علينا التغيير ، وجب علينا أن نقول لمن تولى امرنا لفترات طويله ولم يستطيع أن يصل بنا الى ذلك ، ولم يستطيع أن يزرع العز والفخرفى نفوس أبنائه بين الأمم ،ان نقول له سعيك مشكور، وعلى ما فعلت واجتهدت مأجور، فلكل طاقته وقدرته وقد أديت حسب طاقتك ولم تقصر، ولكن هناك من يستطيع ان يواصل ولعله يرى جانبا من الصورة لم يتبدى لك ، أو يجد المفتاح الذى لم تجده والذى سيفتح الطريق الى المجد والعز وملك زمام الأمور ، ويصل بنا الى بر الثقة فى النفسة وعدم الاعتماد على الغير حتى يقف اصغرنا قبل أكيرنا ليقول ها نحن قادمون ها نحن المتسابقون هانحن الذين ستفجر طاقتنا ونفخر بأن نلبى نداء ربنا ونحقق مراده فينا " كنتم خبر أمة اخرجت للناس"
ولا يسعنى الا أن اختم هذه المقالة التى لم تكن والله فى بالى قبل بدء كتابتها ولكنه حوار دار دفعنى اليها ، بقصة سيدنا عمر بن الخطاب عندما نظر فوجد ان سيدنا خالد بن الوليد لم يهزم فى أى معركة دخلها فخاف ان يخالط الشرك قلوب المسلمين ويظنون ان النصر الذى يتحقق دائما بسبب قيادة خالد ابن الوليد الذى لا يهزم ، أوبسبب حنكته وحسن تخطيطه وشجاعته ،وحتى يحقق الثقة فى قلوب المسلمين ان النصر من الله لا من خالد ، ارسل برسالة الى ميدان القتال مع ابى عبيدة ابن الجراح ولم يكن يعلم مضمون هذه الرسالة رغم انه الذم قدم بها من امير المؤمنين ، وعندما فتحها خالد وهو فى معمعمة المعركة وجد ان الخليفة يأمره ان يترك قيادة الجيش الى أبى عبيدة ابن الجراح ، فلم يتحجج بأن الجيش سيرتبك ،أو تتقطع أوصاله ،أو سيقل عزمه اذا تغير القائد فى احلك لحظات القتال ، بل انطاع للأمر ونزل من فوره من رتبة القائد الأعلى للقوات المسلحة الى رتبة جند مجند فى صفوف المعركة ،ولم تأخذه العزة بالإثم ولم يحقن على الخليفة ولم يقصر فى القتال ، هكذا كانت اخلاقهم وهكذا هى أخلاق المسلمين ، فالقيادة فى الإسلام تكليف لا تشريف فهل يعى قادتنا ذلك ويتركون الحلبة لغيرهم لعل الله ييسر على ايدي هؤلاء مالم يحققه على أيديهم .